د. منى غانم في حوار للراية: نسعى لجعل الأسرة شريكاً أساسياً في التنمية


 
الراية القطرية 9/12/2004
أكدت الدكتورة مني غانم الأمين العام للهيئة السورية لشؤون الأسرة أن انعقاد مؤتمر الدوحة العالمي يتزامن مع جملة من الظروف الصعبة التي يعيشها العالم العربي والمتمثلة بانعدام الاستقرار الأمني الذي سبب غيابه الكثير من الصعوبات والمعوقات أمام عملية التنمية المستدامة، وبالتالي فإن أهمية المؤتمر تتجلي في ملامسته لأبرز القضايا التي يعاني منها العالم الثالث بشكل عام خاصة تلك المثالب والنواقص في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتي تعاني منها الأسرة.
وقالت إن مؤتمر الدوحة العالمي للأسرة شكل مناسبة طيبة لتواصل المشاركين المنتسبين من ممثلي الحكومات والهيئات الدينية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأكاديميين والباحثين وذلك عبر قنوات من الحوار والنقاش الجادين متجاوزين مختلف الحواجز الثقافية والاجتماعية والخلفيات السياسية، غايتهم في ذلك توحيد الجهود وتضافرها من أجل أسرة قادرة علي الالتزام بمتطلبات الألفية الثالثة وبناء عالم يتسم بالعدل والأمن والاستقرار.
وأشارت د. مني غانم إلي أن سوريا قطعت شوطاً مهماً في مجال رعاية الأسرة والاهتمام بها وتوفير كافة الظروف المناسبة لكي تكون شريكاً أساسياً في عملية التنمية الشاملة للمجتمع ويأتي إنشاء الهيئة السورية لشؤون الأسرة كدليل واضح علي تلك الرعاية التي تلقاها الأسرة السورية منذ فجر الحركة التصحيحية، وأوضحت أن الأسرة السورية حظيت باهتمام الحكومة منذ سنوات طويلة حيث توزع العمل في هذا المجال بين عدة جهات حكومية وغير حكومية الأمر الذي شتت الجهود نوعاً ما وبالتالي فإن الهيئة السورية لشؤون الأسرة تأتي لتكوين المصب الأخير لتلك الجهود حيث تعمل علي التنسيق فيما بينها سواء فيما يتعلق بالأسرة عامة أو بالمرأة والطفل والمسن وذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلي قضايا أخري.. هنا حصيلتها:

مؤتمر الدوحة
ما مدي أهمية انعقاد مؤتمر عالمي للأسرة؟
- تكمن أهمية مؤتمر الدوحة العالمي للأسرة في أنه يحمل رسالة كونية للتضامن الإنساني لأجل أسرة ناهضة بناءة مؤثرة عن طريق إيضاح الحاجة الماسة لتقوية الزواج والحث علي احترام الحياة الزوجية وتعزيز الحياة الأسرية، بالإضافة إلي التعاون بين جميع الجهات المختصة بالشؤون الأسرية والاستفادة من أبحاثهم في مجال الأسرة حيث أن المؤتمر جمع كوكبة من رجالات السياسة والفكر وقيادات المجتمع المدني.

الأسرة السورية
ماذا عن الأسرة السورية في الوقت الحاضر؟
- لقد عملت الدولة السورية علي بناء الأسرة السورية التي يسودها الوئام والمحبة والترابط وتبنت السياسات والمبادرات والتشريعات الرامية إلي حماية البناء الأسري وأفراد الأسرة كما شجعت المبادرات الهادفة إلي تنميتها وتمكينها من التكيف مع التغيرات التي تطرأ علي محيطها واكسابها القدرة علي الاستجابة لهذه التغيرات دون المساس ببنائها أو فقدانها لوظائفها حيث توالت هذه الجهود عاماً بعد عام حتي وصلت بالأسرة السورية إلي مستويات متقدمة في الجوانب الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية وانعكست مستويات التقدم علي مختلف فئاتها وكان من نتائجها تأسيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة الأمر الذي يأكد اهتمام القيادة السياسية في سورية بالأسرة حيث ينص الدستور السوري في المادة 44 علي أن الأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع تحميها الدولة.

الهيئة السورية
قلت إنه تم إنشاء الهيئة السورية لشؤون الأسرة.. هل تحدثينا عنها؟
- يأتي إنشاء الهيئة السورية لشؤون الأسرة من أجل تنظيم الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية واللاحكومية للنهوض بالأسرة، فعلي سبيل المثال هناك عدة جهات تعمل مع الأسرة مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والاتحاد العام النسائي ووزارة الصحة وكان لابد من إيجاد مرجعية لتنظيم العمل حيث تلعب الهيئة دوراً تنسيقياً وتنظيمياً مع كافة الجهات لتوحيد الجهود المبذولة في هذا المجال.

اهتمامات
في أي إطار يأتي تأسيس الهيئة وما هي اهتماماتها؟
- يصادف هذا العام الذكري العاشرة للسنة الدولية للأسرة والتي شاركت سوريا بالاحتفالات التي شهدتها هذه الذكري وبالتالي كان من المناسب جداً أن يتم الإعلان عن تأسيس الهيئة العامة السورية لشؤون الأسرة، الأمر الذي يعكس اهتمام الجمهورية العربية السورية بالاتفاقيات والمواثيق الدولية وبجهود المجتمع الدولي في دعم قضايا الأسرة وتهتم الهيئة السورية لشؤون الأسرة بكليات القضايا ذات العلاقة بحماية الأسرة في اطار القوانين والتشريعات السائدة والنافذة في البلاد حيث تسعي الهيئة الي توفير بيئة آمنة مستقرة، لكل اسرة وحمايتها من التجاوزات والمخاطر الحاضرة والمستقبلية.. وفقا لمباديء حقوق الانسان والدستور السوري والقوانين المنفذة له من اجل تفعيل مشاركتها في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد.

رسالة
ماذا عن الرؤية والقيم التي تعمل الهيئة علي ايصالها؟
- لكل منظمة مهمة قيادية اساسية تشكل سبب وجودها، وان عدم وضوح هذه المهمة قد يفضي الي ارتباك يؤدي بدوره الي اتخاذ المنظمة قرارات تحرفها عن الهدف الذي انشئت من اجله وبالتالي فان رسالة المنظمة ورؤيتها والقيم التي تقود عملها تعتبر دليلا لنشاطات وطرق عمل المنظمة، ولذلك فقد اخذت الهيئة العديد من العوامل بعين الاعتبار حيث تنص المادة 44 من دستور الجمهورية العربية السورية علي ان الأسرة هي الخلية الأولي في المجتمع، وتعمل الهيئة مع ولأجل الأسرة السورية كما تسعي الهيئة للعمل مع المنظمات ذات الصلة علي المستوي الحكومي وغير الحكومي.
وبناء عليه فان رؤية الهيئة يجب ان تركز علي دور الأسرة في مجتمعنا وبلدنا، ولأن فكرة تأسيس الهيئة تقوم علي أساس ان الاسرة هي عنصر استقرار بذاتها، وان هذه الاسرة اذا ما عاشت في بيئة مستقرة وممكنة فسوف تتمكن من المساهمة في تطور وتقدم المجتمع السوري، كما سيتركز عمل الهيئة ضمن ثلاثة حقول اساسية تتمثل في وضع استراتيجيات وسياسات خاصة في اطار سياسة الحكومة والمساهمة في اقتراح تعديل التشريعات، بالاضافة الي رصد واقع الاسرة السورية والقيام بدور المنظمة المنبر لسياسة الأسرة السورية.

استراتيجية
ماذا عن الاستراتيجية والسياسة التي تتبعها الهيئة؟
- تستند الهيئة في عملها بالنسبة للتشريعات ذات العلاقة بالأسرة الي دستور الجمهورية العربية السورية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة التي صادقت سوريا علي الانضمام اليها، كما تستند علي الاجراءات القانونية الهامة التي تم اتخاذها بشأن حقوق المرأة وغيرها من القضايا المتعلقة بالأسرة، حيث يتضمن القانون رقم 42 لعام 2003 آلية لتقديم اقتراحات لتعديل التشريعات الموجودة. وهنا يجب القيام برصد كافة التشريعات ذات الصلة كنقطة لانطلاق نشاطات الهيئة فالهيئة لن تبدأ عملها من فراغ بل ستقوم بجمع البحوث المتوفرة في مجال الأسرة وكذلك البيانات الاحصائية المتوفرة لدي الحكومة والجهات الأخري. وعلي الهيئة ان تقوم بدراسات وبحوث من اجل خلق اساس متين لنصائحها علي سياسة الاسرة او علي تعديل التشريعات.

منسق
هل ستقوم الهيئة بدور المنسق مع الجهات العاملة في مجال الاسرة؟
- تقوم الهيئة بتقديم المشورة وتنسيق النشاطات الميدانية والعلمية مع الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية الخبراء، ويمكن للهيئة ان تمارس دورها هذا كمرجع بشكل فعال اذا ما اسست تعاونا جيدا مع هؤلاء، واقامت معهم علاقة مبنية علي الثقة، كما يمكن تحقيق العمل عن قرب مع هذه الجهات والمنظمات من خلال استشاراتهم واشراكهم في مبادرات الهيئة خاصة في مجالات النشاطات الهامة كالأبحاث واقتراح التشريعات.
هذا بالاضافة الي تشكيل جمعية لأصدقاء الهيئة أو تأسيس هيئات استشارية او لجان استفتاء حيث يتم تمثيل الأطراف المعنية فيها وقد تكون هذه الهيئات واللجان دائمة أو مؤقتة.
وتحظي الهيئة السورية لشؤون الأسرة بمكانها اللائق ضمن المؤسسات في الجمهوري العربية السورية، كمنظمة تعمل في خضم النشاطات بالتنسيق والتعاون مع المنظمات والجهات المعنية حيث يجب ان تتمتع الهيئة بالأذن المنصتة والعقل المنفتح علي احتياجات المجتمع واحتياجات المنظمات الاخري العاملة في هذا المجال، وان تحاول جمعها مع سياسة الحكومة كما علي الهيئة الدفاع عن مواقفها بين المؤسسات والسياسيين والمنظمات غير الحكومية والخبراء وفي هذا المجال تعتبر زيادة الوعي حول قضايا الاسرة من اهم الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه الغاية، وكذلك التواصل والتشاور مع هذه الجهات والمنظمات لدي القيام بتخطيط وتنظيم البحوث والدراسات واقتراحات تعديل القوانين ذات العلاقة بقضايا الأسرة، كما ان هذه الطريقة من العمل علي المستوي الخارجي والتفاعل مع البيئة المحيطة يجب ان تنعكس ايضا علي طريقة عمل الهيئة علي المستوي الداخلي، حيث يجب علي الهيئة ان تعمل علي اساس المسؤولية المهنية الفردية والجماعية اضافة الي الشفافية والمسؤولية والمحاسبة، والتعلم المستمر ثم الخبرات المكتسبة والسعي الدائم من اجل التقدم والتطوير.

تواصل
ما هي الرسالة التي تسعي الهيئة السورية لشؤون الأسرة إلي تحقيقها؟
- الهيئة السورية لشؤون الأسرة تعمل مع ومن اجل الاسرة السورية، وتعمل ايضا من اجل حماية الاسرة السورية، وتمكينها من بناء علاقات متكافئة، وتحقيق الشراكة الفاعلة في تنمية المجتمع وذلك من خلال، معرفة واقع الأسرة السورية واقتراح تعديل التشريعات المتعلقة بشؤون الاسرة الي جانب القيام بدور المنظمة المنبر وتعزيز الوعي حول القضايا المتعلقة بالأسرة.
كما تتبني الهيئة رؤية مفادها ان اسرة سورية قادرة علي المساهمة في تقدم وتنمية المجتمع وتستند هذه الرؤية في علمها علي الاصغاء لاحتياجات الاسر، وتوصل صوتهم لاصحاب القرار، كذلك الايمان بالتواصل المحفز مع الجهات الوطنية المهتمة بقضايا الاسرة والعمل بشفافية ونزاهة، وبحس عال من المسؤولية الي جانب الايمان بقيمة وجودة العمل، والعمل باستمرار لتحسين ادائنا.

نهوض
وإلى ماذا تهدف الهيئة؟
- تهدف الهيئة الي تسريع عملية النهوض بواقع الاسرة السورية وتمكينها بشكل أفضل من الاسهام في جهود التنمية البشرية، ويتم ذلك من خلال حماية الاسرة وتعميق تماسكها والحفاظ علي هويتها وقيمها وتحسين مستوي الحياة لدي الاسرة بجوانبها المختلفة والعمل علي تعزيز دور الاسرة في عملية التنمية من خلال تطوير تفاعلها مع المؤسسات والهيئات الوطنية ذات الصلة بشؤون الاسرة الرسمية وغير الرسمية والتعاون مع الهيئات العربية والدولية ذات الصلة بشؤون الاسرة بما يخدم أهداف الهيئة الي جانب اقتراح تعديل التشريعات المتعلقة بشؤون الاسرة.
الهيئة السورية لشؤون الاسرة منظمة قيد التأسيس ويصعب تقدير حجم عملها عبر فترة زمنية طويلة. ومن الخبرات المكتسبة في أماكن أخري نعرف أن من أجل أداء الهيئة مهامها بطريقة مرنة تتجاوب واحتياجات المجتمع الطارئة، فإنه من الافضل الاستعانة بموارد خارجية للنشاطات في مجال البحوث وتقديم مقترحات لتعديل القوانين ذات العلاقة بالاسرة خاصة حين تتطلب هذه النشاطات مدخلات قد تصبح أكثر تنوعا يوما بعد يوم أو حين تتطلب خبرات متخصصة كما هو الحال هنا.
ومن المزايا الاضافية للاستعانة بموارد خارجية في مجال النشاطات المتخصصة، ان تعمل المنظمة دوما بكادر صغير نسبيا وهو ما يخفف عنها بعض الاعباء الادارية. علي المنظمة أن تولي أيضا اهتمامها بتطوير القدرة علي ادارة المشاريع عامة وقدرة شراء المنتجات والخدمات وتقييمها خاصة، كما ان استقطاب الكفاءات والخبرات ومنحها الأجر المناسب هو أمر حيوي وهام في المنظمات الصغيرة التي لا تملك امكانيات كبيرة لتحويل مهمات ومسؤوليات من موظف لآخر.

سياحة
وما هي المهام التي تنهض بها الهيئة؟
- السياسة والاستراتيجية التي تتبعها الهيئة تقوم علي اعداد السياسة والاستراتيجية العامة للهيئة السورية لشؤون الاسرة واعداد خطة العمل السنوية والموازنة بالاضافة الي تقديم تقرير سنوي وبيان لنشاطات الهيئة والحساب السنوي وتقييم السياسات (النجاح والفشل).
وفي مجال البحوث والدراسات فإن ذلك يتضمن القيام بجرد للبحوث الحديثة ذات الصلة بقضايا الاسرة السورية وتحديد مواضيع البحث الي جانب التخطيط لاجراء البحوث اللازمة (سنوي - علي مدي عدة سنوات) وكتابة شروط مرجعية لمشاريع البحوث والحصول علي تمويل للبحوث وانتقاء مؤسسات بحثية مناسبة، بالاضافة الي تنفيذ اجراءات المناقصة لمشاريع البحوث ومراقبة تقدم مشاريع البحوث وتقييم النتائج النهائية لمشاريع البحوث بالاضافة الي نشر نتائج البحوث واستخدامها في وضع وتعديل السياسات والاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بشؤون الاسرة.

المرأة
عندما نتحدث عن الاسرة الخلية الاساسية في المجتمع لابد من الحديث عن المرأة التي تشكل نصف المجتمع.. ماذا حققت المرأة في سورية؟
- نالت المرأة السورية العديد من المكتسبات وتعزز اهتمام القيادة السياسية بدفع عملية التنمية ولا سيما تعزيز دور المرأة وتمكينها من خلال اهتمام السيد الرئيس ورعاية عقيلته لمعظم النشاطات التي تهدف الي النهوض بواقع المرأة وتعزيز دورها في جميع مناحي الحياة، حيث وقعت سورية علي العديد من وثائق الامم المتحدة التي عقدت خلال تسعينيات القرن العشرين والتي تبنت سد الفجوات النوعية وتحقيق المساواة بين الجنسين وتابعت تنفيذ الالتزامات التي وقعتها في المؤتمرات الدولية وانعكس ذلك باعتماد سورية المؤشرات الدولية لتلك المؤتمرات. كما عملت الحكومة السورية علي تعزيز مكانة المرأة وازالة جميع العوائق التي تحول دون مشاركتها الفعالة في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة وتبني مفاهيم العدالة بين الجنسين وتمكين المرأة من تحقيق التنمية المستدامة، حيث شكلت اللجنة الوطنية للمرأة عام 1995 والتي تشارك فيها الوزارات والمنظمات والنقابات والجمعيات المعنية. وانتهاء بلجان المرأة في العديد من النقابات، كلجنة المرأة العاملة والمرأة المهندسة ولجنة المرأة في نقابة المحامين ووحدات ومديريات وجهات تنمية المرأة التي تشكلت في و زارة الزراعة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة تخطيط الدولة والمكتب المركزي للاحصاء.
كما قامت اللجنة الوطنية للمرأة في عام 1996 بالتعاون مع الجهات الحكومية والاهلية المعنية بوضع الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الجمهورية العربية السورية حتي عام 2005 وتم تبنيها من قبل الحكومة ودمجها في الخطة الخمسية التاسعة (2001 - 2005) التي تضمنت لأول مرة فصلاً خاصاً بتمكين المرأة السورية وترجمتها الي خطط عمل وطنية وقطاعية تضمنت آليات الرصد ومؤشرات قياس التقدم الحاصل.
وصدر في العام (2002) المرسوم التشريعي (330) الذي صادق علي الغاء جميع اشكال التمييز ضد المرأة بالاضافة الي العديد من التشريعات الهادفة الي الغاء التمييز مثل قانون توريث المرأة العاملة لمعاشها التقاعدي لورثتها الشرعيين والمرسوم التشريعي 53 لعام 2002 الذي زاد مدة اجازة الامومة المدفوعة الأجر.
وينعكس اهتمام الدولة بتحقيق العدالة بين الجنسين أيضاً في موازنتها العامة التي تعمل علي تحقيق هذا الهدف بتخصيص اعتمادات مالية للاتحاد النسائي تضاف الي ايراداته الذاتية، اضافة الي الاعتمادات المخصصة لوحدات المرأة في بعض النقابات وايضاً مخصصات منظمة المرأة العربية والتي تبلغ 4.1% من مجمل ميزانية المنظمة.
كما تتواصل جهود التنمية الوطنية في سورية التي تتعرض بشكل متزايد الي تأثير رياح العولمة، وذلك بهدف التخفيف من هذه الآثار ومواجهة تحدياتها وتمكين المرأة، خاصة في المجال الاقتصادي وذلك من خلال العديد من المشاريع التي تهدف لإيصال المعلوماتية إلي الريف مثل شبكة المعرفة الريفية وكذلك مؤسسة تطوير وتفعيل دور المرأة في التنمية الاقتصادية مورد وهي مؤسسة غير حكومية أنشئت عام 2003 بدعم ورعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد رئيس الجمهورية بهدف تفعيل وتطوير مشاركة المرأة السورية في عملية التنمية الاقتصادية- الاجتماعية عبر تقديم جميع وسائل الدعم الممكنة للمشاريع النسوية القائمة والجديدة.

قفزة نوعية
أين أصبحت المرأة السورية بعد كل هذا من مواقع صنع القرار؟
- حققت المرأة السورية قفزة نوعية في نيل حقوقها التي أكد عليها الدستور وشمل ذلك تواجدها في مواقع صنع القرار في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية في التعليم والعمل والتنمية الشاملة بما فيها حق تقلد المناصب العليا والاقتراع والترشيح إلي المجالس التشريعية والبلدية والمحلية والنقابية والمهنية، حيث وصلت نسبة النساء في مجلس الشعب السوري إلي 12% في الدور التشريعي الثامن 2003-2007 كما تضم الحكومة السورية الحالية وزيرتين وتضاعف عدد معاونات الوزراء من 2 عام 1990 إلي 4 عام 2003 إضافة إلي 21 امرأة في منصب مدير عام و27 في منصب معاون مدير عام و47 في منصب مدير فرعي و23 في منصب معاون مدير فرعي وعميد كلية.
أما فيما يتعلق بدخول المرأة السلك الدبلوماسي فإن نسبة مشاركتها بلغت الآن 11% حيث يوجد ثلاث سفيرات في كل من روما وباريس وأثينا، كما ارتفع عدد النساء في الإدارة المحلية وسلك القضاء حتي أصبح عدد القاضيات 170 قاضية و33 محامية دولة و250 مساعدة عدلية والعديد من العاملات في السلك الحقوقي، كما تم تعيين المرأة في أعلي منصب في القضاء وهو نائب عام في الجمهوريةالعربية السورية لأول مرة عام 1998.

هيئات
ما هي أهم الهيئات والمؤسسات التي تعمل علي دعم الأسرة والمرأة في سوريا؟
- هناك الكثير من الهيئات التي تعمل علي دعم الأسرة والمرأة في سوريا ويأتي علي رأسها الهيئة السورية لشؤون المرأة والتي تحدثت عنها ويضاف إلي ذلك شبكة المعرفة الريفية التي تهدف إلي محو الأمية المعلوماتية في الريف السوري وتمكين أبنائه من النفاذ إلي الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة واستخدامها في كل المجالات، كما يوجد مؤسسة مورد والصندوق السوري لتنمية الريف فردوس الذي أنشيء عام 2001 كمنظمة غير حكومية برعاية السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد رئيس الجمهورية بهدف دعم التنمية المستدامة في الريف السوري ويعمل هذا الصندوق منذ تأسيسه في ثلاثة مجالات أساسية هي تلبية الحاجات الأساسية للتنمية وتقديم قروض صغيرة لتمويل مشروعات تنموية صغيرة والتدريب علي الحاسب والمنح الدراسية.
وبالإضافة إلي ما تم ذكره هناك لجنة سيدات الأعمال التي تعمل علي تقديم الخدمات اللازمة للسيدات صاحبات الأعمال ليتمكن من إنجاح أعمالهن وأصبحت نسبتهن 10% من رجال الأعمال، وكذلك رابطة النساء السوريات والتي تعمل علي توعية المجتمع عامة والمرأة خاصة بحقوقها وواجباتها. منطلقة من شريحة حقوق الإنسان والدستور السوري والقوانين المدنية وغير التمييزية، وأيضاً من واقع المرأة السورية في ميادين العمل والتعليم.

9/12/2004
كلنا شركاء

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon