"كانت أفظع تجربة مررت بها [في حياتي]. وفي لحظة من اللحظات تظاهرت بأنني مُت لأنني اعتقدت ... بأنهم عند ذلك سيتوقفون." باتريشا سكلي، التي تعاني من مرض عقلي، صُعقت بمسدس الصعق ما بين تسع مرات وخمس عشرة مرة أثناء احتجازها في السجن وفيما بعد بالمستشفى. دعت منظمة العفو الدولية اليوم الهيئات المكلفة بإنفاذ القانون في الولايات المتحدة إلى وقف استخدام أسلحة الصعق بالنبال ذات الصدمات الكهربائية بانتظار إجراء تحقيق مستقل وصارم وحيادي حوله. وأصدرت المنظمة تقريراً بعنوان "الولايات المتحدة الأمريكية : استمرار بواعث قلق منظمة العفو الدولية إزاء استخدام مسدسات الصعق بالنبال"، يتضمن تفاصيل الأبحاث التي أجرتها المنظمة حول استخدامها في الولايات المتحدة ويعبر عن القلق البالغ إزاء : * الزيادة الملموسة سنة بعد أخرى في عدد الوفيات المتعلقة بمسدسات الصعق بالنبال؛ * عدم إجراء أية دراسة مستقلة وصارمة حول الآثار الصحية المترتبة على أجهزة الصعق بالصدمات الكهربائية؛ * حقيقة أنه رغم بواعث القلق هذه المتعلقة بالسلامة، يستمر استخدام مسدسات الصعق بالنبال في الولايات المتحدة كأداة روتينية في استخدام القوة وليس كسلاح يشكل ملاذاً أخيراً؛ * استمرار ورود أنباء الاستخدام المفرط لمسدسات الصعق بالنبال، والذي يصل في بعض الحالات إلى حد التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. وقالت منظمة العفو الدولية إنه إذا واصلت الهيئات المكلفة بإنفاذ القانون في الولايات المتحدة استخدام مسدسات الصعق بالنبال، عليها ألا تستخدمها إلا كبديل للقوة المميتة. وقالت سوزان لي، مديرة برنامج الأمريكتين في منظمة العفو الدولية إن "تزايد عدد الوفيات في صفوف الأشخاص الذين يصعقون بمسدسات الصعق يجعل من الحاجة لإجراء تحقيق كامل ومستقل وصارم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى". وقد توفي ما يزيد على 150 شخصاً في الولايات المتحدة عقب صعقهم بمسدسات الصعق بالنبال منذ يونيو/حزيران 2001 -61 في العام 2005 وحده - وتستمر الأعداد في الارتفاع. وتعرض معظم الذين توفوا لصدمات متعددة أو مطولة. بينما في معظم الحالات ظلت الوفيات تُعزى إلى عوامل أخرى غير مسدس الصعق مثل "الهذيان الشديد" المرتبط بتناول المخدرات أو المقاومة العنيفة، وفي 23 حالة أشار الأطباء الشرعيون إلى أن استخدام مسدسات الصعق كان سبب الوفاة أو أسهم في حدوثها. وفي الحالات الثلاث التي وردت في العام 2005، ذُكر أن مسدسات الصعق بالنبال كانت سبباً رئيسياً للوفاة. وتعتقد منظمة العفو الدولية أنه ربما يكون هناك مزيد من الحالات التي لا يمكن فيها استبعاد مسدسات الصعق كعامل محتمل للوفاة. وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث حول الآثار الضارة المحتملة الناجمة عن الصعق بمسدسات الصعق على الأشخاص المهتاجين أو الواقعين تحت تأثير المخدرات أو الذين تعرضوا لصدمات متعددة أو مطولة. وتبين الأبحاث المتواصلة لمنظمة العفو الدولية حول استخدام هذه الأسلحة، بما في ذلك إجراء مراجعة للوفيات المتعلقة باستخدام مسدسات الصعق منذ إصدارها للتقرير السابق في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، أن معظم الذين توفوا عقب صعقهم بصدمات ناجمة عن مسدسات الصعق كانوا رجالاً عزلاً لم يبدُ أنهم يشكلون خطراً يفضي إلى الموت أو الإصابة البالغة عند صعقهم بالصدمات الكهربائية. وغالباً ما اقترن استخدام مسدسات الصعق باستخدام القيود والرذاذات الكيماوية التي تشل القدرة على الحركة. والأهم من كل ذلك هو أن أبحاث المنظمة أظهرت أن معظم الذين توفوا توقف قلبهم أو جهازهم التنفسي عن العمل في مسرح الحادثة. ولم تستوف الدراسات التي أُجريت خلال العام الماضي – منذ إصدار التقرير السابق لمنظمة العفو الدولية – معايير المنظمة الخاصة بالدراسات المستقلة والحيادية والشاملة. وكانت الدراسات محدودة النطاق والمنهجية، واعتمدت في معظم الأحيان على البيانات التي قدمها أحد صانعي هذه الأسلحة - تيزر إنترناشونال - وأقسام الشرطة نفسها. ولم تتضمن أي من الدراسات تحليلاً للوفيات الواردة في تقارير منظمة العفو الدولية حول استخدام مسدسات الصعق في الولايات المتحدة الأمريكية. وقالت سوزان لي إن "أية دراسة يجب أن تكون مستقلة عن أية مصالح تجارية أو أمنية وينبغي أن تجريها جهة مرموقة ومستقلة لا علاقة لها بأي صانع لأجهزة الصعق بالصدمات الكهربائية هذه." كذلك أعربت المنظمة عن قلقها من استمرار استخدام مسدسات الصعق "كأداة روتينية في استخدام القوة" عوضاً عن اعتبارها سلاحاً يُستخدم كملجأ أخير من جانب الهيئات المكلفة بإنفاذ القانون في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي بعض الهيئات المكلفة بإنفاذ القوانين، يُسمح باستخدام مسدسات الصعق لمجرد عدم امتثال الشخص لطلبات الشرطي. وقالت سوزان لي إنه "لمن المقلق جداً أن يستمر استخدام مسدسات الصعق في ظروف لا يشكل فيها المتهم تهديداً خطيراً لأفراد الشرطة وللجمهور أو لنفسه – وبخاصة نظراً لبواعث القلق الخطيرة المتعلقة بالسلامة المحيطة باستخدامه" وأضافت بأنه "لا يجوز أبداً اعتبار هذه الأسلحة خياراً ’متدنياً‘ أو ’متوسطاً‘ لاستخدام القوة". ويساور منظمة العفو الدولية قلق شديد إزاء تعريض جماعات معرضة للانتهاكات مثل الأطفال والمقعدين والنساء الحوامل والأشخاص المصابين بمرض عقلي للصعق بالصدمات الكهربائية أيضاً بواسطة مسدسات الصعق بالنبال - والذي يصل في بعض الحالات إلى حد المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو التعذيب. وقالت المنظمة إنها تظل تتلقى أنباء حول تعرض أشخاص للصعق بمسدسات النبال أثناء تكبيلهم بالأصفاد أو غيرها من القيود الفعلية أصلاً. كذلك تلقت أنباء حول استخدام مسدسات الصعق للسيطرة على أطفال المدارس المشاغبين أو غير المتعاونين. خلفية تشكل مسدسات الصعق بالنبال أسلحة كهربائية قوية تستخدمها أكثر من 7000 هيئة مكلفة بإنفاذ القانون في الولايات المتحدة من أصل 18000 هيئة. وهي مصممة لشل القدرة على الحركة بإدخال شحنة كهربائية قوامها 50000 فلط إلى جسد المرء. وتسبب النبضات الكهربائية تشنجات في العضلات التي تغطي الهيكل العظمي تؤدي إلى شل قدرة المرء على الحركة، وتجعله يسقط على الأرض. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2004 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً شاملاً يتضمن تفاصيل بواعث قلقها حول استخدام مسدسات الصعق بالنبال في الولايات المتحدة الأمريكية، دعت فيه إلى وقف استخدامها ونقلها بانتظار إجراء تحقيق مستقل وصارم وحيادي في استخدامها. انظر "الولايات المتحدة الأمريكية : قوة مفرطة ومميتة؟ بواعث قلق منظمة العفو الدولية إزاء حالات الوفاة وسوء المعاملة المتعلقة بأسلحة الصعق بالنبال"
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon