تتوجه المرأة للعمل كأي فرد من أفراد المجتمع، وأياً كانت الأسباب التي دفعتها إليه فإننا نتوقف عبر تحقيقنا هذا أمام ظاهرة باتت تشكل كابوساً بالنسبة للعديدات في القطاعين العام والخاص، أَلاَ إنها ظاهرة التحرش الجنسي التي يمارسها بعض الرؤساء أو المديرين المباشرين على موظفاتهم، وهي معادلة لا يتساوى فيها الطرفان، فنحن نتحدث بكل بساطة عن: رئيس ومرؤوس، الأمر الذي يضع المرأة أمام أحد خيارين: المسايرة أو ترك الوظيفة.. وهنا نسأل: لماذا تتحول أحياناً مهمة المرأة في عالم الوظيفة عندنا إلى الدفاع عن شرفها أو تسليمه فقط؟!، ولماذا لا تنحصر مهمتها -كما هو الحال مع الرجل- في إثبات جدارتها وتحقيق ذاتها وكسب قوتها كعضو عامل نافع في هذا المجتمع!!.. في هذا التحقيق لسنا نقصد أولئك اللواتي يستسغن الإغواء أو يتسببن في حدوثه من منطلق وصولي خارج عن الأخلاق يزيد من وجود أمثال هؤلاء المديرين ضعاف النفوس بشكل يكاد يجني على كل الشريفات البريئات، في الوقت نفسه لسنا نقصد من تحقيقنا هذا التعميم، فليس كل المديرين متحرشون وليست كل الموظفات مغرر بهن.. فلنبدأ التحقيق.. حنان، 25 عاماً، كانت تعمل في أحد المكاتب السياحية تقول: اضطررت للعمل بعد وفاة والدي لأعيل والدتي وأختين لي، وفي عملي الأول عانيت من تحرش مديري بي، وهو رجل خمسيني متزوج، وصل الأمر به إلى الاحتكاك بي وتلمسي ذهاباً وإياباً، ورافق ذلك معاملة لينة منه أحياناً وقاسية أحياناً أخرى كنوع من التحضير للضربة القاضية، وبدأت المخاوف والحيرة تشغلني، فإما أن أصده وأوجهه للهدى وإما أن أفقد هذا العمل الذي أوجدته بصعوبة بالغة وأنا في أمس الحاجة إليه.. ما زال بدني يقشعر إلى اليوم لمجرد تفكيري بأنني كنت على وشك الاستسلام والانصياع لولا أنني أطلعت صديقتين لي على الأمر فوجدتا لي عملاً آخر. هالة، 33 عاماً، عملت سابقاً في عدة شركات خاصة وفي مؤسسة عامة دون تثبيت، تعمل حالياً في الأعمال الحرة، تقول: اضطررت للعمل في عدة أماكن لأعيل أبنائي الثلاثة، وفي كل مرة كنت أتعرض للتحرش بطريقة أو بأخرى من قبل أرباب العمل ومديريه على اختلاف أعمارهم، جميعهم كانوا يبدؤون بالملاطفات الكلامية التي تتدرج إلى دعوات لغداء أو عشاء أو سهرة، وعلى الرغم من أنني كنت أرفض بطريقة مهذبة كانت المتاعب تنهال عليّ، فأقوم بكثير من العمل الإضافي دون مقابل مادي، وأواجه الكثير من الضغوطات والتوبيخ دون مبرر أو ذنب اقترفته، وأُحرم من المكافآت والترقيات، إضافةً إلى عبوس المديرين في وجهي وتحقيرهم لكل ما أقوم به من عمل.. لن أنكر أنني في وظيفتي الأخيرة ضعفت قليلاً، قلت لنفسي: 111كفاني بهدلةً وتنقلاً من عمل إلى آخر، أ أترفع وأنا مضطرة للعمل من أجل لقمة العيش؟!، فما المشكلة إن أنا سايرت قليلاً؟ إنها مجرد دعوة للغداء في مكان عام وهذا لن يضرني222، فوافقت على بعض الدعوات التي كان مديري يُلح عليّ بها، لكنه لم يكتف بهذا، فقد تطورت دعواته العامة إلى دعوات خاصة، فقد بدأ يطرح علي فكرة مرافقته إلى منزله الخاص الذي لا تعرف زوجته به، وبسبب إصراري على الرفض طرح علي فكرة الزواج العرفي فتهربت من الأمر، غير أن تحرشه بي تطور لاستخدام يده، فقد فوجئت به مرة يضع يده على فخذي، الأمر الذي جعلني أصحو!، وعندها قررت أن أسعى لأكون سيدة نفسي، فاستدنت مبلغاً من المال من أناس هداهم الله لمساعدتي، وبدأت أتاجر في بيع الملابس التي أجلبها من أسفاري، لقد وفقني الله، وهذا خير من أن أتاجر بشرفي. منى، 23 عاماً، عازبة، تعمل سكرتيرة في مصنع لإنتاج المواد الغذائية، تقول ضاحكة: جئتِ في الوقت المناسب!.. لقد تسلمت عملي منذ خمسة أشهر.. في الشهر الأول سارت الأمور على ما يرام، وفي الشهر الثاني بدأ مديري يكثر من الثناء ليس على عملي وإنما على لون أحمر شفاهي أو ما أرتدي من ملابس، وكنت أشكره بكل رسمية وأواصل عملي، في الشهر الثالث بدأ يمطرني بالهدايا ويصرف لي المكافآت، وفي الشهر الرابع سألني إن كان ثدياي طبيعيين أم محشوَّين!!.. حالياً لدي عرض واضح وصريح يطلب مني فيه أن أكون عشيقته!، وطبعاً لن يحوز مني ما يريده، سأواصل عملي بكل برود ريثما ييأس أو يُصدر بنفسه قرار الاستغناء عن خدماتي. (المجابهة أو المواجهة كثيراً ما تنقلب على رأس المجني عليها بطريقة أو بأخرى، وقد لا تسلم الضحية دائماً).. خلود، 30 عاماً، تعمل في شركة خاصة، تقول: لقد بدلت ثلاث وظائف بسبب هذا الأمر، أنا لا أُجابه خشية الشوشرة أو الفضيحة فنحن في مجتمع يلقي باللوم على المرأة دائماً في مثل هذه الأمور مهما كانت ملتزمة ومحتشمة، لذا فإنني كنت أنسحب في كل مرة دون إخطار مني لرب العمل.. (وتستطرد بغضب): ولماذا أخطرهم؟! فهم يعرفون ما فعلوه جيداً. ريم، 24 عاماً، عاطلة عن العمل، كانت تعمل في إحدى المؤسسات الحكومية دون تثبيت، تقول: في أول عمل لي وكان الأخير، تعرضت للتحرش من قبل مديري المباشر وهو رجل أربعيني أصبح لاحقاً مديراً عاماً للمؤسسة نفسها.. لقد بدأت التحرشات بعرضه إيصالي بسيارته إلى منزلي أو مرافقته في مشاوير سريعة على حد قوله كان يقوم بها أثناء الدوام، فتهربت من الموضوع بلباقة.. كثيراً ما كان يَحضر شخصياً إلى غرفة مكتبي ليستدعيني إلى مكتبه أو يفعل ذلك عبر الهاتف، وعندما كنت أذهب إلى مكتبه لم أكن أجد سبباً وجيهاً لاستدعائه لي، فقد كان يمضي الوقت في أحاديث جانبية لا علاقة لها بالعمل، وكثيراً ما كنت أنسحب متذرِّعةً بأن لدي عملاً ينتظرني.. وفي إحدى المرات استدعاني إلى مكتبه فذهبت، فقال لي: أنا زعلان منك، فقلت له مستغربة: لماذا يا أستاذ، هل بدر مني شيء أزعجك؟!، فقال: أنا مريض جداً وأنت لم تطمئني عنّي، فقلت له بكل طيبة: صدقني يا أستاذ لم أكن أعرف ذلك، فقال لي: حرارتي مرتفعة، فهل تعرفين كيف يقيسون درجة الحرارة؟، فقلت بسذاجة تامة: هل أطلب أن يحضروا لك ميزان حرارة يا أستاذ؟، فقال: لا، هنالك طريقة أفضل لقياس درجة الحرارة، كل ما عليك هو الاقتراب مني ووضع شفتيك على جبيني وستعرفين عندها كم هي مرتفعة حرارتي، وتابع بخبث: وقد تخفضينها بنفسك.. فقلت له وأنا أنسحب من مكتبه مرتبكةً: عن إذنك فلدي عمل، وانصرفت.. بعدها حاولت تحاشيه مراراً وتكراراً، وهذا لم يردعه وإنما دفعه إلى تقصدي والتجني عليّ، لقد سلط عليّ موظفةً سليطة اللسان استبسلت في مضايقتي إلى أن حدثت بيننا مشكلة كبيرة تم على إثرها فتح تحقيق، ولأن هذه الموظفة مكلفة من قبل المدير بالتعرض لي، ولأنني مجرد موظفة بسيطة غير مُثبتةٍ في عملها رفضتِ الإذعان لتحرشات هذا المدير، فقد أثمر التحقيق عن قرار فصلي!.. لقد شعرت بالقهر والظلم وبأنني تعرضت لما أعده أسوأ أنواع الابتزاز!!، والغريب هو أن زملائي في العمل بدلاً من الدفاع عني وصفوني بـ111المشكلجية222، لكني لا ألومهم لأن مصلحتهم الوظيفية العمياء تطلبت ذلك، وطبعاً هذه التجربة السيئة جعلتني أصرف النظر عن فكرة العمل نهائياً، وما زلت إلى اليوم أدعو عليه، لا وفقه الله. رندا، 31 عاماً، تعمل سكرتيرة في أحد المكاتب الخاصة: إلى اليوم ليس هناك مضايقات لي من مديري الجديد فلم يمض على عملي هذا إلا 15 يوماً، لكن في عملي السابق تعرضت من مديري لمحاولة اغتصاب، كان ذلك في فترة الظهيرة، فقد ذهب الموظفون لتناول طعام الغداء وطلب مني المدير البقاء لإنهاء ورقة مهمة قال إنه مضطر لها، وحدث ما حدث!.. فجأة هجم عليّ وبدأ يقبلني ويتحسس جسدي عنوةً، وكان نصفه السفلي عارياً، حاولت ضربه وإبعاده عني بالقوة وأنا أصرخ، وبأعجوبة تمكنت من الإفلات من بين يديه والفرار، حتى إنني تركت حقيبتي هناك، بعدها أخبرت صديقة أمي بالأمر فوقفت إلى جانبي وتصرفت كما يجب، لم أخبر أهلي بما حدث لأن والدي كان سيثير شوشرة وفضيحة، وربما لن يسمح لي بالعمل مرة أخرى ولاسيما إنه وافق على عملي بصعوبة. إلهام، 20 عاماً، كانت تعمل في شركة أدوية: لقد تعرضت لشبه اعتداء جنسي من مديري البالغ من العمر نحو 60 عاماً، لم أكن أتوقع منه أن يقوم بمثل هذا الفعل الذي لم تسبقه أية مقدمات أو تلميحات إضافةً إلى أنه بعمر جدي!، لقد فوجئت به وأنا أطبع بعض الأوراق على الحاسوب يشدني من قميصي ويطرحني أرضاً ويستلقي فوقي، وما أنقذني يومها هو أن عملية القذف تمت قبل أن يتمكن من إتمام فعلته، لقد انهارت أعصابي وشعرت بتقزز كبير، بدأت أشتمه وألعن الساعة التي عملت فيها عنده، أما هو فأخذ يعتذر ويطلب مني ألا أبوح لأحد بما حدث، وغادرت المكان.. في اليوم التالي فوجئت باتصال من صديقتي التي أوصت بي للعمل عنده تطلب مني فيه منزعجة أن أعيد للرجل هاتفه النقال وبعض أغراض المكتب التي ادعى أنني سرقتها، فجن جنوني!، قلت بيني وبين نفسي: أ يريد هذا العجوز أن يجني علي مرتين؟! ضربني وبكى سبقني واشتكى!، وهنا أتتني الحنكة من السماء، قلت لها: حسنٌ، سأعيد له أغراضه ولكن قبل ذلك أحضري لي طوقي الذهبي، ستجدينه غالباً على الأرض عند طاولة مكتبي، فإن لم يكن هناك فمؤكد أنك ستجدينه عند هذا العجوز، وبالفعل أحضرت صديقتي الطوق لي، وعندها رويت لها ما حدث، وكان الطوق المقطوع هو دليل براءتي. منتهى، 29 عاماً، كانت تعمل في شركة خاصة تستورد بعض المواد الغذائية، تقول: في عملي السابق كانت الأمور تسير على ما يرام إلى أن جاء يوم انقلبت فيه كل الموازين، فقد تغيبت زميلتي في المكتب عن العمل بسبب مرض ألم بها، فطلب مني المدير القيام بأعبائها ريثما تعود، الأمر الذي جعله يكثر من تواجده في غرفة مكتبي بحجة متابعته لسير العمل، وبقينا هكذا عدة أيام، لم ألحظ عليه شيئاً خارجاً عن الآداب والأصول ولم يصدر منه ما يضايقني، وبعد نحو أسبوع جاء في نهاية الدوام المسائي إلى غرفة مكتبي، قال لي: لقد أتعبناك معنا كثيراً، فقلت له: لا، فهذا واجبي، وبدأ يخوض في أحاديث كثيرة، وفجأة قال لي: نفسيتي تعبة جداً، هل ترافقينني إلى مكان نتعشى ونحتسي فيه بعض الشراب؟، فاعتذرت منه بحجة أنني لا أستطيع أن أتأخر عن المنزل وأنني غير معتادة على الخروج دون أهلي، فسألني أن يوصلني بسيارته، فأخبرته بأن أحد أقربائي سيأتي ليقلني إلى منزلي، لكن يبدو أنه رآني يومئذ وأنا أصعد إلى أحد 111السرافيس222 عندما انصرفت، الأمر الذي ضايقه وجعله يتصرف معي بعدها بجفاء.. عندما عادت زميلتي إلى العمل بدأت الأمور تسوء أكثر، فما إن وصلت استدعاها المدير إلى مكتبه، وبعد نحو ساعة خرجت من عنده وعلى وجهها ابتسامة عريضة، ومنذ ذلك اليوم بدأ المدير بتحويل جميع الأعمال التي هي من اختصاص زميلتي إليّ بحجة أنه كلفها بأمر مستعجل سيحتاج منها إلى وقت وجهد، لكن هذا الأمر المستعجل لم يكن أكثر من إمضاء زميلتي لجل وقت الدوام وهي في مكتب المدير تضحك وتحتسي القهوة أو المتة وباقي الوقت تمضيه بالحديث عبر الهاتف أو بتقليم أظافرها، ومرة رأيتهما معاً في سيارته، فقلت بيني وبين نفسي: إن الأمر لا يعنيني وكل واحدة حرة بما تفعله بنفسها، وعملت بصمت، وكان تحدياً كبيراً بالنسبة لي، كنت أنجز عملي وعملها بسرعة شديدة وبمهارة لم تترك له سبيلاً لتوبيخي، وكلما أنجزت العمل أسرع كلما زاد من إلقاء عمل إضافي على كاهلي، وفي غضون أيام قليلة أصبحت أقوم بمهمة المحاسبة والترجمة والسكرتارية والسنترال، كل ذلك لقاء المرتب نفسه، والمضحك في الأمر أنه في كل مرة بعد أن ينتهي من إملاء مزيد من الأوامر والأعباء عليّ، كان ينظر باتجاه زميلتي ويسألها مبتسماً إن كانت مرتاحة أو إن كانت بحاجة إلى أي شيء، أما المكافآت في نهاية الشهر فقد كانت تنهمر على زميلتي وعلى الآخرين بشكل متفاوت ولا يسقط من قائمة المكافآت إلا اسمي أنا، ومع كل هذا صبرت، لكن صبري لم يردعه أو يدخل الشفقة إلى قلبه وإنما استفزه وأثار حفيظته، ففي يوم من الأيام جاء غاضباً وأخذ يصرخ في وجهي وهو يوبخني على سوء تنظيم الأرشيف، فقلت له بهدوء شديد إن الأرشيف ليس من اختصاصي وإنه لم يكلفني به، فزاد صراخه في وجهي أكثر مدعياً أنه ليس من المفروض أن يطلب مني ذلك وإنما علي أن أقوم بكل ما يجب أن يقام به من عمل، وعندها طفح الكيل بي، قلت له وأنا أصرخ: أنا هنا لأقوم بمهمة محددة ولست خادمةً عندك أو عند أهلك، فجن جنونه وقال: أ تصرخين في وجهي؟!!، فقلت وقد انتابتني حالة هستيرية من شدة الظلم: نعم أصرخ وسأترك العمل لأنه لا يشرفني أن أعمل عند شخص ظالم وغير سوي مثلك. وهنا تدخلت زميلتي قائلة بسخرية: لا تعرها اهتماماً، إنها غيرانة ليس أكثر.. فتوجهت إليها وقلت غاضبة: غيرانة من ماذا أيتها الحمقاء البليدة؟!، بيدي أن أفعل مثلك لكن أخلاقي لا تسمح لي بذلك، أما أنت فلست أكثر من دمية يستخدمها لإغاظتي، فلا تصدقي نفسك كثيراً.. جوابي استفزها فشتمتني شتيمة لا تليق إلا بها، فاقتربت منها وصفعتها على وجهها، فاقترب ليبعدني عنها فركلته على أعضائه فأخذ يتلوى من الألم، أما أنا فتناولت حقيبتي وانصرفت بينما تجمع باقي الموظفين عند باب الغرفة مذهولين وقد شدتهم أصواتنا، ورغم أن شريك مديري في العمل اتصل بي بعد عدة أيام يطلب مني العودة إلى العمل وهو رجل شهم إلا أنني رفضت، ولست أعلم إن كانوا قد أخبروه بما حدث أم لا. (البعض يفضل اللجوء إلى مبدأ الوقاية).. سحر، 35 عاماً، ربة منزل، تقول: أنا متخرجة في الجامعة، لكن زوجي يمانع أن أعمل لخوفه من أن أتعرض لمثل هذا الأمر.. في البداية حدثت بيننا شجارات كثيرة بسبب رفضه هذا، غير أن التجارب التي روتها لي بعض الصديقات بينت لي أنه على حق، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك الكثير من المديرين الشرفاء أيضاً. (لا أحد يسلم!!).. جورجيت، 45 عاماً، متزوجة، تعمل في أحد المصارف الحكومية: أعترف بأنني لست جميلة، فأنا دون مستوى الوسط في المقياس الجمالي، لكن في الحقيقة بعض المديرين لا يعفّون عن واحدة!!، بل ويستغلون القوة التي تهبهم إياها مناصبهم للضغط على بعض موظفاتهم، وغالباً ما يبدأ الأمر بإطراءات بسيطة تتطور فيما بعد إلى عروض واضحة وصريحة!!. أخيراً، المسايرة أو الانسحاب أو حتى المجابهة جميعها لا تقدم حلاً جذرياً لهذه المشكلة، فمع غياب الرادع الأخلاقي عند بعض الأشخاص تبقى هذه المشكلة قائمة، ومع صمت الكثيرين والكثيرات تتفاقم هذه المشكلة يوماً بعد يوم، لدرجة أنها توشك أن تصبح أمراً بديهياً ومتوقعاً ودارجاً حتى أصبح من واجب كل امرأة أن تستعد له نفسياً وعملياً حين تفكر ولو للحظة بخوض مضمار العمل. إن التحرش الجنسي بجميع أشكاله يُعدّ جريمة يعاقب عليها القانون في جميع الدول المتحضرة، فمتى يُطبق فعلياً مثل هذا القانون في جميع دولنا العربية ولاسيما أننا أكثر الشعوب تحدثاً عن الأخلاق والشرف!..
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon