دائماً كان التاريخ ينطلق من نقاط ارتكاز في الحياة، فالتقويم الهجري ينطلق من هجرة الرسول (ص)، والتقويم الميلادي يبدأ من اليوم الذي ولد فيه المسيح عليه السلام، وكذلك الحروب والكوارث الطبيعية والانهيارات الاقتصادية والسياسية، فالحياة بطبيعتها متجددة، وتجددها يشكل مفاصل تاريخية في حياة الإنسان. وقد عاشت محافظة الرقة نقلة نوعية هذا العام في آلية تعامل مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية مع الأطفال، بدأت بالندوة الفكرية التي حملت عنوان (أفراح الطفولة بالتفوق) واستمرت لثلاثة أيام في محافظة الرقة ومدينتي تل أبيض والثورة، ثم أعقبها (معرض الفنانين الأطفال الأول) الذي أقامته جمعية العاديات بالتعاون مع نقابة المعلمين ومركز البحوث والدراسات المستقبلية والمرسم للفنون الجميلة. وقد أعقب المعرض محاضرة ألقاها الأستاذ ابراهيم الزيدي مدير مركز البحوث والدراسات المستقبلية تحت عنوان (الأطفال ومادة الرسم) ثم جاء المعسكر البيئي الذي أقامته مديرية شؤون البيئة ومديرية الزراعة بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات المستقبلية، حيث بدأ المعسكر برحلة قام بها (47) طفلاً بالإضافة لمشرفين ومشرفات من مركز البحوث ومديرية شؤون البيئة ومديرية الزراعة، تعرفوا خلالها على المحميات الطبيعية في المحافظة، وما تضمه تلك المحميات من نباتات وحيوانات اٍضافة لجولة على شاطىء نهر الفرات، مع شرح مفصل لمفهوم البيئة، وارتباط الحفاظ عليها بالسلوك الحضاري للإنسان. وقد انتهت الرحلة ليبدأ في اليوم التالي معسكر الرسم الذي أقيم في قاعة الأطفال في مديرية الثقافة باٍشراف مديرية شؤون البيئة ومركز البحوث والدراسات المستقبلية، وقد شارك في المعرض (60) طفلاً، (13) منهم لم يشاركوا في الرحلة البيئية. وقد قام الأطفال برسم ما خلفته الرحلة البيئية في نفوسهم. وقد قام السيد عبد الرزاق الجاسم أمين فرع الحزب بالرقة والأستاذ القاضي محمد الحمود أمين شعبة المدينة بزيارة الأطفال في معسكرهم، وقد التقينا الأستاذ ابراهيم الزيدي مدير مركز البحوث والدراسات المستقبلية، وسألناه عن الهدف من اٍقامة هذا النشاط، والنتائج المرجوة منه، فأجابنا: القضية ليست رحلة بيئية أو معسكر رسم، نحن من خلال هذا وذاك نحاول أن نجعل الأطفال يحتكون مباشرة بمداليل المفاهيم على الأرض، بمعنى آخر نريد للأطفال أن يتعرفوا على المفاهيم ومداليلها، لأنهم اٍن لم يدركوا مداليل المفاهيم فاٍنها لا يمكن أن تصبح جزءاً من ثقافتهم، وبالتالي لا يمكن أن يصبح الحفاظ على البيئة جزءاً من سلوكهم، هذا بالنسبة للرحلة، أما معسكر الرسم فاٍننا نستطيع من خلاله أن نتأكد مما خلفته تلك الرحلة في ذاكرتهم، فالرسم واللعب الإيهامي والحلم، هذه النوافذ الثلاث هي النوافذ الوحيدة التي نستطيع من خلالها أن نطلع على لا شعور الطفل، فرسومات الأطفال وثائق نفسية من الدرجة الأولى، ومن أهداف المشروع أيضا: 1- أن يعبر كل طفل عن ذاته دون قيد أو شرط من خلال رسوماته 2- المساهة بتسليط الضوء على فعاليات الأطفال 3- تقديم بحث ميداني موثق لعلم النفس التربوي 4- محاولة اكتشاف القواسم المشتركة بين الأطفال من مختلف الشرائح الاجتماعية 5- التعرف على مواقف الأطفال من موضوع معين وفقا لبياناتهم المختلفة . وستقوم لجنة يشرف عليها الفنان التشكيلي حسن مصطفى بدراسة تلك اللوحات، واٍقامة معرض خاص بتلك الرسومات والدراسات في 17 نيسان المقبل.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon