سكون...

هل سكن الجسد بعد رقص طويل واشتعلت الروح...؟! / هل سكنت الريح، ريح الأسئلة عند هامات الراقصين وعرقهم؟!

  

هل سكن الجسد بعد رقص طويل واشتعلت الروح...؟!
هل سكنت الريح، ريح الأسئلة عند هامات الراقصين وعرقهم؟! أم تابعت طريقها العاصف نحو الجمهور لتغمر مقاعدهم، حقائبهم، شالاتهم الملتفة بحنو حول أعناقهم،عيونهم المتراقصة في نار مسرح توهج مجدداً وأطلق العنان للجسد الحرية!
في رحلة خاصة نحو السكون في زخم الأسئلة والضجيج، قدمت فرقة رماد للمسرح الراقص عملها السادس (سكون) الذي يتناول، بتناغم رائع مع إيقاع مقطوعات موسيقية عالمية، فكرة العادات والتقاليد التي تحتجز الجسد والروح في قوالبها الجاهزة التي نسميها (الموروث)، والتي يصعب مع التراكم الزمني نزعها من الداخل... إضافة إلى التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يفرض تستراً أكثر تعقيداً وتناقضاً في مجتمعاتنا الذكورية التي عملت جاهدة على إقصاء المرأة وعزلها طويلاً عن عملية بناء المجتمع وتكريسها للجنس والإنجاب، ليبدأ طرح الأسئلة، عبر حركات دلالية معبرة ومدروسة، عن ضرورة نزع وإسقاط ذلك الحجاب الداخلي الذي يجعل كلاً منا يدفن نفسه في قوقعته الخاصة.. تاركاً الفضاءات الواسعة ومنكمشاً في داخلها.
مستخدماً كل إمكانات المسرح والراقصين عمل الكريوغراف والمخرج لاوند هاجو على خلق مسرح راقص حقيقي، كما في أعماله السابقة التي كان سكون تتويجاً لها، هو الذي أراد أن يجعل الأفكار ترقص، والمسرح يتسع، والموسيقا تنساب. واليوم في (سكون) كاسراً قيود المسرح الكلاسيكية، ومشركاً الجمهور في طرح الأسئلة والإجابة.. نستطيع القول إنه استطاع أن يؤسس للمسرح الراقص المعاصر في سورية، الذي تتجلى مهمته في إنقاذ الروح البشرية من الوحدة والضياع من الضوضاء المتعاظمة، محققاً ذلك التصالح اللاواعي بين الجسد والروح معيداً للجسد مكانته المقدسة، كما كان في العهود القديمة؟!

هذا العمل الذي استطاع أن يحقق حضوراً مميزاً وهاماً، جعل فرقة رماد من أهم الفرق على الساحة الثقافية العربية.. كما كرس في أذهان الناس ذكرى اليوم العالمي للرقص.
 
فرقة رماد للمسرح الراقص مرة أخرى.. لتثبت، من جديد، للعالم المطلق الشرور حضور الجسد الروح والروح الجسد في وحدة رائعة وخاصة هي: المسرح..


  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon