مؤتمر الدوحة يتبنى موقفاً محافظاً من الأسرة


اجماع اسلامي مسيحي يهودي على دعم مؤسسة الزواج والأسرة ورفض زواج المثليين والعلاقات خارج اطارها.
تبنى المؤتمر العالمي للاسرة الذي اختتم الثلاثاء في الدوحة موقفا محافظا من عدد من المسائل المتعلقة بالاسرة خلافا لمؤتمرات سابقة اخرى في هذا الشأن، مؤكدا ضرورة "دعم مؤسسة الزواج" و"الاسرة الطبيعية" اساسا للمجتمع.
واكد المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي الذي يحمل اسم "اعلان الدوحة" ضرورة "دعم مؤسسة الزواج و رعايتها وصونها (...) وسن وتنفيذ سياسات تعزز استقرار الزواج وتعمل على تشجيع الشراكة الكاملة والمتساوية بين الزوج والزوجة في اطار علاقة زواج ملتزمة ودائمة".
كما شدد على اهمية "التمسك بالمعتقدات الدينية والاخلاقية التي تساهم في صون الاستقرار الثقافي و التقدم الاجتماعي".
وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من الشخصيات بينها بطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية الانبا شنودة والحاخام اليهودي رابي دانيال لابن والداعية الاسلامي المعتدل الشيخ يوسف القرضاوي.
وقالت زوجة امير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند ان المؤتمر الذي عقد بمناسبة الذكرى العاشرة للسنة الدولية للاسرة شدد على اهمية "الاسرة الطبيعية" في مواجهة "الدعاوى التي تحاول احيانا ان تسوغ مواقفها باسم الحداثة".
واكدت الشيخة موزة ضرورة "التصدي لمن يخالف الاديان في محاولات لاعادة تعريف الاسرة" التي اجمع المشاركون في "اعلان الدوحة" على انها "الخلية الطبيعية والاساسية للمجتمع".
وقال دبلوماسي غربي حضر المؤتمر ان اللقاء "اتسم بمبالغة في تعريف الاسرة المحافظة (...) وكرس نظرة محافظة جدا للاسرة وقدم نموذجا واحدا لها".
واضاف ان اللقاء "سار في طريق مختلف عما شهدته مؤتمرات اخرى حول الموضوع نفسه منها مؤتمر القاهرة في 1995" الذي اثار جدلا حادا حينذاك في طرحه قضايا حساسة من بينها خصوصا تنظيم الاسرة.
واوضح هذا الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته "لهذا السبب كانت المشاركة الاوروبية في المؤتمر ضعيفة وعلى مستوى متوسط".
الا ان الشيخ القرضاوي اكد ان "المطلوب هو اسرة محافظة".
واضاف ان "الاصول الكلية للاسرة موحدة بين كل الاديان السماوية"، ليعكس بذلك اجماعا بين رجال الدين من مختلف الديانات برفض الاسرة القائمة على زواج مثليي الجنس الذي اصبح معترفا به في عدد من الدول الغربية.
واكد الحاخام اليهودي رابي دانيال لابن براس "ارفض زواج المثليين رغم ان بعض اليهود يجيزونه" بينما شدد الانبا شنودة على ان "العلاقات خارج اطار الزواج الشرعي مرفوضة دينيا واخلاقيا".
ولم يعارض سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات في القاهرة مبدأ "الاسرة الطبيعية"، لكنه اوضح انه يأخذ عليها "امرين هما القهر والاستبداد".
ودعا ابراهيم الى "دعم مؤسسات المجتمع المدني كبديل عن الاسرة الممتدة".
لكن الشيخ خالد بن جبر آل ثاني عضو مجلس ادارة المجلس الاعلى لشؤون الاسرة في قطر رأى ان "ما تشهده الاسرة العربية و المسلمة اليوم من متغيرات شهدته الاسرة الغربية منذ سبعين سنة"
وتساءل "لماذا لا نتحدث عن قضية الشواذ التي بدأت تزحف الى مجتمعاتنا بعد ان اعترفت بهم المنظمات الدولية؟"، داعيا المجتمعات العربية والمسلمة "الى الاجابة على اسئلة مهمة مثل كيف سنرد على اجازة زواج مثليي الجنس" في بعض الدول.
وقال "هل لدينا المصداقية الكافية لنفرض رؤيتنا للاسرة على الآخرين؟".
وحظي موضوع تعدد الزوجات بحيز مهم من النقاش حيث دعا الداعية عمرو خالد علماء المسلمين الى الاجتهاد في هذا الموضوع. وقال "نريد منهم تبيان ما اذا كانت التعددية مطلقة ام مقيدة بظروف معينة".
وفي رد غير المباشر على هذا الطلب، قال الشيخ يوسف القرضاوي ان "هذه الدعوة ليست جديدة"، مؤكدا ان "الاصل في الاسلام هو الزوجة الواحدة".
وقد تناول المؤتمر ايضا مسألتي "الاسرة وثقافة الحوار" و"القواعد الحقوقية والدينية لاسرة الالفية الثالثة".
وذكر احد المشاركين في المؤتمر ان نتائجه عكست تمايزا حضاريا واضحا بين عالمين يكاد يصبح زواج مثليي الجنس في احدهما "طبيعيا"، في اشارة الى عدد من الدول الغربية بينما تؤكد منظمة العفو الدولية ان مثليي الجنس يعاقبون بصرامة في معظم الدول العربية والاسلامية.

2/11/2004

ميدل ايست اونلاين

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon