يستبعد منه أصحاب الانتماءات الحزبية... بدلا من الدعوة إلى مؤتمر سياسي سوري....
رواسب عصر الانحطاط بدءا من انهيار الدولة العباسية مرورا بالاجتياح المغولي والحروب الصليبية حتى الاحتلال العثماني الذي ألغى الأمة وجمد الفكر والوعي العربي لقرون وانتهاء ما أضيف إليه مما صدر إلينا من قشور الحضارة الغربية التي استهلكناها بشغف وترف مجردة من مقوماتها الحضارية والفكرية.. هذا الكل الكارثي المترسب في اللاوعي العربي أنتج مجتمعا شرقيا مأزوما وأفرادا منفصمين فكريا.... المشكلة الاجتماعية المغيبة عن جداول أبحاثنا وحواراتنا هي مصدر أزماتنا في وقتنا الحاضر وليست المشكلة السياسية. إن المجتمع السليم ينتج سياسة سليمة ورجال سياسة أصحاء متوازنين وأجهزة أمن سليمة تتعامل مع المجتمع والمواطن لما فيه مصلحته العليا والمثلي وليس من باب التسلط عليه والخوف الدائم منه... ومشكلتنا الاجتماعية تبدأ من نقطة الانفصام الطبقي للمجتمع فلا زالت بعض عناصر المجتمع تفتقد للإحساس بالمواطنة والانتماء للوطن الكل وهو يعيش أسير فكرة الفوارق الطبقية والطائفية – وصراعه مع قشور الحضارة الغربية التي استهلكها ويعجز عن هضمها.. لندعو إلى مؤتمر اجتماعي وطني يرأسه رئيس الدولة الذي ينص الدستور السوري. ففي المادة ى/93//1- يسهر رئيس الجمهورية على احترام الدستور وهو يضمن السير المنظم للسلطات العامة وبقاء الدولة: /2- يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية نيابة عن الشعب ضمن الحدود المنصوص عليها في الدستور. يستبعد منه رجال الأحزاب والانتماءات السياسية اليمينية واليسارية المعارضة للسلطة والمتحالفة معها، يجمع ممثلين عن مختلف فئات الشعب من طلاب الجامعات المتفوقين والمختصين في المنظمات والجمعيات وأصحاب الشأن من أساتذة الجامعات....الخ يتم انتقائهم عن طريق لجنة محايدة يعينها رئيس الجمهورية بمرسوم تشريعي يرأسها بشخصه الجامعة للأمة.. يبدأ حواره من مبدأ أن لا أحد مستعد لأن يدفع ولده ثمن انتماءه الطبقي أو الطائفي أو الفكري على أرضية أننا جميعا شركاء في هذا الوطن.. هذا المؤتمر يناقش تعديل الدستور على أساس الركن الاجتماعي فيه... بدءا من المادة الثامنة فيه ليصبح حزب البعث قائدا للدولة وجزءا في بناء المجتمع لأنه من حق حزب البعث بعدما تعددت تجاربه التاريخية أن يبقى قائدا للدولة ولكن ليس من المعقول قيادته لمجتمع الكل وهو الجزء فيه. فالمجتمعات يقودها المفكرين والإصلاحيين والجامعات ومراكز الدراسات والبحث.. ويعمل على أساس إيجاد حلول للفوارق الطبقية والفكرية وقبول الأخر بعيدا عن عنجهية الفوقية التي أنتجت بشكل منطقي الحقد والمغالاة فيه لدى الطرف الآخر بالإضافة لمشكل الأسرة والشباب وانحرافاتهم والبطالة.. وموضوع المرآة حقوقها وواجباتها.. الزواج.. التعليم الفوارق الطبقية والحلول المثلي لتضييق الفجوة بين الفقراء والأغنياء.. الزيادة السكانية وكيف نحولها لنعمة بدلا من أن تكون نقمة ومصدر متاعبنا المستقبلية.. لما للتكاثر من دور وأهمية في الأسرة السورية الشرقية.. واهم من كل هذا العقل عقل النشء وسلامته وطريقة تحصينه من الأفكار الانحرافية أو المتطرفة التي تنتج شخصية منحرفة... الدين الحقيقي دين القيم والمثل بمختلف انتماءاته الدينية أو الطائفية الذي ينتج شخصية متوازنة بعيدا عن المغالاة التي تنتج شخصية ناقمة مهزومة... وإلغاء الخيار بين اللونين الأبيض والأسود واستبداله بالأخضر والأزرق والأحمر والبرتقالي ولكل ما يهوى شريطة المنفعة العامة.... وعدم الإضرار بالغير..... تكون مقرارته إلزامية للجميع... عملية تهيئة المجتمع فكريا ووطنيا وإصلاحه يجب أن تسبق أي عملية إصلاح سياسي أو أي محاولة للانفتاح السياسي مستفيدين من عبر ودروس الغير لنتلافى الأخطاء والعثرات والأزمات التي وقعوا فيها... ولنصوت للمختلفين على طرق الإصلاح والرقي لهذا الوطن الجميل والجميل جدا مستفيدين من تعدد أرائهم لحل تعدد مشكلاتنا.. أما المختلفين على الشخص والمناصب فلا مكان لهم لأن الشعب في سوريا، الذي هو مصدر السلطات بنص الدستور، يدرك جيدا حقيقة مصالحه المرتكزة لاستمرارية حالة الاستقرار التي يعيشها لربع قرن مضى وليس مستعدا للتنازل عنها... في الغرب حيدوا الدين جانبا فلنسبقهم في الشرق بتحييد السياسة والسياسيين.... لست ذيلا لأحد أو لجهة ما.. وليس لي من قولي هذا مأرب في كسب رضا جهة ما - إلا ما يخص مستقبل وطني وسعادة أجياله القادمة التي أولادي جزء منها..
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon