1425هـ - 2004م بسم الله الرحمن الرحيم 1-مقدمــــة في ربيع الثاني 1424هـ (مايو2003م) اتخذت منظمة الصحة العالمية خطوة تاريخية، استكمالاً لخمس سنوات من العمل الذي جمع بين اليقين العلمي والإرادة السياسية فيما يتعلق بمجموعة من القواعد العالمية الخاصة بمبيعات التبغ والترويج له واستهلاكه حيث اعتمدت الدول الأعضاء في المنظمة والبالغ عددها 192 دولة، بالإجماع الاتفاقية الإطارية بشأن لمكافحة التبغ ولدى اعتماد المعاهدة والتوقيع عليها، أعربت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عن التزامها الصارم بمواجهة التحديات التي يثيرها التبغ في مجال الصحة العامة، وأعربت عن تصميمها على معالجة قضايا رئيسية مثل التدابير السعرية والضريبية والقضايا المتعلقة بالتبغ والفقر، والتهريب عبر الحدود، الإعلان عن التبغ والترويج له، وحق الناس في استنشاق الهواء الداخلي النقي، وليست هذه بالفعل المرة الأولى التي يأتي فيها القانون لكي يؤمن مكسباً من مكاسب الصحة العامة، ويؤكد الأساس المنطقي للاتفاقية، في سياق تسلسل أحداثها، الدراسات والاستنتاجات البحثية العديدة التي تبين أن زراعة التبغ واستهلاكه يزيدان الفقر ويستنفذان الموارد الوطنية ويتسببان في خمسة ملايين حالة وفاة يمكن توقعها كل عام، ويكتسب ذلك أهمية خاصة بالنسبة للمرحلة القادمة للاتفاقية في وقت تستعد البلدان فيه للتوقيع والمصادقة على المعاهدة وتنفيذها، ويعتبر الدور الذي تلعبه دوائر صناعة التبغ في إبطاء تنفيذ هذه الاتفاقية أحد المدخلات الرئيسية للدول الأعضاء.
الإطار العام لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ وهي أول خطوة لإيجاد الحل لمكافحة التبغ: في مايو 2003م قامت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وعددها 192دولة، باتخاذ خطوة تاريخية، حيث صدر بالإجماع ميثاق التحكم في التبغ، ويعني ذلك التزام الدول بحماية مواطنيهم من الآثار الضارة للتبغ،ويهدف الميثاق إلى تقليل استهلاك التبغوهذا الميثاق الذي أصدرته منظمة الصحة هو المعاهدة الصحية العامة الأولى التي يتم مناقشتها برعاية المنظمة ، وهو يمثل نقطة هامة في التعامل مع أداة من أدوات القتل العالمية، بل إنه يمثل بداية لعهد جديد في التعامل الوطني والدولي مع التبغ، ويؤكد الميثاق حرية كل فرد في الحصول على أعلى مقاييس الصحة، وبشكل مختلف عن المواثيق الخاصة بالعقاقير الأخرى، فإن الميثاق يعتمد على استراتيجيات تقليل الطلب، ويقّر بأهمية الحاجة لدعم مزارعي التبغ والعاملين الذين تتأثر حياتهم بشكل مباشر عند إنتاج التبغ، والرّقابة على التبغ عبر وسائل التعامل على المدى الطويل مع التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للاستراتيجيات الناجحة لتقليل الطلب على التبغ مع تشجيع الدول على دعم تنويع المحاصيل والخيارات الاقتصادية الأخرى كجزء من استراتيجيات التطوير المستمرة. ويعتبر ميثاق منظمة الصحة العالمية الخاص بالاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ هو أداة التعامل لمواجهة تهديد صحي عالمي، حيث يهدف الميثاق لحماية التشريع الوطني من التأثير عليه بواسطة الأنشطة التي تؤثر على الميثاق مثل الإعلان من خارج الحدود أو تهريب منتجات التبغ. كما يحدد الميثاق العديد من البنود حول قضايا مثل الدعاية والإعلانات، وزيادة الضرائب مع الأسعار، والعلامات التجارية ، والدخان المستعمل.
مكافحة التبغ والفقر ستواجه البلدان النامية وطأة وباء التبغ، وعلى الرغم من أن تعاطي التبغ قلّ في كثير من البلدان ذات الدخول المرتفعة خلال العقود الماضية، فقد حدثت زيادة كبيرة في تعاطيه، ولا سيما بين الرجال، في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل خلال السنوات الماضية، ففي البلدان النامية، يتم تدخين 60% تقريباً من السجائر التي يتم تدخينها كل عام والبالغ عددها 5700 مليار سيجارة، ويتركز في هذه البلدان 75% من متعاطي التبغ، وهذا الأمر في حد ذاته يبرر الاستثمار في برامج شاملة لمكافحة التبغ، ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن تعاطي التبغ وعبء المرض المرتبط به يتجهان نحو منحدر، وبعبارة أخرى فإن الأشخاص الأكثر فقراً يجنحون إلى تعاطي منتجات التبغ أكثر من نظرائهم الموسرين، وتوجد أنماط أخرى فيما يتعلق بالوضع التعليمي والوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومساهمة التبغ في الوفاة أمر موثق جيداً، وهناك اهتمام أقل يولى لكيفية تسبب التبغ في زيادة الفقر، فهذا هو الضرر الذي يقع عند إنفاق الموارد الشحيحة التي تمتلكها الأسرة على منتجات التبغ بدلاً من إنفاقها على الغذاء وغيره من الاحتياجات الأساسية، مثل التعليم والتغذية، وللأموال التي تنفقها الأسر على منتجات التبغ (والتي تتراوح بين 4% و5% من الدخل المتاح لهم إنفاقه) فرص بديلة باهظة التكلفة، كما أنها تحول الموارد الشحيحة عن الغذاء وغيره من الاحتياجات الأساسية، ومن الأمثلة على ذلك أن من لم يحصلوا على أي نصيب من التعليم في الصين يزيد احتمال ممارستهم سلوك التدخين 9 مرات على احتمال ممارسة هذا السلوك التدخين من قبل الحاصلين على شهادة جامعية، في حين أن غير المتعلمين في البرازيل يزيد احتمال ممارستهم سلوك التدخين خمس مرات على احتمال ممارستهم هذا السلوك من قبل الحائزين على شهادة التعليم الثانوي. وكثيراً ما تكون نسبة إنفاق الأسر على شراء منتجات التبغ مرتفعة جداً في البلدان النامية، ومن الأمثلة على ذلك أن المبالغ التي تنفق على شراء السجائر في بنغلاديش، إذا أنفق ثلثيه على الغذاء بدلاً من السجائر، يمكن أن تنقذ 10 ملايين شخص من سوء التغذية، وخلص بحث جديد أجري في الهند إلى أن تعاطي التبغ يرتبط بمردود أسوأ من حيث التغذية وصحة الأطفال، وفي بلغاريا، أنفقت الأسر المنخفضة الدخل التي تضم مدخناً واحداً على الأقل 4%من دخلها الإجمالي على منتجات التبغ في عام 1415هـ. في الصين أفاد المدخنون الذين أجريت لهم دراسة مسحية في دائرة (مينهانغ) بأنهم ينفقون 17% من دخل أسرهم على السجائر، وإلى جانب البلدان تعترف الوكالات الإنمائية والجهات المانحة والوكالات المتعددة الأطراف أيضاً بأن لتعاطي التبغ أثاراً فيما يتعلق بالفقر، تتجاوز بكثير آثاره على الصحة، وفي تقرير أعد عام 1420هـ بعنوان (كبح جماح الوباء) درست كل من الحكومات والهيئات المعنية باقتصاديات مكافحة التبغ الشاملة، وقد قوض التقرير بأسلوب منهجي وعلمي السيناريوهات الكارثية الخاصة بالخسائر الاقتصادية، والتي أثنت راسمي السياسات عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، فالسياسات التي تحد من الطلب على التبغ، مثل اتخاذ قرار بزيادة الضرائب على التبغ، لن تتسبب في فقدان الوظائف لأمد طويل في الغالبية العظمى من البلدان، ولن تؤدي زيادة الضرائب على التبغ إلى تقليل العائدات الضريبية، بل أن العائدات ستزداد في الأمد المتوسط، وخلاصة القول أن هذه السياسات يمكن أن تحقق فوائد صحية دون إلحاق الضرر بالاقتصاد، وتلحق زراعة التبغ الضرر بالبيئة، وهي تؤدي إلى تدهور البيئة الناجم عن ترشيح التبغ للمغذيات الموجود في التربة، ونتيجة التلوث الناجم عن مبيدات الهوام والأسمدة وإزالة الأحراش بسبب معالجة بعض أصناف التبغ بالدخان، وخلصت دراسة حديثة تقدر حجم الغابات والأحراش التي تستنفذ سنوياً نتيجة معالجة التبغ بالدخان إلى أن نسبة 5% تقريباً من إجمالي الغابات التي تزول في البلدان المعنية التي تزرع التبغ، قد زالت بسبب زراعته، ويمثل عمل الأطفال قضية رئيسية أخرى في هذا الصدد، ففي أواخر التسعينات من القرن الماضي، خلصت اليونيسف إلى أن استخدام الأطفال في إنتاج التبغ ينتشر على نطاق واسع في البلدان المنتجة للتبغ. ممارسات التشغيل الاستغلالية دوائر صناعة التبغ تشوه الحقائق كما أنها تهدف إلى وقف مد الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التدخين في جمادى الآخرة 1421هـ وقد خلصت إحدى لجان الخبراء التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأنشطة التي تضطلع بها دوائر صناعة التبغ ضد منظمة الصحة العالمية ستكثف مع اكتساب المبادئ التوجيهية والالتزامات التعاهدية لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ قبولاً ومشروعية على نطاق العالم، واعترافاً بتلك الحقيقة فقد اعتمدت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بالإجماع القرار ج ص ع 54-18 الذي يدعو إلى الشفافية في مجال مكافحة التبغ، ولا بد من فهم ممارسات دوائر صناعة التبغ لكي تكلل سياسات مكافحة التبغ بالنجاح وخلال الشهور الأخيرة أطلقت حملات عديدة لتبرهن على أن دوائر صناعة التبغ تلتزم بمبادئ المسئولية الاجتماعية للشركات والأبعاد الإنمائية المرتبطة بتلك المسئولية فضلاً عن تسويق منتج يعصف في كل ثانية تمر بحياة أحد من يتناولونه بانتظام، وتقوم شركات التبغ أيضاً بتسويق نفسها باعتبارها مؤسسات عالمية خيرية تراعي الصالح العام وتوجد الوظائف وتساعد المزارعين وتدعم الاقتصاد، وتدعي شركات التبغ أن مجموعة أنشطتها المسئولة تحد من الفوارق الاجتماعية وأنها تقوم بذلك عن طريق إنشاء أو تحسين مرافق الرعاية الصحية أو المرافق التعليمية وتوفير التدريب المهني والإداري وتعزيز نوعية أنشطة أوقات الفراغ والأنشطة الثقافية. لقد أصبح من العناصر الضرورية في خطط عمل شركات التبغ الاضطلاع بأنشطة خيرية جيدة التخطيط والإدارة، من رعاية للأنشطة الموسيقية ومهرجانات السينما والمهرجانات الفنية إلى إنشاء برامج تثقيفية لفائدة المحرومين بغية حماية البيئة، وذلك تحت مسمى المسئولية الاجتماعية للشركات، ووضعت الشركات الكبرى برامج لتطوير الأنشطة التجارية الصغيرة في كينيا، ولمنع الجريمة في جنوب أفريقيا، وللتعليم في مجال الأعمال التجارية في الصين، وللحفاظ على الثقافة الشعبية في فنزويلا، وللعلاج الطبي والتخفيف من آثار الفيضانات في باكستان، وتنخرط دوائر صناعة التبغ أيضاً في مشاريع إنمائية على مستوى المجتمع المحلي في بلدان منها كينيا وملاوي والبرازيل، على سبيل المثال لا الحصر، وثمة تناقض أساسي بين مبادئ المؤسسة التي تراعي الصالح العام وبين دوائر صناعة التبغ. وسيسلط اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2004م ممارسات العمل التي تسبب الفقر وتعمل على استمراره، إضافة إلى ممارسة التشغيل الاستغلالية .
2- (رحلة الفقر) ما أن يبدأ المدخن رحلته (الممتعة) في سياحة التبغ القاتلة حتى يبدأ عداد الخسائر والمفقودات حسابه مع هذا الزبون (المختطف)...من قبل صناعة وتجارة التبغ ليضاف رقماً فاعلاً ضمن مئة ألف إنسان يبدءون التدخين كل يوم في العالم يستمر(80%) منهم في رحلة المعاناة الصحية والاقتصادية للتبغ... وتتطور المعاناة إلى ثلاثة عشر وفاة يومياً بسبب أمراض مرتبطة بالتبغ... (70%) منها في دول العالم الثالث (الفقير) وتؤكد الدراسات وواقع الحال على أن استهلاك التبغ والفقر يمثلان حلقة مفرغة يتعذر التخلص منها للطابع الإدماني للتبغ ... والحلقة المفرغة للتبغ مع الفقر تبدأ من اليوم الأول حيث أن أكثر من يستهلك التبغ هم الفقراء ويترتب على ذلك حدوث أمراض التبغ المعروفة بمضاعفاتها وعواقبها الخطيرة يلي ذلك فقدان الدخل والخسارة الإنتاجية والمرض المزمن وسوء التغذية وأخيراً الوفاة(حلقة مفرغة بل ومفزعة) وما أن تبدأ هذه الحلقة حتى تنتهي بالمآسي ما لم يملك صاحبها إرادة قوية لكسرها والانفلات من أسرها... ويلعب التبغ دوراً رئيسياً مباشراً في إحداث الفقر فعلى المستوى الفردي والعائلي ينفق المدخن نسبة عالية من دخل الأسرة على التبغ والعلاج من أمراضه مما يؤثر على توفير ضرورات الأسرة الأساسية مثل الغذاء والمسكن والتعليم والرعاية الصحية... وبمرض أو وفاة عائل الأسرة تحرم هذه الأسرة من نفقات كثيرة هي في أمسّ الحاجة لها... كما أن لمرض المدخن عبء تتحمل الدولة ومؤسسات الرعاية الصحية الحكومية والخاصة بموجبه نفقات إضافية لرعاية هذا المريض... وتتأثر إنتاجية العمل بغيابه المتقطع وتتضاعف أكثر بوفاته... كما أن المدخن يؤثر سلباً على البيئة والمحيطين به... وهكذا نرى أن الأسر الفقيرة هي من تدفع الثمن والمستفيد هم صناع وتجار التبغ... وفي هذا العام جاء اختيار موضوع التبغ والفقر لتركيز الأنظار حول هذه الفئة في المجتمع ولتأكيد أحقيتها في مجتمعات خالية من التبغ وضمان توفير ضروريات الحياة الأساسية لها من غذاء ومسكن وتعليم ورعاية صحية... وتشارك وزارة الصحة ممثلة في برنامج مكافحة التدخين مجتمعات العالم في تفعيل أنشطة متنوعة لتأكيد هذا الدور وإظهار الممارسات ذات العلاقة بالتبغ والتي تسبب الفقر وتؤدي إلى استدامته وزيادة الوعي المجتمعي والمؤسسي لكبح جماح أكبر قاتل عالمي لا يعترف بالحدود.
3- وباء عالمي يبلغ عدد المدخنين حالياً حوالي 1.3 بليون نسمة، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد لأكثر من 1.7 بليون شخص بحلول عام 1446هـ، وعلى الرغم أن عدد المدخنين في الدول ذات الدخل العالي يتناقص، على العكس من ذلك ظلت معدلات استهلاك السجائر في الدول ذات مستوى دخل الفرد المنخفض والمتوسط في ارتفاع مستمر منذ سنين، اليوم هناك واحد من كل ثلاثة أشخاص بالغين من المدخنين، وتعيش نسبة 84% من هؤلاء المدخنين بالدول ذات مستوى دخل الفرد المنخفض والمتوسط، وبدأت زيادة معدلات استهلاك السجائر في هذه الدول منذ عام 1390هـ، حيث ساهم تحرير التجارة بصورة كبيرة في هذه الزيادة ، في المقابل انخفضت معدلات استهلاك التبغ في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت الأربعون سنة الأخيرة( من منتصف الخمسينات إلى التسعينات) انخفاض استهلاك السجائر بين المواطنين الأمريكيين من معدل 55% إلى معدل 28% من المدخنين، في معظم الدول الفقراء هم الأكثر عرضة للإصابة بوباء التدخين مقارنة بالأغنياء، والأشخاص الأقل تعليماً أو الأميين هم الأكثر إقبالاً على التدخين من المتعلمين في شريحة المجتمع، وبينما نجد أن التدخين ظاهرة عامة في المجتمع، ربما يكون الضرر الذي تحدثه هذه الظاهرة غير واضح، وذلك يعود إلى أن المرض الناجم عن التدخين ربما يستغرق سنوات عديدة حتى يتطور في الجسم ويصبح مرضاً مؤذياً، ونظراً لأن آثار الوباء المتعلق بالتبغ لا تزال في مرحلة مبكرة بالدول ذات مستوى دخل الفرد المنخفض والمتوسط، وعندما يستفحل سيصبح هذا المرض عباً على الأمة، وتظهر وفيات الأطفال قبل الولادة وترتفع فاتورة الرعاية الصحية، وكل ذلك خلال العقود القليلة القادمة، وليس بعيداً فقد بدأت علامات ذلك الخطر في معظم الدول وسوف تستمر في النمو إلا إذا تغيرت طرق استخدام التبغ الحالية.
4- كارثة إقليمية تزايد استخدام التبغ بمعدل 24% بدول الشرق الأوسط ما بين عامي 1410هـ إلى 1418هـ، فالشرق الأوسط وآسيا هم الإقليمان الوحيدان في العالم اللذين ازدادت فيهما مبيعات السجائر خلال تلك المدة، نصف الذكور البالغين من شعوب الشرق الأوسط من المدخنين، وتمثل دولة مصر الدولة التي توجد بها أعلى نسبة مستهلكي التبغ في الوطن العربي، فقد ارتفعت هذه النسبة من 12 بليون سيجارة في عام 1390هـ إلى 52 بليون سيجارة في عام 1418هـ وخلال الثلاثين سنة الماضية، زاد عدد المدخنين بنسبة الضعف مقارنة بنسبة المواليد، واستمرت الزيادة بمعدل نسبة (8%) في السنة، وقد كشف المسح الذي أجري في عام 1400هـ بانضمام حوالي 25 مدخن جديد بمصر كل ساعة، بمعدل استهلاك 2280 سيجارة للشخص في السنة، احتلت الكويت المرتبة التاسعة عشر على مستوى العالم في استهلاك التبغ بينما حلّت السعودية في المرتبة الثالثة والعشرين حيث بلغ معدل استهلاك الفرد فيها حوالي 2130 سيجارة في السنة، وتنفق دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة حوالي ثمانمائة (800) مليون دولار أمريكي في السنة على التبغ وأزداد عدد متاجر بيع التبغ في المغرب من 9600 في عام 1389هـ إلى 20000 في عام 1424هـ.
5-التدخين يزيد الدول فقراً التدخين والتأمين على الحياة: يعتبر العلاج من أمراض التدخين ليس هو التكلفة الوحيدة: فإن الكثير من شركات التأمين، تحدد أقساط التأمين بناء على كون الشخص مدخناً أم لا. وقد تبين أن تكلفة التأمين الشهرية للمرأة المدخنة في سن 25عام، لدى البعض من شركات التأمين في بريطانيا أعلى بمعدل 65% من تكلفة التأمين لغير المدخنات. بينما عند الرجال فإن التكلفة للتأمين أعلى عند المدخنين بنسبة 70%عن غيرهم.
يزيد التبغ من فقر الدول: لا يقتصر التبغ على زيادة فقر الذين يدخنون فقط، بل تحمل الدول الكثير من الأعباء المالية. حيث يزيد استخدام التبغ في الدول من تكاليف الرعاية الصحية ويعمل على تقليل الإنتاجية بسبب الإصابة بالأمراض أو الموت، بالإضافة إلى خسارة العملة الأجنبية وفقدان بعض الإيرادات الناتجة من السجائر المهربة وتلوث البيئة.
زيادة تكاليف العناية الصحية وتقليل الإنتاجية: تبين أن الدول تعاني خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة للتكاليف العالية للعناية الصحية وقلة الإنتاجية الناتج عن الأمراض والموت المبكر وقد تم تقدير التكلفة الإجمالية للعناية الصحية الناتجة عن التدخين حيث وصلت إلى حدود 6% و15% من إجمالي تكاليف العناية الصحية. ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، وصلت التكاليف الاقتصادية الخاصة بالتدخين إلى 157مليار دولار، سنوياً في الفترة مابين 1995-1999م، ومن ثم خسرت الدولة في خلال تلك الفترة متوسط 81.9مليار دولار في شكل خسائر متعلقة بالوفيات وقلة الإنتاجية ، بالإضافة إلى 75.58مليار دولار تكاليف العناية الصحية وتتبع شركات التبغ كذلك تقنيات حديثة لزيادة الإنتاجية، وتقلل عدد العمالة، في مصانعها بهدف مكاسب أكثر ومثال ذلك استخدام ماكينات تنتج 840.000لفافة في الساعة، وعلى الرغم من أن ذلك يعتبر نسبة قليلة من إجمالي التكاليف، إلا أن ذلك ساعد في زيادة أرباح شركات التبغ. ففي عام 2002م كانت عائدات أكبر ثلاث شركات للتبغ في العالم مجتمعة تزيد على 121مليار دولار، أي أكثر من إجمالي الدخل القومي لأكثر من خمس وعشرين دولة نامية مجتمعة.
استئصال الوباء ـ مكافحة التدخين وجهود الحكومات والاقتصاد: حاجة الأمم لاتخاذ إجراءات للتحكم في التبغ قلل بشكل علمي من السيناريوهات التي ترسمها شركات التبغ والتي تحد من قدرة صناع السياسة من اتخاذ الإجراءات التي تحمي الصحة ، وشركات التبغ ستستمر في اغتنام أي فرصة متاحة لتشجيع استهلاك التبغ حتى تستطيع الاستمرار في العمل والحصول على المكاسب الضخمة، وفي كثير من الدول ينفق العمال حصة كبيرة من مرتباتهم على التبغ، ويوضح الجدول التالي المدة الزمنية التي يتحتم على العمال ، في الدول المختارة ، لسداد ثمن علبة سجائر مارلبورو أو علبة سجائر من النوع المحلي، والمدة الزمنية المعادلة التي يعملونها لشراء الخبز أو الأرز بدلاً من ذلك.
الدولة
مارلبورو
نوع محلي
خبز
أرز
البرازيل(ريودي جانيرو)
22 دقيقة
18 دقيقة
52 دقيقة
13 دقيقة
كندا ( تورنتو)
21 دقيقة
17 دقيقة
10دقائق
11 دقيقة
شيلي
38 دقيقة
33 دقيقة
19 دقيقة
25 دقيقة
الصين
62 دقيقة
56 دقيقة
103دقائق
47 دقيقة
المجر
71 دقيقة
54 دقيقة
25 دقيقة
42 دقيقة
الهند
102 دقيقة
77 دقيقة
34 دقيقة
79 دقيقة
كينيا
158 دقيقة
92 دقيقة
64 دقيقة
109 دقائق
المكسيك
48 دقيقة
40 دقيقة
49 دقيقة
25 دقيقة
بولندا
56 دقيقة
40 دقيقة
21 دقيقة
23 دقيقة
المملكة المتحدة
40 دقيقة
40 دقيقة
6دقائق
8دقائق
6- من يدفـع الثمـن ؟ التبغ يزيد من فقر الأفراد والعائلات يرتفع معدل استخدام التبغ إلى الزيادة في أوساط الفقراء، وفي الجانب المقابل يصرف الفقير نسبة عالية من دخله على التبغ، ويصرف الفقراء في المقابل نسبة عالية من مصروفاته أكثر من العائلات الغنية. واستخدام التبغ يمثل تحدياً كبيراً أمام التطور الإنساني، وقد أطهرت البحوث على سبيل المثال بأن هناك 10.5مليون فرد في بنغلاديش يعانون حالياً من سوء التغذية، حيث كان من الممكن أن يحصلوا على تغذية سليمة في حالة تخصيص المبالغ التي تستهلك في التبغ عند صرفها في التغذية بدلاً عن ذلك، مما يمكن من الحفاظ على حياة 350طفل، بمعدل خمسة أطفال كل يوم، هذا بالإضافة إلى أن استخدام التبغ يحرم الأشخاص من فرص التعليم التي يمكن أن ترفع عنهم الفقر. ومن المؤسف أنه في الوقت الحالي تصرف العائلات الأكثر فقراً عشرة أضعاف ما يصرف على التعليم . فمن دراسات حول العالم عن المصروفات التي تبذل في التبغ تبين ما يأتي: في مصر أكثر من نسبة 10% من مصروفات العائلات الأقل دخلاً يتم توجيهها إلى شراء السجائر ومنتجات التبغ. تشير الدراسات الأولية التي لا تزال مستمرة في فيتنام أنه في خلال العام يصرف المدخنون ما يوازي3.6أضعاف ما يصرف على التعليم، و2.5أضعاف ما يصرف على الملابس و1.9أضعاف ما يصرف على العناية الصحية . القيمة المتوسطة لما تصرفه العائلات المتوسطة الدخل في المغرب على التبغ,يماثل بالضبط ما يصرف على التعليم . يصرف الطلاب في النيجر 40% من دخلهم في السجائر، وتصرف العمالة اليدوية 25% من دخلها في السجائر، كما أن العائلات ذات الدخل المتوسط التي يكون بها مدخن واحد على الأقل تصرف 10.6% من إجمالي دخلها في منتجات التبغ . العائلات المدنية في التبغ تصرف 5.5% من دخلها الشهري في منتجات التبغ عام 1992م. في النيبال وصل الصرف على التبغ 10% من مصروفات العائلات السنوية وذلك لدى العائلات الأقل فقراً. تصرف الشريحة الأقل دخلاً في اندونيسيا 15% من إجمالي مصروفاتها الشهرية من منتجات التبغ في عام1992م. في مصر بلغت تكاليف العناية الصحية فيما يتعلق بالتدخين إلى 545.5مليون دولار. أوضحت بعض الدراسات في الصين بمنتصف عام 1990م أن التكاليف المباشرة وغير المباشرة للتدخين وصلت إلى 6.5مليار دولار في العام. وبما أنه توجد وفيات تصل إلى 3مليون في العام بسبب التدخين ، فإن هذه التكاليف في ارتفاع مستمر، أما الوفيات المبكرة الناتجة عن التدخين يمكن أن يكون لها تأثير مأساوي على الاقتصاديات الوطنية، حيث هناك حوالي 650مليون شخص يمكن أن يتعرضوا للوفاة بسبب التدخين نصفهم من المرحلة العمرية المتوسطة المنتجة. وكما أن الأمراض المتعلقة بالتبغ تزيد في الدول النامية فإن تكاليف العناية الصحية تزيد كذلك.
الخسائر في العملة الأجنبية: بعض البلدان مستوردة فقط لأوراق التبغ ومنتجات التبغ، ومن ثم هناك خسارة الملايين من الدولارات كل عام من العملة الأجنبية وفي عام 2002م هناك ثلاثين من بين 161دولة تم إجراء مسح عليها استوردت من أوراق التبغ أكثر مما قامت بتصديره. وهناك 19دولة لها ميزان تجاري سالب في منتجات التبغ بما يزيد عن 100مليون دولار، وتشمل تلك الدول كمبوديا وماليزيا ونيجيريا وكوريا ورومانيا والاتحاد السوفيتي وفيتنام.
السجائر المهربة: معظم السجائر المهربة يتم الاتجار بها في السوق السوداء فهي تستورد وتباع بشكل غير قانوني مع تجنب الضرائب ، والسجائر المهربة تباع بأسعار أقل من المبيعات الرسمية مما يقود إلى زيادة المبيعات والاستهلاك ، وفي ذات الوقت يزيد من المخاطر الصحية وزيادة التكاليف الواقعة على الحكومات والتي تقدر بما يصل إلى 25.000مليون إلى 30.000مليون دولار سنوياً. ولقد قام البنك الدولي بدراسة العناصر الأخرى التي تسهم في حجم التهريب، وذلك باستخدام المؤشرات القياسية للفساد المستندة على المعيار الدولي لشفافية الدول، وتم التوصل إلى النتيجة التي تشير إلى أن تهريب التبغ، يزيد في الدول عند زيادة درجة الفساد بالدولة.
من يربح أكثر!! بينما يكدح الكثير من الناس في حقول التبغ، وتسعى المصانع لتحقيق الغايات ، نجد أن مسؤولي المصانع يحصلون على أكبر الفوائد . ففي عام 2002م قدمت أكبر شركات التبغ في العالم أكثر من 3.2مليون دولار على شكل رواتب وحوافز واستناداً على دراسات قامت بها مؤسسة خيرية بريطانية ، تشير إلى أن متوسط دخل مزارع التبغ في البرازيل، يحتاج لست أعوام ليحصل على دخل يوازي ما يحصل عليه مدير أحد مصانع شركات التبغ الكبرى في يوم واحد. وخلال العقود القليلة الأخيرة زاد الإنتاج العالمي للتبغ بشكل كبير خاصة في الدول النامية حيث زاد الإنتاج بمعدل 128%مابين1975م و1998م حيث يزرع التبغ حاليا في 100دولة,وهذه الزيادة الكبيرة في زراعة التبغ يتم تشجيعها ,في بعض الأحيان وتمويلها بواسطة شركات التبغ, حيث كان من نتائج ذلك عدم استقرار أسعار التبغ حيث قلت أسعاره بنسبة 37%ما بين1985م و2000م.
الدخل المفقود كنتيجة للمرض والموت: يرتبط استخدام التبغ بشكل تام مع زيادة مخاطر السرطان وأمراض القلب, وينتج عنها كذلك أمراض في التنفس والرئة، كما ظهر إن التبغ يزيد حالات السل وهو مرض يؤثر علي الفقراء بشكل اكبر ، وقد أوضحت الدراسات إن التدخين يسبب أكثر من نصف حالات الموت بالسل في الهند. هذا وإن الفقراء لا يملكون سوى العمل كوسيلة لكسب المال مما يجعل العائلات الأكثر فقراً أكثر ضعفاً أمام تهديد عدم القدرة على شراء الطعام كنتيجة المرض.
ارتفاع تكاليف العلاج: تشمل ارتفاع تكاليف تعاطي التبغ للفرد يقابله من ارتفاع تكاليف العلاج، ولا يكون العلاج متوفراً دائماً للفقير، وعندما يوجد العلاج فإنه يكون رفاهية ولا يستطيع الكثيرون في الدول الفقيرة الحصول عليه .
7- حول العالم في عام 1391هـ (1971م) أصدرت المجلة الطبية البريطانية في مقال افتتاحي لها عن المؤتمر الدولي عن التدخين والصحة تحذيراً يشير إلى أن هناك خطر حقيقي حول هذا السلوك المميت والمصدر إلى البلدان النامية في أفريقيا وآسيا ويتحمل العالم الغربي المسئولية عن عدم منع ذلك... ويستطرد التقرير(لقد أنتجنا ملايين العبيد للسجائر في أرضنا وديارنا وسيكون من الخطأ الجسيم تصدير هذا الاستعباد للدول النامية والفقيرة)، اليوم وبعد ثلاثين عاماً اتضح أن هذا الاستبعاد نقل إلى أرض الواقع في العالم الثالث حيث أن هناك الملايين المستعبدين للتبغ يرزحون تحت أنات الفقر والمرض والموت... ومن ضمن 1.1 بليون مدخن في العالم هناك الأغلبية الساحقة منهم (800) مليون في العالم الثالث، ويتصاعد استهلاك التبغ بسرعة بين أفقر شعوب العالم، إن معايير مستوى المعيشة في البلدان الفقيرة ولهؤلاء الـ(800 مليون مدخن) تعلمنا أن أثر التبغ عليهم أكثر حيث أن ثلاث أخماس السكان لا يتوفر لهم صرف صحي، وثلثهم لا يتمكنون من الحصول على مياه نظيفة ونقية، وربعهم لا يتوفر لهم سكن كافي، وخمسهم لا يتمكنون من الحصول على خدمات صحية من أي نوع، وفي العالم هناك 850 مليون أمّي و 2 بليون ولد مصابون بفقر الدم ويموت كل سنة حوالي 17 مليون شخص في البلدان النامية من الأمراض التي يمكن الشفاء منها مثل الأمراض المعدية والطفيلية كالإسهال ومرض الحصبة والملاريا والسل وفي العام 1446هـ هناك مصير أخطر ينتظر الفقراء في العالم الثالث حيث سبعة ملايين يتوقع وفاتهم نتيجة التبغ المرتبط بالأمراض كل سنة في حين أن استهلاك التبغ للشخص الواحد قد انخفض حوالي 10% خلال الفترة (1390هـ - 1410هـ) في البلدان المتقدمة، زاد حوالي 64% في البلدان النامية في الفترة نفسها وقد تضاعف استهلاك الشخص الواحد في هايتي، اندونيسيا، النيبال، السنغال وسوريا في حين أن تضاعف ثلاث مرات في الكامرون والصين. وعلى سبيل المثال إن زيادة استهلاك التبغ في الصين بالغة التأثير فهي تحتوي لوحدها على 300مليون مدخن 61% من الذكور مدخنين، وقد يقتل التبغ في آخر الأمر حوالي 50 مليون من جميع الأولاد والشباب الذين يعيشون اليوم في الصين، تستهلك أغلبية البلدان النامية مبادلة خارجية لواردات التبغ ثم تربح من الصادرات لا بل أن هذه البلدان التي تصدر كمية بالغة من التبغ وتعود معظم الأرباح من تجارة التبغ العالمية إلى شركات التبغ العابرة للبلدان بدلاً من خزانة الأموال في البلدان النامية.
الولايات المتحدة الأمريكية هناك دراسة في الولايات المتحدة بين عامي(1403هـ - 1413هـ) شملت 23311 فرداً يبلغون أو يزيدون عن سن الثامنة عشرة وقد حللت العلاقات المستقلة بين حالات الفقر وتدخين السجائر وأظهرت نسبة الاحتمالات للتدخين المتداول بين الأشخاص دون حد الفقر التي تتراوح من نسبة منخفضة وهي %1.01 في العام 1405هـ لنسبة مرتفعة في العام 1410هـ وما زالت هذه النسبة تتراوح بين 1.26% و 1.30% بين 1411هـ و1413هـ، إن نسبة الاحتمالات للتوقف عن التدخين بين الأشخاص تحت حد الفقر تتراوح بين 0.81% في عام 1405هـ و0.64% في العام 1411هـ وما زالت هذه النسبة تتراوح بين 0.73% و0.66% بين 1411هـ و1413هـ ، إن هذه التدابير للعلاقات بين حالة الفقر والتدخين قد استخرجت باستخدام النماذج المتعددة للانحسار النسبي المعدل لتأثيرات الجنس والعمر والتربية والعرق وحالة التوظيف والحالة المتعلقة بالزواج والمنطقة الجغرافية.
استنتاجات إن الأشخاص دون حد الفقر يتابعون ليكونوا أكثر توقعاً من هؤلاء الذين يقعون فوق الحد ليصبحوا مدخنين متداولين ولكي لا يتوقفوا عن التدخين، قد يكون الفقر مؤشراً للمشاركة السفلى في المعايير الاجتماعية للتغير فيما يتعلق بسلوك التدخين في السنوات الأخيرة، إن الأفراد دون حد الفقر قد يحتاجون إلى الجهود المركزة لمساعدة الشعب السليم على تحقيق 2000 إنجاز لتخفيض انتشار التدخين لدى الراشدين، إن الإدراك الإضافي للعلاقة بين التدخين والفقر مهم لتنمية البرامج الفعلية للطوائف الفرعية الضعيفة من السكان.
الصيــــــــن إن سلوك التدخين راسخ في الصين أكثر من البلدان الغربية وهناك مجلة جديدة نشرت دراسة تفيد بأن الخطط التي تستهدف الراشدين الصينيين قد تمنعهم من أن يصبحوا مدخنين منتظمين، وبعد معاينة 6.675 شاباً صينياً تتراوح أعمارهم بين 12 و19 في سلوكهم نحو التدخين وجد أن هناك نسبة 16% قد دخنوا في بعض الأحيان، مقابل نتائج عالية في المناطق الريفية، ولكن حوالي عشرين شاباً يعترفون بأنهم كانوا مدخنين منتظمين لسيجارة واحدة في الأسبوع. إن الأعداد المنخفضة قد أدهشت الباحثين الذين قادوا جلسات تقارن ارتجاعي مع الأساتذة والتلاميذ ووجدوا أن معدلات التدخين المنتظم هي في الواقع منخفضة، وقد أظهرت الدراسة أن الذكور قد بدأوا التدخين باكراً في حياتهم.
لاوس في لاوس يمكنك بمدخرات 10000 إلى 15000 كب، (من 1.23 إلى 1.84 دولار أمريكي) بدلاً من شراء علبة مارلبورو، شراء كيلو غراماً واحداً من اللحم و6 كيلو غرامات من الأرز و1.3 كيلو غراماً من السمك وكيلوين غرام من التفاح.
فيتنــام في المتوسط ينفق المدخن الفيتنامي أكثر من 61 دولاراً أمريكياً في العام 1415هـ على السجائر وهو ما يكفي لإطعام شخص لمدة سنة، إن المال الذي أنفقه جميع المدخنين في العام 1418هـ كان كافياً لشراء الأرز لإطعام 10.6 مليون شخص في السنة.
تايلاند في العام 1422هـ كان ثمن علبة الكرونغيتب وهو الصنف الرئيسي للسجائر في تايلاند، 35 بات مقابل وعاء من الحساء وطبق رئيسي ووجبة كاملة موجودة لدى البائعين المتجولين والبالغ 20 بات مدخرات علبتين من السجائر بإمكانها شراء حوالي ثلاث وجبات تؤمن للعائلات في المناطق الريفية وشراء عدد أكبر من الوجبات لتحضيرها في المنزل.
سريلانكا أعلن أحد الوزراء أن الحكومة السريلانكية قد أدركت أن السلوكيات السيئة لأعضاء العائلات الفقيرة كالتدخين الشديد واستهلاك الخمر والإدمان على المخدرات هي أسباب فادحة للحاجة الماسة، لذا فإن الفرصة متاحة لجمع الأموال لصندوق النمو الاجتماعي ولإعلان (يوم اللا تدخين)
الهنــــد 92% من الأطفال الصغار في الهند مصابون بالهزال ونقص الوزن ومع هذا فهناك 55000 طفل يبدأ التدخين كل يوم في الهند كما أن هناك خمسة ملايين طفل دون الخامسة عشرة هم مدمنون على التبغ في الهند ومع أن السجائر تشكل 20% من قوة السوق الهندية فقد اقتحمت الشركات العابرة للحدود السوق الهندية بشراسة للاستيلاء على المدخنين الهنود البالغ عددهم 250 مليون مدخن وخاصة الصغار منهم، وتتزايد نسبة انتشار التبغ في الهند بمعدل تصاعدي ما بين 5 - 7% ومع ذلك فميزانية الرعاية الصحية في الهند والبالغة 1% من الميزانية الوطنية لا يمكن أن تواجه هذه الجائحة وعواقبها من أمراض ووفيات خاصة في ظل وفيات تصل إلى 630 ألف وفاة سنوياً، كما في باقي البلدان مثل كمبوديا وفيتنام واندونيسيا والنيبال فيها أكثر من نصف الأولاد مصابون بالهزال ونقص الوزن، كما أن الكثير منهم أقحموا أنفسهم مبكراً في الإدمان على التبغ، ومن الظاهر أيضاً أن الحكومات والقطاع الصحي والمنظمات الاجتماعية ومنظمات رعاية الصغار لا تدرك بشكل كامل الخطر المدمر الذي ينتظر هؤلاء الصغار مستقبلاً من التبغ ولا تدرج الآن نشاطات مكافحة التبغ في التوعية والتربية الصحية لحماية المجتمع وتحسين الصحة العامة.
8- دراسة المملكة المتحدة لقد صدر إعلان مفاده أن التدخين يظهر أكثر فأكثر للفقراء في بريطانيا، وعلى الرغم من الانخفاض في الانتشار الإجمالي للتدخين في المملكة المتحدة في السنوات الثلاثين الأخيرة، فهناك تغير طفيف في انتشار التدخين بين هؤلاء الذين يعيشون بمداخيل منخفضة، هناك دليل صادر عن التقرير العام لمخطط الأسرة يشير إلى أنه بينما انخفضت نسبة التدخين لدى الراشدين من 40% في العام 1398هـ إلى 27% في العام 1419%هـ، يبقى انتشار التدخين الأعلى بين الناس من الجماعات الاقتصادية اليدوية المعارضة لغير اليدوية (32% مقارنة مع 21% في العام 1419هـ).
التفاوت في التوقف عن التدخين في الحقيقة ليس انتشار التدخين وحده مرتفعاً بين الرجال والنساء في الجماعات الاقتصادية والاجتماعية، بل هناك معدلات منخفضة للتوقف عنه ومنذ العام 1393هـ، تضاعفت معدلات التوقف عن التدخين في الجماعات المميزة بنسب تتراوح بين 8% و9% في العام 1393هـ، و10% و13% في العام 1417هـ، أما في الاتجاهات الحالية من المتوقع أن التحسين المطلق في العمر المتوقع للسكان ككل سيرافق بتفاوتات واسعة، هناك معلقون يقبلون أن التدرج الاجتماعي في التدخين يعود إلى التوقف عنه أكثر من إدراكه أن الشعب الفقير لا يظهر للامتناع عن التدخين أكثر من الجماعات الأخرى، واستجابة لنداء (هل تحبون التوقف عن التدخين بالإجمال) فهناك حوالي ثلث المدخنين عامة (من بينهم المستويات الاجتماعية العالية) قد أجابوا بنعم، هناك عدد كثير من التوضيحات الممكنة لمعدلات الامتناع عن التدخين وأعلى مستويات الاعتماد على النيكوتين، لقد برهن المعلقون أن هذا قد يكون بسبب عدد من العوامل بما فيها استخدام السجائر كشكل للعلاج الذاتي من الإجهاد، كما قد يكون أيضاً بسبب العمر المبكر للبدء بالتدخين الملاحظ بين المدخنين الفقراء أو قد يكون أيضاً بسبب الاقتصاد وكل سيجارة تستحق أكثر وبالتالي فإن التدخين موجود بشكل كثيف وتُعيّن هذه الدراسة إستراتيجية ثلاثية لتخفيض التفاوت الصحي من التدخين المركز على التالي:
تخفيض الفقر. إجراء علاج فعّال متيسر يستهدف الجماعات الفقيرة. تخفيض سميّة السجائر وضررها. التدخين بين الجماعات العرقية الأقلية تتغير مستويات التدخين بين الطوائف العرقية الأقلية التي تعيش في بريطانيا، هناك بعض الجماعات التي تعتبر أن التبغ هو السبب الأكبر للعملة، وعلى سبيل المثال إن معدلات التدخين بين الرجال البنغلادشيين وذوي الأصول الكاريبية تتجاوز معدلات السكان في المملكة المتحدة، إن التوضيحات حول الفوارق في معدلات التدخين بين الجماعات وأعمارها داخل الطوائف العرقية الأقلية تشير إلى عدد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، إن الدراسة الجديدة حول الصحة في إنجلترا (وزارة الصحة) أوضحت أن بين عدد السكان العام هناك نسبة 27% من الرجال الذين اعترفوا أنهم مدخنون حاليون ونسبة 31% يحاولون التدخين بشكل منتظم ونسبة 42% لم يدخنوا بشكل منتظم، والجدول التالي يظهر نسبة التدخين الحالي للسجائر في كل جماعة عرقية في بريطانيا بين الرجال والنساء
نسب الرجال المدخنين حالياً
الكاريبيون
الهنود
الباكستانيون
البنغلاديشيون
الصينيون
الايرلنديون
عامة
35%
23%
26%
44%
17%
27%-39%
ب-نسب النساء المدخنات حالياً
الكاريبيون
الهنود
الباكستانيون
البنغلاديشيون
الصينيون
الايرلنديون
عامة
25%
2%
5%
1%
9%
29%-33%
المصدر: دراسة وزارة الصحة في إنكلترا عام 1421هـ
ويشير دليل الدراسات إلى أن هذه الطوائف العرقية الأقلية مع معدلات عالية للتدخين تميل إلى العيش في المدن الداخلية التي تمتاز بمجموعة معروفة من مؤشرات الفقر بما فيها النوعية الفقيرة للإسكان والمستويات العالية للبطالة والمستويات الضعيفة من الإنجاز التربوي.
9- التدخين والفقر: مزيج مميت في حين أن السكان في الجماعات الاقتصادية والاجتماعية على وشك أن يكفون عن التدخين فإن الأغنياء وأهالي البيوت الأفقر لم يتوقفوا أبداً، وهناك دراسة حديثة تشير إلى أنه خلال 20سنة حتى العام 1415هـ فإن معدلات قد انخفضت إلى النصف بنسبة 10% بين الأهالي الفقراء، كما وجدت الدراسة أن الأشخاص مهيئين للتدخين إذا كانوا يعيشون وحدهم أو إذا كانوا عازبين أو عاطلين عن العمل أو فوق سن 65 عاماً، وإن المراهقين يدخنون إجمالاً أقل من الشباب البالغين 20 سنة وإن نتائج الدراسة مهمة، إلا أنها في بعض الحالات غير مفاجئة، ومن المتوقع أن الذي يبلغ 24 سنة يدخن أكثر من المراهقين لأنهم من الأقلية الذين يعيشون في المنزل ويتعرضون لمراقبة الوالدين اليومية، ومن المتوقع أن الأشخاص العاطلين عن العمل يدخنون أكثر، ليس فقط لأن هناك وقت أكثر في عهدتهم بل لأنهم لا يتعرضون للمناخ اليومي لرفض التدخين الذي يوجد في أماكن العمل الحالية، ومن المتوقع أن البالغين 65 عاماً يدخنون أكثر إلى حد ما لأنهم غير معرضين للبقاء على رأس العمل ولأنهم كانوا قد دخنوا لعدة سنوات ويجدون صعوبة في التوقف عن التدخين (أولا يريدون التوقف عنه) ربما ليس مفاجئاً أن العديد من الفئات المعرّضين للتدخين هم أيضاً معرضين ليكونوا من أهالي البيوت الفقيرة ولقد أظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص ذوي الحالة الاقتصادية والاجتماعية المنخفضة معرضون للعوامل الخطيرة في طريقة حياتهم كالتدخين وشرب الخمر والسمنة وقلة التدريب، وعلى نحو حزين، فإن الفقراء في المجتمع لديهم ثقة بالنفس لظنهم أنهم لا يستحقون الصحة السليمة أو يشعرون بأنهم غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم وهناك شيء واحد يبدو واضحاً (التدخين ليس دليلاً على المقام الرفيع) كما كان منذ عشرين سنة، وذلك بسبب منع الإعلانات التي تصور التدخين كشيء ساحر، والنشاطات المتنوعة ضد التدخين، استجابة لذلك وجدت شركات التبغ طريقة لإدخال(ميزانية) لتحسين علب السجائر –التي تحتوي على تبغ قليل في السيجارة الواحدة- وبإصلاح نظام ضريبة التبغ خلال السنتين القادمتين، فإن100.000 من الذكور بإمكانهم أن يتركوا سلوك التدخين، وقد تبدو زيادة الثمن قاسية لدى الفقراء، ولكن إذا كان هناك 18000 أسترالياً يموتون بأمراض متعلقة بالتبغ كل سنة، فمن المؤكد أن يكون ذلك مدعاة للشفقة عليهم وليس تشجيعاً لهم بأن يقتلوا أنفسهم.
10- التبغ والحكومات تفقد معظم الدول ملايين الدولارات كل عام على استيراد التبغ، ومن المسح الذي أجري عام 1994م على 194 دولة، أتضح بأن ثلثي هذا العدد من الدول يستورد كميات من التبغ تزيد صادراته منها، وتفقد عُشر الدول ما يربو على مائة (100) مليون دولار أمريكي في العام على فاتورة استيراد التبغ.
زيادة تكاليف الرعاية الصحية وخسائر الإنتاجية في الحقيقة تعاني الدول من خسائر اقتصادية نتيجة ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وخسائر الإنتاجية بسبب الأمراض وحالات الوفيات المبكرة تتعلق بالتبغ، ففي الدول ذات الدخل المرتفع تتراوح النفقات السنوية العامة على الرعاية الصحية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، كان تعاطي التبغ يمثل أكثر من 157 بليون دولار من التكاليف السنوية الاقتصادية المتعلقة بالصحة بين عامي 1415هـ و1420هـ فقد خسرت البلاد خلال تلك الفترة 81.9 بليون دولار في السنة بسبب الخسائر الإنتاجية المتعلقة بالوفيات و75.5 بليون دولار زيادة في النفقات الطبية ومع زيادة معدلات استهلاك التبغ والأمراض المتعلقة به في الدول النامية فكذلك تزداد نفقات الرعاية الصحية التي تتعلق بالتبغ، ففي مصر تقدر التكلفة السنوية المباشرة للعلاج من الأمراض الناجمة عن استخدام التبغ والتكاليف الصحية غير المباشرة للتدخين بنحو 6.5 بلايين دولار في السنة، وكذلك يمكن أن يكون لحالات الوفيات المبكرة الناجمة عن التبغ آثار مدمرة على الاقتصاد الوطني لأي دولة، حيث يحرمها من عمال منتجين، فإذا استمرت المعدلات الجارية على ما هي عليه، فإن 650 مليون شخص على قيد الحياة الآن سيقتلهم التبغ، نصفهم من ذوي الأعمار المتوسطة (المنتجين) وسيفقد كل منهم 20-25 سنة من أعمارهم، ففي الصين وحدها توفي نحو (514100) خمسمائة وأربعة عشر ألف ومئة شخص في عام 1419هـ نتيجة أمراض تتعلق بالتبغ فعانت البلد من خسارة في الإنتاجية قدرها 1146 مليار ومئة وستة وأربعين مليون دولار في سنة.
11- العلاقة بين الفقر والتدخين الحقيقة أن الفقر هو نتيجة للنقص في التعليم والبطالة وهذا ما يؤدي إلى أغلب الآفات الاجتماعية ومنها التدخين، من الآفات الأخرى المتعلقة به إدمان الخمر والمخدرات، وأن أغلبية المدخنين والمفرطين في الشرب أكثروا من عاداتهم بهدف الابتعاد عن الإحباط وأن زيادة الطموحات والأمنيات الإنسانية المرفوضة كالبطالة وعدم القدرة على منح الأبناء التعليم والعيش المناسب وأن التشرد والعجز الملاحظ تؤديان بهؤلاء المساكين إلى البحث عن السلوك في التدخين، وهم مجبرون على شراء أرخص أنواع التبغ والخمر على حساب النوعية مما يزيد الضرر على الصحة.
12- التدخين يخلق الفقـر أ- التفاوت الاقتصادي والتدخين إن العبء الاقتصادي للتدخين هو الأثقل على الفقراء، كما يفقر التدخين الأشخاص الذين كانوا فقراء، ففي العامين 1419هـ و 1420هـ فمعدل إنفاق أهل البيت قد بلغ حوالي 1.5% من مدخولهم الأسبوعي على منتجات التبغ، ومن بين أهالي البيوت الفقراء هناك حوالي 15% من المدخول الأسبوعي مخصص لشراء السجائر، إن الدراسات حول كلفة جمع الحاجات الأساسية، وخاصة التبغ تشير إلى أن درجات تأييد الدخول غير كافية لتأمين معيار كاف وأساسي للعيش وخاصة إذا كان أهالي البيت يشملون الأولاد،إن المدخول منخفض للغاية حيث أن أهل المدخنين يفتقرون إلى الأمور الأساسية كالطعام والغذاء والملبس أكثر من أهل غير المدخنين، إن تأثيرات التدخين مدمرة ففي البلدان النامية هناك 1.3 بليون شخص يعيشون بمعدل دولار واحد في اليوم، ومع ذلك فإن التدخين يجعلهم أكثر فقراً، فالسجائر تكلف المدخن حوالي 25% من مدخوله فعلبتان في اليوم توازيان حوالي 30% من مدخول الرجل في ماليزيا، ويمكن لرجل فقير في الصين أن ينفق 60% من مدخوله على السجائر، وهذا يحذف من المدخول المخصص للحاجات الأساسية للعائلة كالطعام والأجرة والنقل والتربية وغيرها، وقد يموت المدخن من مرض يتعلق بالتدخين وتخسر العائلة معيلها لدفع الفواتير الطبية، إن الكمية التي تنفق على التبغ في الدول الفقيرة تزيد أكثر من الكمية التي تنفق على الاعتناء بالصحة والتربية، فهو يمثل ست أضعاف ما ينفق على الاعتناء بالصحة وضعفي الكمية المنفقة على التربية، فالتدخين يكلف الحكومة معالجة الأمراض المتعلقة بالتدخين، فالعبء على الحكومة كبير والإحصاءات تعبر عن نفسها، فعلى سبيل المثال تتكلف غواتيمالا 800 مليون دولار أمريكي وكوستا ريكا 534 مليون دولار أمريكي والهند 11 بليون دولار أمريكي، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن الصين قد ربحت 4.9 بليون دولار أمريكي كضرائب على السجائر، ولكنها خسرت 7.8 بليون على الإنتاجية وتكاليف الاعتناء بالصحة العامة في العام 1414هـ.
ب- التفاوت في تأثيرات التدخين على الصحة إن تأثيرات التدخين بين الفقراء متفاوتة إلى حد ما، وعلى أساس التفاوت في الصحة فإن للتدخين أثر كبير فهو ينقص العمر المتوقع للحياة السليمة بين المحتاجين، ويسبب المحتاجين أكثر من نصف الوفيات في الطبقة الاجتماعية للرجال، إن الموت المبكر بسبب سرطان الرئة هو أعلى خمس مرات بين الرجال غير الماهرين في العمل اليدوي مقارنة مع هؤلاء في العمل المهني، كما أن الموت المبكر بسبب مرض القلب يعود إلى التدخين.
ج- تكاليف التدخين لباقي طبقات المجتمع، إنتاجية مفقودة إلى جانب العبء الاقتصادي والصحي لدى المدخنين وعائلاتهم، فهناك تكاليف اقتصادية للبلدان في الإنتاجية المفقودة حول الأمراض المتعلقة بالتدخين ومدفوعات المزايا الاجتماعية لهؤلاء الذين لا يستطيعون العمل كنتيجة للمرض المتعلق بالتدخين... إن تكاليف التدخين في الصناعة تنتج عن الإنتاجية المفقودة بسبب الانقطاع عن العمل والتغيب المتزايد وسط المدخنين المصابين بمرض ما، هناك دراسة في اسكتلندا قدرت أن تكاليف الغياب المتعلق بالتدخين تقدر بـ 40 مليون جنية إسترليني في السنة، إضافة إلى ذلك قد تتأثر الإنتاجية بالضيق وبالشروط الثانوية للتعرض لأسباب التدخين السلبي لدى غير المدخنين وغيرهم، وأخيراً فإن هناك تكاليف للصيانة النظيفة والعمران وهناك تكاليف باهظة للعمران لخدمات الصحة نتيجة التدخين، ومن المتوقع أن 284.000 مريض في إنجلترا يدخلون المستشفيات كل سنة كنتيجة للأمراض المتعلقة بالتدخين، فهم يشغلون ما يعادل 9500 سرير في المستشفى كل يوم، وفي العموم من المتوقع أن تكاليف التدخين تبلغ 1.7 بليون جنية إسترليني في السنة(بريطانيا).
د- التبغ والبيئة تساهم زراعة التبغ أيضاً في زيادة حدة الفقر عن طريق الإضرار بالبيئة، فالكيماويات التي تستخدم في زراعة التبغ تلوث التربة والمياه، وقد قدرت دراسة أجريت بأن نظافة الأرض لزراعة التبغ وحرق الأخشاب لمعالجتها تساهم في التصحر ما يقارب 5% من التربة بالدول التي تقوم بزراعة التبغ في الدول النامية، وتبلغ ما يربو على نسبة 25% في معظم الدول المتأثرة. (لقد دمرت الغابات لدينا ليحل مكانها التبغ) مُزارع تبغ بالهند.
13- مزارعو التبغ فقــراء تستغل شركات التبغ عابرة الحدود البلدان النامية، ليس فقط لتوسيع أسواقها بل كمصدر للتبغ الأرخص وهناك سبب واحد للأسعار المتدنية، ألا وهو المزارعون إذ أن عائلاتهم والبيئة في البلدان الجنوبية تمتص أكثر التكاليف المباشرة وغير المباشر فإن المزارعين في البلدان النامية هم فقراء وتنفذ الزراعة عادة في نطاق ضيق بأقل من إكر واحد وفي ارض خصبة محملة بالطعام الذي هو قوام الحياة، ليست زراعة التبغ مربحة بقدر ما هي محولة إن نصيب الأسد في الأرباح يعود إلى شركات التبغ وليس إلى المنتجين، وبالتالي فإن زراعة التبغ تستولي على مكان الطعام وقد تطعم الأرض المزروعة بالتبغ حوالي 10 إلى 20 مليون شخص في كل أنحاء العالم، على الحكومات والشعب أن يتحملوا عبء التكاليف العالية للطعام المستورد من كينيا، فإن إنتاج الطعام في مناطق نمو التبغ قد تناقصت بعد ما انتقل المزارعون من زراعة الطعام إلى زراعة التبغ، إن عدد المزارعين المتعاقدين مع الشركة المساهمة للتبغ قد زاد بنسبة 67% خلال الأعوام من 1392هـ و 1411هـ ونمت الأرض المزروعة بسرعة، إن الدخل الصافي من التبغ هو أقل مما يناله المزارعون من محاصيل الطعام الأخرى، إن الشركة المساهمة في التبغ هي الشركة الأوسع من الناحية الزراعية في كينيا والمتعاقدة مع 7500 مزارع لزراعة التبغ على حوالي 15000 من مساحة الأرض الزراعية الخصبة، ولكن ما يناله المزارعون ليس كافياً لشراء الطعام للعائلة، فزراعة التبغ هي كثافة العمال وكثافة الرأسمال، ويتطلب التبغ 1200 ساعة عمل في الإكر الواحد مقارنة مع الحبوب التي تتطلب 120 ساعة في الإكر الواحد أو الذرة التي تتطلب 107 ساعات عمل، لقد أشار مزارع كيني إلى أنه في موسم التبغ (لدينا الكثير من العمال والقليل من الوقت لنطبخ لأولادنا فنشتري الذرة من المدينة) مال التبغ لم يخفف من الفقر بين المزارعين الكينيين حيث ترتفع معدلات سوء التغذية للأولاد وفي الدراسة التي أجرتها اليونيسيف في إحدى مناطق نمو التبغ تشير إلى أن 52% من الأولاد في هذه المنطقة يعانون من سوء التغذية المزمن والخطير إضافة إلى أنهم هزيلون وهو أشبه بالوضع في البرازيل، تعتبر البرازيل المصدر الأكبر في العالم للتبغ إلى الولايات المتحدة والتبغ البرازيلي مستخدم أساساً من قبل فيليب موريس وشركات التبغ الأخرى عابرة الحدود، ولكن حياة مزارعي التبغ صعبة منهكة بالدَين والمرض وينبغي على حكومات البلدان النامية أن تكون مسئولة عن قيامها بدعم زراعة التبغ وإعانتها سامحة لشركات التبغ العابرة للحدود بإغراق الأسواق وليس بإعطاء الأولوية التي يستحقها ما دام يدمر الناس، من سينتج السجائر الأمريكية والبريطانية واليابانية في المستقبل؟ إن (رجل المارلبورو) و(جو كاميل) يجتازان الآن المصانع في البلدان النامية ليلتقوا بالأسواق الدولية، إن شركات التبغ العابرة للحدود كالكثير من متعددي الجنسيات ليسوا فقط بارعين في ضمانة الأسواق بل بتبديل الإنتاج ذاته وراء البحار، إن شركات التبغ العابرة للحدود في فيتنام كـ(فيليب موريس) و(ر.ج.راينولدز) والشركة المنافسة للتبغ قد بدأوا بإنتاج أصنافهم الخاصة، وفي عام 1418هـ باعت المشاريع المحلية الخاصة بـ(ر.ج.راينولدز) أسوأ السجائر بقيمة مليون دولار لكندا وألمانيا، فقر فيتنام يجعلها الهدف الرئيسي لشركات التبغ الأجنبية الباحثة عن البلدان حيث توجد اليد العاملة الرخيصة والأرض المتوفرة لإنتاج التبغ والمشرفون المحليين يعتبرون ذلك تفوقاً ويرحبون بفرص التوظيف لفقرائهم، فنحن بحاجة إلى منع توطين الصناعة التي تنتج منتجاً قد يقتل، إن تعاونية (ديمون) وهي من أعظم تجار صحائف التبغ كانت الشركة الأجنبية الأولى للتبغ التي فتحت لها مكتباً في فيتنام، فهي توسع أصناف محصولها لتنمية سوق التصدير فالمدير المحلي يعرف لماذا اختيرت فيتنام من قبل هذه الشركة: وذلك بسبب اليد العاملة الرخيصة (يمكن لفيتنام أن تبيع أغلبية تبغها بأقل من 43دولار للكيلو غرام الواحد... وسوف ندخل المنافسة) فالتبغ سلعة ثابتة إلى حد ما... إن تحرير التجارة ليس خبراً ساراً بالتأكيد للتدخين الوبائي في البلدان النامية، سابقاً كانت شركات التبغ في الهند تستطيع الدخول إلى البلد من خلال المشاريع المشتركة وكان عليها أن تصدر على الأقل نصف إنتاجها ولكن الحكومة الهندية قد تساهلت في القواعد المتبعة ومنذ شهر الثاني من العام 1419هـ، فللشركات المتعددة الجنسيات حق الملكية بنسبة 100% من وحدات تصنيع السجائر في البلدان، وتوقعات الأسواق أن تخطي الحدود الوطنية سيصبح سارياً من خلال المشاريع المشتركة والتدابير المرخصة بالاشتراك مع الشركات الهندية ولكنها تستولي على السوق في آخر الأمر، إن شركات التبغ العابرة للحدود تبحث عن سبب انضمام الصين إلى منظمة الصحة العالمية في إطلاق سوقها، وفي ربيع الثاني من العام 1418هـ قطعت الصين تعريفتها الجمركية على واردات التبغ كجزء من محاولة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
14- العائلات الفقيرة ( ملايين من الأطفال الفيتناميين يتضورون جوعاً بينما آباؤهم ينفقون الأموال على شراء التبغ)
باث كندا – فيتنام عندما يدخن الفقير، يتأثر مدخول الأسرة بسعر التبغ أمام كلفة الطعام والضروريات اليومية الأخرى فالتبغ هو السبب الكبير للموت والأمراض إذ أن البعض قد أقروا أن التبغ يساهم في الفقر العالمي وخاصة آسيا، خلال العقود القليلة الماضية تزايدت معدلات التدخين في البلدان النامية، إذ أكملت صناعة التبغ تسويقها العدواني وإذا حافظ اتجاه استهلاك التبغ على مساره، فمن الممكن توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وحيث يشكل الذكور الأغلبية الكبيرة من المدخنين في المنطقة الجنوبية الشرقية في آسيا. فهم يراقبون عادة طريقة إنفاق مدخول العائلة فعندما يهدر المال على التبغ، يكون المدخن – لا بل كل أعضاء العائلة – في حالة سيئة، وتتأثر النساء والأولاد أكثر عندما لا ينفق المال على الطعام.
قد تعاني عائلات المدخنين أكثر إن زوجات المدخنين وأولادهم محرومون من الضرورات الأساسية في الحياة كالاعتناء بالصحة والتعليم، ففي العام 1416هـ انفق مدخن فيتنامي حوالي 61 دولار أميركي في السنة على السجائر أي ما يعادل 2إلى 6مرات أكثر مما ينفقون على التربية والاعتناء بالصحة ، إن دراسة البنك العالمي تحت عنوان ( الفقر يصيب فيتنام ) تشير إلى أن مشاكل مالية تواجهها النساء في ترافين ولاوكاي قد علقن على موارد العائلات النادرة التي تنفق على الكحول والتبغ المستخدمين من قبل الرجال ) وهذا دليل على القول بـ ( إن أغلبية العائلات تقر بأن الرجال قد أنفقوا جزءاً مهماً من مدخول العائلات على التبغ والكحول على الرغم من رفض النساء) إذا كان المال قد انفق على التبغ، لا يمكننا الاستنتاج بأن المدخرات قد تكون مستخدمة لشراء الطعام والضرورات الأخرى، ولكن إذا كان هناك جزء بسيط مخصص للحاجات الأساسية، فهذا مفيد جداً الأشخاص الذين يوجدون في جماعات ذي مدخول متدن هم أكبر المستهلكين للتبغ، ومعدلات التدخين في جنوب شرق آسيا، هي الأعلى بين الأفراد في الجماعات من ذوي المدخول المتدن والجماعات الأمية في المجتمع. وبصرف النظر على المال الأساسي المنفق على التبغ، فإن التكاليف الطبية العالمية لمعالجة آثار استخدام التبغ هي أيضاً معطاة للفقراء بالإضافة إلى ذلك، هناك المدخول الضائع والإنتاجية المتزايدة بسبب أمراض مستخدم التبغ وموته، إضافة إلى الأثر المدمر على العائلات ففي تايلاند، 76% من المدخنين يعملون كصيادين أو مزارعين أو عمال أو صناعيين، ومن بين الرجال والنساء على السواء، وأغلبية المدخنين قد تلقوا تعليم ابتدائي أو أقل و المسألة مشابهة في كمبوديا، حيث أن الأفراد من الجماعات ذي المدخول المتدن كسائقي السيارات أو الدراجات وكذلك البائعين، يبدون مهيئين للتدخين، وفي دراسة الصحة الوطنية الماليزية والحالة المرضية أظهرت عام 1417هـ أن انتشار التدخين كان الأعلى بين الأميين والأدنى بين المتعلمين. وفضلاً عن ذلك فإن معدلات التدخين متدنية بين العمال ومرتفعة بين الذين يحتلون الوظائف والمهن. تدخل 80% من السجائر المباعة في ماليزيا من الفئة الأولى وهي الأغلى، وتشير حصة السوق الكبيرة إلى أن الفقراء يدخنون سجائر باهظة الثمن، وفي اختيار مداخيل تبلغ 2000رينغيت (500 دولار أميركي) أو أقل، لها معدلات تدخين أعلى من العائلات الغنية، فالمدخنين هم من مستويات التعليم المنخفضة.
15- التبغ والصغار ( الأموال التي تنفق على التبغ يمكن أن تحول دون حدوث حالات سوء التغذية لحوالي 10.5مليون من أطفال بنغلادش ) منظمة العمل من أجل بنغلادش أفضل: باث كندا نحن نعلم أن 80% من الذين بدأوا بالتدخين كانوا قد بدأوا قبل سن ألـ 20عاماً، وهذا ثابت حقاً عبر الكرة الأرضية إضافة إلى ذلك، يمكننا مواجهة المشكلة في سياق مختلف لاعتبار الأولاد في البلدان الفقيرة عائقاً في حياة الراشدين. إن معظم الأولاد الذين بدأوا التدخين أو استعمال التبغ في البلدان الفقيرة لم يتغذوا بشكل جيد كما أنهم نحيلون ومنهكون، ففي الباكستان، يتوقف 1200ولد عن التدخين كل يوم. وهذا ما سيحصل لـ 51% من أولاد الباكستان الذين يملكون المال الكافي ليأكلوا لذا فهم نحيلون إلى حد ما ، فإن 92% من الأولاد نحيلون ومنهكون . يبدأ55000 ولد باستعمال التبغ كل يوم، و5ملايين ولد لم يبلغوا الـ 15 سنة وهم مدمنون للتبغ. وعلى الرغم من أن السجائر تشكل حوالي 20% من سوق الهند فإن شركات التبغ عبر العالم تعمل في حالة تهجمية للاستيلاء على 250 مليون مستخدم هندي للتبغ خاصة الكبار ويتزايد استعمال التبغ بمعدل 5 إلى 7%. إن ميزانية الصحة في الهند البالغة 1% من الميزانية الوطنية ليست كافية لعلاج الأمراض المتعلقة بمجزرة التبغ بين الفقراء، والتبغ يؤدي بحياة 630.000 إنسان في السنة، كما أن البلدان الفقيرة الأخرى ككمبوديا وفيتنام واندونيسيا والنيبال، أكثر من نصف الأولاد نحيلون ومنهكون والعديد منهم وجدوا أنفسهم في ورطة الإدمان على التبغ ومن الظاهر أن الحكومات وعمال الصحة والمنظمات الاجتماعية ومنظمات الطفولة لم يحققوا التأثير الكبير على أولادهم ولم يدخلوا نشاطات مراقبة التبغ كمسألة مهمة للتربية الصحية ولتحسين الصحة العامة، إن المسألة معقدة عندما يتورط الأولاد الفقراء في تجارة التبغ عبر البلدان النامية مما يدفعهم لتأمين ما تحتاجه العائلات من الطعام، كما يبيعون السجائر أو يورطون أنفسهم في زراعتها، في الهند مثلاً إن الأولاد مستخدمون لـ25 سنت في اليوم لعدة أشياء (الصناعة اليدوية الرخيصة للنيكوتين العالي في السجائر) وفي القارة الأفريقية وفي السنغال تحديداً وهو بلد آخر فقير – مع الإنتاج القومي الإجمالي بنسبة 570 دولار أمريكي- حيث أن العمر المحتمل للإنسان وهو 51 سنة وفي عاصمتها دكار، وجدت دراسة أن نسبة 71% من الشباب و 52% من البنات تتراوح أعمارهم بين 10 و20 سنة يدخنون، إن المشكلة أسوأ بين الأولاد الذين لا يذهبون إلى المدرسة حيث أن 87% منهم مدخنون.
16- تخفيض العرض والطلب تفادت معظم الدول إجراءات صارمة لمكافحة التدخين ـ عن طريق فرص ضرائب عالية، وحظر شامل على الدعاية والترويج الإعلاني ووضع ضوابط للتدخين في الأماكن العامة ـ خشية أن تترتب آثار اقتصادية سلبية على تدخلها، مثل انخفاض عائدات الضرائب والرسوم الجمركية وفقدان الوظائف وأعباء اقتصادية غير ضرورية تقع على كاهل الفقير، وأوضحت البحوث الواسعة التي تم إجراؤها أن السياسات التي أدت إلى تخفيض الطلب على التبغ، كزيادة الضرائب على التبغ ، لن تفضي إلى فقدان الوظائف مدة طويلة في معظم الدول، ولا تؤدي إلى تخفيض عائدات الضرائب، في الواقع ترتفع العائدات في المدى المتوسط، وربما يكون هناك مكاسب في إجمالي الوظائف نظراً لأن الأشخاص سوف يتحولون عن شراء التبغ إلى شراء البضائع والخدمات، والواضح أن الطلب على التبغ بالدول ذات مستوى دخل الفرد العالي ينخفض بمعدل 4%عندما يرتفع سعر العلبة بمعدل 10% وينخفض الطلب بمعدل 8% في الدول ذات مستوى الفرد المنخفض والمتوسط، على الرغم من انخفاض عدد السجائر التي تباع سنوياً بالمملكة المتحدة من 180إلى 138 بليون قطعة خلال فترة الثلاثين (30) سنة (نظراً للأسعار العالية) ارتفعت عائدات الضرائب، وربما يؤدي ارتفاع سعر السجائر المتوقع في جمهورية مصر العربية، إلى تخفيض الزيادة التي بلغت نسبة 9% في أسعار السجائر في مصر إلى زيادة 4% من العائدات الحكومية مع توقع انخفاض الطلب.
17- فرض الضرائب أو عدم فرضها يمكن أن توفر زيادة الضرائب على السجائر عائدات ضخمة محتملة للدول، وفي تقديرات اقتصادية متحفظة يتوقع أن زيادة 10% في ضرائب السجائر، يمكن أن تخفض الاستهلاك بمعدل 5% وتزيد العائدات بنسبة 5% وتساعد الزيادة في تمويل صفقة من الخدمات الصحية المهمة لثلث المواطنين الفقراء بالصين، البالغ عددهم (100) مليون نسمة، أثبتت زيادة الضرائب على السجائر نجاحها، خاصة في الدول التي تتراوح بها مكونات الضرائب مابين ثلثي وأربعة أخماس تكلفة البيع القطاعي للعلبة الواحدة، وارتفعت الضرائب خلال فترة التسعينات على التبغ بجمهورية جنوب أفريقيا، من معدل 37% إلى 50% من أسعار البيع، وعلى الرغم من انخفاض المبيعات بمعدل أكبر من نسبة 20% تضاعف إجمالي عائدات الضرائب أكثر من مرة وبينت دراسة أجريت في المغرب عن اقتصاديات التبغ بأن الزيادات البسيطة في معدلات ضرائب التبغ، سوف توفر عائدات إضافية وتخفض الاستهلاك. وسوف تؤدي زيادة الضرائب بنسبة 10% إلى تخفيض الطلب بمعدل 3.3% بينما ترتفع العائدات حتى نسبة 6%.
18- الربو والصغار تظهر الوثائق موجة مرعبة من الربو لدى الأولاد تصل نسبتها إلى 20% في العقد الواحد حيث أن أكثر من 50% من الأولاد يعانون من الربو، ومعظمهم يعيش في الفقر وإذا كان معدل الأولاد الذين يعيشون في الفقر قد أظهر تحسناً ملحوظاً، فإن معدلات الربو ( مؤشر خاص ) لتسليط الأضواء على ما يجدونه كمشكلة المنطقة خارج إطار التقرير السنوي العادي وفي الوقت نفسه، هناك إحصاءات أخرى تقترح تحسيناً على المدى الطويل، فالخبراء لديهم تأكيد عن ازدياد حالات الربو لدى الأولاد والسكان بشكل عام، ولكل تظل الأسباب معقدة وغير مفهومة وهناك بعض العوامل التي تشمل الفقر والتدخين غير المباشر والتشخيص المتزايد والبناء الفعال والتي تستطيع أن تفسد الجو داخل البيت حيث تكون معدلات الفقر والربو عالية،وغالباً ما يكون الأولاد معرضين للتدخين، وعندما ينشأ الأشخاص في الفقر، يبقون في الإسكان القديم والملوث لأن تكاليف الإسكان مرتفعة فإذا كان الربو مرفوضاً علينا تغيير طريقة معيشتنا.
19- شركات التبغ إن شركات السجائر المتعددة الجنسيات والتي تعتبر الأوسع في العالم كـ ( فيليب موريس و( ر. ج. راينولدز) وشركة التبغ الأميركية البريطانية، تملك الآن أو تستأجر مصانعاً في حوالي 50 بلداً ، وفي عام 1418هـ قد امتلكت هذه الشركات ثلث الإيرادات المشتركة البالغة أكثر من 65 مليون دولار أميركي وهو مبلغ أضخم من الإنتاج الكلي المحلي في كوستاريكا وليتوانيا والسنغال وسريلانكا وأوغندا وزيمبابوي بشكل مشترك و75% من مبيعات شركة التبغ الأميركية البريطانية تأتي من البلدان النامية، إن شركات التبغ عابرة الحدود مشهورة باستخدام السلوكيات العدائية والوسائل المروجة له غير المسموحة بها في البلدان المتقدمة .
20- إعلانات التبغ إن لوحة عام 1422هـ لسجائر الدافيدوف في مدينة كمبوديا، قد وصفت رجلاً غريباً أبيض يرتدي حلة مكوية مع رباط حريري مع الشعار ( أكثر ما تعرفون ) هناك لوحة أخرى للصناعة الفرنسية للسجائر الرفيعة، تظهر الصناعة الفرنسية للسجائر الرفيعة، حيث زوجين غريبين يضحكان ويسليان نفسيهما في مطعم في حين أن هناك موسيقى خلفية، ويقول الشعار ( هذا هو تناغم اليوم ) فإعلانات التبغ هذه وغيرها محلياً ودولياً، تصف عالم الغنى المتباين بشكل صارم مع الفقر في محيطهم، إن صناعة التبغ ما زالت تستخدم صور الغنى والنجاح وطرق الحياة لتعزيز إنتاجها مصنفة إياها كطموح، إن الحقيقة هي أن صناعة التبغ تتماشى مع طموحات الشعب وتجمعهم مع إنتاج يخفض مستوى معيشتهم. وتحاول صناعة التبغ تحويل الانتباه من هذه المسألة بالقول إنها تساهم في المداخيل بواسطة إيرادات الإعلانات وتدبير الوظائف لصناعة السجائر، ولكن ما من شك أن الصحة الحالية والمستقبلية وتكاليف التبغ الاقتصادية والاجتماعية التي تتعرض للدرجات الفردية والعائلية والقومية تفوق وزن المداخيل التي تربحها من خلال الصناعة، وإن الإعلانات وطرق التعزيز تكلف الملايين من فقراء العالم وعادة ما تجبرهم على إنفاق نسبة كبيرة من مدخولهم على السجائر وزيادة الأمراض المتعلقة بالتدخين إلى عبء ثقيل من الأمراض، وفي المتوسط تزيد دعاية صناعة التبغ بمقدار 50% عن دعايات الصناعة الأخرى فقد بلغت تكلفة الدعاية السنوية لمؤسسة فيليب مورس في دول مجلس التعاون الخليجي 10مليون دولار أمريكي، مما أهل الشركة لأن تكون أكبر معلن في الإقليم . تم إنفاق 3.9 مليون دولار أمريكي منها في الكويت، و 3.4 مليون دولار أمريكي في المملكة العربية السعودية . أما في المغرب لتمدد شبكات التسويق في المناطق الريفية فإن نسبة إنفاق الفرد لشراء التبغ ارتفعت من 1.2% من الدخل السنوي في سنة 1379هـ إلى 2.5% في التسعينات من نفس القرن فمعدل الزيادة كان أعلى في المناطق الريفية والتشدد في منع الدعاية والإعلان قد يقلل من الطلب على التبغ بحوالي 7% المنع الجزئي له تأثير قليل أوقد لا يكون له تأثير على الطلب على التبغ.
ما هي الحلول؟ ( يشجع الإعلان والسجائر الرفيعة الشعب على البدء باستعمال التبغ) . إن مقاييس مراقبة التبغ المركزة على قواعده هي الطرق الأكثر فاعلية، لتخفيض التدخين بين الفقراء وأن الأبحاث في البلدان ذات المداخيل العالية والمتوسطة والمتدنية استنتجت أن الضريبة العالية على السجائر هي التدبير الفاعل لتخفيض استهلاك التبغ في جميع البلدان، فالضرائب المميزة لمراقبة التبغ والتعليم المنجزة في بعض البلدان الآسيوية كتايلاند، هي أيضاً مربحة للفقراء إذا كانت الحملات المقررة لتصديهم بعبء التبغ الاقتصادي والصحي .
21- دول مجلس التعاون الخليجي في دول مجلس التعاون الخليجي تقدم الدولة والجمعيات أموالاً لمكافحة التبغ وتجري أنشطة مثل التوعية والأبحاث في منافسة مباشرة مع شركات التبغ. حالياً هنالك حوالي 45حالة وفاة يومية ناتجة عن التدخين في دول مجلس التعاون الخليجي، ووصل وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى خلاصة مفادها أن الإجراء الأكثر أهمية وسط مجموعة الإجراءات التي تحارب التدخين هو زيادة سعر منتج التبغ كما أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تطبق ضرائب المبيعات على السلع فالتنسيق في سياسة العملاء بين دول مجلس التعاون الخليجي هو وحده القادر على المساعدة للسيطرة على التهريب لعدة سنوات لم يكن هذا هو الموضوع الأهم، مما أنتج سوق مرتبكة وفوضوية، عندما ارتفعت معدلات أرباح العملاء فإن الشركات متعددة الجنسيات وافقت على التضحية بـ 50% إلى 65% من الزيادة الناتجة في الأرباح وهذا الوضع يشير إلى الأرباح الضخمة والتي هم على للتخلي عن جز ء منها أسواقهم. يجب زيادة الأسعار بنسبة40% إلى50% للوصول لأقصى نتيجة، يجب أن تصل الزيادة إلى100% اقترح وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي أن تكون الزيادة في ضرائب العملاء200% الدعاوى الكاذبة التي تطلقها شركات السجائر عن المضاعفات السلبية الناتجة عن رفع أسعار السجائر يجب أن لا تؤثر على صانعي القرار.
22- مكافحة التبغ تتطلب مكافحة التبغ مصادر تمويلية والتي تبدو مشكلة لا تنتهي بين الجهات الحكومية والمنظمات الحكومية والعاملين في الرعاية الصحية وناشطي مكافحة التبغ في العالم الثالث، وفي الواقع يجب أن نكافح الفقر أولاً، وتقدر المصادر اللازمة لتسريع التقدم في النمو الإنساني والاجتماعي للجميع ومحو الأشكال السيئة للفقر ما يقارب 40 بليون دولار أمريكي أو 1% من مدخول العالم، وهذا يغطي تكاليف التعليم الأساسي والصحة والتغذية والصحة الأسرية والإنجابية والمياه النقية وتعزيز الصحة، أن الموارد اللازمة متوفرة لكنها غير موجهه لمكافحة التبغ والنمو الإنساني ( الشفافية وأولويات العالم والأنفاق السنوي ) فالتدخين والتبغ يجب أن ترى كأهم عوامل الفقر في الدول النامية .
التوصيات *- الدعوى الدولية لمكافحة التبغ دولياً ووطنياً: فيمكن وقف توسع السوق في البلدان النامية، كما أن حجج التجارة الحرة لا تنطبق على التبغ، فعلينا عرض كل المعايير المتضاعفة المستعملة من قبل شركات التبغ العابرة الحدود وكذلك الحكومات فإن المهتمين بالصحة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واليابان لديهم مسؤولية إضافية لمعالجة تجاوزات شركات التبغ العابرة للحدود. *- إن مراقبة التبغ هي مكلفة فعلياً: فالحملات ضد التدخين هي الأكثر كلفة لتحسين الصحة بعد تحصين الأطفال فإن حملة ضد التدخين تكلف 20 إلى 40 مليون دولار أميركي في السنة مقارنة مع 18 مليون دولار أميركي في السنة معالجة سرطان الرئة. *- ارتفاع أسعار التبغ: إن ارتفاع أسعار التبغ هو إحدى الطرق الفعالة والبسيطة لتخفيض استعمال التبغ خاصة بين الكبار. وقد أشارت دراسة إلى أن المدخنين في البلدان النامية هم أكثر حساسية لتغييرات الأسعار أكثر من نظرائهم في البلدان المتطورة . *- تعيين ضريبة لمراقبة التبغ: إذا كانت ميزانية الصحة في البلدان النامية بمعدل 1% من الميزانية الوطنية ، فإن غير واقعي تخصيص موارد من الحكومة لبرامج مراقبة التبغ الشاملة. *- فرض الضرائب المتساوية على جميع إنتاجات التبغ لتفادي التغيير من نوع لآخر:إذا كانت الضرائب المتساوية قد وضعت على جميع إنتاجات التبغ ، فإن مستخدميه قد استبدلوا شكلاً واحداً من الإدمان على التبغ وأن السجائر والغليون والتبغ المتناول بالفم يجب أن يكون عليها ضرائب بمعدلات متساوية . *- برامج صحة المجتمعات: أن ثلثي السكان لا يقرؤون ولا يكتبون، فمن الواجب ابتكار برامج موازنة الصحة لكي تستطيع أن تلعب دوراً أساسياً في تنمية برامج مراقبة التبغ القومي الشامل. *- الدفع إلى الإدانات في جميع إشكال الإعلانات: ( المباشرة وغير المباشرة ) وتغرير شركات التبغ. *- إخراج زراعة التبغ ووقف الإعلانات المالية للتبغ: أن الإعلانات المالية لزراعة التبغ غير مبررة وتستطيع البلدان أخذ بعض الخطط للابتعاد عن زراعة التبغ للمحاصيل المتبادلة والقابلة للتطبيق،
إن كارثة التدخين هي الأكثر وباء في العالم النامي، وقد أفادت المنظمة أن حياة الملايين خلال السنة قد تدهورت بسبب الفقر والمعاناة وسرق الحكومات لمصادرها الثمينة، وهذا الوباء قد أصاب اليوم 800 مليون شخص في هذا الجزء من العالم ولهذا الوباء مجال في شكل صناعة التبغ التي يجب أن تهاجم بطريقة شاملة ومتساوية وعلى الحكومات وضع مراقبة التبغ كأولوية وتوضيح أن التبغ يزيد الفقر سوءاً، وأن التدخين والتبغ هما مسألتان خطيرتان في البلدان النامية وتوضح الإحصاءات أن هذا مدمر لاقتصادنا ولمزارعينا وللمدخنين وغيرهم على السواء.
23- دراسة عن بنغلادش يالمتدني يعانون من سوء التغذية والتي تساهم في موت ستة ملايين من هؤلاء الأطفال كل سنة. بنغلاديش من أفقر بلدان العالم وفيها 130مليون نسمة. إن العمر المتوقع زاد في العشر السنوات الأخيرة غير أنه لا يزال 60.5 للنساء و60.7للرجال. في العامين 1415هـ ـ 1416هـ نصف السكان كانوا يعيشون تحت مستوى الفقر، وفي 1418هـ معظم المنازل أنفقت أقل من 82 دولار أمريكي في الشهر في 1418هـ ، 30% من العائلات كانت من صنف الفقير جداً، 22% فقير وأقل من 10% غني . استعمال التبغ الممضوغ والبيديس، والسجائر كان شائعاً حيث كانت 15 شركة تتنافس على أدنى مستوى من سوق السجائر.
التبغ مقابل الحاجيات الأساسية إن الفقراء في بنغلاديش يصرفون معظم أموالهم على الطعام والحاجيات الأساسية الأخرى ولكنهم لا يستطيعون حتى تأمين أقل الحاجيات لعائلاتهم، وبالرغم من ارتفاع معدلات الفقر في بنغلاديش، فإن نسبة التدخين عالية نسبياً. الرجال بين 35 – 49 سنة يكونون أعلى نسبة من المدخنين 70.30% وهذه النسبة هي الأعلى بين الفقراء، و 58.20% من الرجال الذين يزيد مدخولهم عن 2400دولار أمريكي شهرياً وإن نسبة التدخين تنخفض كلما كبر المدخول وأدنى نسبة منه 32.3% للرجال ذوي مدخول يعادل 118 دولار شهرياً، أكثر الفقراء أي الذين لا يستطيعون أن ينالوا 2122 وحدات حرارية يومياً، كانوا يشكلون 47% (بين 1996م-1988م) أي 9.87 مليون رجل مدخن فقير و621.000 امرأة مدخنة فقيرة من عمر 15 سنة فما فوق. السجائر هي أغلى أنواع التبغ المستهلكة، وتليها البيديس، والشيشة، الغليون وأنواع أخرى أرخص، في عام 1417هـ، تراوحت نسبة الإنفاق على التبغ بين 1.29 دولار شهرياً، للنساء اللواتي تدخن الشيشة و7.24 دولار شهريا، للرجال الذين يدخنون السجائر، في المقارنة الإنفاق على اللباس، المأوى، الصحة والتعليم يكلف حوالي 2.92 شهرياً على الفرد، أي 40% من أنفاق الرجال على السجائر في الشهر الواحد وأن الرجل المدخن ينفق أكثر من: 5 مرات أكثر على السجائر من إنفاق شخص على أجار منزل. 18 مرة أكثر مما ينفقه على الصحة. 20 مرة أكثر مما ينفقه على التعليم.
أما النساء فهن ينفقن على السجائر أكثر من نصف ما ينفقه الشخص العادي على الطعام، فالرجال ينفقون أكثر من 86% مما ينفقه شخص عادي على الطعام. إن إنفاق منزل على التبغ يشكل: 1.3% من مجموع إنفاق منزل في الريف. 3.3% من مجموع إنفاق منزل في المدينة. 1.4% من مجموع إنفاق البلد بأكمله. إن أفقر منزل ينفق على التبغ نصف ما ينفقه على الصحة و 10 مرات ما ينفقه على التعليم.
التبغ مقابل الطعـام إن أفقر المنازل تنفق أكبر نسبة من مدخولهم على الطعام، غير أنهم يشكلون أكبر نسبة من سوء التغذية الموجودة لدى الأطفال، إذ أنهم سوف يستفيدون من إنفاق أكبر نسبة من مدخولهم على الطعام بدلاً من السجائر ومعظم سكان بنغلاديش يعيشون في الريف والفقراء منهم لا يملكون الأرض بينما أكبر نسبة من مستخدمي السجائر والبيديس في الريف هم من يقتنون أقل من نصف إكر من الأرض ولا يستطيعون أن يعوضوا إنفاقهم على التبغ بزيادة محصولهم من الأرض وهؤلاء الذين ينفقون أقل من 45 شهرياً ينفقون 73% من هذا المال على الطعام والذين ينفقون 45- 111 دولار شهرياً ينفقون 66% منه على الطعام. 78% من السعرات الحرارية التي يتناولها سكان بنغلاديش من الحبوب، إن الرجل المدخن يمكن أن يشتري طعاماً مقداره 1402 سعره حرارية من الأرز يومياً بالمال الذي ينفقه على التبغ وهذا الرقم يوازي 770 سعره حرارية للمرأة المدخنة، إن أدنى متطلبات السعرات الحرارية في النهار الواحد يختلف من حسب العمر والجنس: 1904 للأطفال دون سن الثالثة من العمر 2782 للرجال و 2544 للنساء بين 18و 29 سنة حتى أرخص نوع سجائر يكون غالي الثمن مقارنة بالطعام.
في عام 1421هـ كان سعر علبة نافي (20سيجارة) تكلف: *- مقدار ليتر حليب. *- أقل من علبتين تكلف مقدار ليتر من زيت الصويا. *- 16% من مدخول الفرد من بنغلاديش.
علبة قولدليف المخفف تكلف مقدار: *- 12حبة موز صغير. *- 6.7 كيلو من السبانخ. *- 1.3 ليتر من زيت الصويا. *- 3.4 كيلو من الأرز.
وبـ0.73 يمكنهم أن يبتاعوا: *- 0.5 كيلو من اللحم. *- 5.5 كيلو من السبانخ. *- أكثر من 1 كيلو من العدس.
دسته بيض أو علبة سجائر جون بلاير الذهبي. إن مدخن علبة ستار (النجمة) أو سيسورز ينفق في النهار الواحد 0.38% أي 11.50 في الشهر، إذا أنفق 70% كم هذا المال على الطعام يمكنه أن يزيد 800 سعره حرارية في النهار على العائلة من عدس، بطاطا، سمك، لحم، سبانخ. إن إنفاق الشخص الواحد على التبغ في الريف والمدينة أكثر من إنفاقه على الحليب وفي المدينة إنفاقه على الخضار وإن سكان المدينة ينفقون على التبغ مقدار ما ينفقونه على العدس.
الإنفاق على التبغ مقابل الطعام(Trends) ازدادت نسبة الفقر في المدن بين 1411هـ - 1416هـ من 46.7% (6.82 مليون نسبة) إلى 49.67% (9.56 مليون) غير أنها تحسنت نسبياً في الريف من 47.64% (44.81 مليون) إلى 47.11% (55.28 مليون)ن وبمقارنة بأرقام سنة 1418هـ بسنة 1415هـ تظهر أن الإنفاق على التبغ قد ازداد والإنفاق اليومي على التبغ ازداد من 0.07 إلى 0.11 دولار لدى الرجال ومن 0.04 إلى 0.06 دولار لدى النساء، وفي هذا الوقت انخفض سعر الأرز وكذلك فرصة الإنفاق على كميات الأرز التي يمكن شرائها بمال التبغ ازدادت، إن الرجل المدخن كان يمكنه أن يشتري ما يوازي 1837 سعره حرارية إضافية من الأرز في عام 1415هـ، غير أن هذا الرقم ارتفع إلى 2942 سعره حرارية سنة حرارية سنة 1418هـ. من عام 1412هـ إلى 1416هـ ازدادت نسبة الإنفاق على التبغ من قبل الفرد الواحد 33% وحصل ارتفاع مماثل في الإنفاق على الملفوف ونسبة أقل بقليل على الحليب والسمك، الأرز ازداد بنسبة 1% فقط بينما الموز انخفض 6% والبيض 29%، إذاً يعتبر الإنفاق على السجائر في عامي 1414هـ - 1415هـ بقي على ما كان عليه في 1412هـ - 1413هـ وما تبقى من المال أنفق على الطعام، إذاً يعتبر سكان دكا تغذوا أكثر 15% لحم، 14% حليب و 75% بيض. تقدر اليونيسيف أن بنغلاديش تفقد ما يوازي أكثر من 5% من محصولها الاقتصادي على قلة التغذية ففي عامي 1995م – 1996م، 60% من أطفال بنغلاديش في أعمار 6 أشهر إلى 6 سنوات قليلو التغذية أما الذين بقوا على قيد الحياة، فهم عديموا النفع مع إعاقات جسدية أو ذهنية وأمراض مختلفة إلى نصف الفقراء يحتاجون من 1805 إلى 2122 سعره حرارية في النهار، لهذه الفئة من الناس 400 سعره حرارية إضافية أو أقل في النهار تفي حاجتهم وإن مستخدم التبغ يمكنه أن يحصل على كمية سعرات حرارية كافية ليتخطى خط الفقر، إذ استطاع الفقراء الذين يدخنون أن يمتنعوا عن التدخين واستعمال 69% من هذا المال لشراء الطعام، لاستطاع 10.5 مليون نسمة أقل منهم تخطى مستوى قلة التغذية، إضافة إلى ذلك يمكن إنقاذ نصف الأطفال الذين يموتون اليوم من قلة التغذية وهذا الرقم يعني انخفاض موت 127750 طفل دون سن الخامسة سنوياً.
24- ما هو السبب المستحب لتخفيض درجات التدخين؟ يتسبب التدخين في مرض السرطان وسلسة كاملة من الأمراض الأخرى المميتة والموت المبكر ومن المهم تخصيص الإعانات الاقتصادية والاجتماعية لتخفيض عدد المدخنين في التعابير الاقتصادية، يكفي أن ترسم صورة تبين فيها كم يكون التدخين مؤذياً للاقتصاد وهذه التكاليف لا تحصى وتجري مناقشة كبيرة حول تكاليف التدخين وأن الميزات التالية توجز ما قد يعتبر من التكاليف الاجتماعية الرئيسية.
التكاليف المباشرة للعناية بالصحة: يعود ذلك للمصاريف للعناية بالصحة التي ينفقها المدخنون على الأمراض المتعلقة بالتدخين، كما يعود إلى كل شيء من تشخيص سرطان الرئة ومعالجته على سبيل المثال، تتغير التقديرات للكلفة الدقيقة للعناية بالصحة ولكن الأمم المتحدة تقدر أن العناية بالصحة المتعلقة بالتدخين في البلدان ذات المدخول العالي تسبب في 6 إلى 15% من تكاليف العناية بالصحة سنوياً، وفي البلدان ذات المدخول المتدني، فهناك كمية قليلة من عبء العناية بالصحة متعلقة بالحكومة بهدف وجود الإنفاقات الشخصية على العناية بالصحة المتعلقة بالتدخين بشكل كبير.
التكاليف غير المباشرة: تحتوي هذه الكلفة على الإنتاجية المفقودة للمرض المتعلق بالتبغ كنتيجة للعمال العاطلين عن العمل كما تحتوي على الإنتاجية المفقودة كنتيجة للموت المبكر المتعلق بالتبغ، ومن الظاهر أن المدخنين هم أقل إنتاجاً في القوى العاملة لأسباب عديدة كالحاجة إلى الراحة القصيرة الدورية للتدخين طوال النهار.
التكاليف الأخرى: هناك سلسة واسعة من التكاليف الأخرى التي قد تكون ضمن التكاليف الاجتماعية للتدخين ولكنها ليست محدودة للضحايا المحترقة نتيجة للتدخين المهمل وحرائق البيوت والأطفال ذوي الوزن المتدني عند الولادة نتيجة لتدخين الأمهات وتلوث البيئة من التدخين (السلبي وغير المباشر) واستئصال الأشجار لزراعة التبغ وهناك نقاش حول حجم قيمة هذه التكاليف ونوعية التكاليف الاجتماعية ويجب أن تحتوي التقديرات على هذه التكاليف وهل تكاليف العناية بصحة الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم بسبب التدخين من التكاليف الاجتماعية للتدخين؟ فإن التقديرات المعتدلة تقدر التكاليف الاجتماعية للتدخين بنسبة أعلى من 100 بليون دولار أمريكي في الولايات المتحدة فحسب. على السياسة المحافظة أن تأخذ بعين الاعتبار هذه التكاليف في تسعير التبغ، كما يجب أن تهتم السياسة الواضحة بالعديد من التكاليف الاجتماعية السطحية للتدخين بما فيها التأثيرات السلبية لدخان التبغ على البيئة، ولقد عمدت العديد من شركات التبغ دراسات كإظهار التدخين كميزة للاقتصاد حالياً، معتبرين الرواتب التي تؤمنها شركات التبغ، ولكن هذا الاقتراح لا يشمل تكاليف الحياة البشرية التي تتضمن مساهمات المدخنين الثمينة الموجهة إلى القوى العاملة، إن الحاجة إلى تخفيض استهلاك التبغ هي موجودة أما وسائل هذا التخفيض فهي أقل وضوحاً ويعتبر فرض الضرائب إحدى الطرق الفاعلة لتخفيض استهلاك التبغ للفرد الواحد ويورد البنك الدولي تقريراً يظهر أن الزيادة في سعر التبغ بنسبة 10% ستخفض التدخين بنسبة 4% في البلدان ذات الدخل العالي و8% في البلدان ذات الدخل والمتوسط والتدني، وقد تقنع مثل هذه الزيادة 42 مليون مدخن في كل أنحاء العالم للتوقف عن التدخين وقد يمنع 10 مليون حالة موت من بينها 9 ملايين قد تحدث في العالم النامي ويجب أن نهتم بمغزى الضرائب وبالسند العقلي وراء هذه الضرائب وبأرباح هذه الخطة وتدهورها.
25- التبغ الفاخر إن العلاقة بين الفقر والتدخين معقدة للغاية وبواسطة عدة تدابير فإن معدل التدخين بين الشعوب ذات الدخل المتدني قد ينسب إلى عدة أشياء منها طريقة الحياة والوصول إلى العناية بالصحة وتغذية الفقراء والمرافق الصحية والتربية القليلة والمأوى غير الملائم، ويظهر أن مع درجات متدنية من التعليم، تأتي قابلية عالية للتدخين (إن التعليم والدخل مرتبطان بذلك)، ومع الفجوة الموجودة بين الفقر والتدخين، فإن إحدى الانتقادات الرئيسية للضريبة الزائدة والمعتمدة على السياسة المعادية للتبغ هي أن الناس الفقراء سوف يدفعون جزءاً مختلاً من الضرائب وإنفاق نسبة عالية من الدخل الصغير على السجائر يثبت أن ضريبة التبغ العالية تعاقب الفقير بإجباره على دفع منتوجات التبغ ويصف علماء الاقتصاد فرض الضرائب بأنه انتكاسي، لأنه لا يلتزم بمبدأ وجوب دفع الفقراء حصة ضرائب أقل من التي يدفعها الأغنياء، ففرض الضرائب التصاعدية كضريبة الدخل في أمريكا؟، يشجع المجتمع الأكثر تلاؤماً.
الضريبة والفقر: حل قابل للتنفيذ إن مرونة الأسعار على الطلب تعود إلى كيفية استجابة المستهلكين مع تغير الأسعار وبينما ترتفع الأسعار، كذلك فإن المستهلكين يخفضون طلبهم (المرن) أو يحتفظون بطلبهم (غير المرن) ويعتبر التبغ غالباً إنتاجاً غير مرن لأنه يؤدي إلى الإدمان وسوف يدفع الناس إلى شراءه مهما كان سعره إذا كانوا مدمنين بالإضافة إلى ذلك فإن الأبحاث الحديثة أشارت إلى خطأ ذلك فيظهر أن المدخنين ذوي الدخل العالي والمتدني قد يمتلكون مرونة مختلفة للأسعار على الطلب، فالمدخنون ذوي الدخل المتدني متجاوبون أكثر مع الأسعار ولذلك كلما ترتفع الأسعار يقلل المستهلكون من استهلاكهم أو يتوقفوا نهائياً والمدخنون ذوي الدخل العالي هم أقل استجابة على الأسعار، وبالتالي مهما يرتفع السعر لا يتأثر سلوكهم حول التدخين وبناءاً على ذلك فإن الضرائب المفروضة على التبغ قد تعتبر تصاعدية ولأن المدخنين ذو الدخل المتدني من التدخين فسوف تعتبر الضرائب تصاعدية، ولهذا يجب على أي سياسة أخذ ذلك بعين الاعتبار قبل إنجاز التعديلات العالية للضرائب على التبغ، وتوجد اقتراحات عديدة للضرائب تؤثر على المدخن ذي الدخل المتدني وكثيرون خصصوا جزءاً من مدخولهم للإنفاقات المخصصة لمساعدة الأعضاء الفقراء في المجتمع، هذه المساعدات تبدأ من الإنفاقات الخاصة بالتدخين (مثلاً: توفير خدمة الامتناع عن التدخين للفقراء)إلى اقتراحات صندوق العناية بالصحة للفقراء... وبهذه الطريقة تشجع سياسة الضريبة الفعالة السكان المستهلكين للتبغ، خاصة الشعب ذو الدخل المتدني للتوقف عن التدخين.
تنمية مكافحة التبغ (السجائر الراقية ترغم الفقراء على إنفاق أموالهم على التبغ بدلاً من الاحتياجات الأساسية)
رسفك نيبال. باث كندا برهن انخفاض استهلاك التبغ فعالية زيادة درجات الضرائب المفروضة على السجائر، ومن الملاحظ أن الضرائب هي ما يسميه علماء الاقتصاد بالمعدات الفظة، وهذا يعني أن زيادة الضرائب على التبغ لن تقابل بانخفاض فوري من درجات استهلاك التبغ، وبالإضافة إلى ذلك ما من أداة قد تستخدم لمواجهة التبغ، يجب على نظام السياسة أن ينمو ليزيد فرض الضرائب وبالمقارنة مع المبادرات الأخرى لمكافحة التدخين، سوف يخفض فرض الضرائب درجة استهلاك التبغ، إن الجهود التالية تخفض الطلب: الحظر التام على إعلانات التبغ وترويجه: إضافة إلى المبادرات التي تمنع الإعلانات التلفزيونية كمنتوجات التبغ، فإن الجهود يجب أن تبحث عن إزالة ترويج التبغ من خلال وسائل أساسية وأهداف ثقافية وأن هذه الأساليب قد تخفض استهلاك التبغ بنسبة 7% في العالم النامي. وسائل الإعلام المقاومة للتدخين: كل سنة تنفق شركات التبغ ملايين الدولارات على الإعلانات لإقناع غير المدخنين وخاصة الكبار بالبدء بالتدخين، وأن وسائل الإعلام هذه يجب أن تكون معارضة للإعلام الذي يحذر التأثيرات المدمرة للتدخين على الصحة وإن الافتقار إلى مثل هذه الإعلانات وخاصة في العالم النامي، على سبيل المثال فإن في الصين 61% من المدخنين يظنون أن التبغ يسبب القليل من الضرر... القيود العامة للتدخين: وضعت عدة دول عدة قيود صارمة على الأمكنة التي يسمح فيها بالتدخين، وبالمقارنة مع المعدلات العالية للتدخين، من الصعب أن يبدأ الناس بالتدخين بسبب التكاليف الممنوعة وعدم توفر الأمكنة. التيسير الزائد لاستبدال علاج النيكوتين وزيادة الوصول إلى التوقف عن التدخين: من المهم أن المدخنين الذين بدأوا بالتدخين أن يكونوا مهيئين للتوقف عن التدخين، ومن خلال الاستبدال الكيميائي وبرامج التوقف عن التدخين، هناك معيار شامل يجب أن يوجد في أمكنة تؤدي إلى مساعدة المدخنين المدمنين، ومع ازدياد الضرائب في كل مكان فإن بيئة السياسة ستخفض بدون شك درجات استهلاك التبغ إلى درجات غير مرتبة، وبدون شك إن مثل هذه التدابير ستكون ملحقة بمقاومة من شركات التبغ التي تعترف بقدرة سياسة التبغ الشاملة، وهذه التدابير مهمة في العالم النامي حيث إن الكثير من وسائل الإعلام المعادية للتبغ والملاحظ في أمكنة عديدة كشمال أمريكا هي غائبة، وبشكل مشابه كما هو ملاحظ قريباً إن أي من المبادرات يجب أن تستهدف قسماً من السكان مع معدلات عالية للتدخين، ولجنب الضرائب لذوي الدخل المتدني على نحو غير متناسب يجب على وسائل الإعلام المعادية للتدخين والمبادرات أن تهدف إلى هذه الجماعة، ما من مبادرة سياسية ستخفض معدلات التدخين فعلياً وهناك حاجة واضحة لكل بلد لتنمية إستراتيجية لتخفيض استهلاك التبغ، وسوف تكون الإعانات لتخفيض درجات التدخين واضحة، وأبعد ما يكون هو هذه الحاجة الأكبر في العالم النامي حيث تعيش أغلبية المدخنين وقد تعتبر شركات التبغ العالم النامي كمنجم ذهب لنشاطاتها غير الأخلاقية ويجب على العالم النامي أن يحمي نفسه من هذا النوع من الاستثمار.
خاتمــة هذه حجج واضحة لزيادة فرض الضرائب المباشرة على منتجات التبغ، ومن موقف الصحة العامة فإن القرار النهائي واضح فالضرائب المرتفعة سوف تقلل درجات استهلاك التبغ وتثمر الإعانات الاجتماعية الإيجابية كما أن تكاليف العناية بالصحة ستكون منخفضة وإنتاجية القوى العاملة مرتفعة، والصحة العامة سوف تتحسن وسوف نتجنب موت الملايين من الأشخاص، وما من أداة أخرى فعالة لمنع استعمال التبغ إن الحكومات التي لم تنجح في جمع طلب سياسة مكافحة التبغ الحساس مع ضريبة عالية، هي مظللة بشكل جدي وعليها تطبيق الضرائب بطريقة مدروسة وهناك حماية خاصة يجب أن تعطى للأشخاص ذوي الدخل المتدني، كما أن سرعة التأثير حيال الثقافة المحلية هي ضرورية بالإضافة إلى ذلك على السياسات أن تكون متشبعة بممارسات الضرائب المثبتة مع القوانين الموجودة، والحاجة للضرائب الفعالة في العالم النامي، فشركات التبغ الأمريكية والبريطانية قد بدأت باستهداف العالم النامي بشكل أقل وأضحى العالم النامي بشكل أكبر مقاوماً في السياسة والميل لمنتوجاته المميتة كانت ناجحة، على الحكومات في العالم النامي أن تقاوم التبغ الكبير وتفرض معايير صادقة للإعلانات وسياسات الضرائب، يجب أن يكون التبغ باهظ الثمن وبشكل أشبه بالمحرّم، ولذلك فإن الحكومات قد تمنع العديد من المظاهر الخارجية السلبية التي يسببها التدخين وبالتالي فإن السعر يتضمن الخط المطلق لتدخين التبغ، إن الضرائب المقترنة بسياسة مكافحة التدخين المتعددة المظاهر هي الطريقة الوحيدة لإبطاء وباء التبغ في كل أنحاء العالم، بدون مبالغة إن حياة الملايين معنية بشكل إلى حد بعيد.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon