حقائق مختصرة حول مرحلة البلوغ.. تغيرات جسدية ونفسية وسلوكية

يشكل البلوغ المرحلة الأهم من الحياة الجنسية فهو نقطة التحول بين الطفولة والشباب الذي يتزامن مع مجموعة من التفاعلات والتغيرات البيولوجية والنفسية لكل من الذكر والأنثى نتيجة ايقاع وتنسيق من قبل الهرمونات الجنسية المنتجة بأمر من المحور الغددي الملكي النخامي، Axe hypothalams- hyophysaire والجهاز العصبي المركزي.
وينتج عن أي خلل في هذا المحور مشاكل عدة في البلوغ منها تأخر أو غياب البلوغ أو تقدم فيه وصولاً الى بعض الحالات المرضية المستعصية العلاج أحياناً.
ويحدد سن البلوغ بالنسبة للفترة بين التاسعة والرابعة عشرة من العمر وبالنسبة للصبيان بين الحادية عشرة والسادسة عشرة من العمر.
وتساعد عوامل عدة على الوصول الي البلوغ بشكل طبيعي أو التسبب في خلل فيه منها:
المناخ والوراثة والوضع الاقتصادي والثقافة والوضع النفسي وغيرها.
يحصل البلوغ لدي الفتاة في سن مبكرة (تسع سنوات) في البلاد الحارة مقارنة بأحد عشر عاماً في البلاد الباردة مع العلم ان هناك تحولاً حالياً في البلوغ في الدول المتقدمة الباردة حيث انخفضت السن في السنوات الأخيرة، والأمر نفسه يحصل للصبيان في الدول الحارة مقارنة بالدول الباردة.
يؤدي عامل الوراثة ايضا دوراً مهماً في تحديد مرحلة البلوغ حيث يمكن ملاحظة وضع عائلات بكاملها يحصل لديها حالات بلوغ مبكر أو متأخر.
كما ان الاستقرار الاقتصادي وتأمين الغذاء الصحيح للمراهق والثقافة الجنسية الصحيحة مع التنسيق بين المدرسة والبيت كلها عوامل تساعد على تخطي مرحلة البلوغ من دون خلل.
وقد تؤخر بعض الحالات النفسية البلوغ كالقلق والخوف وعدم الاستقرار.

البلوغ لدى الولد
تعمل الهرمونات الجنسية FSH وLH في الغدة النخامية على نضج الخصيتين وهذا النضوج يساعد على افراز الهرمون الذكري التستسرون Testosteronne بحيث تتضاعف نسبته مقارنة بالنسبة خلال مرحلة الطفولة.
وهكذا فان أول علامة للبلوغ عند الذكر هي زيادة حجم الخصيتين (Testicule). ويعمل "التستسترون" على بروز شعر العانة وتحت الإبطين وزيادة حجم الخصيتين وخشونة الصوت ونمو العضلات وتعريض الكتفين وزيادة طول الأطراف العليا والسفلى وحجم محيط الرأس، بالاضافة الى نمو البروستات وغدة كوبر (glande de cuper) والقذف. وهذا الهرمون أساسي لصحة العلاقة الجنسية وبفقدانه لا تنشأ علاقة جنسية أو نمو لهذه العلامات المذكورة، وتؤدي الخصيتان وظيفتين احداهما خارجية Exocrime تساعد على نضوج خلايا التكاثر والخلايا المنوية والثانية داخلية هرمونية Endocrine تعمل على تنظيم الهرمونات الجنسية الاندروستانديون (ANDRO Stenione) والتستسترون (Testosteronne) اللذين يساعدان على نمو الخصيتين، وتتشكل في نسيج الأقنية المنوية للخصية حبيبات البذرة المنوبة. ويتم البلوغ عند الذكر بخروج المني.

البلوغ عند الفتاة
يتم البلوغ عند الفتاة بتأثير من الهرمونات الجنسية FSH وLH والهرمون الحليبي (Prolacline). فهذه الهرمونات تعمل على زيادة حجم المبيض الذي بدوره يقوم بافراز الهرمونات الانثوية الاستروجين والبروجستيرون بتكامل عمل المحور الغددي الملكي والنخامي والجهاز العصبي المركزي.
ويعمل الاستروجين في النصف الأول من الدورة الشهرية التي تمتد لعشرين الى خمس وعشرين يوماً. وتدوم مرحلة الطمث ما بين أربعة الى سبعة أيام. وخلال الدورة يتطور الغشاء المخاطي للرحم تمهيداً لاستقبال البويضة الملقحة. وفي حال لم يتم تلقيح البويضة يتم التخلص من هذا الغشاء مما يسبب النزف الشهري والذي يترافق مع انقباض لعضلات الرحم وآلام في اسفل البطن والظهر بالاضافة أحياناً الى الصداع وتورم في الحلمتين وتوترات عصبية. ويتسبب افراز الاستروجين بنمو الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية والأقنية الحليبية في الثديين.
ويتسارع نمو الغضاريف العظمية وعظام الأطراف تحت تأثير الاندروجين والاستروجين بالإضافة الى تزايد نمو الشعر في المنطقة التناسلية وتحت الابطين وتغيّر في الصوت. أما الهرمون الحليبي فهو يعمل على بروز الحلمتين ونمو الثديين.
ويترافق البلوغ العضوي مع تغيرات نفسية وسلوكية فتبدأ الفتاة بالاهتمام بملابسها وشعرها وارتداء الحذاء العالي الكعب أما الصبي فيهتم أكثر بمظهره الخارجي وارتداء ثياب الرجال لكن بدرجة أقل من الفتاة. كما يبدأ كل منهما باكتشاف الأعضاء الجنسية الخارجية والعادة السرية ثم اكتشاف اللذة. ويتغير سلوكهما في المنزل والمدرسة ومع المحيط.
ويساعد وجود تربية جنسية هادفة في المدرسة والمنزل بالإضافة الى وجود اخوة واخوات على اجتياز مرحلة البلوغ بهدوء.

حالات غير عادية
تأخر البلوغ:
قد يتأخر البلوغ بشكل طبيعي من دون حصول تأخر في نمو العظام. غير ان أي تأخر في نمو العظام قد يدعو للشك بوجود خلل في عمل الغدة النخامية او قصور في عمل الخصيتين او المبيض.

فقدان البلوغ
قد تنمو العظام لكن خللا في الهرمونات الجنسية لا سيما LH وFSH يؤدي الى رفع نسبتهما، وقد يؤدي محيطا كل من الخصيتين او المبيض. وبالتالي قد يلاحظ غياب خلقي للخصيتين (agenesie tesh culaire) ويؤدي تناذر تورنر (Turner Synohome) الى عدم حصول بلوغ لدى الفتاة ويعود هذا التناذر الى غياب احدى الصبغيتين الجنسيتين مما يؤخر النمو ويحدث تشوهات خلقية وغياب المبيض.
ومن الأسباب الأخرى لفقدان البلوغ منها:
1 تعرض المبيض والخصيتين للأشعة السينية.
2 انعدام المحور الغددي الملكي النخامي.
3 اورام الغدة النخامية.
4 اورام قاعدة الجمجمة.
5 مرض السحايا .
6 التشوهات الخلقية الدموية.
في المقابل قد يحصل بلوغ مبكر لدى كل من الفتاة او الصبي أي قبل بلوغ الفتاة سنواتها الثماني والصبي سنواته العشر.
ومن أسباب البلوغ المبكر عند الصبي: امراض القشرة الكظرية وارتفاع افراز الخصيتين للهرمون الذكري "تستسترون". أما عند الفتاة فقد تعود أسباب ذلك الى امراض القشرة الكظرية واورام المبيض وشدة افراز الاستروجين.
يضاف الى ذلك النشاط المبكر للمحور الغددي الملكي النخامي.

رائف رضا: رئيس الجمعية الأوروبية الشرق أوسطية للدراسات الجنسية والتناسلية.

 5/2003

جريدة السفير

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon