القتل لمرة واحدة أرحم وأهون ألف مرة


خاص: "نساء سورية"
بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله
من الفخر أن يكون هناك منبر للنساء لترفع صوتها عالياً فقد مرت عهود طويلة ولا أحد يسمع أنينها وأناتها المكبوتة.. أنا من أشد المعجبات بموقعكم الذي ينصف الفئة المهمشة في الحياة والمستضعقين والذين لا حول لهم ولا قوة ..

أنا مواطنة أحتمي بالقانون السوري ولكن للأسف القانون يديره الرجال الذين ينظرون للمرأة بنظرة متعالية مضطهدة وللأسف تدعمهم بعض النسوة اللواتي يدعين التحرر والانفتاح ...
لن أطيل عليكم ولكن أريد أن أرفع صوتي الضعيف الذي سرقه مني المجتمع والأهل والزوج والأصدقاء..
صوتي الضعيف الذي جعلني أتحمل المر والذل والهوان والعذاب الذي يفوق أضعاف عذاب السجناء في أبشع السجون..
على مدى ربع قرن وأنا أتجرع كأس المر! ولا أحد يعلم بي إلا الله ، والذين يعلمون من المقربين جداً .......يطلبون مني أن أتحمل هذه الإهانات وهذا العذاب المرير! لأن المرأة الشريفة لا تخرج من بيتها إلا لقبرها!
وبعد ربع قرن خرجت من المنزل وأنا بين الموت والحياة! وما إن شفيت صممت بكل قوتي الضعيفة أن أطلب الطلاق، وأخرج من هذا العذاب، طالبة سلامة عقلي وصحتي.. بعد أن أوصلني إلى حافة الانهيار والجنون.....
إنه إنسان مختل عقلياً.. سادي يمارس عليّ كل فنون الإجرام والسادية!
ورفعت دعوى التفريق... وأنا أمني نفسي بالراحة والخلاص...
وإذا بي أفاجأ أن الطلاق ليس بالأمر السهل.... أنني وقعت بين أيدي المحامين والقاضي والنائب العام والمحكمين......
أما هذا الزوج المحترم فقد بدأ يروي عني قصصا كاذبة ويقوم بالتشهير بي!.. وكلهم يصدقونه... أما أنا التي أروي الحقائق فينظرون إلي نظرة مريبة! وكلهم ينظرون إلي نظرة أنني أنا المجرمة وهو الضحية!..
أنا المرأة التي تركت بيتها وزوجها..! وهو الذي لا يريد أن يفرط بزوجته!..
بالطبع لا يريد ان يفرط بها! فهي خادمة تعمل ليلاً نهاراً بدون أجر!
وهي فشة خلق له ولنزواته!
وهي حارسة للبيت ولأولاده!
وهي مدرسة تدرس الأولاد!
وهي طباخة ماهرة مجاناً!
وتتحمل الضرب والإهانات والشتم والقذف!
وهي التي تتحمل شذوذه وعقده النفسية ومرضه العقلي بدون شكوى!
وهي... وهي...!
ولذلك لن يطلق...!
وهذا منتهى الإكرام منه أمام المحامين والمجتمع!
وخروجي من البيت وأنا في حالة بين الموت والحياة.. يعتبر نشوزاً وإجراماً!..
وأنا المجرمة وهو الضحية..!
وها أنا.. منذ سنتين وأنا أعاني للحصول على الطلاق.. ولكنه يتلذذ بتعذيبي وإهانتي وتعريضي للذل والتشهير.. ولن يطلق مهما كان..
أليس هذا أفظع من القتل؟!
إنه قتل كل دقيقة.. وكل ساعة...
القتل لمرة واحدة أرحم وأهون ألف مرة..
أتساءل أين النساء المحاميات؟! أين النساء القاضيات؟!...
النائب العام في سورية هو امرأة... أين هي..؟
أين الاتحاد النسائي؟!
أين منظمة حقوق الإنسان...؟؟
لماذا كل هؤلاء يسمحن بالقانون الذي فيه يطلق الرجلُ امرأته بكلمة واحدة.. وبدقائق يستطيع الرجل أن يطلق زوجته ويخرجها من البيت.. ولا تستطيع المرأة أن تطلق نفسها؟!
أين هي حقوق الإنسان؟!
أم المرأة هي ليست من جنس الإنسان؟!
هناك جمعيات لحماية الحمير والكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات!!! ونرى الحيوان يعامل في الخارج بمنتهى الرقة والرحمة والعدل والانصاف!!!
ألا يمكننا أن ننضم إليهم لعلنا نحصل على حقوقنا ؟!
أرجوكم أوقفوا هذه الجرائم التي تحصل كل يوم..
الإسلام حلل الطلاق...
والمسحية حرمت الطلاق....
وفي النهاية.. نرى الرجل في كليهما يضطهد المرأة ويعذبها ويحرمها أدنى الحقوق الإنسانية.. ويمارس عليها أعلى درجات التعذيب والاضطهاد!
والمجتمع صامت يشارك في هذه الجريمة البشعة..!
أرجوكم.. أغيثوني.. وأغيثوا النساء اللواتي يطلبن الطلاق ولا يحصلن عليه....
افعلوا شيئاً.. أصدروا قانوناً يتسهل الطلاق للنساء اللواتي يطلبن الطلاق..
وتفضلوا بقبول فائق احترامي وتقديري

التوقيع
مواطنة معذبة

29/12/2005

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon