في سياق التحضير لاحتفالية يوم الطفل العالمي الذي يحل في 25/6/2006، دعت جمعية "قوس قزح" إلى لقاء مع الإعلاميين لمناقشة التحضيرات الجارية..
وتلمس آراءهم واقتراحاتهم لإنجاح هذه الاحتفالية التي تقيمها الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع وزارة الثقافة واليونيسيف وجمعية قوس قزح، وتقام على مدى يومي 25-26/6/2006 في ملعب العباسيين بدمشق. حضر اللقاء عدد من الإعلاميين والإعلاميات السوريات، وممثلي قوس قزح والهيئة الوطنية لشؤون الأسرة. وشارك الحاضرون في نقاش برنامج الاحتفالية. والبرنامج غني بنشاطاته (يمكنكم الاطلاع على البرنامج كاملاً عبر النقر هنا..). ويغطي طيفاً واسعاً من النشاطات الثقافية والترفيهية يفتتحها ماراثون خاص بالأطفال يقام داخل الملعب. يذكر أن الدخول إلى الاحتفالية مجاني للجميع. كذلك الأمر مع جميع النشاطات المقامة فيه. باستثناء بعض الأكشاك التابعة لشركات خاصة مشاركة سوف تبيع من خلاله بضائعها للأطفال. وهو ما لفت انتباهنا لما يمكن أن يسببه من إحراج جدي للطفل مع أهله. خاصة أن واحداً من أهم أهداف الاحتفالية، وفق ما جرى أثناء النقاش، هو إتاحة الفرصة للأطفال الفقراء لممارسة ألعاب وحضور نشاطات لا يتمكنون من ممارستها في حياتهم العادية. ومن الغريب أن هذه الشركات تضع ميزانيات إعلانية بعشرات الملايين شهرياً لتسويق بضائعها غالية الثمن أصلاً. ولا يضيرها بشيء، بل قد يفيدها كثيراً أن تضع مثل هذا النشاط ضمن ميزانياتها بحيث تشارك فيه وتقدم من خلاله ألعاباً وإن رمزية ومن النوع الرخيص مجاناً للأطفال. فعلى هذه الشركات، كما على كل رؤوس الأموال في أي مكان، مسؤولية اجتماعية غالباً ما تتهرب منها الشركات العاملة في سورية. وهذه المسؤولية الاجتماعية المعروفة جيداً في بلدان العالم تتمثل في مساهمات مختلفة في قضايا المجتمع. وليس أولى من شركة تقوم كلياً على إنتاج وتسويق ألعاب الأطفال أن تشارك في مثل هذه المناسبة في تنمية المجتمع الذي تعمل فيه وتربح من البيع لأطفاله. بل حتى في مجال رعاية هذا الاحتفال. فقد كان ملفتاً للانتباه أن الملصق الموزع في الشوارع حمل شعارات راعيين فقط هما: شل للنفط وأريبا للاتصالات! بينما نلاحظ أن النشاطات الأخرى الأقل أهمية التي نراها كل يوم تحفل بعشرات الشعارات لشركات راعية! بل أيضاً لجهات حكومية ربحية كالمؤسسة العربية للإعلان والمؤسسة العامة للمعارض! والرعاية، كما نعرف، تعني مشاركة مادية مدفوعة لصالح النشاط. ولا نعرف بالضبط إن كان التقصير كله من جمعية "قوس قزح". إلا أن ما فهمناه من الفريق المعد للاحتفالية أن جهوداً كبيرة بذلت في هذا الإطار دون أن تصل إلى جدوى. ونحن نرى أن هذه المسؤولية الاجتماعية للشركات الربحية ليست حقاً بقدر ما هي واجب عليها تجاه المجتمع الذي تعمل وتربح من خلال ممارستها لنشاطها التجاري فيه. مع أننا نعرف أن هذا الأمر يحتاج أيضاً إلى بعض التعديلات في القوانين بحيث تشجع هذه الشركات على المساهمة المذكورة من خلال إعفاءات ضريبية معينة.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon