الخوف من الفضيحة يفاقم مشكلة إدمان التبغ بين بعض النساء في السعودية

7 فتيات فقط طلبن المساعدة للإقلاع عن التدخين

الرياض:
استقبل الفرع النسوي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين منذ افتتاحه قبل ثمانية أشهر 163 من جميع الفئات العمرية منهن سبع فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 عاما و25 عاما، فيما وصلت نسبة المقلعات عن التدخين 50.30 في المائة، وغير المقلعات 49.70 في المائة.
وأوضح مصدر في الجمعية ان هناك عدداً كبيراً من البنات المدخنات اللاتي يتمنين زيارة العيادة ولكن هناك خوف وعوائق اجتماعية تمنعهن من ذلك، أبرزها خشية اكتشاف أمرهن أمام الأهل والأقارب. وعن أسباب خوف البنات المدخنات من ارتياد العيادات المتخصصة للإقلاع عن التدخين رغم رغبتهن في ذلك قالت (ن.م) وهي طالبة جامعية: إن السبب الذي منعها من ارتياد تلك العيادات في البداية هو عدم علم أهلها بكونها مدخنة، بالإضافة إلى اعتقادها أنها لم تصل إلى مرحلة الإدمان على التدخين بعد، فهي لا تكثر منه فمعدل ما تدخنه يزيد وينقص حسب حالتها المزاجية، مشيرة إلى أن ما دفعها للاتجاه للتدخين في المقام الأول هو وجود وقت فراغ كبير واجتماعاتها مع صديقاتها المدخنات.
اما ما دعاها للاستمرار في التدخين فهو عدم تصديقها بوجود الأضرار الصحية له، فهي لم تلاحظ أي شيء على صحتها في السنة الأولى ولكنها بدأت تلاحظ استمرار السعال معها واشتداده عليها الأمر الذي بدا يلفت أنظار أهلها وهو شيء لا تحمد عقباه، عندها قامت بزيارة للجمعية وتلقت العلاج.
وعن تجربتها قالت ان تعامل الجمعية معها كان جيداً وفترة العلاج كانت قصيرة ولكن كانت تلك الساعات القليلة التي تقضيها في الجمعية تسبب لها كوابيس من أن يفتضح أمرها أو أن يشاهدها احد إخوانها. والمحزن في الأمر ـ حسب قولها ـ إن اخوانها يستطيعون الذهاب لعيادات الإقلاع عن التدخين بكل سهولة بينما لا تتمكن هي من ذلك.
وقالت (نسرين) وهي طالبة ثانوي، وكانت تدخن ثم أقلعت بنفسها من دون زيارة للعيادات المتخصصة: كيف لها أن تزور الجمعية وهي تسمع اسطوانة من أبيها في ذم للمدخنات وأخلاقهن في كل مرة يمرون بجوار الجمعية.
وعن سبب تدخينها قالت انه للتجربة فقط ومن ثم أصبحت تدخن كنوع من الوجاهة الاجتماعية ولكن احدى قريباتها وشت بها عند أمها عندها قررت أن تتركه قبل «أن تقع الفأس في الرأس».
بينما قالت (ن.س) 24 سنه طالبة جامعية: انه رغم رغبتها الشديدة في الإقلاع عن التدخين إلا أنها لم تعد تستطيع تركه، وتساءلت كيف يمكنها طلب المساعدة وتلقي العلاج وأهلها آخر من سيدعمها في ذلك؟ وأضافت أنها عانت نفسيا وجسديا في صمت في الأيام التي حاولت فيها تركها التدخين، لذا تراجعت عن ذلك القرار مرتين واستسلمت لقدرها بكونها مدخنة، فهي لن تتمكن من كسر حاجز الخوف من أهلها ومصارحتهم بكونها مدخنة ترغب في الإقلاع عن التدخين، واستمرارها الآن ما هو إلا انتقاما من تلك العوائق الاجتماعية التي فرضت عليها. وحول الموضوع نفسه قالت الدكتورة سارة كبوش من الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين: إن الفتيات هنا يعانين من الخوف الشديد من العواقب الاجتماعية وهو الذي يمنعهن من الاعتراف بكونهن مدخنات ويمنعهن من طلب المساعدة. وأضافت: يعد الخوف من معرفة الأهل والأقارب بتدخينها، وكذلك غياب القدوة لها مع ضعف الروابط الأسرية والرقابة من الأهل، من العوائق التي تجعل الفتيات يعرضن عن العيادة، وأحيانا يكون السبب هو الاعتقاد الخاطئ بأن التدخين لا يمكن علاجه أو انه يخفف الضغوط النفسية والاجتماعية ويبعد الهموم ولذلك تصعب فكرة تركه والعلاج منه، وأهم شيء، كذلك أن غالبية الفتيات وأهاليهن لا يعرفون عن البرنامج العلاجي داخل العيادة والذي يتبع مبدأ السرية التامة في العلاج حتى انه ليس مطلوبا ذكر الاسم الحقيقي.

29/3/2005

الشرق الأوسط

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon