النظرية الاجتماعية النسوية

مقدمـة:
تهتم النظرية الاجتماعية النسوية بالحياة الخاصة الملازمة للعلاقة بين المرأة والرجل، كما تهتم بالتغيرات التي تصاحب هذه العلاقة خاصة مع اقتحام النساء المتزايد للحياة العامة. والعاملون والعاملات في هذا المجال يناقشون ويناقشن الاعتقاد القائم بطول وصعوبة الطريق أمام إحراز المساواة في العلاقة بين الرجل والمرأة.
على الرغم من أن الرجال والنساء يشكلون ويشكلن نماذج هذه العلاقة وذلك بفضل طرائقهم وسلوكياتهم إلا أن المنظِرات النسويات والكاتبات ساهمن بشكل كبير في إحداث تغيير في المجتمعات تبعه تغييرا وتأثيرا على تلك العلاقة. ولعل الفضل يعود في ذلك إلى حقيقة كون الكاتبات النسويات منذ الستينات جزءا من مجموعات العمل النسوية وجزءا من الحراك السياسي والاجتماعي في تلك الفترة. أما في الوقت الحالي فتواصل الكاتبات النسويات تواجدهن في مختلف الأنشطة والميادين.
وإلى جيل مضى لم تكن النظرية النسوية جزء من علم الاجتماع – مع العلم – أن الفكر النسوي قد ساهم في صياغة - ليس فقط - النظرية النسوية وإنما النظرية الاجتماعية ككل.
ركزت النظرية النسوية على المعنى لكلمة "اجتماعي" وعلى كيفية تأثير "أحدهم/ إحداهن" بالعالم اجتماعيا وعلى كيفية اتصال الرجل بالمرأة أحدهم بالآخر. وبهذا دفعت النظرية النسوية بعلماء الاجتماع لإعادة اختبار وتعديل النظريات الاجتماعية، ووضعت الناشطات أسئلة جذرية عن: (الأدوار الاجتماعية، الهويات حسب النوع والخصائص البيولوجية للجنس). ساعدت هذه الأسئلة علماء الاجتماع في تطوير مفاهيم وتحليلات جديدة عن العلاقة بين المجتمع والثقافة والحياة العامة والحياة الخاصة وبين المجتمع والطبيعة.
يعرض هذا المقال بعض النقاشات التي دارت في انتقاد النظرية النسوية من قبل النساء السود ونساء العالم الثالث اللاتي يرين أن الكثير من المساهمات في الفكر النسوي كانت بأيدي النساء البيض ومن نساء الطبقة المتوسطة بالتحديد. كما يناقش العرض المقاربات والمناهج الماركسية داخل الفكر النسوي ويناقش في الجزء الثالث منه المشكلات والنقد الذي وجه إلى النظرية الاجتماعية المبكرة. حيث ينتقد الفكر النسوي النظرية الاجتماعية وعلمائها لسبب رئيسي هو: تغييب المرأة إلى العام 1970م.
وعامة، فإن المرأة غائبة عن التحليلات الاجتماعية وعن العالم الاجتماعي لعلم الاجتماع. لذا نرى أن لغة النظرية الاجتماعية الكلاسيكية في تحليلاتها هي لغة رجال ترصد أنشطة الرجال وخبراتهم وتجاربهم بالإضافة إلى جزء العالم (البيئة الاجتماعية) الواقع تحت سيطرة الرجال. ماركس ، فايبر وديوركايم كانوا نموذجا لكتبة ومفكري القرن التاسع عشر الميلادي الأوربيين وقد افترضوا أن العالم مبني أساسا على الحياة العامة للرجال متمثلة بـ : القوة العاملة، الحياة المدنية والحياة السياسية.
أحد جوانب التاريخ الطويل لبناء وتطوير الحياة الحديثة الحضرية والصناعية هو الفصل بين الحياة العامة والحياة الخاصة. هذا الفصل لم يكن حاصلا في المجتمعات التقليدية، كما إن العمل كان مقسما حسب الجنس ومحكوم عليه بالنظام الأبوي وبالسيطرة الذكورية. ومع تطور الرأسمالية، المدن والصناعة تطورت أيضا الحياة العامة وتبعها توسع لسيطرة الرجل على الأنشطة. وهنا أصبحت النساء أكثر تقيدا بالحياة الخاصة: في المنزل والعائلة وشاركت بشكل محدود في السياسة، في الاقتصاد وفي الحياة الاجتماعية العامة. وبينما كانت النساء تشاركن بشكل متنامٍ في الحياة العامة، كان هناك تزايد في حركة التقييد لهذه المشاركة ونذكر على سبيل المثال قوانين العمل في المصانع وأجور العائلة. ولكي نفهم المصاعب التي واجهت النساء في هذه الحقبة، علينا أن نلقي الضوء على بعض المعطيات، فعلى سبيل المثال، لم يعترف بالنساء في انكلترا حتى أواخر القرن التاسع عشر كأفراد سواء على المستوى القانوني أو على مستوى الحرية الشخصية. فلازال الرجال يملكون سيطرة رسمية على العائلة وكن النساء مبعدات بشكل تام عن الحياة الرسمية. ميل وتايلور بمشاركة بعض الناشطات الرائدات في الولايات المتحدة أمثال اليزابيث كامي، سنتانتون وسوزان انتوني طالبن بإحقاق المواطنة الكاملة للنساء لتحقيق المساواة المرجوة: وهذا يتضمن إعطائهن حق الاقتراع. بعد عام 1865م، وعندما كان ميل عضواً في البرلمان الانجليزي دافع من اجل رفع المعاناة عن النساء كما دافع لصالح تعديل القوانين التي تمنح الأزواج السيطرة التامة على أموال وممتلكات زوجاتهم، وقام بتنظيم ودعم حملة تنظيم النسل.
على الرغم من توهج الحركة النسوية في القرن التاسع عشر إلا أن المساواة الرسمية للنساء لم تتحقق إلا بعد وقت طويل. في كندا: لم يكن للنساء الحق في التصويت في الانتخابات الفيدرالية حتى العام 1918م مع أن حق الاقتراع كان قد أعطي للنساء في بعض المقاطعات، ولم تحصل نساء كيوبيك على حق التصويت في الانتخابات البلدية إلا في العام 1940م. وقد احتفظ القانون بملكية الممتلكات والأموال والتصرف بها للرجال على مدى القرن التاسع عشر إلا في بعض الحالات التي تتيح للمشتريين امتلاك مشتراواتهم بغض النظر عن جنسهم (1872 – 1940). وفي العام 1897 أعطت انجلترا الحق للمرأة العاملة خارج المنزل الاحتفاظ بأجرها وقد حقق الأمر نفسه في كيوبك في العام 1931م، وفي كندا عدل قانون الجرائم في العام 1969 ليشرع بيع موانع الحمل وليشرع الإجهاض.
ومع تطور الحركات الحقوق إنسانية، أصبحت المساواة بين الجنسين مقننة إلا أنها كانت مساواة رسمية فقط، غير حقيقية، ولا تعكس ترجمات العلاقة على أرض الواقع ففي كندا، هناك مساواة رسمية في معظم جوانب الحياة الاجتماعية حيث يتمتع الرجل والمرأة بنفس الحقوق ويؤكد عقد الحقوق والحريات في دستور عام 1982م بأن كل فرد يتمتع بحقوق متساوية قبل وتحت القانون،وله الحق بحماية متساوية وبمنافع متساوية بقوة القانون دون تمييز وبالأخص دون تمييز بسبب العرق، السلالة والأصل، الجنسية أو الإثنية أو الوطنية، اللون، الدين، الجنس، العمر أو الإعاقة الذهنية أو الجسدية.
وعودة إلى إطروحات النظرية الاجتماعية الكلاسيكية والتي طورت في أوربا، نلاحظ أنها إطروحات ركزت على خصائص الحياة العامة: نشأتها وأشكال تطورها، متغافلة بذلك الحياة الخاصة التي تمثلها النساء. وهنا تنتقد النظرية النسوية تلك الإطروحات في تلك الفترة لافتقارها إلى نظرية العلاقة النوعية بين الجنسين (الجندر- النوع الاجتماعي – الجنوسة) وتفتقر إلى إظهار التباين بين الرجال والنساء وتعتبر هذه الانتقادات عواميد النظرية الاجتماعية المعاصرة. وباختصار، فإن عدم تحليل الحياة الخاصة للعالم الاجتماعي يثبت بأن النظرية المبكرة لعلم الاجتماع لم تقم بطرح وافٍ ومكتمل لمعرفة وفهم كل أجزاء العالم الاجتماعي.

تعريفات علم الاجتماع والعالم الاجتماعي:
لكل نظرية اجتماعية تعريفها الخاص لما هو "اجتماعي" وماهو "مجال" النظرية الاجتماعية، فجوفمان يعرفه بــ: الترتيب التفاعلي (سياق التفاعل) و"ميد" يعرفه بالدراسة التي تهتم بالعلاقة داخل الذاكرة والنفس والمجتمع. وقد كان لعلماء الاجتماع الكلاسيكيين السبق في تعريف علم الاجتماع وكل من هؤلاء الكتاب طور تعريفا للعلم الاجتماعي حتى بشكل ظاهري وأكملوا تحليله بالنسبة للفكر النسوي. وعلماء الاجتماع المعاصرين يواجهون مشكلة رئيسية تتمثل في إقصاء النظرية الكلاسيكية لأجزاء كبيرة من أفعال وتفاعلات الإنسان، هناك الكثير من الجوانب المهملة للعالم الاجتماعي وهي تلك التي تشغلها المرأة والأطفال. فقد عبر الكلاسيكيون بشكل قليل الأهمية وبتحليل ضعيف للمؤسسات المختلفة مثل المنزل والعائلة والمجتمع حيث تتركز أنشطة النساء.
ثم جاء التركيز على العمل والسلعة عند ماركس وتقسيم العمل عند ماركس وديوركايم. يناقش نموذج ماركس في الاقتصاد السياسي السلع والتبادل لقيمة السلعة الآتية من العمل ومن القيمة الفائضة الآتية من العمل الفائض، فكلما كان عمل الإنسان منتجا خلاقا كلما كان معبرا ومعرفا للإنسانية – من وجهة نظر ماركس. وكان نقد ماركس للحيازات الخاصة والرأسمالية يتمثل في كون أن هذه القيمة الجوهرية والإبداع تسلب بعيدا عن العمال خلال سلسلة من العمليات الموضوعية ومن الاستغلال الناشئ عن إنتاج السلع . وعليه، وتبعا لتحليل ماركس فإن النساء غير مستغلات إلا إذا كن عاملات مدفوعات الأجر وضمن قوة العمل، ونفس الشيء فإن عمل النساء قد لا يثمن بنفس الطريقة التي يثمن بها عمل الرجال حيث وأن هذا العمل لا يخضع لعلاقة العمل نفسها كما هو حادث في قوة العمل. يحلل ماركس قيمة السلع بقدرتها على التصريف ووحدها فقط السلع التي تمتلك قمة هي تلك التي تصرف وتكون جزءا من النظام الرأسمالي. وعليه، فالسلع والخدمات المنتجة في البيت أو العائلة أو بشكل طوعي أو في أي مؤسسة أخرى حيث إنتاجها وتبادلها ليس لغرض المال لم تكن جزءا من نموذج ماركس للرأسمالية، وقد لاحظت نوفيل أن ماركس قام بإدراج الإنجاب البشري والأدوار الإنجابية خارج محيط ماهو "اجتماعي" وقد سلط الضوء على إن الإنجاب لقوة العمل يمكن تركه لغرائز العمال فيما يخص البقاء والتكاثر. وهنا يتضح أن نموذج ماركس للنشاط الاقتصادي يضم فقط العمل مقابل الأجر.
العائلة، المنزل، العمل الإنجابي، إنتاج القوة العاملة والحفاظ عليها خارج سوق العمل الرسمي قد استبعدت بشكل عام من نموذج ماركس. في الوقت الذي خصص فيه ماركس بعض النقاشات حول (قيمة الإنتاج)، لم يكن ماركس يملك النظرية الكافية للعنصر البشري أو العمال. في عصر ماركس – أيضا – لعبن النساء دورا ضئيلا في الاقتصاد العام، وعليه، لم يطور ماركس أية نظرية عن كيفية مساهمة النساء في المنزل، في العائلة، في قيمة الإنتاج لقوة العمل (العمال) كسعلة. وجوهريا، فالعالم الاجتماعي عند ماركس هو – فقط – إنتاج السلعة، قيمة تبادل السلعة، سوق العمل، تراكم القيمة والربح.
أما دوريكايم فقد ركز على تقسيم العمل، وتطبيقاته على التنمية الاجتماعية وعلى التضامن الاجتماعي وقد طور منهج مشابه لنموذج ماركس يتناول تقسيم العمل من بيئة الاقتصاد العام وأن هذه البيئة هي التي تفصل وتصبغ وتميز العمل وبالتالي تقسمه بين الجنسين. وبما أن النساء بصورة عامة لا تشارك في قوة العمل على تقدير دوريكايم فإن هذا النموذج يحد النساء من المشاركة في تقسيم العمل ويقول دوريكايم بأن تقسيم العمل يشكل القواعد والأسس للروح المعنوية والتضامن المبدئي للمجمع الحديث. وعليه، فالرجل كقوة عمل رسمية في الاقتصاد العام هو الذي يخلق هذا التضامن. ومن الصعوبة بمكان ملاحظة مساهمة النساء في هذا التضامن. وبما أن الدراسات السليمة لعلم الاجتماع تعتمد على الحقائق الاجتماعية، وبما أن النساء غائبات عن هذه الحقائق فإن النساء بشكل عام لسن الموضوع المناسب لعلم الاجتماع حسب النظرية الاجتماعية الكلاسيكية.
الطريقة الأخرى التي يحدد فيها علماء الاجتماع الكلاسيكيين العالم الاجتماعي هي الفئوية والمفاهيمية لهذا العالم. فماركس يحدده على أساس الطبقة وصراع الطبقة، الاستغلال والقيمة الفائضة للعمل وتراكم القيمة والربح ونشوء "الأزمة"، وكل هذا ليس للنساء فيه أية مساهمة تذكر حيث وان المعوقات تعزى إلى الأنشطة في الاقتصاد وفي إنتاج العمل. والحقائق الاجتماعية لدوريكايم كان يمكنها أن تضم النساء إلا أنها لم تفعل. والطبقة عند فايبر، الأوضاع، الحزب، السيطرة، السلطة، البيوقراطية، العقلانية لها جزء من الحياة العامة حيث تلعب النساء دورا ضئيلا.

البيولوجي:
أظهر علماء الاجتماع الكلاسيكيين الاختلافات بين الرجل والمرأة على أنها طبيعية ولم يحللوا سواء كانت هذه الاختلافات مبنية على أساس بيولوجي أو أنها تطورت اجتماعيا. في الوقت الذي يتبنى كتاب القرن التاسع عشر فكرة المنطقية الإنسانية للإنسان سواء كان رجل أو امرأة دون فروق، ظل معظم علماء الاجتماع الكلاسيكيين يؤكدون على الاختلاف الطبيعي القائم بين المرأة والرجل، وقد كتب "سايدي" في ملاحظاته أن النساء مرتبطون بالطبيعية بينما يرتبط الرجال بالثقافة: فنساؤنا عاطفيات أما رجالنا فيتصفون بالعقلانية. وبالنسبة لدوريكايم فيعتقد بأن القول بالفروقات البيولوجية موضوع مثير للسخرية بدليل أن التفاعلات الإنسانية هي اجتماعية وكعالم اجتماعي لا يعتبر دوريكايم الجوانب البيولوجية ذات تأثير أو توجيه على الحياة الاجتماعية إلا انه يعتقد في نفس الوقت بأن النساء بشكل أو آخر يرتبطن بالطبيعة.

التباين:
ركز علماء الاجتماع الكلاسيكيين بشكل عام على موضوع "التباين" وقد كان ماركس أكثرهم تركيزا على هذه النقطة أما دوريكايم ومعه فايبر فعمدوا إلى تطوير طرق عدة لاختبار "الفرق" و"التباين". فالقضايا مثل تقسيم العمل، الاستغلال، القوة، السلطة، والسيطرة يؤكدون على وجود "الفرق" و"التباين" إلا أن التباين بين المرأة والرجل وبين الإثنيات والأعراق لم يستحوذ إلا على جزء بسيط من علم الاجتماع الكلاسيكي. وفي الوقت الذي طورت فيه الباحثات النسويات النظام الأبوي كنظام منتج للتباين، لم تساهم النظرية الاجتماعية الكلاسيكية إلا بتحليل محدود وبفهم مختلف للنظام الأبوي. فقد طور ماركس وانجلز نموذج للتباين بين المرأة والرجل ولكن على اساس اقتصادي. وحلل فايبر النظام الأبوي لكنه أفصح بأن التباين بين المرأة والرجل ليس من ضمن اهتماماته ذات الأولوية.
وباختصار، فالعالم الاجتماعي عند علماء الاجتماع الكلاسيكيين يقصي أفعال النساء بشكل عام. وكنتيجة لذلك، فعلم الاجتماع والمعرفة لا تملك الشيء الكثير لتقوله عن النساء، في حين أن كل من ماركس، دوريكايم وفايبر يملكون بعض الملاحظات على دور النساء والعائلة ولكنها بشكل عام ملاحظات محدودة، كما أن نماذجهم لم تكن لتختلف كثيرا لو أن النساء لم تكن موجودات على الأرض أساسا.

مقاربات ومناهج النظرية الإجتماعية النسوية:
تَدرس النظرية النسوية "النساء" في العالم الإجتماعي وتطرح القضايا بشكل عام، ولكنها تركز الاهتمام بالقضايا التي تخص العالم الإجتماعي للنساء. كما تركز على وجهة نظر النساء، خبرة النساء ومنظور النساء المفاهيمي تجاه هذه القضايا. والنظرية النسوية تقطع قطريا المجالات الأكاديمية التقليدية وتدمج روافد جديدة نسوية تلحقها بهذه المجالات كـ: الأدب النسوي، التاريخ النسوي، العلوم النسوية و التي من شأنها إثراء هذه الأقسام الفكرية والعلمية وإدخال أبعاداً أخرى غير تقليدية، النسوية في هذا السياق. وفي أكثر الأحيان، لم تقدم النظرية النسوية الإنتقادات على العلوم الأكاديمية بشكل عام وإنما قدمت مناهج و مقاربات منهجية لتطوير هذه العلوم معتمدة على منهَجة خبرات النساء ومفهوم النساء المعرفي لهذه العلوم.
وكما أشرنا سابقا، فالنسوية مرتبطة بشكل وثيق بالعالم الإجتماعي. و الذين قاموا بتنظير هذا الإتجاه كانوا في الأغلب نساء اسقطن تجاربنهن الحياتية و تفاعلهن مع العالم الإجتماعي كما اعتمدن على التجارب اليومية للنساء الأخريات و تفاعلهن الإجتماعي لصياغة هذا التنظير. و التنظير النسوي يناقش أمور عدة مثل: مجموعات النساء، الإصلاح الإجتماعي، الحركات الإجتماعية و السياسية الدولية، التنظيم والتعبئة، و المأسسة. ومن ناحية صياغة المناهج، فقد قدمت النظرية النسوية نماذج وأمثلة مناهجية لعلم الإجتماع وفي المجالات الأكاديمية الأخرى لإثراء التحليل الإجتماعي، البحث الإجتماعي، التنظير الإجتماعي، الخ...
ربما يكون الإهتمام الأكبر للنسويات الإجتماعيات هو الإعتراف بحضور النساء الكامل غير المنقوص في العالم الإجتماعي. و على الرغم من أن النساء دائمات الحضور في العالم لإجتماعي – أساساً كعوامل مؤسِسة ومشكلة له – إلا أن الإطار النظري لعلم الإجتماع لا يعترف بذلك. في بعض الأحيان، يمكننا تعديل بعض الأطر النظرية ، في حين انه من غير الممكن تعديل الأطر الأخرى أو تطويرها و نذكر نموذج Parson’s(1) للعائلة كأحد الأنظمة العصية الغير قابلة لأي تعديل أو تطوير.

الجندر:
الإهتمام الثاني للإجتماعيات النسويات هو الإدارك و الإعتراف بالفروقات البيلوجية و الإجتماعية بين الجنسين. فالقروقات البيلوجية هي تلك الفروقات المرتبطة بالجنس كوصف بيولجي أما الفروقات الإجتماعية فهي تلك الفروقات على التي ترتبط بالبني الإجتماعية كوصف للجندر. وتلاحظ Lovell(2) أن التفريق بين الجنس و الجندر يشكل قاعدة وأرضية ثابتة للنسويات الماركسيات و الريديكال. ومن ضمن ملاحظات Lovell أيضا، أن الوظائف البيلوجية تصيغ بوتيرة متصاعدة عقلانية التبرير و التحليل و التشريع في الذاكرة الإجتماعية لوضع النساء في العالم الإجتماعي. و يمنح جزء كبير من النظرية النسوية شروحات وتفسيرات للبنى الإجتماعية التي تحدد هذه الأوضاع و الأدوار وتنتقد بشدة القول بـ "طبيعية" هذه البنى والقول بـ "ثباتها". وإعتمادا على إفادات الخبيرات النسويات في هذا المجال، فالملاحظات على أوضاع النساء حسب الزمان و المكان أنها متباينة ومتنوعة حسب العلاقات الإجتماعية للمرأة و الرجل في تلك المجتعات. تعتقد النسويات أن الخصائص البيولجية قد تكون ثابتة، ولكن العلاقات الإجتماعية المؤسسة في الثقافة المجتمعية هي –حرفيا – قابلة لإعادة التشكيل. ورغم ذلك، فليس من السهولة بمكان التغافل عن الفروقات البيلوجية وحقائقها، فالنسويات الريديكال إشتغلن ويشتغلن على إعادة تعريف الجسد وعلى الجسد كموضوع منذ القرن التاسع عشر. وتقول Lovell: (لو استمر وجود نساء مضطهدات في كل زمان ومكان وبشكل واسع حينها لامجال من الإعتراف بأن للفرقات البيلوجية يد في ذلك!)

النظام الأبوي:
أما الإهتمام الثالث للنظرية النسوية هو إضطهاد النساء و السيطرة عليهن من قبل الرجل، وكيفية التغلب على الإضطهاد و السيطرة. ولطالما دافعن النسويات على فكرة نظامية و جذرية الفرق بين الجنسين في السلوك الإجتماعي و الهيلكيات الإجتماعية التي تنتج و تبرر و تحلل و تشرع الإضطهاد و السيطرة. كثير من المفكرات النسويات يطلقن على منظومة إضطهاد النساء و السيطرة عليهن بـ "النظام الأبوي". وفي الوقت نفسه أثيرت الكثير من النقاشات حول أصل الإضطهاد و السيطرة على النساء، وحول تطور هذا النظام، وحول تعريفه. و قد لاحظت Lovell أن مصطلح "النظام الأبوي" أصبح متداولا في الفكري النسوي بشكل واسع و كوني الأمر الذي ضيع أهمية البحث عن الأسباب التاريخية و الثقافية للبنى و العلاقات الإجتماعية الأخرى.

ولتحدي النظام الأبوي ولتحقيق المساواة بين الجنسين، طورت النسويات عدة مناهج ومقاربات ممكن إستعراضها بإيجاز كما يلي:
النسوية الليبرالية، الاشتراكية، الريديكالية:
و توصف باليبرالية و الاشتراكية لإرتباطها الوثيق بالفكر الليبرالي و الإشتراكي و الماركسي، و توصف بالريديكالية لإعتمادها استراتيجيات عملية للتقدم نحو المساواة، ولإهتمامها بقضايا الجنسانية(3) و الرغبة و الجندر كاداء. و هذا التقسيم فيه الكثير من التبسيط فهناك من المنظورات النسوية كـ: النسوية التفكيكية، و نسوية مابعد الحداثة، ونسوية العالم الثالث. ومع ذلك يظل هذا التقسيم هو الوصف الأكثر شيوعا و استخداما و نفعا على الأقل لنسويات الحقبة من السيتينات إلى الثمانينات.
النسوية الليبرالية:
دافع المفكرون الليبراليون الأوائل مثل Hobbes, Locke, Rousseaue عن فكرة الحرية الشخصية، الاستقلالية، و التطور على اساس العقلانية و سببية الإنسان. أحد الجوانب الأساسية لليبرالية الكلاسيكية هي: التركيز على طبيعة الإنسان التي تحدد تميزنا كأناس في مقدار استيعابنا للعقلانية وأهمية سببية الإنسان. ولقد ظهرت تناقضات عميقة في الفكر الليبرالي فيما يخص الدفاع عن الملكية الشخصية وذلك النقاش الدائر حول تقييد ملكية النساء. بالنسبة للنسويات، فأن واحدة من أهم التناقضات في الفكر الليبرالي كانت إعتبار الأفراد سواسية حسب وصولهم للملكية و للسوق وفي هذا طرد للنساء و الأطفال و بعض أعضاء الأقليات، أي أن التعبير يقصد كل الرجال سواسية!
يعتبر المفكرون الليبراليون أن النساء يشغلن حالات و أوضاع مختلفة ويقمن بأدوار أيضا مختلفة عن الأدوار التي يقوم بها الرجال. وعليه فنظرتهم للنساء أقتصرت على ماهو عليه من أوضاع و أدوار دون التطرق الى تغييرها نحو الحرية والمساواة. فالنساء لدى الليبراليين الكلاسيكيين يشغلن حيز العائلة الذي يحدد بقدرة و سلطة الرجل ولم يكن العمل من أجل تحقيق المساواة داخل العائلة مدمج في الفكر الليبرالي الكلاسيكي. نزيد على ذلك أن أحد المناهج الليبرالية الكلاسيكية إعتبرت إذعان المرأة لسلطة الرجل والتصاقها بالعائلة وتحملها للأعباء الأسرية هو ما يجعل من الرجال أحرارا!
إستخدم المفكرون الليبراليون المحدثون مثلTaylor, Harriet, Marry Wollstonecraft, John Stuart Mill(4) مفهوم الحرية الشخصية، والذي يعتمد على القدرة الشخصية للوصول إلى السوق والملكية، لتطوير مفهوم المساواة بين الرجال والنساء. حالياً، و على الرغم من وجود مساواة رسمية بين الرجال و النساء، تناقش النسويات أسباب عدم تحقق هذه المساواة على أرض الواقع، ويرجعن الأسباب إلى:
1) المواقف، 2) التمييز، 3) تطبيق القوانين و رفض تنفيذها أو رفض تعديلها، 4) المؤسسات.
وبشكل عام، تعتبر النسويات الليبراليات أن الفروقات البيلوجية بين الجنسين ليست ذات أهمية على الأقل في الحياة العامة. وعليه، فلاتوجد فروقات غرائزية بين المرأة والرجل تصنع القدرات و تعلل السلطة! إذاً، فالجنس لاعلاقة له في الأنشطة وخاصة المتعلقة بالحياة العامة، فحيث توجد الفروقات الخاصة بتشكيل الهويات الإجتماعية وبتوزيع الأعمال وباقامة التدريبات فالتغيير ممكن. وحيث توجد الفروقات البيولوجية مثل إنجاب و تربية الأطفال فالتغيير يتم على مستوى المؤسسات التي تقدم الخدمات الداعمة لهذه الأدوار.
معظم الأفكار المتعلقة بالمساواة بين الجنسين طرحت بشكل واضح بواسطةTaylor, Marry Wollstonecraft, John Stewart Mill ومالت مناهج الليبرالية الأحدث إلى إعادة تثبيت ماطرحوه ولكن ذلك أخذ من الوقت الكثير. وبغض النظر عن التطور في تحقيق المساواة الرسمية على مستوى القوانين فعلى النساء المشاركة بشكل كامل في الحياة العامة وإن صادفن مشاكل تعيق تحقيق هذا الهدف مثل:
1) تمركز النساء في وظائف محدودة نسبيا وغالباً ماتكون وظائف ذات دخل أقل ولا تحصلن من خلالها على تدريب مكافىء ولا على مستوى مسئوليات مشابه لمسئوليات الرجال، 2) إعادة إنتاج سيطرة الرجل في الحياة العامة وخاصة في مواقع السلطة الاقتصادية و السياسية، 3) عزلة النساء في الحياة الخاصة، أو ان الفصل القائم بين الحياة العامة و الخاصة يجعل من تواجد النساء في الحياة الخاصة أولى.
يمكننا النظر للنسوية الليبرالية من خلال اهتمامها بالقضايا المتعلقة بـ: 1) المواقف، 2) التمييز، 3) المؤسسات. فيما يخص المواقف، فالنساء أنفسهن أكثر احتراما للعادات و التقاليد و للأدوار المحددة تبعا لذلك التطبيع الإجتماعي الذي يعيد إنتاج وصياغة نفس الصفات في كل أجيال النساء، وخير مثال على ذلك: إعتبار النساء الشابات أن الزواج هو الهدف من حياتهن و الحل لمشاكلهن! بالإضافة، أن أدوار الرجال تكرس وتحافظ على إبقاء و تعزيز الصور النمطية للمرأة في سن مبكرة واستمراريتها حتى أعمار متقدمة.
القضية الأخرى المدرجة من ضمن اهتمامات النسوية الليبرالية هي: التمييز على أساس الجنس (5). ويعتبر التمييز على أساس الجنس من أكبر المشاكل االتي تواجه الفكر النسوي لانه موجود في كل شرائح الأفراد و المنظمات و المؤسسات. ويمكن التعبير على التمييز على أساس الجنس بـ "التمييز" إلا أنه تمييزا معبر عنه من خلال المواقف و السلوك للقدرة العليا و القدرة الأدنى للقيام بالأدوار كما ينبغي، ودائما ماتكون قدرة الرجل هي العليا و قدرة المرأة هي الأدنى. قد لاتكون هذه المواقف مواقف ظاهرة ولكنها كثيرا ماتتواجد ضمنا وخاصة في المؤسسات و المنظمات لجعل تحقيق المساواة أمراً في غاية الصعوبة. من بعض أمثلة المواقف الضمنية: اتباع مبدأ السقف الزجاجي (6) في الإدارة، أو تثبيط النساء من الإلتحاق بالمجالات التقنية.
المسألة الثالثة هي: إحداث التغيير المؤسساتي أو المنظماتي لتحقيق المساواة. وتطالب النسويات الليبراليات اعتماد حزمة من التغييرات داخل أنظمة المؤسسات وهياكلها، كإعتماد مراكز للرعاية بالأطفال داخل دور العمل، إعتماد أنظمة رعاية يومية، جعل موانع الحمل وخدمات الإجهاض متوفرة وسهل الوصول إليها، توفير آليات حماية للنساء ضحايا العنف، توفير ضمان إجتماعي للعائلات المعالة من قبل نساء دخلهن محدود. وفي مجال الاقتصاد، استحداث تشريعات للمساواة في الأجور، استحداث في نظام إجازة "الأبوة"(7)، ضمان الوصول المتكافىء للوظائف، إدماج احتياجات النساء للوصول الى المساواة في مختلف البرامج. وعلى مستوى التشريع، إعتماد مواد تشريعات حقوق الانسان، ضمان المساواة بين الرجال و النساء في القانون، جعل القانون أكثر تحسسا للقضايا التي تخص النساء في جميع المجالات الهامة.
ومماسبق، نرى ان النسويات الليبراليات قد قطعن شوطاً أكبر من ذلك الذي قطعه الليبراليون الكلاسيكيون. كما أتبعت النسويات الليبراليات مبدأ إدماج الدولة في تحمل مسئولية تحقيق المساواة والحفاظ عليها وهو نفس المبدأ الذي اتخذه الليبراليون الكلاسيكيون في تحميل الدولة مسئولية حماية الحريات المدنية للفرد كحق التصويت، حرية التعبير، حرية المعتقد، حرية التنظيم، حق الملكية. في القرن العشرين، ارتبطت الليبرالية بالتنمية الإقتصادية وبالعدالة الإجتماعية. ولتحقيق ذلك أتبعت عدة مناهج مختلفة إلا أن المنهج الغالب كان إدماج الدولة لصياغة التغييرات في الأنظمة الإقتصادية من خلال سن القوانيين واللوائح، تصميم البرامج، وصياغة السياسات. إن محاولة خلق درجة أعلى من المساواة في التمتع بالفرص يعني تخطيط و تنفيذ برامج تعليمية لذوي الإحتياجات الخاصة، الرعاية الصحية، تشريعات سوق العمل، مخصصات العائلة، برامج التقاعد و الضمان الإجتماعي، الخ... وإذا ما وضعنا كل هذه البرامج في حزمة واحدة فسنحصل على حزمة "رعائية". وتجد Tong(8) أنه من الأفضل وصف الليبراليين الذين يدعمون هذه البرامج بالليبراليين الرعائيين.
وباختصار، يمكننا تلخيص نموذج النسوية الليبرالية بـ: الإهتمام بتحقيق المساواة بين الرجال و النساء وخاصة في الحياة العامة. ولاتوجد لديهم تحديات رئيسية لتفكيك النظام الإقتصادي و الإجتماعي و إعادة صياغة رؤيته. و الحق يقال أن هناك حاجة ماسة وفعلية لإحداث التغيير على مستوى المواقف، السلوكيات، القوانين والمؤسسات. وهكذا يمكننا اعتبار المشاركة في إحداث التغيير على كل هذه المستويات مشاركة واحدة كاملة. غير أن النسوية الليبرالية لا تتحدى بشكل مباشر الهياكل التأسيسية للأنظمة الإقتصادية القائمة و لا السياسية و لا التشريعية.
وعلى الرغم من وجود انتقادات منطقية للنسوية الليبرالية، إلا أن الواقع يقول أن الليبرالية الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية هي النظام الذي نعيشه اليوم. وهذه الانتقادات كانت ومازالت مفيدة وقد ساعدت في خلق الكثير من التقدم للنساء وفي حصولهن على حق الترشيح و الانتخاب و في حصولهن على التعليم ، و على مشاركتهن في قوة العمل، وفي توسيع مشاركتهن السياسية. وعليه فمن الصعب جحد ماحققته مناهج النسوية الليبرالية في السير نحو المساواة عند المطالبة بالمزيد من المساواة! ومع أن الواقع يقول بالتقصير ومثاله ببساطة: أن اللامساواة لازالت قائمة، إلا أن اسوء نماذج اللامساواة قد أنهيت بفضل المناهج الليبرالية.

Karl Marx:
(1818 – 1883) مؤسس الشيوعية العلمية وفلسفة المادية الجدلية والمادية التاريخية والاقتصاد العلمي، وزعيم ومعلم البروليتاريا الأول.

Max Weber:
(1864 – 1920) عالم اجتماع ألماني ارتبط بالكانطية الجدية والوضعية. عند فايبر أن جوهر أي ظاهرة اقتصادية اجتماعية لا يتحدد بجوانبها الموضوعية بقدر ما يتحدد بوجهة نظر الباحث. أي العملية الحضارية التي تعلق على أي عملية معينة.

Emile Durkheim:
(1858 – 1917) عالم اجتماع وضعي فرنسي، تلميذ لكونت. يدرس المجتمع كنوع من خاص من الواقع الروحي.

1) عالم اجتماع امريكي (1909 – 1989) يوصف بأكثر العلماء المعاصرين كلاسيكية.
طور بارسونس نموذج العائلة النووية و تعني (العائلة المكونة من "زوجين" "غير مثليي الجنس" يقومون بـ "تربية أطفالهم" "الشرعيين").
ويؤمن بارسونس أن دور المرأة هو دور "تعبيري" كإعطاء الحنان أما الرجل فهو دور "تنفيذي". ويعتبر تقسيم الأدوار على هذا النحو تقسيما تقليديا من وجهة النظر الليبرالية.
2) Terry Lovell بروفوسورة معاصرة في جامعة Warwick، مركز دراسات المرأة و الجندر و المقال أعلاه مختصر لكتابيها: Feminists of the Second Wave و Feminists Transformed
3) Sexuality: وتترجم حسب أدبيات الـ UNIFEM (صندوق الأمم المتحدة للمرأة) بـ "الجنسانية" وتعني: الوظائف الفيزيولوجية للأعضاء الجنسية، و الوظائف البيولوجية للغدد الصماء التي تظهر مميزات هذه الأعضاء.
4) John Stuart Mill (1803 – 1873) عالم وفيلسوف انجليزي. من أهم مؤلفاته كتابه (النفعية) (Utilitarianism) و (عن الحرية) (On Liberty) بالإضافة إلى كتاب ( نظام المنطق) (System of Logic).
5) Sexist
6) Glass Ceiling: ظهرت عبارة "السقف الزجاجي" في الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات لوصف الحواجز الغير طبيعية التي تمنع النساء من الوصول إلى الوظائف القيادية وهو رمز من رموز التمييز الاجتماعي والاقتصادي ضد المرأة. يشغلن النساء من 1% إلى 3% فقط من الوظائف القيادية في المؤسسات الكبيرة بالعالم وفي الولايات المتحدة، ورغم الجهود المبذولة لتخطي السقف الزجاجي، فإن النساء في العام 1999 يشغلن 5.1% من الوظائف العليا في اكبر 500 شركة، مقارنة ب 2.4% في العام 1996.
7) Paternity Leave and Paternity Pay: إعتبارا من أبريل 2004, أصبح يحق للآباء أخذ إجازة أبوة. و يعطى حق أخذ الإجازة للآباء وللأمهات على السواء و تمتد فترة إمكانية أخذها إلى غاية بلوغ السنة الخامسة من عمر الطفل. تسمح إجازة الأبوة بالتوقف عن العمل لمدة أسبوعين مأجورين. و يمكن أخذها لمدة أسبوع أو أسبوعين متواصلين و لا يمكن أخذها فى أيام منفصلة أو أسبوعين منفصلين. و يجب أخذ الإجازة خلال الـ56 يوما التى تلى ولادة الطفل ( أو الأسبوع المتوقع للوضوع إذا ولد الطفل مبكرا), أو من اليوم الذى تبدأ فيه فترة تبنى الطفل, و يجب أخذ الإجازة لرعاية الطفل أو لمساعدة الأم. تكون إجازة الأبوة إذا كان لديك أو تتوقع أن يكون لديك مسؤولية فى تربية طفل, أو أن تأخذ بعض الوقت لرعاية طفل أو لمساعدة الأم, و يجب أن تكون: الأب البيولوجى للطفل ؛ زوج أو شريك حياة أم الطفل (و يشمل ذلك شركاء الحياة من نفس الجنس)؛ أو أبا بالتبنى لأطفال زوجتك أو شريكة حياتك, أو أن تكون أبا بالتبنى مشاركة مع شخص آخر (فى حالة أن يكون شريكك قد أخذ إجازة تبنى).
8) Tong, Rosemarie. 1989. Feminist Thought: A Comprehensive Introduction.

العدد (0) من مجلة جسور - السنة الأولى - شباط/فبراير 2005 

موقع جسور

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon