"الصورة النمطية لمثليّي الجنس" (1-2)

خاص: "نساء سورية"

"دراسة لمعرفة الفروق بين الذكور والاناث في الصورة النمطية لمثليي الجنس"

ملخص:
هدفت هذه الدراسة الى التعرف على الفروق في الصورة النمطية لمثليي الجنس (ذكور وإناث) لدى عينة من الذكور والاناث أعمارهم 18 سنة فما فوق، وذلك على ثلاث محاور هي: الشكل الخارجي- سمات الشخصية- العمل. وقد صممت الباحثتان لهذه الغاية أداة جمع بيانات وهي عبارة عن استمارة مقسمة بحسب المحاور السابقة تًملأ من قبل أفراد العينة دون تحديد أي صفة بشكل مسبق. وقد تبين من النتائج أن العينة كانت تميل بشكل عام إلى إعطاء مثليي الجنس صفات أنثوية نمطية، بينما كانت الصورة غير واضحة لدى أفراد العينة بالنسبة لمثليات الجنس.
حيث كانت الفروق لصالح الذكور في اعطاء مثليي الجنس السمات : اهتمام زائد بالشكل الخارجي – رشيق- ناعم – حساس- محب للظهور .
أما بالنسبة لمثليات الجنس فكان الفرق لصالح الاناث في اعطائهن صفات: شعر قصير – شديدة الأنوثة – حقودة – لطيفة – ضعيفة الشخصية
كما أن النتائج أظهرت فروقاً ذات دلالة بين الذكور وبين الاناث في الصورة النمطية لكل من المثليين والمثليات.
• المصطلحات الأساسية : الصورة النمطية – الجنسية المثلية – مثليي الجنس- مثليات الجنس- الشكل الخارجي – سمات الشخصية.
Abstract:
THE PURPOSE of this study was to discover, by sample of male and female whom 18 years and over up, the difference on stereotyping of homosexual.
And that was on three sections:
characters
appearance
jobs
The researchers designed a questioner which divided t0 the 3 last sections. Which filled by the sample without pervious determination.
The result indicated that the sample disposed to give momosexual female characters.
The difference was to male by giving momosexual this characters; elegant, tenderness, sensitive
The difference was to female by giving lesbian this characters; short hair, malicious, kind,
On the other hand the stereotyping of lesbian wasn’t clear
Moreover the results revealed significant difference between male and female in stereotyping of homosexual
• Keyword: stereotyping, homosexual, characters, appearance, momosexual, lesebien,

مقدمة:
إن البحث في أي موضوع يخص الحياة الجنسية في مجتمعنا العربي يحمل بطبيعته الكثير من الاثارة، وإذا كشف شئ ما عن هذا الجانب فإننا بالتأكيد نزيد من معرفتنا لكل ما يتصل بالدوافع التي تسير سلوكيات الأفراد، هذا إن لم تضئ لنا طرق تفكيرهم، فما هو متعلق بالصعيد الجنسي يتبادل التأثير بما هو ذهني.
والجنسية المثلية موضوع يفرض حضوره العلمي اليوم اضافة لعشرات المواضيع الجنسية الأخرى التي يجبرنا الاعلام والعلم وثقافة المجتمع على طرحه بأكبر قدر من الصراحة.
فلكي نكون أكثر قدرة على فهم ما يحدد حياتنا بشكل عام وحياتنا الجنسية بشكل خاص على المستوى الفردي والاجتماعي، يجب أن نكون على اطلاع بما يفكر به الآخرون، فما نكبته من ميول وما نعبر عنه مرتبط بما سوف يحكم به المجتمع علينا. هذا إذا تعلق الأمر بما هو أخلاقي. لكن إذا كان الفرد يرى أن أخلاقيات المجتمع بدأت تحول بينه وبين صحته النفسية وربما العقلية فإن نظرة على أنماط تفكير المجتمع تساعد كثيراً على تعديلها عندما تكون مغلوطة وجامدة. وهذا مهم جداً عندما يكون الأمر متعلق بالدين والعرف والعاطفة والمتعة واستمرارية الحياة ومن ثم الثواب والعقاب، كما هو الحال في الحياة الجنسية.
1- أهداف البحث:
يهدف البحث إلى ما يلي:
• تعرف على الاختلاف بين الذكور والإناث في النظرة النمطية تجاه مثليَي الجنس الذكور.
• تعرف على الاختلاف بين الذكور والإناث في النظرة النمطية تجاه مثليات الجنس الإناث.
ولتحقيق هذه الأهداف ستقوم الدراسة بالإجابة على التساؤلات التالية:
1. هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس؟
أ- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس،على محور الشكل الخارجي؟
ب- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس،على محور سمات الشخصية؟
ج- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس،على محور العمل؟
2. هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس؟
أ- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس،على محور الشكل الخارجي؟
ب- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس،على محور سمات الشخصية؟
ج- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس،على محور العمل؟
2- منهج البحث:
تقتضي طبيعة البحث الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، وذلك لارتباط هذا المنهج بدراسة المشكلات المتعلقة بالمجالات الإنسانية، كما أن كل من أهداف وخطوات المنهج تتفق مع أهداف البحث والتحقق منها، وذلك عن طريق وصف الواقع وتحديده من خلال إيجاد مدى تأثير متحول الجنس على النظرة النمطية تجاه مثليَي الجنس (الذكور والإناث).
5- حدود البحث:
يحدد البحث في ضوء المتغيرات التالية:
الحدود الزمانية: تم تطبيق البحث الميداني في تاريخ 1-5-2004 وانتهى في تاريخ1-7-2004.
الحدود المكانية: تم تطبيق البحث في مدينة دمشق.
الحدود البشرية: تم تطبيق البحث على ذكور وإناث مختلف شرائح المجتمع، واختيروا بالطريقة العشوائية من المجتمع الأصلي للبحث وهو سكان مدينة دمشق.
3- أدوات البحث:
تم اعداد أداة خاصة تخدم غرض البحث، وهي عبارة عن استمارة تتألف من المحاور التالية:
• الشكل الخارجي.
• صفات الشخصية.
• العمل.
4- عينة البحث:
تم تطبيق هذا البحث على أفراد من مختلف شرائح المجتمع بالطريقة العرضية، وتألفت العينة من 137 فرد، ذكور وإناث، من مراحل عمرية مختلفة.
جدول رقم (1)
5- مصطلحات البحث:
• النظرة النمطية: هي الصورة المبنية على تصورات مسبقة عن أفراد مجموعة معينة بغض النظر عن الصورة الحقيقية لهم.
• مثلي الجنس: هو الفرد الذكر الذي يكون موضوعه الجنسي ذكر آخر بشكل دائم ومطلق.
• مثلية الجنس: هي الفرد الأنثى التي يكون موضوعها الجنسي أنثى أخرى بشكل دائم ومطلق.
• الشكل الخارجي: هي الصفات المرتبطة بالبنية الفيزيولوجية والمظهر العام لمثليَي الجنس (ذكور- إناث).
• سمات الشخصية: هي الصفات النفسية والإجتماعية الخاصة بمثليَي الجنس (ذكور- إناث).
• العمل: أنواع المهن التي يمكن أن يمارسها مثليَي الجنس.

أولاً- مفهوم الجنسية المثلية:
الجنسية المثلية ظاهرة قديمة قدم البشرية مارسها الإنسان منذ فجر التاريخ وهي كمصطلح عام تعني قيام العلاقة الجنسية بين فردين من نفس الجنس، ولذلك ينبغي التفريق بين الجنسية المثلية الذكرية Male Homosexualityوالجنسية المثلية للانثى Female Homosexuality.
يشير مفهوم الجنسية المثلية إلى التعلق الجنسي للفرد بآخر من جنسه، أي الذكر بالذكر والأنثى بمثلها ويتراوح التعلق بالجنس المماثل بين الاشتهاء التخيلي الغامض لفرد من جنس مماثل وبين ممارسة الفعل الجنسي مع مثيل جنسي.(ميخائيل أسعد،1994).
لكن طرأ على مفهوم الجنسية المثلية الكثير من التطوير والتعديل فقد كانت تعتبر من أهم وأخطر الانحرافات في السلوك الجنسي وكان ينظر إلى المثلي بأنه فريسة الصراع بين ميوله الشاذة ومعايير المجتمع. ولكن إذا نظرنا إلى الجنس على أنه لذة فقط بغض النظر عن الوظيفة التناسالية فإنه بمقتضى مراحل النمو التي أتى بها فرويد فإن كل إنسان سيمر بمرحلتي: حب الجنس الآخر، وحب نفس الجنس، وعلى هذا يمكن القول أنه لدى جميع الناس من الجنسين استعدادات جنسية مثلية إلى جانب استعدادات الجنسية الغيرية ولتوضيح ذلك أكثر يمكننا تقسيم الجنسيين المثليَين إلى 3 أنواع:
• الايجابي الذكر الذي يلعب دور الذكر، والأنثى التي تلعب دور الأنثى.
• والسلبي الذكر الذي يلعب دور الأنثى ، والأنثى التي تلعب دور الذكر.
• وهناك أيضاً النوع المختلط الأكثر شيوعا الذي يلعب الدورين معاً. فالممارس يمكن أن يكون متلقي أو معطي أو يراوح بين التلقي والعطاء.
ووجهت الضربة التالية لمفهوم الجنسية المثلية من قبل كنزي الذي كشف بأنه سواء في السلوك أو المواقف الشبقية فإن الميل الجنسي الغيري والمثلي ليسا جوهرين منفصلين بل قطبين لعملية مستمرة، وبذلك يمكن الحديث عن درجات من الميل الجنوسي والغيري. (أ-س كون،1993) واليوم في حين تعتَبر بعض المجتمعات الجنسية المثلية جريمة اعتبرته بعض الدول الأخرى مرضاً يستحق العلاج بدلاً من العقاب الذي لا يجدي، بل إن التصنيف العالمي للإضطرابات النفسية ICD(1991) والتصنيف الجديد للجمعية الأمريكية للطب النفسي في كتابها DSM-IV لم تعد اللواطية إضطراباً أو مرضاً نفسياً بل اعتبر أسلوباً في الحياة، والمجتمع الغربي بدأ يقبل اللوطية كتنوع جنسي أو كجنس ثالث. (محمد حمدي الحجار، 1998) (أحمد عكاشة،1998).
ثانياً- أشكال التعبير الجنسي المثلي:
• هناك ما يدعى بالنشاط الجنسي المثلي التطوري، ويمكن أن يحدث هذا النشاط في أية مرحلة تطورية سابقة للنضج، ربما في كلها، وعند الصبيان والبنات. إنه موجود في معظم أو كل المجتمعات، وهو جزء من الفضول والتجريب الجنسي الطبيعي ولا يتنبأ عادة بحدوث جنسية مثلية في سن الرشد. لقد وجد كنزي ومساعدوه أن 33% من الإناث وأكثر من 50% من الذكور قد مارسوا مداعبات جنسية مثلية قبل عمر الخامسة عشر.
• أما الجنسية المثلية الكاذبة فهي جنسية مثلية تجاوزاً. لقد وصفت بشكل أساسي بين الذكور، لكنها قد تشاهد بين الإناث بدافع المجاملة. وعلى العكس من الدافع الجنسي الأساسي عند الجنسيين المثليَين التفضيليين (أي الذين فضلوا المثلية على الغيرية) فإن الإعتمادية والقوة هما محور الصراعات الأساسية عند الجنسيين المثليين الكاذبين، حيث أنهم يربطون الاعتمادية بالتأنث والقوة بالتذكر. فإذا وجد الرجل نفسه ضعيفاً أو غير كفء بالمقارنة مع الرجال الآخرين فإنه لا شعورياً يصنع المعادلة التالية: (أنا لست متذكراً = أنا متأنث = أنا جنسي مثلي). وقد ينجم عن هذا سلوك جنسي مثلي. وغالباً ما كان هؤلاء الرجال في طفولتهم سلبيين ومنعزلين عن أندادهم، لكن القليل منهم يتذكر وجود رغبة لديه بأن يصبح فتاة أو وجود مشاعر انجذاب جنسي للذكور الآخرين. إن الخيالات والأحلام أثناء ممارسة العادة السرية قد تتضمن محتوى جنسي مثلي، لكن المكونات الإنفعالية تتعلق بالقوة والخضوع أكثر مما تتعلق بالشهوة الجنسية.
إن الأشخاص من الجنسين الذين تمنحهم نزعاتهم الطبيعية أو صراعاتهم التطورية شعوراً ناقصاً بالتذكر أو التأنث معرضين للجنسية المثلية الكاذبة وهي حالة تنشأ عادة من صراع عميق وتترافق بكرب نفسي شديد. وفي بعض الأحيان فإن خوف المرء من أن يكون جنسي مثلي أو أن يتعرض لتهجم جنسي مثلي قد يتفاقم لحالة ذعر حادة تتطلب تدخلاً إسعافياً.
• تحدث الجنسية المثلية الظرفية بين جنسيين غيريين تفضيليين في بيئة تحوي أفراداً من نفس الجنس بشكل إجباري، كما هو الحال في القطعات العسكرية . ويعود هؤلاء الناس عادة إلى تفضيلهم الجنسي الغيري عندما يعودون لأوضاعهم الإجتماعية الطبيعية ونادراً ما تسبب هذه التجربة مرضاً نفسياً إلا إذا أثارت ذعراً جنسياً مثلياً كاذباً أو سوء تكيف جنسي مثلي كاذب طويل الأمد. وفي بعض البيئات ذات الجنس الواحد كالمدارس الداخلية أو السجون غالباً ما تصطبغ التجربة الجنسية المثلية ببعض الخصائص المميزة مثل الإكراه نتيجة القوة والخضوع نتيجة الخوف.
• الجنسية المثلية الاستغلالية: هي الشكل الذي يستخدمه أصحاب القوة الجسدية أو الإجتماعية في إجبار الأشخاص الأضعف والأكثر خوفاً على أن يكونوا مواضيع جنسية وذلك عادة بجماع شرجي ولكن أيضاً عن طريق لعق القضيب. قد يوجد صراعات لاشعورية في الهوية الجنسية لبعض هؤلاء المستغلين لكن هذه التصرفات عادة دليل عنف وغضب، ويكون فيها القضيب كسلاح ورمز للسيطرة تماماً كما هو الحال في الاغتصاب الغيري. إن الاستغلال الجنسي لخدمة القوة والسيطرة والغضب الكامن يشاهد أيضاً في البيئات الأنثوية المحضة. لا يعتبر الذكور المستغلون أنفسهم عادة جنسيين مثليَين ونادراً ما يطلبون المعالجة لصراعاتهم النفسية.
• الجنسية الثنائية: هي تصنيف واسع غير واضح تماماً، فالجنسيون الثنائيون فعالون مع الجنسين لكننا لا نستطيع أن نفرض عدم وجود تفضيل لجنس على آخر باستثناء مجموعة صغيرة من الجنسيين المثليين المتكافئين. وفي المجتمعات التي تعتبر الجنسية المثلية عاراً نشاهد أحياناً الجنسية الثنائية عند من يكون لديه تفضيل جنسي مثلي، فالنتائج الإجتماعية قد تكون سيئة بحيث تمنعهم من المخاطرة.
• الجنسية المثلية التغييرية: هي التعبير الشعوري الإرادي عن الرغبة في التنويع الجنسي، وربما كان لها عدة جذور مختلفة قد يكون أساسها صراعات تجاه الجنسية المثلية أو تجاه تفضيل جنسي مثلي لاشعوري أو تجاه متاعب في وعد عاطفي لشريك ما مع المضامين والمسؤوليات الطويلة الأمد التي يفرضها هذا الوعد.(منال مختار ، 1988)

ثالثاً- الأســباب:
- العوامل البيولوجية والعصبية:
أ - العوامل الحيوية: تؤثر الهرمونات الجنينية على تنظيم الجهاز العصبي المركزي عند الجنين لكي يستجيب ويثار فيما بعد بالجنسية الغيرية. ولذلك من الممكن أن نفترض أن وجود شذوذ ما في هذه الهرمونات يمكن أن يقلب النزعة الجنسية الغيرية أو يضعف قوتها.
ب -العوامل البيولوجية والعصبية للجنسية المثلية ويمكن توضيحها من خلال مؤشرات هي:
1- فروق تشريحية بين مخ الرجال ذوي الجنسية المثلية والجنسية الغيرية: أحد هذه الفروق في نقطة الالتقاء الأمامية وهي حزمة من الألياف العصبية التي تسمح لنصفي المخ بالتواصل بين بعضهما البعض فهي أكبر في الرجال اللواطيين عن كل من الرجال والنساء ذوي الجنسية الغيرية.
2- أوضحت بعض الدراسات وجود أساس وراثي للجنسية المثلية: حيث كشفت دراسات التوائم للذكور اللواطيين والإناث السُحاقيات وجود معدل مرتفع من الجنسية المثلية بين التوائم المتماثلة عنها بين التوائم الأخوية.(محمد السيد عبد الرحمن،1999)
- التأثيرات الوالدية:
إن التأثيرات التي يمكن أن تؤدي إلى الجنسية المثلية واسعة الطيف لكن بعضها يبدو أكر شيوعاً من غيرها. وجدت الدراسات أن معظم الذكور المثليَين ترعرعوا مع أم شديدة التعلق ومفرطة في الحب والمودة ومع أب عدائي وبعيد أو منفصل. وتعامل هذه الأم ابنها كالرضيع وتتلف تطور ذكورته من خلال إفراطها في الحماية وتمنع ابتعاده عنها ودخوله عالم رفاقه الصغار والذي تراه خشناً وفوضوياً وتحوله بطريقة غير ملائمة إلى رفيقها ومؤتمن أسرارها. كما أن الأب غير مناسب عاطفياً كموضوع للتماثل إما لأنه منفصل وبعيد وغير مبال أو لأنه عدائي ويعاقب ابنه. وعادة لا تحترم الأم الأب وتزدريه بصراحة وبشكل مفضوح وتجعل من ابنها حليفاً لها عليه وهذا يزيد من ابتعاد الأب كشخص يستحق الإحترام والتماثل، وتنقص قيمة تذكر الصبي كلما نقصت قيمة والده. وتكون النتائج النفسية عند هذا الصبي ومعظمها لاشعوري هي تماثله مع أمه بدلاً من أبيه، وخوفه من أن يصبح شخصاً متذكراً آخر لخوفه من فقد حب أمه. وكذلك فإن ابتعاد الأب أو عدائيته يحرمان الطفل من فرصة أن يتعلم ويرى أباه بشكل واقعي بدلاً من أن يعتبره المنافس الأوديبي القوي. إن فرط اقترابه من أمه ونظرته إلى أبيه يتعاونان لجعله يتجنب -خوفاً- التنافس التذكري مع الرجال الآخرين من اجل النساء في المستقبل.
رغم أن هذه هي أكثر العوامل الوالدية شيوعاً إلا أنه يوجد الكثير غيرها وهي بطبيعة الحال مختلفة لدى الإناث المثليات. فقد استطاع الباحثون إيجاد مجموعة من الأسباب المكملة لما سبق: فالأم كانت عدائية تجاه فتاتها الصغيرة ولم تكن تشجع تأنثها وكان الأب أخلاقياً ومتزمتاً في الحماية وبعيد عاطفياً وغيور يهاجم أي اهتمام لابنته بالصبيان. وفي مجموعة أخرى كانت الأم غير محبة وتميز الأخوة الذكور علنية بينما الأب منسحب وفشل في حماية ابنته من تأثيرات أمها المدمرة لأنه غير قادر على إظهار محبته وتدليل ابنته كفتاة صغيرة. (منال مختار،1988)
في دراسة أجراها 11 عالم أمريكي استهدفت أسباب اللوطية الذكورية والأنثوية خلصت إلى ما يلي:
1. إن أسباب الجنسية المثلية هي غير معروفة معرفة دقيقة.
2. إن الجنسية المثلية قد تكون نتيجة تفاعل عدة عوامل من ضمنها العوامل الجنينية والهرمونية والبيئية.
3. إن التأثيرات النفسية والإجتماعية لوحدها لا تسبب الجنسية المثلية.
4. إن الإستعداد المسبق البيولوجي (الجيني والهرموني والعصبي وغيره) إزاء الجنسية المثلية أو الميل نحو الجنسين هو قائم منذ الولادة لدى الذكور والإناث على حد سواء.
5. لا يسبب عامل واحد من العوامل المذكورة الجنسية المثلية.
6. ان التوجه الجنسي لا يمكن تبديله تبديلاً دائماً بالعلاج.(محمد حمدي الحجار،1998).
رابعاً- الجنسية المثلية والمرض النفسي:
هناك جدل طويل حول اعتبار الجنسية المثلية مرضاً نفسياً خاصاً أو شذوذ أو انحراف لكن رأى بعض العلماء مثل (إيليس) و(كرفت) أن كلمة (المرض النفسي) لا تنطبق على الجنسية المثلية لأنها غالباً ما تترافق مع وظائف نفسية طبيعية. وفي إحدى الدراسات التي أجرت اختبارات نفسية للمثليَين لم توجد أي إضطرابات مرضية ذات أهمية عند معظم الذين خضعوا للاختبار. وهناك دراسات تقول بأن نسبة الأمراض النفسية عند الجنسيين الغيريين أعلى منه عند الجنسيين المثليَين ودراسات أخرى تقول العكس، ففي دراسة لـ (بل ووينبيرغ) أبدى الجنسيون المثليون مشاكل إجتماعية ونفسية أكثر من الغيريين وذلك حسب معظم المعايير المقترحة ومنها الاستقرار في العمل والأمراض الجسدية والنفسية والتوتر والاكتئاب والأفكار والمحاولات الانتحارية.
إن ممارسة الجنس مع عدد كبير من الشركاء ولا سيما أن أكثرهم غرباء يعتبر عادة دليل مرض نفسي والتقديرات تشير إلى أن عدد الشركاء ومعدل تغييرهم عند الجنسيين المثليَين أعلى بكثير عند الغيريين لكن من غير المعروف ما إذا كان هذا الأمر دليل مرض نفسي أم نوع من التمرد على المجتمع وأخلاقه. أو قد يكون السبب تحرر الذكور المثليَين وعدم فرضهم لقيود على شركائهم مثل النساء الذين يرغبن بالأطفال وإنشاء أسرة فهم أكثر تقييداُ من هذه الناحية بالنسبة للذكور الغيريين.
لكن من وجهة النظر السريرية فإن طراز الحياة الذي ينوع فيه الشخص من شركائه وخاصة الغرباء هو شخص مصاب عادة بمرض نفسي ذو أهمية معينة ويتميز سلوكه عادة بممارسات جنسية سطحية، نرجسية، قهرية غالباً ما يدفعها التوجه التناسلي لا العلاقة الشخصية، كما يتميز عادة بوجود صراعات في القدرة على الإلفة والمودة والإخلاص. وهذا الأمر لا ينطبق على الجنسيين المثليَين القادرين على إقامة علاقات جنسية حميمة ومخلصة.
وكتفسير لتنوع الشركاء وبالتالي عدم القدرة على الدخول في علاقات وفية ومخلصة يطرح ما يلي: وهو خاص بالجنسيين المثليَين التفضيليين الراشدين، وهي أن مثل هذا الشخص لم يصنع تماثلاً قوياً ومديداً مع والده الذي يملك نفس جنسه وهذا ينعكس شعورياً أو لاشعورياً بعدائية تجاه الأشخاص من نفس الجنس، ويدافع الجنسي المثلي عن أناه ضد عدائيته هذه بالرغبة في أن يحب أو أن يصبح محبوباً من قبل الأشخاص من نفس الجنس.
من غير الملائم أن نعتبر أن كل المثليَين الجنسيين التفضيليين (أي الذين فضلوا المثلية على الغيرية) مضطربين إنفعالياً أو إجتماعياً، فالخلل الحاصل في التطور الجنسي النفسي والذي أدى إلى المثلية يساهم في خلق صعوبة في صهر حاجة الشخص للجنس والمودة ضمن علاقة مشبعة وفعالة مع شخص آخر لكن البعض يتغلبون على هذه الصعوبات، ولا يوجد ما يدعونا للإفتراض أن خلل هذا الخط من التطور يؤذي الصحة العقلية أكثر مما تفعله التأثيرات المرضية على بقية الخطوط التطورية الموجودة عند معظم الجنسييين الغيريين، الإختلاف الوحيد هو أن الأذية التطورية قد نالت من الخط الجنسي النفسي عند المثليَين ونالت من خطوط تطورية أخرى عند الغيريين. إن معظم الجنسيين المثليَين يبدون راضين وفعالين نفسياً وإجتماعياً، يتمتعون بإستقرار إنفعالي، ويسلكون مسلكاً سوياً في حياتهم ويعدون أنفسهم سعداء. رغم أن الذكور منهم يعانون غالباً من ضعف في المودة والإخلاص في علاقاتهم الشخصية مع شركائهم الجنسيين (منال مختار، 1988). وصحيح أن الإضطراب الاكتئابي والمرض البدني النفسي المنشأ والإنتحار تزداد نسبته عندهم من باقي الغيريين لكن هناك ما يبرهن على أن السبب في ذلك هو أنهم إن لم يوفقوا بخلق علاقات ثنائية فإنهم يعانون من عزلة نفسية متزايدة والشعور بالرفض كلما اقتربوا من منتصف العمر أو تجاوزوه بل ويرفضوا من قبل المجتمع اللوطي ذاته لأن هذا المجتمع يفضل عنصر الشباب والجاذبية الجسمية. (محمد حمدي الحجار، 1998).
من جهة أخرى لا يمكننا اعتبار الجنسية المثلية إنحراف أو شذوذ إلا إذا أخذنا بعين الإعتبار درجات ممارستها وصور هذه الممارسة والأسباب الدافعة لذلك فكل حالة لها حيثياتها الخاصة بها، ولذلك لا بد من التعرف على السلوكيات الجنسية بين الجنسيين المثليين المطلَقين فهي تتضمن تعبيرات الملاطفة والربت والعناق والتقبيل والسلوكيات التي تؤدي إلى الإيغاف (بلوغ ذروة اللذة الجنسية وقذف المني) إضافة إلى الإتصال الجنسي الشرجي وغيره من وسائل الإثارة الجنسية. وعادة من غير العادي أن يتخذ أحد الشريكين موقفاً ثابتاً يكون فيه سلبياً أو ايجابياً في الإتصال الجنسي اللوطي إذ أن معظم اللوطيين يتبادلون الأدوار الايجابية والسلبية في الاتصال الجنسي. (منال مختار،1988)

عرض النتائج وتفسيرها:
1- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس؟
أ- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس،على محور الشكل الخارجي؟
جدول رقم (2)
النتائج:
بعد القيام بالعمليات الإحصائية المطلوبة لم تظهر فروق دالة إحصائياً بين الذكور والإناث فيما يخص الشكل الخارجي لمثليي الجنس إلا في صفتي شكله (غير مقبول – رشيق) التيين كان فيهما الفرق لصالح الذكور بنسبة (10%،0% - 8%،0%) على التوالي، وصفة (شعره طويل) التي كان الفرق فيها لصالح الإناث بنسبة (33%- 15%).
التفسير:
يمكن عزو النتائج السابقة إلى:
أن هذه النسبة ربما كانت تتحدث عن نفسها، فالشكل الأنثوي بالنسبة للذكر غير مقبول، وبكونهم أعطوا المثلي شكل خارجي أنثوي فهو غير مقبول بالنسبة لهم، أي أنهم نظروا إلى شكل المثلي من خلال شكلهم الذكوري النمطي.
بينما من الصعب على الأنثى أن تنظر إلى شكل الذكر من خلال شكلها الأنثوي، إضافة إلى أنها لا تنظر بسلبية إلى الملامح الأنثوية على الذكر بقدر ما يفعل الذكر نفسه، وذلك لعدم شعورها عند التعاطي مع ذكر شكله يميل إلى الأنثى النمطية بالتفوق الذكوري الذي يشعرها فيه الذكر النمطي (لاشعوريا).
أما بالنسبة لصفة الشعر الطويل التي كانت لصالح الإناث فيمكن تفسيرها على النحو التالي:
عدم تعرض الذكور بكثرة إلى هذه الصفة، لكونها صفة مطروقة من قبل الكثير من الذكور حالياً. بينما كانت النسبة أعلى عند الإناث وذلك لكون الشعر طويل صفة نمطية ملحقة بالشكل الخارجي للإناث، وعلى اعتبارهم يميلون في وصف المثليَي بصفات الإناث فكان عليهم أن يضعوا أبرز الصفات النمطية للإناث وهي الشعر الطويل.
أما بشكل عام فكان هناك توافق بين الذكور وبين الإناث في إعطاء صورة نمطية عن الشكل الخارجي مقتربين فيها من الشكل النمطي الأنثوي.
ب- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس، على محور سمات الشخصية؟
جدول رقم (4)
النتائج:
يتضح من جدول 3 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث فيما يخص سمات الشخصية لمثليي الجنس (الذكور)، وكانت الفروق لصالح الذكور في الصفات التالية (ناعم، عدم القدرة على السيطرة على الذات، عدم الضبط والتحكم بالغرائز والرغبات، حب الظهور، حساسية مفرطة)، بينما كانت الفروق لصالح الإناث في الصفات التالية (واثق من نفسه، عدواني، يتعامل وكأنه أنثى).
التفسير:
يمكن تفسير النتائج السابقة كما يلي:
بالنسبة لصفتي ناعم وحساسية مفرطة كان الفرق لصاح الذكور (37%،3%- 7%،0%) (ذكور- إناث) وبما أن الذكور منذ البداية منحوا مثليَي الجنس شكل خارجي يميل إلى الشكل النمطي الأنثوي فمن التسلسل المنطقي أن يمنحوهم سمات شخصية تميل إلى السمات النمطية الأنثوية.
أما عن صفة يتعامل وكأنه أنثى والتي كان الفرق فيها لصالح الإناث (3%، 16%) فيمكن تفسيرها بأن الذكر لا يستطيع الإحساس بأنه يتعامل مع أنثى (مثلي الجنس) لأنه عند تولد مثل هذا الإحساس عند الذكر فهذا يشير إلى وجود الإحساس المثلي لديه، بينما الأنثى إدراكها للسمات الأنثوية مختلف عن إدراك الذكر، فعندما تتعامل مع ذكر فهي تملك توقع مسبق عن طريقة تعامل ذكرية نمطية، فإذا تناقض مع التوقع المسبق لديها فإن النمط البديل يكون طريقة تعامل أنثوية. كما أن الأنثى قادرة على تلقي واستقبال صفات المثلي التي هي اقرب إليها من الذكر الغير قادر على إقامة مقاربة بين سمات المثلي الأنثوية وسماته الذكورية.
أما عن صفتي واثق من نفسه وعدواني فكان الفرق فيهما لصالح الإناث (0%،10%- 11%،33%) (ذكور –إناث) ويمكن أن نعزوها لكون هاتين الصفتين هي صفات ذكورية نمطية وبما أن ذكور العينة منذ البداية ميالين لإضفاء صورة الأنثى النمطية على المثلي فإنهم سيحيدون مثل هذه الصفات، ومن الممكن أيضاً أن يكون السبب هو إمتلاكهم لمثل هذه الصفات وهذا يضعهم في خانة المثليَين.
أما صفة حب الظهور فكان الفرق فيها لصالح الذكور على الإناث بنسبة(7%،0%) ويمكن أن نرد ذلك إلى:
بما أن النسبة هي فقط 7% فمن الممكن أن تكون ناتجة عن إحتكاك مباشر بمثليَين لديهم رغبة في الظهور حيث يفتخر بمثليته لأنها تمنحه إمتياز عن الآخرين.
قد يكون السبب إحساسه بالنقص والإختلاف عن الآخرين فيسعى إلى الظهور لإخفاء مثليته. كما أن حب الظهور تعتبر من الصفات النمطية الأنثوية وهذا ما سعى ذكور العينة لإظهاره منذ البداية.
أما بالنسبة لصفتي عدم القدرة على السيطرة على الذات وعدم التحكم بالغرائز والرغبات، فقد تم ذكرها فقط من قبل الذكور، ويمكن أن نعزو ذلك إلى وجهتي نظر:
فترة المراهقة المبكرة هي فترة إندفاع جنسي بالنسبة للذكور وهذا ما يدفعهم إلى إشباع رغباتهم الملحة بغض النظر عن الموضوع الجنسي، إضافة إلى الكبت الذي يمارسه المجتمع بخصوص العلاقات الغيرية فإن هذا هذا كفيل بأن يحول العملية الجنسية إلى عملية إشباع صرفة للرغبات دون الاهتمام بالموضوع الجنسي.
بما أن بعض الدراسات أشارت إلى وجود الرغبة المثلية لدى جميع الأشخاص، فمن المحتمل أن يكون ذكور العينة قد قارنوا رغباتهم المثلية المضمرة بالمثليَين فوجدوا أن المثليَين غير قادرين على التحكم بغرائزهم ورغباتهم المثلية بنفس الدرجة التي يتحكم بها الذكور الطبيعيين.
ج- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الذكور) تبعاً لمتغير الجنس،على محور العمل؟
جدول رقم (4)
النتائج:
يكشف الجدول رقم 4 عن وجود فروق دالة بين الذكور والإناث لصالح الذكور فيما يخص العمل في مجالي الفن والأعمال المكتبية (44%،25%- 8%،0%) ويمكن أن نعزو ذلك إلى:
يشير التاريخ إلى أن قسم كبير من العاملين في مجال الفن والمبدعين لديهم ميول مثلية. وعليه فمن الممكن أن يكون الذكور قد أعطوا هذه النسبة بناءً على إطلاعهم على هذه المعلومات. إضافة إلى أن مجال الفن لم يكن محصورا بفرع معين، بل شمل العديد من المجالات ( تصميم الأزياء، النحت،....الخ)، بينما الإناث لم تكن لديهم منذ البداية صورة واضحة عن المثليَين لذلك فهم لم يخصصوهم في عمل معين.بالإضافة إلى كون العاملين في مجال الفن هم بمثابة (نموذج لشريك الحياة) فمن غير المرغوب أن يكون هذا الشخص مثلي.
أما عن الأعمال المكتبية فيمكن ارجاع هذه النسبة إلى احتكاك أفراد العينة المباشر مع مثليَين يزاولون مثل هذه الأعمال. أو كون الأعمال المكتبية لا تحتاج إلى جهد عضلي كما أنها تعتبر من الأعمال النمطية الأنثوية والتي تناسب مثليَي الجنس دون غيرهم من الذكور.
2-هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس؟
أ- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس،على محور الشكل الخارجي؟
جدول رقم (5)
النتائج:
يتضح لنا من الجدول رقم 5 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في الشكل الخارجي لمثليات الجنس. وكان الفرق عند صفتي (شعر قصير، شديدة الأنوثة) لصالح الإناث بينما كان الفرق عند صفة (خشنة) لصالح الذكور.
التفسير:
يمكن تفسير الفروق باتجاهين:
بالنسبة لصفة خشنة فان 12% مقابل 0% (ذكور/إناث) تشير إلى أن الإناث اللواتي يعتبرهم الذكور مثليات هن الإناث الخشنات فقط لأنه كانت النسبة 0% مقابل 8%(ذكور/إناث) في صفة شديدة الأنوثة، أي أن صورة المثليات بالنسبة للذكور مرتبطة بالشكل الذكوري النمطي فقط.
وصفات مثل شديدة الأنوثة هي صفة مرتبطة بالصورة النمطية للأنثى، أي أنها بعيدة كل البعد عن تفكير الذكر بكونها صفة من صفات المثليات، بينما الإناث قادرات على معرفة المثلية من صفات أخرى بالرغم من صفة شديدة الأنوثة، كون المثلية في مجتمعاتنا قادرة على إشباع حاجاتها المثلية دون الاضطرار إلى إظهار ميلها المثلي بشكل علني، كما أن الأنثى (شديدة الأنوثة) هي موضوع رغبة قوي عند الذكور وهذا يمنعهم لاشعورياً من التفكير بكونها من الممكن أن تكون مثلية.
أما بالنسبة لصفة الشعر القصير، فيمكن تفسير الفرق فيها إلى كون الإناث أعطوا سمات شخصية ذكرية نمطية للمثليات والشعر القصير هي من ضمن الصفات الذكرية النمطية.
ب- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس،على محور سمات الشخصية؟
جدول رقم (6)
النتائج:
بعد إجراء العمليات الإحصائية المطلوبة تبين وجود فرق دال إحصائياً بين الذكور والإناث في سمات الشخصية لمثليات الجنس (الإناث) ويمكن توضيح الفروق كما يلي:
كان الفرق في صفة تتصرف كالرجل لصالح الذكور (8%،0%) (ذكور/إناث) وهذا يتفق مع ما أورده الذكور من صفات للشكل الخارجي تميل إلى الصورة النمطية للذكور، حيث أن الصورة الواضحة بالنسبة لهم عن المثليات هي صورة قريبة من الذكورة، لأن المثلية من غير الممكن أن تملك السمات نفسها التي تملكها الأنثى الغيرية ( من وجهة نظر الذكور)، ولذلك استثنوا سمات أنثوية نمطية مثل لطيفة وضعيفة الشخصية فكانت الفروق لصالح الإناث على التوالي (0%، 14% - 0 %، 22%)، اللواتي هن أكثر قدرة على التمييز والتفريق بين سمات الشخصية الأنثوية النمطية التي تكثر عند المثليات منها عند الغيريات. كما أن المثليات معروفين من قبل الإناث أكثر من الذكور بحكم الميول الجنسية المثلية لديها، ولكونها غير مضطرة لإظهار شخصيتها الجنسية أمام الذكور بينما هي تسعى لإظهارها أمام الأنثى التي هي موضوع الرغبة بالنسبة لها.
أما بالنسبة لسمة الحقد والتي كان الفرق فيها لصالح الإناث (0%،21%)(ذكور/إناث) فيمكن أن نعزوها إما إلى:
- أن المثليات يحقدن على الغيريات، نظراً لعدم تمتعهن بما تتمتع به الغيريات من ميول طبيعية ( وجهة نظر العينة).
- أن المثلية حاقدة على المجتمع ككل، لأنه يعيق تحقيق رغباتها، وغير متقبل لمثليتها.
وعند النظر إلى جميع السمات والنسب المعطاة لها، نلاحظ أنها جميعها دون الـ 50%، أي أنها غير قادرة على إعطائنا صورة واضحة ومتوازنة عن المثليات، مما يعني عدم قدرة أفراد العينة على تحديد الصفات وحسمها بشكل دقيق.
ج- هل تختلف النظرة النمطية تجاه مثليي الجنس (الإناث) تبعاً لمتغير الجنس،على محور العمل؟
جدول رقم (7)
التفسير:
يتضح من الجدول رقم 7 أنه لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور وبين الإناث في الصورة النمطية لمثليات الجنس عند محور العمل.
ويمكن رد ذلك، إلى كون المثلية (الأنثى) تحرص على عدم إظهار مثليتها، لاعتبارات إجتماعية ودينية وأخلاقية، وعليه فهي تحاول دومًا دمج نفسها في المجتمع، بحيث يصبح من الصعب التعرف على ميولها من قبل الآخرين.

التالي.. (مراجع وملحق استمارات)

2005


   

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon