"هذا المقال هو استكمال لما نشره موقع "نساء سورية" حول مظاهرة 25 أيار 2005، تحت عنوان "ديمقراطية الاغتصاب" (اقرأ المقال..) لماجدولين الرفاعي. مظاهرة الشموع : القاهرة، الأربعاء 8 يوينة/حزيران 2005 لم تكن هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بالمظاهرات، لكنها المرة الأولى التي أشارك فيها بتظاهرة تندد بالنظام الحاكم. إذ إنني على الرغم من حصولي على الجنسية المصرية، إلا أنني كنت اشعر أن هذا شأن خاص بالمصريين، وليس من حقي التدخل فيه. لكن ما حدث يوم 25 مايو/أيار الماضي تعدى كونه حدثاً خاصاً بالمصريين، ليصبح انسانياً بشكل عام، ويخص المرأة العربية بشكل خاص. وعلى الرغم من إحساسي بالخوف مما يمكن أن تجره عليّ المشاركة بتظاهرة الشموع، إلا أنني لم أتردد لحظة في ضرورة المشاركة. بل وشعرت أن مشاركتي هذه قد تكون أهم ما يمكن أن أفعله من منطلق كوني "أمّ" مسؤوليتها تأمين مستقبل أفضل لبناتها في وطنهن من ناحية، وكوني امرأة ترفض بشكل قاطع ومطلق استخدام العنف وهتك العرض كوسيلة إرهاب ضد المرأة للحيلولة بينها وبين أبسط حقوقها كانسان. والأهم من ذلك كله أن إعلان رفض مثل هذه الانتهاكات إنما يدل على التحدي والمواجهة ومواصلة مسيرة نضال المرأة من أجل حقوقها. أن المشاركة في هذه التظاهرة معناه الإصرار على توصيل رسالة واضحة للمجتمع بكل فئاته تقول: هذا خط أحمر، وتخطيه من قبل زبانية جهنم وذوي النفوس الضعيفة لن يثنينا عن عزمنا في مواصلة الطريق نحو حياة أفضل للمرأة في مجتمعاتنا العربية. رافقتني ابنتي الكبيرة – على غير العادة – في هذه التظاهرة التي نظمتها حركة "كفاية"، خوفاً من أن يصيبني فيها ما أصاب بعض النساء في تظاهرة يوم الأربعاء المشؤوم. حملنا معاً الشموع واتجهنا إلى الميدان الذي يقع فيه ضريح سعد زغلول. كانت هذه التظاهرة مفاجأة بالنسبة لي من عدة نواحي، سأكتفي بذكر ما يخص هذه الموقع منها فقط. لم تتعد نسبة النساء المشاركات 5% من مجموع المتظاهرين! على الرغم من أن الإهانة السافرة كانت موجهة لهن بالدرجة الأولى!!! عدم تظاهر النساء، إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن النساء العربيات في حالة غيبوبة مرعبة، وحالة استسلام مذرية. ومثل هؤلاء النساء، وبمنتهى الصراحة، لا يصلحن لأن يكن أمهات يقمن على تربية أجيال يفترض بها أن تنهض بمجتمعنا وتعبر به إلى حياة كريمة! يوم الأربعاء 25 مايو/أيار المشؤوم يجب أن يتحول إلى "يوم المرأة العربية". أن يكون الحافز وراء ضرب ناقوس الخطر الذي يهدد بهدم كل ما قدمته النساء عبر التاريخ من أجل المرأة في بلادنا. أن تهبّ النساء من كل حدب وصوب لنصرة من انتهكت أعراضهن بدم بارد في وضح النهار وعلى الملأ. من خلال هذا الموقع، أقول لنساء أمتنا العربية : "كفاية" سلبية واستسلام . بقي أن أذكر في هذه الرسالة ردّ ابنتي الكبيرة عندما سألتها عن رأيها في هذه المظاهرة – والتي كما قلت سابقاً كان اشتراكها فيها سابقة بالنسبة لها - قالت: ((الأمل في التغيير مازال بعيداً يا أمي، مازال الناس بعيدين عن ادراك معنى "الجماعة" و"لالتزام". كان المقرر أن تكون هذه مسيرة شموع صامتة، لكن المتظاهرين كانوا يتحلقون حول بعض الأفراد! وتشوِّش هتافاتُ بعضهم على بعض! السيد جورج اسحق المنسق لحركة كفاية أعلن في بداية المظاهرة استيائه من عدم التزام بعض المتظاهرين بآلية هذه المظاهرة. وطالب المتظاهرين بالتزام الصمت وإضاءة الشموع. إلا أنه ما لبث، عند إعلانه فض المظاهرة بعد ساعة كما كان متفقاً عليه، أن قال: لقد كانت مسيرة ناجحة.. قلنا مسيرة شموع صامتة وقد نفذنا! مادمنا يا أمي نضحك على أنفسنا، ولا نعرف معني الالتزام بإرادة الجماعة، فالأمل مازال بعيداً))! مرة أخرى أتوجه لنساء العرب، عبر هذا الموقع، فأقول لهن: نحن أمل هذه الأمة بمستقبل أفضل، لأننا نحن من نربي الأجيال القادمة. نحن صناع المستقبل. فلتكن تلك المفاهيم "الجماعة، الالتزام، الصدق" هي أهم قيم نربي عليها أولادنا.. لعلنا بذلك نغير تاريخ بلادنا.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon