خاص: "نساء سورية" هذه ايضاَ قضية من قضايا التخلف والسقوط الاخلاقي والوحشية المزمنة التي يعيشها مجتمعنا يشبه حرية محرومة من الردع الدي الذي يتوجب دواءً وحلاً لهذا الإزمان. فالمرأة في عرفهم سلعة، أو هي في الحقيقة مخلوق حيواني خلق للمتعة التي تنحصر الرغبة فيها بالرجال، وتباع وتشترى, منهم وإليهم فحسب، حتى وصلت إلى درجة من الإنحطاط أمست فيها عرضة ل "المقايضة" سواءً كانت المقايضة زواجاً بزواج، أم كانت بمعنى القصاص: "العين بالعين، والسن بالسن، والأخت بالأخت"! وقضيتنا هذه قضية "الاخت بالأخت" أحداث هذه القضية تدور في قرية تقع في محافظة حلب وقد أقلقت هذه القرية العدالة واشغلت القضاء في حلب منذ فجر تشكيل المحاكم، وقد اشتهر أهلها بالشراسة والقتال والقتل والانتقام، إلا أن هذه الصفات الرجولية لم تمنع النساء من المشاركة فيها فالنساء في هذه القرية يتشاركون مع الرجال بجميع الصفات! وبفكرة أن المرأة حيواناً لا رأي له! وأعدّ للمقايضة أو الاقتصاص على الشريعة (الحمورابية)، فرحن يفعلن ببنات جنسهن كما يفعل الرجال! ومن ذات المنطق كانت إحداهن تندفع بدافع غريزتها إلى تسليم جسدها للرجل الذي يبادلها الحب غير مفكرة بسوء المنقلب عليها، موازنة تمام الموازنة بين المتعة الجسدية وبين ما سيترتب عليها من فقدان حياتها ثمناً للمتعة. وهكذا أحبت (أ) وهي في سن الفتوة، احد أفراد أسرة صديقة لأسرتها، المدعو (ب) الذي كان يتردد مع أهله لزيارة عائلة (أ) لما بينهما من صداقة أسرية، حيث أحب الفتاة. ولم يكن في الدار متسع للقاء الحبيبين، ولارتفاع الحب عن الزمان والمكان فقد كانت الخلوة والوحدة في مكان مظلم في القبو الذي أعدّ إسطبلاً أو زريبة للحيوانات، واجتمعت (أ) مع (ب) وكان عناق... وكان تأخر عن العودة. وسرعان ما استبطأت الأم (ع) ابنتها (أ) في إطعام الدواب، فارتابت في أمرها وذهبت إلى الإسطبل.. فكبست ابنتها مع العشيق، فانقضى ما بين العاشقين وكان خفض ثياب ورفع ثياب، وهروب وافتراق. و اقتيدت البنت إلى الغرفة العلوية، حيث جرى استجوابها من قبل والديها، عصا بيد الوالد وحبل من نسد بيد الوالدة، لا تصعد عنها العصا إلا لينهال عليها الحبل، كل بدوره! وأنكرت البنت أن تكون قد ارتكبت شائنة، فأخذت إلى القابلة التي أشارت عليهم اصطحابها إلى طبيب مختص لعدم توفر الأدوات والخبرة اللازمة، وعندما أدركت أنها سوف تكشف لا محال، أقرت باتصالها الجنسي مع حبيبها، وجلس أهل البنت يقلبان الامر على وجهيه اتفق الزوجان: المرأة وزوجها على أن يجامع الزوج بكرا من أسرة العشيق اغتصاباً، على طريقة كسر الشرف لينتقم من كسر شرفه! كأن بكارة البنت ليست شرفها هي وإنما شرف أسرتها وعشريتها فحسب ولا علاقة لها به! وكان ذلك.. وتنادى أهل (أ) واجتمعوا على الباطل: والد الفتاة الملقب (ي) وأمها (ع) وشقيقة الوالد (د) وشقيق الأم (ع) الملقب (و)، وارسلوا بطلب الأصهار (ح) و(خ) و(م)، وكان الوقت مساء فلم ينتظروا قدوم الأصهار.. بل سبقوهم لما يحمله الموقف من لوعة انتظار النصر! في دار الشيخ المسن والد (ب) عشيق (ا) ، التي اقتحموها عنوة، عثر الأربعة (ي)، (ع)، (د) و(و)، عثروا على أخت غريمهم (ب) ومعها شقيقتها التي هي اكبر منها بأربع سنين، فهجموا عليها كما يهجم قطيع من الضباع على دجاجتين، هربت الكبرى منهما بعد ان ركضت هي وأختها، لكن الصغرى توقفت عن الركض بسبب اصطيادها بحجر قذفتها به (ع) والدة (أ)، فأصابت ساقها واردتها أرضاً! في هذه اللحظة وصل أهل الغيرة والحمية السوداء: الأصهار الأربعة مصطحبين بنادقهم ومدوا يد المساعدة إلى (الأربعة الأوائل) فأصبحوا ثمانية! وحملوا جميعا الفتاة إلى دار الصهر (م).. وعلى الباب همّ عمّ الفتاة (أ) أن يهوى بمدراة حديدية على رأس ام البنت الممدة أرضاً! أدخلت دار الصهر ومددت أرضا وانهال الاربعة عليها ضرباً مبرحاً لتكف عن المقاومة.. لكنها تقاومهم بعناد، فلا تمكنهم من نزع سراويلها.. فعمد الصهر (صاحب البيت) إلى الإمساك بيدها وأمسكت أخته باليد الأخرى، فتشتت حركة البنت وتلاشت. وتمكنت بذالك (د) من تعريتها ولم تبق على اعلى جسمها سوى قميصها الداخلي المرفوع، وحملق (ي) والد (ا) في هذا العرى، وسقط عليها ليغتصبها بشكل فاجر لا يعلو عليه فجر! إذ مد اصبعه في فرج الفتاة ولم يتوقف عن عمله الحيواني ووضعيته (السادية) التي لم يسبق لها مثيل، حتى ينظر بأم عينه ويتأكد أن الدماء تسيل منها ليطمئن انه انجز عمله! حتى إذا حصل لديه التهيؤ، أوعز إلى من في الغرفة للخروج لكي لا يظهر عورتة امام أهله! فهو حريص على الآداب! وتم الاغتصاب! وتكمن (ي) من إزالة بكارة الفتاة وخرج فورا يجر الفتاة بيمناه وبيسراه.. (سروالها الصغير) الملوث بالدم يرفعه على عصا يلوح به على رؤوس أهل القرية. أما أخت الفتاة المغتصبة التي استطاعت الهروب فقد أعلمت أهلها فخرج أخوها (العشيق الذي تحدثنا عنه) هائماً فاقد الوعي مسلحا ببندقيته.. وأمام منظر العصا المرفوعة التي يلوح بها (ع) أخذته نشوة النصر.. (إذ أريق الدم على جوانب شرفه الرفيع ليسلمه من الاذى)، ثار (ب) وأطلق بندقيته ليردي (ع) قتيلاً.. ولما رأت (ا) ما حدث بوالدها وشقيقة عشيقها، ذهبت إلى بيتهم وأخذت السم الذي يستعملونه في الحقل وابتلعته.. وذهبت كي تموت بجانب والدها.. لكن أمها لم تدعها تموت بجانب والدها.. فقالت لها: "... لقد تزوجت... وهذه ذبيحتك... موتي بعيداً عنا.. لا تلوثي جسد والدك"! فذهبت الفتاة إلى الحقل وماتت هناك... تدخلت الشرطة وقبضت على الموجودين وكان حكم المحكمة: 1: تجريم المتهمين (ع) الام و(و) شقيق الأم، وفقاً لأحكام المواد... ومعاقبة كل منهما بالسجن مع الاشغال الشاقة تسع سنوات وأربع اشهر.. 2: تجريم الصهر (م) و(ح) وفقاً لأحكام المواد... ومعاقبة كل منهما بالسجن اربع سنوات وثمانية اشهر وحكم على العشيق (ب) غيابياَ.. أمام هذه القضية، نجد أنفسنا أمام مجتمع لا يعرف الرحمة ولا يضع القانون في حسبانه.. ويضرب جميع الموازين والخلاق بعرض الحائط.. كأنه مجتمع من زمان لا يمت بصلة لزمان الانسان الحضاري، العادل، الرحيم... لذلك، إن دراسة جرائم الشرف يجب ان تكون في رؤية الظواهر والإنسان.. وهذه الرؤية تكون وسط ركام الأشياء وبين عقول الأفراد المجرمين فالفطرة.. فلنذهب إلى هناك.. لعلنا نكتشف أن سر الجريمة هو سر الحياة!
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon