الولد البكر

في المسافة البكر
بينك وبين انتحاب الوقت
تحتشدُ الحروف
وتقيم فرحاً
للرواة الباحثين عن الحقيقة

رميتَ ظلاً آخر
لوِهاد قلبك
واكتفيتَ بالتفرج
الأقدامُ تمضي
لاتحسُ بصرخةِ الظل
تهالكَ تحتها
لم تنتبْه حتى الحبيبة
وكان جسمُك يضمحل
وأنتَ تكره أو تحب
تعاندُ الأقدارَ متشحاً بالإنتظار
بمرارة الرغباتِ والوحده
ماذا ستذكرُ مقلتاك
من المشاهدِ
كلها جزرٌ من النعوات
وأنت مصلوباً على الصورة
تنامُ أنت على يديك
والنبضُ يهدي للأصابع رقصَه
تهتزُ حيرى
لاتمكنك الجريدة
أنت تعجزُ في القراءة والكتابه
في المسافة البكر يلوي عنقك المشهدْ
لا لم تعدْ بكراً
قد عاقروها كلهم
هي عاقرتْ أيضا وما تركتْ أحدْ
وتظنها أنتَ البتول
وتقيمُ فوق رفاتها خيمهْ

لاظلَ يمنعُ أن تحركَ فكرة
نحو الهروب
أو الاندماج مع القطيع
حتى لو أسموك نعجهْ
أو علقوا جرساً بصدرك
مرياعا لآلاف الخراف
هي فكرة ٌ أخرى لكي تكونْ
وتكون
إن وصلَ الطريقُ إلى الطريقهْ
بعضُ من الصبوات
وبعض من لهاث الماء في أوكارهِ
وبعض من منادمة
ومن كذب ينام تحت الطاولهْ
العاشقون
المارقون
الغارقون بلذة ذاتهم
لن يمنحوا رئتيك بعض هوائهم
ولو جفتْ بحلقكَ
تباشيرُ ابتسامتك الرقيقهْ
فانأى عن الفرح المغادر
شرفة الطرقات
وانعمْ بدفء الأغنيات القادمه
إن الطريقَ تلتف إن شاءوا
أو تستمر بالتقدم كالسراط
حتى إذا حصدوا لكي يصلوا
قدسية الغابهْ
تردُ الآيائل من طريقك، لاتغادر
اجمعْ غناء النبع
بوح الساقيه
جذوع أشجار مدماة
كفكف دموعَ أفراخ الهزار
وأقمْ بصدرك غابةً
لتكون مأوى الكائنات الهاربه
أنت الذي أهدرت عمرك
لتكون ضوءاً في حياة الناس والأشياء
أهدرْ بوعيك
هذي الطريقُ إذا اتجهت تبدد الظلمه
البحرُ فاض يهتز معتكرا
هرمت سواحله
ونأى يفتش عن رفات اليابسه
لاوقت كي تتعانق الأسماك
وتقيم حفلا للوداع
حتى صغار فراخها تُركتْ
لعل تمنحها السماء سحابة
تكون حضنا لاكتمال نموها
حتى التنفس ما أجارته السماء
بغيمة رطبهْ
فوضى خطاكَ
مدينة تعبَ اتساعُ بيوتها من قاطنيها
وتناثرت صحراؤها ظلاً لنخلتها
نخلٌ ومريم تعرض طفلها
من يشتري طفلا
اختصرت نبوته الكنيسة
وأسقطت عن قاتليه المحكمة
لا يفرحّن أحد، بعض المساجد
اختصرت نبوات،
وحددت طرق الدخول
الى سعير النار والجنه
إن الدعاة والرعاة الذئاب والشياه
الحضارات القديمة والديانات القديمة
الحضارات الجديدة والديانات الجديدة
احتفلوا ببالغ صمتهم
فصار فينا كل يوم مجزره
لاشيء يغري
للدخول إلى السؤال عن الحقيقه
من ذا سيحمل عبئها
إن الحقيقة في بلاد العربِ
سيئة المزاج وقاتله
خسرت حروب القلب والرؤيا
جميع جولات الصراع
وماتعمّر سقفا واحدا
لنفيء ظله
هم نكلوا بالأنبياء وبالفلاسفة العظام
فكيف يعقل أن تُشّيد
فوق أجساد الضحايا
لعصابة الأفّاق دوله
هي صرخة المقتول
لحظة اكتشف السراط
تمدك باليأس لاتبددها
لعل تكون صرخته الأخيره
وسوف تقرؤك الشفاه اليابسات
كما تريد
أو سوف يمضغك النفاق
وتنهر تحت رايات النصيحه
ماعاد يغريك التمتع بالقصائد
واكتشاف الأغنيات
ولا النساء
وتكون زنديقا لأنك
كنت تتهم الجناة
ولست تخشى المقصله
مِللٌ مدلَلةٌ مِللٌ مدلِلة
وأخرى تستحم بماء دجلة
أقوام، ثقافات وأعلام
وأبواق تقيم حفلا للنشيد
وتكون أنت المطبعة
وتصك من جسد النخيل
 لكل طائفة علماً و عمله
وأين أنت ومن تكون
حتى تمهد كي يطأ العبيد بهاء عرشك
وأنت البكر للخنساء
فكيف تجعلها أمَهْ
هي هجرة أخرى وأنت التيه
فلمَ إذا ضج الفرات
يقيم النيل للطاغوتِ أعراساً
ويَنذرُ شعبه
كي يستقيم المحفل الدولي
وتنتصر الخطابه

النيل ياولدي
بعصر الممسكين بذيل عروشهم
تحول ساقية نحيله
قد فر موسى من هناك
وانتصرت على عصاه
أفاعي السحره


سليمان الشيخ حسين، (الولد البكر)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon