تقتل شقيقها دفاعا عن شرف العائلة!

خاص: "نساء سورية"

"لم يعتد موقع "نساء سورية" أن ينشر مواد بلا اسم كاتب.
لكن نظرا لحساسية الموضوع الخاصة، نمرر بعض الاستثناءات
مؤكدين دائما قناعتنا أن الصراحة في هذا الأمر ليست إلا ممارسة لحق أساسي في الحرية..
- نساء سورية"

تعالت زغاريد الأم لتخنق أنين المحتضر، تدافعت الجموع ليكون لها شرف ركله بالأقدام، غمسوا أيديهم بدمه وخرجوا مهللين: "غسلنا شرفنا".
الذين تجمهروا أمام المضافة حدقوا مصعوقين، تساءلوا عن جريمة هذا الشاب.. هل كان خائنا متآمرا مع أعداء الوطن؟؟؟ هل ارتكب مجزرة قتل جماعي؟؟؟ ماذا فعل؟؟
وجاء الجواب أحب فتاة فتزوجها دون موافقة أهله، وعندما اكتشف أنها ليست بالمستوى الأخلاقي المطلوب وأنها حاولت جره إلى عالمها المشبوه اتصل بأهله يستسمحهم، فجاء ردهم حنونا متفهما غافرا مقدرا صموده أمام مغريات الانحدار الأخلاقي..
طلبوا اليه أن يذهب إلى المضافة حيث يجتمع أهله مع بعض وجوه العائلة فيعتذر أمام الجميع وتعود الأمور إلى مجاريها... وصل إلى المضافة اتجه نحو والدته ليقبل يديها ويطلب صفحها ولكن الأم، وقد هيجتها الجموع وفجرت فيها همجية بدائية، انقضت عليه محاولة خنقه بيديها، تملص منها ونظر حوله وجد عيونا تقدح حقدا أحمر، هرب إلى الخارج.. جاء دور (البطلة!!)... كانت قد خططت وجهزت كل شيء بهدوء وبرودة أعصاب.. المسدس كان ملقما وجاهزا.. عاجلته برصاصة وعندما سقط عن الدرج سددت اليه بيد ثابتة رصاصة اخرى قاتلة.... تعيش البطلة لقد غسلت عار العائلة!!!
الذين سمعوا بالخبر انقسموا إلى فريقين.. الغالبية العظمى اعتبرت أن ما حدث هو أدنى مستويات الانحطاط الأخلاقي، ولكنها للأسف عادت إلى بيوتها صامتة فقد اعتادت ان تبقى سلبية تجاه الأحداث، أما القلة القليلة فقد رأت فيه انجازا تاريخيا ضخما وصل إلى حد ارسال التهاني على الفضائيات.. تفرجوا علينا يا أمم الأرض في القارات الخمس وهللوا معنا لقد أنقذت البطلة كوكب الأرض من الدمار!!!
يتحلقن حول ابريق المتة.. يرتشفن السائل الممزوج بدم بشري طازج.. وبين الرشفة والأخرى يتناولن قضمة من لحم بشري نيئ ويمضغنها بتلذذ وحشي.. نهشوا بالضحية حتى لم يبق الا العظم.. هللوا وزغردوا للقاتلة..
تزداد الشهية فيبحثون عن ضحية أخرى.. لا يهم من تكون المهم أن ترضي نهم أسماك القرش التي هيجها الدم.. وتأتي الضحايا هذه المرة من الجهة الأخرى: " قتلت دفاعا عن الشرف؟؟ وهل كان عندها شرف عندما طلقت زوجها وشردت أطفالها لتطارد آخر كان زوجا هانئا وأبا عطوفا، فدمرت أسرتين من أجل نزوة شيطانية ؟؟"
الرؤوس تتقارب.. الخدود تشتعل بلون النار..العيون تبرق بوميض جهنمي ، لا بد أن الضحية هذه المرة دسمة ويدها طايلة فالكلام خرج هامسا مبهما..
الهمس يصبح جهرا.. ومن ظنوا أنهم يقدمون أضحية على مذبح المجتمع يصبحون هم الأضحيات... عظام موتاهم حتى الجد العاشر تنبش وتبعثر..
غسيلهم ينشر على السطوح.. وقرعة المتة تدور وتدور.. وفي كل رشفة دم جديد..
لو كنت أنت القاضي فبماذا تحكم ؟؟ وعلى من؟؟
ترى ماذا كنت ستحكم لو كان العنوان:" رجل يقتل شقيقته دفاعا عن شرف العائلة!!!"

السويداء- 1/9/2005
  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon