في مذهبنا التوحيدي، قتل النفس محرّم، لكنه مجاز في حالات الدفاع عن النفس والعرض والوطن، وإذ نتحدث عن ذلك فأني أسوق مثال (حرب اللجاة) التي وقعت نحو 1838م، وفيها استبسل قرابة 500 فارس درزي ولمدة تسع أشهر في محاربة جيش إبراهيم باشا الألباني، ولم يسقط الجبل حينها، ما أريد قوله هنا أن القتل مشروع فقط بل ومطلب إن كان يرّد غازياً أو كان وراءه دفاع عن نفس أو عرض يراد هتكه، لكن النص الديني في مذهبنا حرّم القتل، وما يبرر ما تم التعارف عليه، (بفورة الدم) ليس المذهب، بل العرف والعادة الاجتماعية، أي لا يوجد ما يشير في تعاليم المذهب إلى شرعنة القتل، أو متى يمكن قبوله، فهو محرّم أبداً، لكن لا يستطيع الدين أن يمنع شخصاً من الدفاع عن نفسه وإن اضطر به الأمر إلى القتل، وأحياناً قد يثير مشهد الخيانة الزوجية مثلاً، الغضب، وينقلت الفعل من زمام العقل فيحدث أن يقتل الزوج زوجته مثلاً، لكن الدين لا يدعو إلى القتل في هكذا حالة؟!، إنما يبررها الموروث الاجتماعي والتربية، ومفاهيم الشرف ونحو ذلك. وفيما يخص قتل فتاة درزية إن تزوجت من خارج طائفتها فتعاليم المذهب ونصوصه ورجال دينه براء من ذلك. أي لا يدعون إلى القتل في تلك الحالة، وأتذكر أنه في زمن قديم حدث أن هربت فتاة درزية (قريبة رجل مشهود له في طائفتنا) مع رجل من خارج المذهب وتزوجا، وحين عادت المرأة (بعض النظر عن طريقة عودتها) لم تقتل ( هذه قصة عمرها قرون؟؟!) بل عوقبت بأن قُطعت لفترة من الزمن.
إذاً مذهبنا لا يقول: اقتل ، وكذلك نحن لا نطالب بالقتل في هكذا حالة، وإن حدث القتل هنا فمرده عرف اجتماعي لا أكثر تلك مسألة تعود إلى أهل الفتاة وحدهم بدليل أن ثمة من تزوجن من خارج الطائفة ولم تقتلن والأمثلة كثيرة.
الشيخ أحمد سلمان الهجري، شيخ العقل الأول لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon