يأتي الزوج بغض النظر عن وضعه الاجتماعي في مقدمة من يمارس العنف ضد المرأة في البحرين، جاء ذلك في دراسة اجراها المجلس الاعلى للمرأة مؤخرا. وأثبتت أن الازواج يمارسون الاغتصاب ضد زوجاتهم كوسيلة للإهانة والعقاب. كما كشفت الدراسة وجود علاقة بين دخل الزوج الشهري والعنف الجسدي الذي يمارسه على زوجته، حيث ترتفع نسبة حالات الاساءة في الاسر ذات الدخل المنخفض. ويعمد معظم الرجال الى قطع المصروف الشهري عن زوجاتهم كوسيلة للعقاب. الا ان الرجال الأغنياء يستخدمون العنف اللفظي بنسبة اكبر من الفقراء. واظهرت الدراسة انه من خلال الحالات التي تمت دراستها تعرضت12.1 في المائة منهن الى التعنيف اللفظي، 11.6 في المائة من الحالات كانت تقليل الاحترام والتحقير، بينما تعرضت 9.3 في المائة منهن الى الازدراء و صعوبة التواصل والضرب والطرد من منزل الزوجية. واكدت الدراسة على ان السبب الرئيسي لكل حالات العنف الممارس من قبل الرجال كان بهدف إظهار السيطرة واثبات سطوة الرجال الاجتماعية على النساء، بالاضافة الى تأثير التفسير الخاطىء لمفاهيم الدين الاسلامي بجواز ضرب الرجال للنساء لتقويم سلوكهن. وتعمل النساء المستقلات اقتصادياً والحاصلات على مستوى عالي من التعليم على مقاومة هذه السيطرة غير الطبيعية للرجال والعلاقة غير المتوازنة بين الطرفين. الا ان الدراسة اظهرت ان الكثير من حالات التعنيف التي تتعرض لها النساء هي بسبب نجاحهن وتفوقهن اقتصادياً على ازواجهن. وقد وجهت احدى النساء اللواتي اجريت عليهن الدراسة اللوم الى الامهات اللواتي لهن الدور الاكبر في تحويل ابنائهن الى ممارسين للعنف عندما يكبرون من خلال القيم الخاطئة التي يغرسنها فيهم منذ الصغر عن كيفية معاملة الجنس الآخر. ويعتبر العنف الجنسي اكثر انواع العنف الممارس ضد النساء حيث يشكل نسبة 80 في المائة من حالات الدراسة. وقد عبرت النساء على انهن يلجأن الى ممارسه الاساءة اللفظية والمادية على ازواجهن كردة فعل لما يتعرضن له من اساءة وعنف جنسي. وبناء على احصائيات وزارة الداخلية البحرينية: فقد تم تسجيل 1344 حالة عنف اسري خلال الفترة ما بين 2001 – 2004 ، منها 649 تحرش جسدي، و610 اعتداء، 17 اغتصاب، 7 محاولات اغتصاب، 6 خطف، 1 محاولة خطف و7 حالات تحرش. كما تم تسجيل 695 حالة اعتداء لفظي، و134 حالة تهديد و3 حالات تحريض على ممارسة الرذيلة. ربما تختلف درجة العنف الممارس ضد النساء واسبابه من مجتمع الى آخر، الا انه واقع مرفوض يجب العمل على تغييره، ففي مجتمع يدعي المساواة في الحقوق والواجبات بين افراده.. يصعب القبول بحق شخص لممارسة العنف ضد شخص آخر بسبب كون الاول ذكر والآخر أنثى. ان الخطوة الاولى على طريق تمكين المرأة من ممارسة حقوقها وتأكيد مكانتها الصحيحة في المجتمع هي وقف كافة اشكال العنف تجاهها..
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon