أريد عطلة!

 خاص: نساء سورية 

أستيقظ هذا الصباح لأرفع الغطاء عني كمن يرفع الكرة الأرضية، فيما ترقص الفوضى العارمة رقصتها الجنونية حولي، وتصيبني بنوبة من الهلع والذعر والثقل الذي لم أشعر به إلا مرة واحدة في حياتي. عندما لازمت غرفتي لشهرين متواصلين دون مشاركة أحد أي شيء، منقطعة عن العالم، مستلقية في فراشي، فاقدة القدرة على الحراك والتفكير والأنسنة. وذلك بعد مرحلة مزدهرة من الصراع مع أهلي الذين كان حري بهم أن يوفروا كل ذلك الهدر واللغط، ويدفعوني قدماً إلى الأمام لتحقيق مستقبل مشرق!!.
ربما كان هذا الدواء الذي اضطررت لتناوله في مرض عارض! فالدواء هذا يسحب طاقاتي الفذة.. ويحولني إلى ما يشبه القماش البليد، ويصيبني بالدوار.. أنواع كثيرة من الدواء زينت غرفتي فجأة بألوان زاهية، وتتطلب التزاماً صارماً بمواعيدها المنتظمة..
ليتني أستطيع التخلف عن كل شيء! التنظيف والغسيل والطبخ والدورات التدريبية والعمل ومواعيد الأصدقاء والرياضة...
ليتني أستطيع الاسترخاء شهراً كاملاً (مثلاً) دون الاحساس بتأنيب الضمير!
كيف أقنع قدمي البربريتين بالتوقف عن سحبي في الأرض خلف الأوهام؟! وكيف أقنع روحي الشقية بالركون قليلاً قربي والاستماع إلى جسدي ينتفض ويتنفس بصوت مسموع لا تخنقه الضجة اللانهائية؟! وكيف أقنع عقلي المشدود كوتر الأحداث الراهنة أن يغفو ويغض النظر؟!
ربما لم يكن الدواء هو السبب!!
ربما كياني الذي يتداعى وحيداً وينزف ألقه الذي كان..!!
وربما فقدان الشهية للحب.. وللمعجزة..!!
مهما يكن، فإن ما أطلبه ليس صعباً.. وليس ذهباً ولا لبن عصفور..!!
كل ما أطلبه هو.... إجازة طويلة!!
إجـــــــــــــــازة طويـــــــــــــــلة...!
لكن.. أليست أمنية مستحيلة؟!

7/5/2005
  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon