أضواء عرس وأهازيج وزغاريد فرح ملأت سماء محافظة السويداء! بعد أن اختلطت بصراخ وآهات المغدورة.. الكؤوس امتلأت بشراب أحمر لم نعلم إن كان من دم المجني عليها (ليشربوا من دمها) أم شراب الفرح..! هذا ما حدث في عشية جريمة خطيرة اقتيدت الضحية فيها كشاة إلى المسلخ لأنها تزوجت من شاب أحبته بزواج شرعي.. ولكن دون إرادة أهلها.. وليست هدى أبو عسلي إلا ضحية أخرى من الضحايا الكثر لقوانين الذكور التي تبيح لهم أن يتصرفوا بالنساء! ولا تخلوا محافظة في سورية من جريمة مثل هذه.. سواء كان السبب زواجها من رجل ينتمي إلى طائفة أخرى، أو حمية تحت مسمى (الشرف)! فهل يذهب دمها دون ثمن لقاء ذلك الزواج المباح قانونا؟! هل سنحتال على القانون لنعطي هذه الجريمة وصفا آخر غير الوصف القانوني وهو القتل العمد الموجب للإعدام وفق المادة /535/ من قانون العقوبات العام؟! علما أن العمد توفر بركنيه. فالتفكير والروية موجودين حين انصرف ذهن الفاعل.. بالإضافة إلى استمرار القصد الجرمي بصورة قاطعة قبل الإقدام على الفعل.. فالجريمة متكاملة لها وصف واحد هو القتل العمد الذي يقضي التشديد وفقا للمادة /215/ عقوبات. فليس من المعقول التساهل مع الفاعل واعتباره من الشرفاء تحت ستار أعذار منها الأخلاق وخدش الحياء.. أو الأعراف.. إلى ما هنالك.. الأمر الذي يتناقض مع ما يفرضه القانون من وازع قوى في نفس الأفراد يردعهم عن الإقدام على القتل. فإن حدث مثل هذا التساهل نكون قد فتحنا أبواب الأخذ بالثأر! ونكون قد رجعنا مرة واحدة من القرن الواحد والعشرين إلى عهود التخلف.. متناسين أهم الحقوق التي نادت بها الإنسانية وهو حق الحياة! إن الجريمة التي تمت بحق هدى متكررة في أكثر محافظات بلدنا. وهي ليست سوى مثال آخر على الكثير من حالات التعصب الديني أو المذهبي.. وحالة التخلف الاجتماعي.. ومعالجة هذه الجريمة ضمن الأصول القانونية ليست سوى جزء من معالجة المجتمع، وإلغاء النظام الذكوري، وهيمنة الكبار على الصغار، وإزاحة التيار التقليدي تجاه المرأة باعتبارها أداة للمتعة ولخدمة المنزل... نعم.. لابد من خلق قيم وقناعات جديدة تجاه المرأة من أجل أن ننزع عنها صفة التابع.. فالمرأة هي الأم والأخت والحبيبة..
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon