واشنطن العاصمة، 8 مارس 2006 -- "رغم التقدم الكبير الذي حققته النساء في العقود الماضية، مازالت النساء في أنحاء العالم يتعرضن للتمييز والعنف والاستغلال"، ورد هذا على لسان آن فينمان المديرة التنفيذية في اليونيسف اليوم. وقالت فينمان في خطابها الرئيسي الذي أدلت به في المأدبة السنوية التي أقيمت في واشنطن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة "تعاني الفتيات والنساء في أنحاء العالم اليوم وخاصة في الدول النامية-بصمت بعيداً عن الكاميرات وفي خفية عن أعين المجتمع". وأضافت، "في دول ومناطق عدة، ما زال يُحط من قدر النساء وتُنكر حقوقهن أو يُعاملن كمواطنات من الدرجة الثانية، إنهن ضحايا عدم المساواة أو ما هو أسوأ من هذا". ومؤكدةً الصلة الحرجة بين تحقيق المساواة للنساء والتقدم التنموي لفتت فينمان الانتباه إلى إساءة المعاملة والاستغلال واسعي النطاق اللذين تتعرض لهما النساء والأطفال كالعنف الجنسي الذي يُرتكب في النزاعات المسلحة والمتاجرة بهم وممارسات كجرائم الشرف وجرائم الإرث، والزواج المبكر وختان الإناث. وأردفت فينمان "يجسد العنف ضد المرأة أشد أشكال عدم المساواة، وليس هناك عمل ضد المرأة أخطر وأطول أثراً من العنف الجنسي". ومع العلم بأن العنف الجنسي ليس قصراً على دولة أو ثقافة معينة، قالت فينمان إنه يأخذ بُعداً جديداً في الدول النامية ومناطق النزاع، فخلال الإبادة الجماعية عام 1994 في رواندا، تعرضت 500.000 امرأة للاغتصاب والاعتداء بالضرب، وغالباً من رجال مصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة. وحدّثت فينمان الحضور عن بعض الفتيات والنساء اللاتي التقتهن الأسبوع الماضي في جمهورية الكونغو الشعبية وتعرضن لاعتداءات جنسية، ومن ضمن هذه المجموعة فتاة يتيمة في الـ12 من عمرها كانت قد ذهبت لجمع الحطب فتعرضت للاغتصاب والضرب على أيدي أربعة رجال في الغابة وامرأة في الـ60 من عمرها قام جنديان بمهاجمتها وتقييدها واغتصابها وضربها عندما ذهبت إلى الحقل بحثاً عن الطعام لعائلتها. وقالت فينمان "يستخدم الاغتصاب كسلاح في الحرب لإرهاب المجتمعات وإضعاف معنوياتها وللتأثير من الرجال عن طريق نسائهم أو لأن كثير من المعتدين يعتقدون ببساطة أنهم يستطيعون فعل هذا والإفلات بلا عقوبة". كما لفتت الانتباه إلى ختان الإناث الذي يُمارس في دول عدة ويُلحق بالنساء أضرارً جسدية خطيرة ودائمة، وعلى الصعيد العالمي، خضع ما يُقدر 100-140 مليون امرأة لهذه العملية ويخضع ما يُقدر بـ3 ملايين فتاة سنوياً لهذه الممارسة. وسيتم عرض طبيعة ومدى العنف ضد الأطفال عالمياً بالتفصيل في دراسة السكرتير العام للأمم المتحدة التي تتناول العنف ضد الأطفال والتي ستُنشر في أكتوبر 2006، ويتم تحضير هذه الدراسة بالتشاور عن كثب مع اليونيسف التي تدعم برامج في أنحاء العالم كله لحماية الأطفال من العنف والإساءة والاستغلال. كما شدّدت فينمان أيضاً على أهمية التعليم، خاصة للفتيات، وحين تكون الفتيات متعلمات، ستكون لديهن القدرة على حماية أنفسهن من الأمراض بما فيها مرض نقص المناعة المكتسبة/الإيدز، ومن الإساءة والاستغلال. وأضافت "لا يستطيع المجتمع تهميش نصف سكانه وتوقّع نتيجة إيجابية، إن تقوية أوضاع النساء لا يخدم مصلحتهن فقط بل مصلحة الجميع". وينظم مأدبة اليوم العالمي السنوية للمرأة مركز المعلومات التابع للأمم المتحدة ومؤسسة الأمم المتحدة وصندوق الولايات المتحدة لليونيسف وبالإضافة إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات غير حكومية.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon