خطوة نحو القيام بعلاقة شراكة بين مختلف الشرائح


بهدف تحقيق التعاون بين الخطاب الديني والوطني وإيجاد قانون الأسرة يتناسب مع الشريعة الإسلامية وحاجات الوطن، كان اللقاء بين الهيئة السورية لشؤون الأسرة ومركز الدراسات الإسلامي لحوار جاد وهادف يعمل على تلاقي الأطراف وإيجاد صيغة مشتركة تساهم بعملية بناء الوحدة الوطنية على أساس من المحبة.
من هنا عرضت الدكتورة (منى غانم) الأهداف الأساسية التي تقوم عليها الهيئة والتي انطلقت من الدستور السوري المادة (44) والتي تقول: «إن الأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع تحميها الدولة» وكان من أهم الأهداف تسريع عملية النهوض بواقع الأسرة السورية والذي يتطلب تحقيقه التعامل مع كافة الشرائح في المجتمع وإيجاد صلة وصل بين آراء مختلف الشرائح وأصحاب القرار في الدولة، ومن الأهداف التي ذكرتها الدكتورة الحفاظ على شكل الأسرة الطبيعي وحمايتها والحفاظ على هويتها وقيمها، وأيضًا تحسين مستوى الحياة لدى الأسرة وتعزيز دور الأسرة في عملية التنمية والعمل على اقتراح تعديل التشريعات غير المناسبة المتعلقة بالأسرة.
ولهذه الهيئة اهتمامات جادة بإيصال الأفكار وصوغها بشكل تصل فيه الحكومة إلى إصدار القوانين المناسبة لجميع الشرائح مع التأكيد على أن دور الهيئة يقف عند الاقتراح بتعديل التشريعات ولا يصل إلى تعديلها أو صياغتها، ومن مهامها أيضاً رصد واقع الأسرة السورية بجلسات عمل وبحث ودراسات متتابعة وتنسيق النشاطات الميدانية.
وللهيئة السورية رسالة أساسية وهي القيام بعلاقات شراكة مع جميع الشرائح وحماية الأسرة ببناء علاقات متكافئة تقوم الأسرة فيها على أساسين هما الرجل والمرأة وتدعيم العلاقة بينهما وكل ذلك لتصبح الأسرة السورية قادرة على المساهمة في تقدم وتنمية المجتمع من دون أن تشغلها مشاغل أخرى كالحالة الاقتصادية مثلاً.
ومن أهم قيم الهيئة الإصغاء لاحتياجات الأسر والإيمان بالتواصل مع الجهات الوطنية المهتمة بقضايا الهيئة والعمل بوضوح ونزاهة وبحس عال من المسؤولية والإيمان الحقيقي بقيمة وجودة العمل وضرورة السعي الدائم لتحسين الأداء.
وفي ختام لقائها تؤكد الدكتورة على أنه في مجتمع تطغي عليه ثقافة العيب لا بد من الحوار للوصول إلى حلول جذرية للمشاكل المتراكمة في الأسرة السورية.
هذا وكانت هنالك مداخلات جادة ومهمة من قبل الحضور حيث عبّر السيد (معشوق الخزنوي) وهو عضو مجلس الأمناء في مركز الدراسات الإسلامية وخطيب جامع في مدينة القامشلي عن ارتياحه لوجود هذه الهيئة مؤكداً أننا نحتاج لمثل هذه العناية من قبل جميع الشرائح وأن جميع الأهداف والمبادئ التي تقوم عليها الهيئة تتناسب والشريعة الإسلامية. فأينما وجدت مصلحة العباد فهذا شرع الله.
وأكد الدكتور (سفير أحمد جراد) في مداخلته بأن الأطروحات التي قدمت من قبل الهيئة متكاملة وهذا ما يدعو للتفاؤل وقد علق على تسمية الطفولة المبكرة بهذا الاسم وضرورة تسميتها بالطفولة الأولى لأنها التسمية الشرعية واتخذت الدكتورة هذا الاسم بدلاً من السابق.
وفي مداخلة للسيدة (حنان لحام) باحثة في الفكر الإسلامي والاجتماعي رأت أننا نبدأ يوم جديد في تاريخ التوعية الفكرية والنضال الفكري في بلادنا مؤكدة أننا خرجنا من طور ردود الأفعال التي لا تؤدي إلى بلوغ الأهداف وبأننا بوجود الهيئة إنما نسعى إلى الربح المشترك. وقد اقترحت عدد من السيدات مشاريع من ضمنها إيجاد مستوصفات علاجية لمشاكل الأطفال والنساء ولتسمى مستوصفات اجتماعية وأيضاً إدخال مادة دراسية تعنى بشؤون الأسرة التثقيفية للشباب والبنات واقتراح بإيجاد برامج تلفزيونية تعمل على توعية الجيل الجديد وترشده نحو الطريق السليم.
وفي الختام كان التأكيد على أن الأهمية في العمل تكمن من نقطة البداية والتي تقوم على ما يسمى بلغة الاقتصاد بالجدوى الاقتصادية من المشروع ما هو الذي يحقق النفع الأكبر في المجتمع لتكرس الجهود نحو تحقيقه وكل ذلك بطرائق مدروسة تقوم على التعاون بين جميع أفراد وفئات المجتمع لأنه لخير المجتمع السوري ككل.

2/2005 
 

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon