عمل الطفل يسلب الأطفال طفولتهم ويعوق التنمية

يُحرم الكثير من الأطفال الذين يزاولون أعمالاً من التعلم المدرسي والرعاية الصحية والحماية من العنف

أعلنت اليونيسف اليوم أن مئات الملايين من الأطفال يُرغمون على العمل في الوقت الذي يجب أن يتعلموا ويلعبوا فيه، مما يحرمهم ويحرم أسرهم ودولهم من فرصة النمو والازدهار.
وقالت اليوم السيدة آن م. فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسف، بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة عمل الطفل: "إن الأطفال الذين يرغمون على العمل تسلب منهم طفولتهم، وإن معظم الأطفال العاملين بعيدون عن الأنظار وخارج نطاق القانون. ويُحرم الكثير منهم مما توفره مجتمعاتهم وأسرهم من رعاية صحية أساسية وتعليم وتغذية كافية وحماية وأمن".
ويقدَّر أنه يوجد 246 مليون طفل في العالم يعملون. ويُعتقد أن حوالي 180 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و 17 سنة (يمثلون 73 في المائة من جميع الأطفال الذين يعملون) يعملون في ظل أسوأ أشكال عمل الأطفال، منها العمل في ظروف خطيرة كالعمل في المناجم واستخدام آلات خطرة. ومن هؤلاء الأطفال يُرغم 5.7 ملايين طفل على العمل بالسخرة بموجب صك دين، أو يخضعون لأشكال أخرى من العبودية، ويُرغم 1.8 مليون طفل آخر على ممارسة البغاء، أو الظهور في مواد إباحية، ويمارس 000 600 طفل أنشطة محظورة أخرى.
وقالت السيدة فينمان: إن التعليم، وهو عنصر بالغ الأهمية للبيئة التي توفر الحماية اللازمة لوقاية الأطفال من الاستغلال، وسيلة قوية للحيلولة دون عمل الطفل.
وتعتبر إزالة العقبات التي تحول دون التسجيل في المدارس المحور الذي تركز عليه مبادرة إلغاء الرسوم المدرسية التي بدأتها اليونيسف في سنة 2005 بالاشتراك مع البنك الدولي. وتعمل اليونيسف أيضاً مع منظمة العمل الدولية وغيرها من الشركاء للتشجيع على اتباع سياسات وجمع موارد ووضع تدابير عملية لمكافحة عمل الطفل.
ومن هذه البرامج مشروع التعليم الأساسي لأطفال الحضر الذين يصعب الوصول إليهم، وهو مشروع مدعوم من اليونيسف في بنغلاديش الذي وفّر تعليماً غير نظامي لـ 500 345 طفل يعملون، نصفهم من الفتيات، منذ عام 1997.
كان الأطفال، الذين كانت تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و 14 سنة ، يعملون أساساً في الخدمة المنزلية، أو في المصانع. وتدعم الحكومة البرنامج بشبكة تضم 151 منظمة غير حكومية وتقدم إعانات لأسر الأطفال تعويضاً لها عن الدخل المفقود.
وعلاوة على الحرمان من التعليم، يكون الأطفال الذين يعملون كذلك ضحايا سوء المعاملة، أو العنف الجسدي والنفسي، أو الإيذاء من جانب المشرفين عليهم أو من زملائهم في العمل أو من أشخاص خارجيين. ويعد العنف ضد الأطفال في مكان العمل أحد المجالات الرئيسية الخمسة التي ستتناولها دراسة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، وهي تقرير شامل سيصدر في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وتركز جهود اليونيسف الرامية إلى حماية الأطفال من عمل الطفل ومن أشكال الاستغلال الأخرى على تهيئة بيئة توفر الحماية للأطفال. وفي تلك البيئة، يعمل الناس من جميع مستويات المجتمع، فردياً وجماعياً، على إنفاذ قوانين الحماية، واستحداث الخدمات اللازمة، وتزويد الأطفال ومن يعملون معهم بما يلزمهم من معلومات ومهارات لمنع الإيذاء ومواجهته، ولتحدي جميع أشكال التمييز.
وقالت السيدة فينمان: "تتطلب مكافحة عمل الطفل قيادة سياسية وشراكات ذات قاعدة عريضة. إذ يجب على الآباء والأمهات وقادة المجتمعات المحلية والقطاع الخاص والحكومات أن يتولوا جميعاً المسؤولية لكفالة عدم استغلال الأطفال في مكان العمل".

12/6/2006


رابطة تعليم حقوق الإنسان

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon