في صفحة الأسبوع الماضي طرح الأستاذ محمد روحي فيصل مشكلة اجتماعية من أخطر المشاكل الاجتماعية وأدقها وأعمقها أثراً في حياة المجتمع الشرقي، ونعني بها مشكلة الفتاة التي ينثلم عفافها وشرفها بفعل التغرير بها فإذا بأبيها وأخيها وأقاربها يلجؤون إلى قتلها لغسل العار عنهم .. وتساءل : يا أبناء الشرق أما عندكم حل أو جزاء في مثل هذه المآسي النسوية الفواجع غير القتل ؟ وقد وجدنا الموضوع الذي طرحه الأستاذ فيصل جديراً بالاهتمام والدرس وإبداء الرأي فيه من جميع المفكرين والمثقفين، لذلك فقد توجهنا بالسؤال التالي إلى نخبة من العاملين في المجتمع الحمصي، ما هو الحل أو ما هي العقوبة التي ترتأيها لفتاة غرر بها فزلت الزلة الكبرى ؟ هل ترى عقوبة القتل كما يفعل البعض ؟ أم أنك ترى رأياً أو حلاً آخر ؟ وفيما يلي الأجوبة التي تلقيناها :
قال الأستاذ عبد المعين الملوحي مدير المركز الثقافي: تعددت حوادث القتل مدفوعة بما يسمى الحفاظ على العرض، ولعل هذا الحفاظ أقل ما في الموضوع. وأصبح كل رجل يريد أن يكون بطلاً اجتماعياً على حساب هؤلاء النساء المسكينات، ونسي المجتمع كل المجتمع تقريباً، أنّ جريمة الشذوذ واقعة على عاتق المجتمع كله، ولذلك فهو يتخلى عن مسئوليته في هذه الجريمة ليضعها على عاتق الضحية وحدها، فتسقط هذه الضحية مخضبة بدمائها حتى في دور الحكومة وحتى في المحاكم التي يجب أن تحترم وتصان لأنّها تمثل هؤلاء الذين رفعهم المجتمع ليحكموا بين الناس بالعدل.
وسوف تتكرر هذه الحوادث، وسوف تحرمنا كل يوم من إنسان حي، إنسان لا يجوز أن يحكم عليه أخوه أو ابن عمه بالقتل، فمثل هذه الأحكام لا يجوز لغير القضاء أن يتولاها لا إنسان لا يجوز أن ينفذ فيه أخوه أو ابن عمه الحكم عليه وإنما يجب أن ينفذ هذه الأحكام القانونية رجال السلطة التنفيذية في الدولة. إن وجداننا يحتج على التساهل في هذه القضايا، إنّ مصلحة وطننا تقتضي بإيقاف هذا السيل المتزايد من الجرائم المنكرة، إنّ قتل هؤلاء الفتيات لم يحل مطلقاً دون سقوط غيرهن من أخواتهن في الهاوية التي سقطن فيها، ووقوعهن قتيلات بالأيدي التي قتلن قبلهن فيها، ومع ذلك فلم تحل المشكلة ولن تحل..
احكموا على القاتل بالقتل وسترون أنّ حوادث ( النخوة ) سوف تنقص ثم تزول، لأنّ هؤلاء الرجال ليسوا رجالاً إلاّ لأنّهم يعرفون أنّهم لن يلقوا عقاباً. أيها الرجال من كان منكم بلا خطيئة فليرجم هذه المرأة.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon