الرجل.. "الذكر"..

خاص: "نساء سورية"

لاشك أن قيمنا تمتلك "أفضل" منطق ذكوري يحكم من خلاله حياتنا, أو لنقل حياة المرأة! فالرجل هو الحاكم المطلق بأمر الله والشرع! والشرع هذا أو القانون مفردتين ذكوريتين بامتياز, وبامتياز لافت للذكر الحق بالضربة القاضية على المرأة أنى شاء!؟ الرجال قوامون على النساء نعم, وان كانت القوامة هنا درجة لجهة تحمل المسؤولية وليست للتفضيل, حتى أن تحمل المسؤولية يشترك فيها الرجل و المرأة ويسجل للمرأة الكثير من الايجابية خصوصا وأن حياتنا الراهنة تفرض مشاركتها على أوسع نطاق. ومن هنا فلا بد أن تخضع بعض مفاهيمنا لإعادة النظر. الرجال قوامون على النساء, وليس الذكور! فصفات الرجال غير صفات الذكور! وان كنت بهذا المقام لست مدعوا إلى تعداد هذه الصفات والتفريق بينهما.
ما يحز في النفس هو الفهم المغلوط والمشوه للكثير من النصوص, التي تحكم حياتنا والتي بسببها نتجرع الويلات, واخص منها هنا ما يتعلق بالجانب الاجتماعي. فحق طبيعي للرجل (الذكر) التبحر بتجارب حب وعشق لاكتساب "الخبرة" ربما؟! ومحظور على المرأة أن تفعل ذلك؟! لأن شرفنا نحن الشرقيون ملتصق بغشاء البكارة تحديداً! والذكر لحظه الجميل لا يمتلك هذا الغشاء, إلا على عينيه المغمضتين! وهو لا يستطيع الرؤية إلى أبعد من أنفه فيما يتعلق بقداسة هذا الغشاء الملوث بالدماء شهريا! وهو لا يستطيع رؤية ومعرفة أن الله خلق الجنسين سواء لجهة العواطف والمشاعر, وكلاهما يسعيان إلى إشباع هذه الدوافع.. عدا أن المرأة، وهي التي تمتلك "سبع" شهوات حسب ما يخبرنا "الفقهاء وأزلام الدين", لا يحق لها الحب! مجرد الحب.. وأنا لا أقول الجنس! فالضابط هنا للمرأة ليست المعايير والقيم، بل احترامها لذاتها وليس "لشرفها" الموهوم والمحاصر بالكثير من النصوص والمحاذير ذات الإشكالية.
المرأة ترفض بقرارة ذاتها أن تكون مشاعاً, وهي تحترم مشاعرها وحقها بالحب والجنس, ولا تمنح ذاتها هذا الحق إلا لمن ترى انه يمثل هذا الحب والحق. ذلك لأن دافع الحب عندها، وكطبيعة فيزيولوجية خصها الخالق بها, لا يقود إلى الجنس وحسب بل إلى تحقيق دافع الأمومة. خلافاً للرجل الذي لا يمتلك دافع الأبوة أصلا، بل يكتسبه مع مرور الوقت!
من هنا فالجنس، وليس غيره، هو هدف الرجل (الذكر)! وهو، في سبيله إلى تحقيق هذا الهدف وإرضاء غروره، لا يكترث بالسبل ولا بالويلات الناتجة عنه!
إن كنا بحاجة إلى حماية المرأة, فلمَ لا نهذّب الرجل بالمعرفة الحقيقية, وليس بالمعرفة الذكورية؟! ولم يكون العقاب دوما من نصيب المرأة فيما الرجل يبقى متفرجاً؟!
لا أريد الإطالة.. مع أن الكثير مما يتفجر فيّ احتجاجا ورفضا لهذا السلوك الهمجي في أفضل وصف, بقي كلعنة في داخلي, كبقاء الجهل لعنة في مجتمعاتنا!

16/9/2005
  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon