أطفال الرقة يصعدون إلى القمر..

خاص: "نساء سورية"

كل المستحيلات تصبح ـ في حالة الفرح ـ بمتناول اليد، وخاصة فرح الأطفال، ومشكلة الأطفال تكمن في أن القائمين عليهم لم يبقَ في نفوسهم من طفولتهم ما يؤهلهم للتعامل مع الأطفال !.
إلا أن محافظة الرقة ـ على ما يبدو ـ ستغاير المألوف، وتمنح الفرح فرصة الدخول إلى قلوب أطفالها والمكوث هناك.. وذلك من خلال مركز البحوث والدراسات المستقبلية.
فهدفنا الأوحد ـ في هذا المركز ـ خدمة الطفولة والسير بها إلى بر الأمان.
استيقظت المحافظة على صباح مغاير أشرقت فيه الشمس على أكثر من مائتي طفل من شرائح اجتماعية مختلفة، وجدوا أنفسهم في كنف برنامج ثقافي اجتماعي ترفيهي؛ نظر إليهم القائمون عليه على أنهم كائنات اجتماعية حرة مستقلة، تحتاج إلى الرعاية والعناية والتوجيه, فانطلقوا في فعاليات لم يسبق لهم أن قاموا بها من رحلات إلى معسكرات رسم إلى تشكيل كورال غنائي، يتخلل ذلك استطلاعات ميدانية واختبارات سلوكية لفعاليات الأطفال وتفاعلاتهم مع بعضهم البعض، وبينهم وبين أنفسهم، فقد وجهنا عشرة أسئلة إلى مائتي طفل، ثمانية وستون منهم أيتامٌ، وقد تناولت هذه الأسئلة رغبات الطفل وميوله في المدرسة والبيت والحياة العامة:
1 ـ هل تفضل تدريس المعلم أم المعلمة؟
2 ـ هل تفضل أن تكون لوحدك في المقعد أم مع طالب آخر؟
3 ـ هل تفضل الكتابة بـ (قلم رصاص ـ قلم ناشف ـ قلم حبر)؟
4 ـ أي اللغات الأجنبية تحب أن تتعلمها (الإنكليزية ـ الفرنسية)؟
5 ـ أي المواد الدرسية تحبها أكثر (اللغة العربية ـ اللغة الأجنبية ـ الرياضيات ـ العلوم ـ مواد أخرى)؟
6 ـ هل تعتقد أن تعلُّم اللغة الأجنبية مفيد؟
7 ـ هل تجد صعوبة في تعلم اللغة الأجنبية؟
8 ـ أين ترغب أن تلعب (في الشارع ـ في الحديقة ـ في البيت)؟.
9 ـ ممن تطلب احتياجاتك: (من أمك ـ من أبيك ـ من أحد آخر)؟
10 ـ من الذي يختار لك لباسك (أنت ـ أمك ـ أبوك ـ إخوتك ـ أخواتك ـ أحد آخر).
وقد كان لنا معهم في معسكر الرسم لقاءٌ آخر هدفنا من ورائه إلى فتح آفاق جديدة في عالم الطفولة ومساهمة في تنمية إبداع الأطفال، وقد حمل المعسكر إسم (خيوط النور) أملاً بأن نفتح باب الفجر كي تطل خيوط النور من خلال ثقوب الوقت، لتكون شعاعاً للغد الذي نأمل أن يكون مغايراً لحاضرنا، غدٍ نطل عبره على العالم الجميل.
وكيما نصل إلى الحقيقة التي نأمل جميعاً بلوغها؛ تركنا الأطفال يرون العالم والأشياء بأعينهم هم وحدهم.

أهداف المعسكر:
1 ـ أن يعبر الطفل ـ من خلال رسوماته ـ عن ذاته دون قيد أو رقيب.
2 ـ المساهمة بتسليط الضوء على فعاليات الأطفال.
3 ـ تقديم بحث ميداني موثق لعلم النفس التربوي.
4 ـ محاولة اكتشاف القواسم المشتركة بين الأطفال من مختلف الشرائح الاجتماعية.
وقد قدمنا للأطفال المشاركين ـ والذين بلغ عددهم 60 طفلاً ـ ما يحتاجونه من أقلام وأدوات فأنجز كلُّ طفل لوحتين.
وستقوم على دراسة ما أنجزه الأطفال من لوحات؛ لجنة من المختصين بالفن التشكيلي وعلم نفس الطفل، بحيث تقدم تلك الدراسات في المعرض الذي سيقام في 18 /4 /2005 في صالة المعارض في المركز الثقافي العربي بالرقة.
وقد أعقب المعسكر في اليوم الثاني تدريبات موسيقية غنائية تهدف إلى دمج الأطفال اجتماعياً، وتشكيل كورال غنائي.
كما قام مركز البحوث والدراسات المستقبلية بحجز مدينة الملاهي لـ (222) طفلاً 86 منهم أيتام، يوم السبت9/4/2005 من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، مع تقديم وجبة فطور لهم.
وسيرافق معرض رسومات الأطفال الذي سيقام في 18 / 4 / 2005 مجموعة محاضرات:
1- (المرأة.. بين إسلام القلب وتغريب العقل) للأستاذ اسماعيل اللجي.
2- (دراسة سلوك الأطفال من خلال رسوماتهم) للأستاذ الفنان حسن مصطفى.
3- (أساطير وأوهام حول تعلم اللغات الأخرى) للأستاذ أحمد رشاد.
4- (الكسوف الأسري) للأستاذ إبراهيم الزيدي.

4/2005
  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon