على هامش ورشة عمل مقترح الخطة الوطنية لحماية الطفل.. المطلوب تطوير القوانين


إياس قوشحة
ووضع آليات لحماية الأطفال من العنف وتمكينهم من نمو بدني ونفسي سليم
نحن الآن في القرن الواحد والعشرين ومازلنا نسمع ونشاهد ونقرأ في الصحف وعبر وسائل الاعلام عن معاناة الأطفال في كل ارجاء الارض، ليس فقط في عالمنا العربي الذي ينظر للضرب على انه وسيلة للتربية، وانما ايضاً في امريكا وافريقيا وكينيا والهند وصولاً إلى مصر وسورية،فكثير من اطفال العالم يتعرضون للعنف والاذى ولكن بشكل مختلف وانما المضمون واحد.
ان عجز الأطفال امام الانتهاكات التي يتعرضون لها غالباً يتوقف على عدة جوانب من هويتهم مثل: العرق والجنس، أو الوضع الاقتصادي وهذا يعني بأن حقوق الانسان جزء لا يتجزأ، حيث ان حرمان الطفل من بعض حقوقه يؤدي إلى انتهاك مجموعات الحقوق الاخرى.
فالأطفال الذين يحرمون من حقهم في التعليم لانهم اناث، أو فقراء ويرغمون على العمل، يحكم عليهم بالتهميش والفقر والعجز و التي تشمل انتهاكات اضافية لحقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ‏
ـ ومن اجل الطفل والطفولة واعطائه حقوقه تقوم الهيئة السورية لتنظيم الأسرة مع مؤسسة قوس قزح بورشات عمل من اجل مناقشة مقترح الخطة الوطنية لحماية الطفل التي تهدف إلى التعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية « يونيسيف» في تطوير اليات لحماية الأطفال ليتمتعوا بكل حقوقهم لتحقيق نموهم البدني والعقلي والنفسي.. ‏
واقامت الهيئة السورية مع مؤسسة قوس قزح ورشة عمل في فندق امية لتقديم مقترح للخطة الوطنية لحماية الطفل في سورية شارك فيها كل من د. منى من مؤسسة قوس قزح، د. عمار سليمان ـ أستاذ الصحة النفسية بجامعة دمشق.
د. مطيع بركات ـ أستاذ في كلية الحقوق ‏
د. محمد اديب العسالي ـ رئيس رابطة الاطباء النفسيين، ومندوبون من كل الوزارات: الاعلام، الصحة، العدل، الشؤون الاجتماعية والعمل... الخ ‏
بدأت د. منى بالترحيب بالحضور وبعرض موجز عن مقترحات الخطة التي تتضمن عرضاً عن واقع العنف في سورية والتي وزعت مسبقاً على الحضور ليكون باستطاعتهم المشاركة وابداء ارائهم ومقترحاتهم،بدءاً من وزارة العدل والصحة والتربية... وغيرها من الجهات الحكومية وغير الحكومية المشاركة في الورشة. ‏
محمد اديب العسالي «رئيس رابطة الأطباء النفسيين» تحدث عن حماية الأطفال من وجهة النظر الطبية وان حماية الأطفال تتطلب التعاون مع اختصاصيين اخرين، اما عن المقصود بإهمال الأطفال وسوء معاملتهم هي: ـ عدم اعطاء الطفل كامل حقوقه في التربية الصحية والتعليم.. الخ ‏
ـ اهمال وسوء معاملة... بحيث يعامل بشكل سيئ... عاطفياً وجسدياً أو تعرضه لسوء معاملة جنسياً. ‏
مؤكداً ان حالات سوء المعاملة موجودة في كل المجتمعات وحتى في امريكا التي تعتبر اكثر البلدان تطوراً، ازداد عدد التبليغات عن سوء المعاملة منذ عام 1983 حتى 1993
ـ درس ثلث الحالات اي مايعادل مليون حالة مؤكدة إذا اخذنا بعين الاعتبار، انها ليست كل الحالات ففي عام 1991 كان يوجد 1271 حالة وفاة ‏
والنسبة كافية لنتعرف على مدى سوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال في امريكا ‏
*- انواع الحالات: معظمها حالات اهمال من الاهل وسوء معاملة جسدية، سوء معاملة جنسية، وبدرجة ثانية سوء معاملة انفعالية ‏
اما العواقب النفسية التي يتعرض لها الأطفال وهي كثيرة وتتضمن اشياء كثيرة منها: ‏
ـ انسحاب اجتماعي ‏
ـ احتقان داخلي ومنه يدوم سنوات ‏
وقدم مثالاً من سورية على الاهمال فقال: ‏
اربعة اخوة اعمارهم تتراوح بين 16 ـ 24 سنة. (ثلاثة شباب وبنت) عندما تزوجت والدتهم كانت بعمر (13) سنة وهي لاتعرف شيئاً عن الرعاية، لم يعط هؤلاء الأطفال اي حق من حقوقهم نتيجة الاهمال حتى الان ليس لديهم اي نوع من التفاعل الاجتماعي ‏
ـ خجل شديد من اي شخص ‏
ـ حالة هياج عدوانية، كالقطة التي تحاول الدفاع عن نفسها ‏

واهمال الأطفال له اشكال عديدة مثال: ‏
آ ـ اهمال الرعاية الصحية ‏
ب ـ اهمال التعليم ‏
ج ـ الظروف الاجتماعية غير ملائمة وهو السبب الاكثر الذي يؤدي أن يخرج الطفل عن اهله. ‏
وسبق ان تحدث د. العسالي عن اهمية تضافر جهود كل المعنيين وايجاد نظام لحماية الأطفال اي نظام متكامل ومتعاون ويتألف من: ‏
*- منظمات لحماية الأطفال (حكومية وغير حكومية). ‏
*- قوى الامن ‏
*- القضاء. ‏
اي نظام متكامل لتأمين الاستجابة السريعة ويجب ان تكون مصلحة الطفل هي الاساسية. ‏
ويجب ان نعمل على التدريب على حماية الأطفال بـ: ‏
*- تطوير مهارات العاملين ‏
*- سبل التعامل مع الأطفال وتقييم الحالات وتمييز حالات سوء المعاملة ‏
*- تطوير مهارات المعنيين بحماية الأطفال ‏
*- إحداث أماكن خاصة. ‏
والهدف هو: وحدة حماية الأسرة بـ: ‏
ـ العمل ضمن فريق متحد( وزارة العدل، الشرطة، الجمعيات...الخ) ‏
ـ ضبط عناصر الشرطة. ‏
ـ تعيين باحثين اجتماعيين مختصين بالطفل ‏

*- بناء نظام على ارضية قانونية صلبة ويكون ذلك بـ: ‏
ـ حماية الطفل والعاملين على حمايته ‏
ـ تنظيم التبليغ عن الحالات يسمح بالاستجابة الفعالة والسريعة ‏
ـ تشجيع الشراكة بين العائلات والجهات المعنية ‏
ـ قانون صحة مطلق ‏
ـ تنظيم المتابعة والمحاسبة ‏
ـ جمع التشريعات السورية ذات العلاقة بحماية الطفل وسوء المعاملة والاهمال بقانون موحد.

أهمية الخطة ‏
وبعدها تكلم د. مطاع بركات ـ أستاذ في جامعة دمشق ـ كلية الحقوق عن اهمية البحث والخطة التي نحن بصدد تنفيذها وسنتحدث بإيجاز فقد قال: ان حقوق الطفل مازالت حبراً على ورق وهي تحتاج إلى جهد من الحكومات... وهو امر يتعدى البروتوكولات ‏
وبالتالي ماهي نسبة شيوع العنف وشدته؟.. ومن من افراد الأسرة يمارس العنف اكثر؟. ‏
ـ ما هو نصيب الذكور والاناث؟ ‏
ـ هل تؤثر قضية العنف على نفسية الأطفال؟ ‏
ـ ماذا نفعل عندما يتعرض اطفالنا للعنف؟ ‏

نتائج البحث ‏
وصلنا إلى نتائج ان العنف ضمن المنزل هو اكثر اشكال السلوك العنيف وتمارسه الأم عادة لأنها هي التي تقضي الوقت الطويل مع الاولاد والاناث اكثر من الذكور. ‏
الكلام الجارح بالمرتبة الثانية ‏
ثم الضرب فحوالي 1/4 الأطفال يتعرضون للضرب ‏
واكثر المواقف التي تثير الخلافات هي التي تحصل بشكل يومي ‏
بالنسبة للعنف في المدارس فالاحصاءات تبين ان المعلمين متفقون مع الأطفال بأن العنف يمارس في المدارس ‏
وكانت هناك مقارنة بين المدارس الرسمية والخاصة التي يمارس فيها العنف بشكل اقل ويكون العقاب التهديد بالطرد، والسبب هو المصلحة المادية الاقتصادية. ‏

توصيات البحث ‏
وخلص البحث إلى التوصيات التالية: ‏
ـ تدريب المعلم على بدائل العقاب ‏
ـ بدء العمل على برامج الوقاية ‏

مشروع وطني ‏
عمار سليمان ـ أستاذ الصحة النفسية بجامعة دمشق اوضح أن مشروع الخطة هو مشروع وطني لايمكن لاي جهة ان تتحمل الموضوع على عاتقها الشخصي ويجب علينا تفعيل كل الجهات وهذا هو سبب التعاون واللقاء بيننا فيجب ان يكون التعاون بين الجهات المعنية. ‏
والاهم من ذلك فإن مايتعرض له الطفل يستمر ويؤثر على مستقبله وادائه حيث نسبة الأطفال في سورية تصل إلى 50% من اعمارهم تحت 15 سنة. ‏
اما الخطة التي نناقشها هي تحليل للواقع الراهن، والاجراءات المتبعة حالياً هي: ‏
ـ التركيز على موضوع الاذى والعنف وسوء المعاملة وما هي الاجراءات كي لايأخذ هذه المشكلة معه وتؤثر على تطوره وحياته وروحه. ‏
الاكثر يركزون على السبب ويعملون بشكل منفصل ونحن نعمل على ان يكون العمل مشتركاً ضمن حلقة متكاملة بين الجهات من( ضباط شرطة،قضاة، اطباء شرعيون، رعاية اجتماعيةومركز رعاية الطفل). ‏

الاهداف ‏
ـ تمكين المهنيين. ‏
ـ زيادة الخبرة لكل الجهات المعنية ‏
ـ التشبيك بين كل المعنيين ‏
ـ المشاركة بالمعلومات والخبرات ‏

وتتلخص هذه الخطة بـ/12/ مخرجاً وهي: ‏
1 ـ تنظيم دراسات تتعلق بحالة العنف، فنحن بحاجة لمزيد من الدراسات. ‏
2 ـ تضمين المناهج بمواد تعليمية خاصة بحماية الطفل،والهدف رفع مستوى الخريجين والحماية والتطوير العلمي ‏
3 ـ تضمين منهاج التعليم الاساسي بمواد اتفاقية حقوق الطفل، وتعريف الطفل بحقوقه ورفع مستوى وعيهم واكسابهم مهارات كيف يبلغ إذا تعرض لعنف. ‏
4 ـ قانون لحماية الطفل: ‏
فالمواد موجودة في الكثير من التشريعات ولكننا بحاجة لتجميعها و ازالة التناقض بين النصوص وتوحيد التشريعات. ‏
ـ فوزارة التربية اصدرت قراراً بمنع الضرب في المدارس الا ان القانون يجيز الضرب، فماذا يستفيد القضاء والمشكلة يجب ان ندعم هذا القرار بقانون. ‏
5 ـ تطوير مهارات الفنيين في مجال حماية الطفل، بإيجاد كوادر تضم فريقاً مؤهلاً، وتعميق خبرتهم والتفرغ والتخصص. ‏
6 ـ ايجاد مكان للاستجواب وإحالته إلى الاختصاصيين، فعندما يرسل الأطفال إلى مخفر الشرطة يوجدون في الجو نفسه مع المعتدين والمجرمين ويؤدي ذلك إلى اذيتهم نفسياً ويفاقم المشكلة. ‏
7 ـ تأمين ملجأ للمعرضين للعنف. ويكون الحل الاخير، بعض الأطفال بحاجة له، والقاضي هو الذي يقرر ان الطفل يجب ان يترك أسرته لان هذا يعرضه للخطر، كالمدمنين مثلاً. ويتخذ القاضي مجمل معطيات لاتخاذ هذا القرار ‏
8 ـ سجل وطني للحالات توثق فيها الحالات التي تراجع المشافي ومخافر الشرطة ومحاكم القضاء لتجميع كل الحالات ‏
9 ـ برنامج كفالة الطفل: ويكون الحل بمساعدة أسرة الطفل لمنعه من التسول وتخفيف أطفال الشوارع. ‏
10 ـ اطلاق حملة توعية مجتمعية برفع مستوى وعي المجتمع بأشكال العنف واثاره السلبية حاضراً ومستقبلاً. ‏
11 ـ تمويل هذه الخطة... بتحمل كل وزارة اعباء مادية معينة ‏
12 ـ اقامة وتفعيل خط مساعد للطفل( خط ساخن) بوجود كوادر ـ مؤمنة وهو موضوع صعب والغاية منه ايجاد وسيلة لشكاوى الأطفال بشكل سريع. ‏

وحول اليات تنفيذ الخطة قال: يجب ان نتبع الخطوات التالية: ‏
ـ اكمال ورشات العمل ‏
ـ اعداد تقارير للمراجعة من الجهات المعنية: ملاحظات، اضافات، بانتظار الصيغة النهائية لهذه الخطة. ‏

الدكتور سليمان الخطيب ـ معاون وزير التربية قدم مداخلة قال فيها: ‏
نحن سعداء بالدعوة للمشاركة بالورشة، الموضوع متشابك ومهم ونحن نرى ضرورة لهذا الاهتمام بأطفالنا الذي اهتم به السيد وزير التربية.. الخطة درست وتحتاج إلى دراسة اكثر ونحن نقوم بمجهود لذلك. ولكن هناك بعض الملاحظات التي لابد من ذكرها هنا وهي: ‏
ـ ان بعض المصطلحات تحتاج إلى تطبيق على ارض الواقع:« المسؤولية، المشاركون» ‏

ماهو دور المشاركين؟ ماهي مسؤوليتهم بتوضيح دور كل جهة؟ ‏
ـ ان الدراسات النظرية تفيدنا ولكننا بحاجة إلى اليات للتنفيذ. ‏

المقترحات:
1 ـ التركيز على اولويات حسب الزمن بحيث تفتقد الخطط إلى برمجة زمنية ‏
2 ـ كلنا معنيون بهذا العمل وبرمجته لهذا العام 2005 وهذا ضروري ‏
3 ـ عدد المخرجات يساعدنا على وضع البرنامج الزمني ‏
وموضوع التعاون هو الذي سيساعد: التعليم ـ الوعي ـ الأسرة ـ المجتمع ـ الصحة ـ التربية فهي مسألة مستقبل الامة ‏
4 ـ مفيد معرفة الاجراءات التي قامت بها كل جهة ‏
5 ـ ادخال حقوق الطفل في المناهج على شكل دروس كاملة وديمقراطية التعليم الالزامي ‏
6 ـ حاجة ماسة في التركيز على ثقافة حماية الطفل ولنبدأ ضمن عمليات التوعية من خلال الاعلام واللقاءات المحلية ‏
فحماية الطفولة بأشكالها المختلفة هي ضرورة وتمهيد اجتماعي ‏
7 ـ لجنة متابعة مشتركة للخطة، ووزارة التربية على استعداد كامل ‏
واوضحت محامية من وزارة العدل كانت بين المشاركات في الورشة ‏
ـ ان الطفل هو شخص غير قادر على حماية نفسه ويتعرض للضغوطات ‏
ـ وسن (18) هو سن النضج وليس الطفولة ‏
ـ ويجب تقسيم مراحل الطفولة كما جاء في التعريف القانوني: ‏
سن التمييز ـ الوجود ـ الوجوب ـ اي ثلاثة مراحل ‏
من 1 ـ 7 سنوات ‏
7 ـ 12 سنة ‏
12 ـ 18 سنة فيكون عنده المقدرة على المناقشة. ‏
التأكيد على مسألة الوعي، ووزارة الإعلام هي الاهم فهي قادرة على نشر الوعي عن طريق التلفزيون والراديو والصحف... بسحب الافكار القديمة وزرع أفكار جديدة لنشر الثقافة والتوعية ‏
الاستاذ محمد الرفاعي( صحفي): أكد على تحديد مسؤولية الطفل وعلى الدور التعليمي. ‏
القاضي عبد الأحد سفر أكد على: ‏
ـ ايجاد مأوى للاطفال ‏
ـ عدم الخلط بين الطفل الجانح والطفل المعتدى عليه ‏
واضاف: إن القضاة يعانون يومياً من مشاكل كثيرة ويطبقون ثلث ماهو موجود ومكتوب بالخطة وهي خطة ممتازة يجب ان نعمل جميعاً على العمل بها وتنفيذها بحذافيرها أو قدر المتاح واكد على ان القضاة يومياً يعالجون هذا الموضوع. ‏
ـ رزان العمري ـ وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أكدت على ان الخطة مهمة ومدروسة وطموحة والوزارة مستعدة وجاهزة لتطبيق كل ما ورد فيها مع تضافر كل الجهود كما سبق واكد المشاركون وأكدت على ضرورة التعاون بين جميع الجهات المعنية، لنصل إلى افضل النتائج ونحن بدورنا سنقوم ببذل اكبر جهد من اجل التوعية ونشر الثقافة لبناء وطننا بأطفال اصحاء واقوياء. ‏

27 /6/ 2005 

تشرين

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon