يعتبر العمل الاجتماعي التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطويرها وتنميتها في عصرنا الراهن، حيث أن الحكومات لم تعد قادرة على القيام منفردة بدورها التنموي،
وتأمين حاجات الأفراد دون تعاون وتضافر الجهود مع جهات أخرى تساهم بشكل موازٍ في تنمية المجتمع وتعزيز قدراته الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية. وهذه الجهات يطلق عليها اسم "المؤسسات الأهلية" التي تقوم بدور كبير في الشأن الاجتماعي والتنموي وغالباً ماتكون سباقة في معالجة قضايا المجتمع ورسم الخطط وتنفيذ البرامج التي تدعم عمل الحكومة في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية.. وتعتمد هذه المؤسسات الأهلية على الموارد البشرية كجزء أساسي وهام في عملها، هذه الموارد البشرية جلها يكون من فئة الشباب المتحمس للعمل والمشاركة، حيث يكون لهم الدور الأكبر في دفع عجلة التنمية وتطوير المجتمع، لأنهم الفئة الأكثر استفادة من هذا التطوير بالنظر لكونهم يشكلون غالبية المجتمع، إضافة لكونهم يشكلون الطبقة الأكثر علماً وثقافة في المجتمع... من هذا المنطلق يمكن أن نعرف العمل التطوعي بأنه مساهمة الأفراد في بناء المجتمع سواء بالعمل أو التمويل أو إبداء الرأي أو تقديم الخطط والدراسات التي تساهم في معرفة الحاجات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والتنموية للفرد والمجتمع وتعمل على إيجاد الحلول ووضع البرامج اللازمة لتنفيذها... وغالباً ما يمكن تصنيف الموارد البشرية العاملة في المؤسسات الأهلية كموظفين أو متطوعين حيث يقع على عاتق الموظفين القيام بالأعمال الإدارية والفنية والمالية الضرورية لعمل المؤسسة وهم يتقاضون أجرهم عن ذلك، أما المتطوعون فهم الذين يقومون بتقديم خدمات هذه المؤسسات إلى المجتمع دون توقع أجر مادي لقاء جهدهم. وهم الفئة التي تعلق عليها المؤسسات الأهلية آمالها وتبديها كل اهتمام وتسعى إلى جذب أكبر عدد ممكن من شرائح المتطوعين إليها. العمل التطوعي والسلوك التطوعي: يختلف العمل التطوعي عن السلوك التطوعي فالسلوك التطوعي هو سلوك عفوي يظهر نتيجة لاستجابة الفرد لظرف طارئ، كإنقاذ غريق أو إسعاف مصاب بحادث، وهذا العمل يأتي تلبية لرغبات إنسانية وأخلاقية صرفة، حركتها ظروف معينة ولا يتوقع من قام بها أن يحصل على أي مقابل مادي لعمله النبيل. أما العمل التطوعي فهو العمل المنظم والدائم والذي لا يرتبط بظرف معين بل يرتبط بقناعة وإيمان بالفكرة والأهداف وأهم ما يميزه أنه عمل إنساني لا يهدف إلى الكسب المادي. أسباب التطوع: يتطوع الشباب لأسباب مختلفة تعتمد على طبيعة وسمات الشخصية نفسها وعلى دوافع التطوع، ويمكن تلخيص هذه الأسباب بمساعدة الأخرين والاهتمام بنشاط أو عمل معين أو التعلم واكتساب الخبرات ، أوشغل وقت الفراغ أو تكريس الجهد لتحقيق هدف ما ، أو لأسباب دينية وثقافية.... المعوقات التي تعترض مشاركة الشباب الاجتماعية: هناك بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع والتي تعيق مشاركة الشباب في العمل التطوعي، كالتقليل من أهمية الشباب ودورهم في المجتمع أو التمييز بين الرجل والمرأة ، وكذلك ضعف الوعي بمفهوم وفوائد العمل التطوعي. كما أن هنالك اسباب تتحمل مسؤوليتها المؤسسات الحكومية والأهلية تتمثل بقلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية أو عدم السماح للشباب بالمشاركة في صنع القرار داخل المؤسسة وقلة تشجيع ودعم العمل التطوعي..
أهمية العمل التطوعي للشباب والمجتمع: تنبع أهمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي كونهم قادرين أكثر من غيرهم على فهم مشاكلهم وإيجاد الحلول الأنسب لها كما أن العمل التطوعي يعزز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعاتهم وينمي مهاراتهم وقدراتهم الفكرية والفنية والعلمية والعملية ويتيح لهم المجال للتعبير عن رايهم في القضايا التي تهم المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرارات كما يساهم التطوع بشكل كبير في سرعة التنمية لما له من جدوى اقتصادية واجتماعية كبيرة ويؤدي التطوع إلى التقارب بين كل فئات المجتمع وتماسكها وتنمية الروابط بينها ومساعدة الفئات المستضعفة في المجتمع إضافة للأثر النفسي الكبير الذي يتركه العمل الاجتماعي على الشباب حيث يمنحهم الثقة بالنفس واحترام الذات والشعور بقيمة العمل ، وترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى واقع ملموس واستثمار وقت الشباب في أعمال نبيلة، إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليص الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع. من هنا تبرز أهمية العمل الاجتماعي التطوعي في مجتمعنا وضرورة تعزيزه وتطويره ودفعه للأمام وتشجيعه بين الشباب كون المنظمات الأهلية هي أكثر الجهات التي يعول عليها في مساندة المؤسسات الحكومية من أجل تسريع العملية التنموية في المجالات الثقافية والاقتصادية والتعليمية والصحة والبيئة.
مراجع: - موقع بوابة المرأة - جمعية الشباب للسكن والتنمية - جمعية تفلتواز حياة جديدة
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon