لا جدال أن التصوير الفوتوغرافي يعد ضمن إبداعات الفنون التشكيلية الحديثة لما تعكسه الصور من تأثيرات مباشرة و أخرى خفية على ذوقنا البصري والحسي والنفسي.
أما الإعلاميون فإنهم يضعون الصورة الفوتوغرافية على رأس قائمة الأدوات الإعلامية المؤثرة التي لا غنى عنها في نقل الحدث فهي الكلمة المرئية الناطقة لواقع حقيقي لا لبس فيه ولاشك. فيما يعدها العامة من الناس هيب الماضي والحاضر الدائم لسجل حياتهم ومسيرتهم. ومنذ أن دخل هذا الفن الإبداعي إلى العالم العربي في أوائل القرن الماضي والمكتبة العربية تفتقر إلى مراجع مهمة ومؤلفات يعود إليها هواة التصوير وحتى المحترفين لفهم ولاكتشاف هذا الفن الذي غالبا ما يطلق عليه السهل الممتنع. هذا ما دفع الفنان المصور الفوتوغرافي عمر نصر الدين البحرة الذي عمل نحو 20 عاما في أكثر من مؤسسة إعلامية وثقافية في سورية بلده الأم وفي دولة الإمارات العربية كمصور ومصمم لأغلفة الكتب والمجلات إلى وضع كتابه (التصوير الفوتوغرافي خطوة نحو الأمام) والذي صدر حديثا عن جامعة الإمارات العربية المتحدة في أيدي قراءه ليكون مرجعا عربيا شاملا ومتكاملا في مجال فن التصوير الفوتوغرافي وتقنياته الحديثة. حيث يعد بحق من أهم الكتب المرجعية في هذا المجال التي يشهدها سوق الكتاب العربي منذ أكثر من عشرين عاما، ويحتوي الكتاب الذي يقع في 400 صفحة من الورق الثقيل والطباعة الفاخرة على 42 عنوانا رئيسيا يتناول فيها شرحا تفصيليا مدعما بالمخططات والصور الإيضاحية عن أجزاء الكاميرا العادية وخفايا وتقنيات الكاميرا الرقمية. يبدأ الفنان عمر نصر الدين البحرة عناوين كتابه بمقدمة يستعرض فيها دافعه إلى إصدار كتابه إذ يقول: إن عجلة التقدم العلمي أدت إلى تطور هائل في صناعة آلات التصوير العادية والرقمية المزودة بعشرات من البرامج والتقنيات التي تختصر زمن تعلم فن التصوير إلى دقائق معدودة مما تتيح لأي شخص حتى الأطفال منهم من التقاط الصور بكل سهولة. إلا أن ومع كل هذه التطورات و بعد أكثر من قرن من الزمن على اختراع آلة التصوير فإن المصور الحقيقي مازال من العملة النادرة حيث أن زيادة التقنيات تتطلب فهما اكبر كي يتمكن من استخدامها من خلال العدسة. أفرد الكاتب أجزاء واسعة ومفصلة من كتابه عن أنواع الكاميرات العادية والرقمية حسب الشركات المصنعة وحسب حجم الفيلم الخاص بها ونوع استخداماتها و التطرق إلى أنواع الكاميرات ذات الاستخدامات الخاصة بالتصوير العلمي، والكاميرات الخاصة بالتصوير الجوي والمستخدمة تحت الماء مبينا محاسن ومساؤى كل منها، وطرق استخدامها و التعريف بأجزائها. و يعطي الكتاب معلومات مفصلة عن أنواع العدسات وتسمياتها ومواقع استخدام كل واحدة منها حسب اللقطة المطلوبة و كيفية العناية بها وشرح عن مقياس التعريض الضوئي والمفاتيح المخصصة له وأنواع مقاييس التعريض الضوئي وعمليات التحكم بالتعريض الضوئي، وتحدث عن مسائل تتعلق بالتصوير الفوتوغرافي مثل المجال الديناميكي في الكاميرا والصور، عمق الألوان، عمق المجال والتحكم بعمق المجال. الكاميرات الرقمية التي أصبحت في السنوات الأخيرة في متناول الجميع لها حصة كبيرة من هذا الكتاب حيث يجد القارئ شرحا وافيا عن هذه الكاميرات بدءا بتهيئتها للتصوير و شاشة الرؤية الخلفية مرورا برموز أيقونات برامج استخدامها وشرح تلك البرامج وحتى عن البطاريات وأنواعها وتلك المخصصة للشحن والمحافظة عليها، ولم يترك الكاتب جانبا إلا وذكره تفصيليا، حيث يبين كيفية شراء الكاميرا واستخدامات الأجزاء الملحقة بالكاميرا مثل (المرشحات و الفلاش وأجهزة الفلاش الملحقة) والأجهزة الأخرى المعدة لاستخدامات التصوير الرقمي مثل (بطاقات الذاكرة أو التخزين – أجهزة قراءة البطاقات – أجهزة مساعدة لحفظ الصور وبنك الصور) فضلا عن عملية نقل الصور إلى الكمبيوتر وأنواع الطابعات بشكل عام والمرتبطة بالكمبيوتر وعن تعديل قياسات الصور لطباعتها بالشكل الأمثل بواسطة برامج معالجة الصور وكذلك عن أنواع الماسحات الضوئية والمخصصة للأفلام الفوتوغرافية للطباعة والكثير الكثير من المعلومات التي يحتاجها المصور المحترف والهاوي.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon