تعريف الإعاقة العقلية: تعرف الإعاقة العقلية بأنها حالة أو عدم اكتمال النمو العقلي يولد فيها الطفل أو يحدث في سن مبكرة نتيجة لعوامل وراثية أو جينية أو بيئية أو فيزيو لوجيه، ويصعب على الطفل الشفاء منها، وتتضح آثار الإعاقة في عدم اكتمال النمو العقلي في مستوى أداء الطفل في مجالات النضج أو التعلم، بحيث ينحرف مستوى هذا الأداء عن المتوسط في حدود انحرافين معياريين سالبين. والإعاقة العقلية هي تأخر التطور العقلي أو تباطؤه. العوامل المؤدية إلى الإعاقة العقلية: 1 – عوامل ما قبل الولادة وهي نوعان: أ – عوامل جينية: العامل الأول فيها هو الوراثة حيث تنتقل الإعاقة أو الحالة التي لديها الإعاقة عن طريق أحد الجينات المتنحية.... أما العامل الثاني فهو الخلل الذي يحدث عند انقسام الخلية الجينية أو أحد الانقسامات للبويضة الملقحة، والذي يؤدي بدوره إلى خلل في انقسام الكروموزومات. ب – عوامل غير جينية: مثل الأشعة السينية ـ الحصبة الألمانية – مرض الزهري الولادة – اختلاف زمرة الدم للوالدين – تعاطي العقاقير – الإدمان على الكحول – الأمراض المزمنة عند الحمل – الولادة المبكرة – سوء تغذية الأم – تسمم الأم أثناء الحمل..... 2 – عوامل أثناء الولادة: مثل نقص الأوكسجين الذي يؤدي إلى إصابة الدماغ،و حدوث جروح بالدماغ أثناء الولادة (قد يؤدي إلى نزيف داخلي في الدماغ وامتلاء الغشاء الخارجي للمخ بالدم). 3 – عوامل ما بعد الولادة: كالتسمم بالرصاص والاختناق – الالتهابات السحائية التي تصيب الغشاء الذي يغلف المخ، وبعض الصدمات على الرأس والحمى... 4 – عوامل أخرى مساعدة: يرى بعض الباحثون عامل سوء التغذية وعامل الحرمان الثقافي والإجماعي عوامل مساعدة على التأخر العقلي. تصنيف الإعاقة العقلية: - لقد صنف المعوقون عقلياً إلى كثير من التصنيفات وتنوعت المعايير المعتمدة في التصنيف حسب سبب الإعاقة أو درجتها أو خصائصها. و الذي يهمنا في مدارس التعليم النظامي هو التصنيف التربوي حيث وزع المعوقون عقلياً إلى ثلاث فئات رئيسية: 1 – فئة القابلين للتعلم: وهم أولئك الذين تتراوح نسبة الذكاء لديهم ما بين (55 – 70) درجة ويتصف هؤلاء بخصائص جسمية وحركية عادية، وبالقدرة على التعلم حتى الصف الخامس الأساسي، هذا بالإضافة إلى درجة متوسطة من المهارات المهنية. 2- فئة القابلين للتدريب: وهم أولئك الذين تتراوح نسبة ذكائهم مابين (40 –55) درجة ويتصف هؤلاء بخصائص جسمية وحركية قريبة من العادية، لكنها تترافق بمشكلات المشي والوقوف، ويتصفون بالقدرة على القيام بالمهارات المهنية البسيطة. 3 – الفئة الإعتمادية: وهم أولئك الذين نتراوح نسبة الذكاء لديهم (40 درجة ومادون) ويتصف هؤلاء بخصائص جسمية وحركية مضطربة مقارنة مع أقرانهم الآخرين، كما ينصفون باضطرابات في مظاهر النمو اللغوي وغالباً ما يعجزون عن خدمة أنفسهم وحمايتها من الأخطار الطبيعية الني تهدد حياتهم.
الفارق بين الإعاقة العقلية والمرض العقلي: يخلط الكثيرون بين الإعاقة العقلية والمرض العقلي: - فالمرض العقلي حالة مختلفة تماماً، فالمريض عقلياً قد يكون ذا ذكاء عادي أو متفوقاً أو متعلماً تعليماً عالياً ولكن سلوكه يصبح غريباً – حتى لو كان يعرف كيف يتصرف بشكل عادي – نتيجة تجربة عاطفية أو نفسية أو اجتماعية قاسية مرت به أو نتيجة مرض جسدي ما أثر على الدماغ أو نتيجة الاثنين معاً. - ولكن المعوق عقليا عندما يتصرف بطريقة غريبة يكون هذا عادة نتيجة أنه لم يتدرب بشكل انتظامي على سبل التأقلم والتكيف الإجماعي والسلوكي السليم ويحتاج إلى من يعلمه الطريقة السليمة في التصرف. - أما المريض عقلياً فهو يحتاج إلى مساعدة طبيب الأمراض العقلية والنفسية للتغلب على محنته والعودة إلى حياة وسلوك طبيعيين. نحن لا نستخدم اليوم مصطلحات مثل المعتوه - الأبله – الغبي – المغفل – غير السوي – غير الطبيعي حين نتكلم عن المعوقين عقليا لأن في معاني هذه الكلمات تحقير للإنسان وإهانته، ولذلك فان على المعلمين والآخرين العاملين مع المعوقين عقلياً أطفالاً كانوا أم بالغين أن يختاروا كلماتهم بعناية. ويكثر اليوم مصطلح ذوو الاحتياجات العقلية الخاصة أو الإعاقة العقلية.
خصائص المعوقين عقلياً: * الخصائص الجسمية: يتصف الأطفال المعوقون عقلياً بتأخر في النمو الجسمي لديهم مقارنة مع أقرانهم الآخرين، فالطفل المعوق عقلياً يكون وزنه عادة أقل من غيره، كما أن الإعاقة العقلية لديه تترافق ببعض الاضطرابات كنقص المهارات الحركية أو ضعف البصر أو السمع أو عدم التكامل في نمو الأسنان والعضلات،أو بعض التشوهات في شكل الجمجمة أو العينين أو الفم أو اللسان وبعض المشكلات في النطق والكلام. * الخصائص الانفعالية والإجتماعية: يتصف المعوقون عقلياً بنقص الميول والاهتمامات وعدم تحمل المسؤولية، كما يتصفون أحياناً بالانسحاب والعدوان وعدم تقدير الذات، وميلهم المستمر إلى التكرار في سلوكهم،و هم بشكل عام يعانون من نقص في القدرة على التكيف ا لإجماعي ولكنها تختلف باختلاف درجة الإعاقة. كما يتصف المعوقون عقلياً بتقص الاتزان الانفعالي وعدم الاستقرار والهدوء وبسرعة التأثر أحياناً وبطء الانفعال أحياناً أخرى. * الخصائص العقلية: إن السمة الأساسية التي تحدد الإعاقة العقلية هي انحراف مستوى الذكاء عند الفرد بحدود انحرافين معياريين سالبين ويؤدي ذلك إلى خلل في العمليات العقلية وتطورها كالإدراك واللغة والتفكير والانتباه والخيال..... التأهيل والتدخل المبكر للإعاقة العقلية: قبل أن نتكلم عن تعليم الأطفال المعوقين ذهنياً لابد من أن نتحدث عن أمر هام وضروري قبل دخول الطفل المدرسة وهو العمل مع الطفل في مراكز متخصصة بتأهيل الطفل وتدريبه على مجموعة من الأهداف قبل المدرسة مثل: - الخدمة الذاتية:حيث يتم تدريب الطفل على خدمة نفسه بدون مساعدة على الأمور الأساسية في حياته كالنظافة الشخصية والطعام وارتداء الملابس... - اللغة والتواصل: عندما يكون الطفل بحاجة إلى تدريب نطق ونواصل مع الآخرين. - التفاعل الاجتماعي مع الآخرين والتكيف السليم مع البيئة المحيطة والتعود على النظام والاستقلالية - المهارات الحركية الكبرى والمهارات الحركية الصغرى والدقيقة التي يحتاجها الطفل في التعليم والحياة.
تعليم الأطفال المعوقين عقلياً: بالرغم من أن الإعاقة العقلية تؤثر على النمو اللغوي والاجتماعي والمهني إلى جانب تأثيرها على التعلم المدرسي، إلا أن ذلك لا يحد من إمكانية نعلم الأشخاص المعاقين عقلياً لأن الإعاقة العقلية لا تعني توقفاً عن النمو ولكن المشكلة تكمن في أن هؤلاء الأطفال يتعلمون ببطء شديد وصعوبة في الانتباه والذاكرة وتنظيم المعلومات. * - مهارات القراءة والكتابة: إن مهارات القراءة والكتابة يمكن أن توفر وسيلة اتصال هامة لدى بعض الأطفال الذين لديهم مشكلات عقلية، ونحن نريد لأطفالنا أن يتعلموا أكبر قدر ممكن من المهارات التي يحتاجونها ليعيشوا حياة عادية وهناك إشارات عامة تستخدمها معظم البلدان مثل (مغلق) – (ممنوع الدخول) – ممنوع التدخين.... ومن الضروري والهام أن يتعلمها الأطفال المعوقين عقلياً. *وهناك طريقتان لتعليم القراءة بشكل عام سواء كان الأطفال معوقين أم غير ذلك. *- الطريقة الجملية أو الكلية: وهذه الطريقة تفيد في تعلم بعض الأطفال المعوقين عقلياً لتمييز الكلمات بسرعة وخاصة الذين يعانون من متلازمة داون كانوا من الناجحين وخصوصاً في سن مبكرة، وهذا الأمر يحتاج تدريب واستخدام المجسمات والصور والوسائل التعليمية *- طريقة التهجئة الصوتية: وهذه الطريقة تقوم على تجزئة الكلمة إلى الأحرف التي تتألف منها ويتعلم التلميذ الصوت الذي يمثله الحرف وكيفية اجتماع الأصوات لتكوين كلمة. ومن الهام هنا أن يتم الإنفاق مع الأهل على نفس الطريقة في التعليم وفي النهاية فان على المعلم أن يلجأ إلى الطريقتين معاً بحسب حالة كل طفل على حدى. *- أما بالنسبة إلى الكتابة: فيمكن للتلميذ أن يتعلم بعض الكلمات التي يقرأها بآن معاً ولكن بالتدريب المستمر وببطء وصبر شديدين، ومن المهم أن نتوقع من الطفل أن يفعل شئ. - العد والرياضيات: إذا كان التلميذ يفهم العد حقاً فإنه لن يجد صعوبة في تعلم أسس الحساب عندما نعلمه إياها بالشكل المناسب، إن العد أكثر بكثير من عملية ترداد الأعداد (واحد، اثنان، ثلاثة،.....) والواقع أن ترداد هذه الإعداد عبارة عن مهارة نطق وذاكرة مثل إلقاء الشعر وليس بالضرورة له أي معنى بالنسبة للتلميذ، أما العد فهو معرفة القيمة العددية، ولكن هنا يجب أن يصل التلميذ إلى مرحلة التعميم،و ذلك باستخدام أكثر من وسيلة تعليمية بسيطة لتعليم مفهوم العدد، وعندما يتعلم التلميذ العد عن طريق فهم القيمة العددية يمكننا الانتقال إلى مرحلة الجمع والطرح ومن ثم الضرب والقسمة. * * *
قواعد هامة يجب مراعاتها في التعامل مع الطفل: *- اسمح للطفل أن يقوم بالمحاولة لوحده. *- أعط الطفل ما هو بحاجة إليه من المساعدة فقط. *- لا تقم بما يتوجب على الطفل القيام به. *- شجع الطفل على تكرار المحاولة بحال فشله في المرة الأولى. *- أعط الطفل الوقت وتحلى بالصبر. *- لا تتكلم بشكل يزيد عن الحد بينما الطفل يحاول ولكن اثن عليه وشجعه. *- عندما يبدأ الطفل بالتطور والتحسن خفف من المساعدة. *- استخدم أسلوب خطوة خطوة. *- سجل ملاحظاتك اليومية لتطور الطفل.
المتطلبات التربوية اللازمة لدمج الأطفال المعوقين عقلياً *- تنظيم المواد والتحكم بالمثيرات على نحو يستثير دافعيه الطفل للتعلم ويحافظ على انتباهه. *- تجنب التدريب المكثف قدر المستطاع واستخدام التدريب الموزع والمنظم. *- استخدام المستوى المطلوب من التكرار والإعادة ليستطيع الطفل نقل أثر التعلم وتنشيط ذاكرته. *- استخدام التعزير الإيجابي المنظم. *- تحليل المهام التعليمية عند الحاجة والانتقال التدريجي من مستوى السهل إلى الصعب. *- استخدام الوسائل والأدوات الطبيعية في التدريب والتعليم إلى أقصى حد. *- يمكن استخدام تريب الأطفال ضمن مجموعات صغيرة في التعليم الأكاديمي ويمكن دمج هؤلاء الأطفال بشكل كامل في التدريب غير الأكاديمي. *- استخدام لغة محددة ودقيقة والامتناع عن استخدام اللغة الغامضة قدر المستطاع. *- تعليم الأطفال مهارات الحساب الوظيفية الأساسية وعدم التركيز على المفاهيم الحسابية المتقدمة. *- استخدام الخطة الفردية ووضعها بعين الاعتبار لدى تعليم الأطفال المدمجين في التعليم النظامي.
ردود فعل الآباء لوجود الطفل المعوق عقلياً: من الهام للمعلمين والعاملين في المدرسة التعاون مع الآباء بشكل خاص أهالي الأطفال المعوقين عقلياً، حيث يستجيب الآباء لواقع وجود الطفل بجموعه من ردود الفعل مثل: 1- الإنكار: حيث ينكر الأهل ببساطة وجود أي مشكلة لدى الطفل وهم يغلقون عقولهم عن جوانب القصور لدى الطفل وربما يعزونها إلى كسل الطفل ونقص الدافعية لديه. 2- إسقاط اللوم على الآخرين: ومن المحتمل أن يكون الأطباء هم أول من يتعرض للهجوم من جانب الأباء،ومن ثم يمتد إلقاء اللوم إلى الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ف المدرسة وكذلك المدرسين الذين يتعاملوا مع الطفل. 3- المخاوف: التي تشغل بال الأهل حول سبب الإعاقة ومن يقوم على خدمة الطفل وما هو تأثير الطفل ما حدث على الأسرة. 4- الحداد والأسى: وضياع الأحلام والآمال واعتبار وجود هذا الطفل مرادف للموت أحياناً. 5- الانسحاب: عن الأصدقاء والأقارب والبعد عن المناسبات الاجتماعية تلافياً لنظرة الآخرين لطفلهم المعوق. 6- توقعات متدنية حول التحصيل: حيث يقللون من قيمة الطفل لدرجة انهم يتجاهلون أي خصائص إيجابية، والابتعاد عن البيت والانشغال بمسؤوليات يبقى معها طوال الوقت. 7- التقبل: وهو الخطوة الأخيرة نحو التوازن الأولي للوالدين ولذلك كان من المهم التعامل مع الآباء للوصول إلى شاطئ الأمان.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon