فقط عندما تسمع هذه الألحان العذبة المنبعثة من الطَرق، وبدرجات متفاوتة الشدة، على اسطوانات الغاز تشعر كم تحوي هذه البلد مواهب تحتاج إلى رعاية!!.. فأين يذهب هؤلاء الشباب الذين وصلوا بمواهبهم مستويات رفيعة تعلو ما وصل إليه بتهوفن..؟! وإذا كان هذا العظيم قد ألّف سيمفونية سماها القدر، فإن قدرنا أن نستمع إلى سيمفونيات هؤلاء الفتيان والشبيبة... يوما بعد يوم.. تشعر بحاجة البلد الحقيقية إلى أماكن خاصة لرعاية هذه المواهب الشابة..! في كل صف فيها يتواجد عدد من اسطوانات الغاز، وعدد من المفاتيح! ولكل طالب اسطوانة ومفتاح...! على الأقل عندما يوقظنا أحدهم من النوم يوما فإننا نستيقظ على ألحان شجية بدل أن نستيقظ بسكتة قلبية أو جلطة دماغية!!
والحال هذه تشبه حال الذرة المنتشرة بكثافة في شوارعنا، والموضوعة في أواني عريضة وعميقة.. لكن الاختلاف هنا في الاسم نفسه: فالغاز يصبح "بيضا".. مع أنها صفرا!!
أما بائع التوت فينظر إلى الأعلى، ويبدأ بموال: ياليل ياعين.. ثم يتبعه بأنشودة (أطيب من البقلاوة يا توت)..! وإذا كنت من أصحاب الحظ الوفير، سيجتمع الغاز مع "البيضا" مع التوت.. مع الحليب..!! ويجعلونك تفتخر ببلدك التي أنتجت هذه الأيادي المعطاءة التي لا تكل ولا تمل من الطَرق، وبحرارة، على كل اسطوانة غاز.. والتي أنتجت هذه الحناجر التي لم تترك موالاً إلا وعبرت فيه عن اعتزازها بالتوت والذرة والحليب.. وكامل إنتاجنا السخي..!!
فتمتع، يا أخي المواطن، وتدلل.. ونم بعمق على هذه الألحان العذبة.. وإياك أن تستيقظ منزعجا! فالكل يأتي إلى خدمتك يا عزيزي..!!
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon