الكرة الأرضية

 خاص: نساء سورية 

لم أكن أعرف عيد الحب قبلك - فثقافة الحب الغربية والعربية ممنوعة حتى وإن كان العريس على عتبة البيت-
يومها جبت بفرح وشغف تلك الحديقة، جمعت بعض أوراق الشجر المتساقطة، وبعض الورود الزهرية (لا الحمراء)، رسمت بها لوحة ولونت عروقها بالأحمر القاني، وعلقتها على حيطان غرفتك التي كانت تشبه المهرجان..
اشتريت هدية صغيرة ببضعة ليرات، وحبست تلك العاصفة (الحب) في قلبي إلى أن تطل، فكدت أن أموت...
ثم أطل حبيبي وفي يده باقة بنفسج وكرة أرضية كتب على كل مساحتها (أحبك)
يومها أضاءت الغرفة المظلمة وتوهجنا معاً كالحلم.
ولأول مرة، عرفت أن الحب ينمو في الأقبية الرطبة ويعرش بصمت، وينساح نسغه مغطياً كل مساحات الكرة الأرضية..
لأول مرة، عرفت أن الحب يصنع..
وعرفت أيضاً أنه يصل إلى القمة، يتفاجأ بحدودها وأسوارها، فيذوي من جديد..
عرفت أن الكرة الأرضية معمرة بالقهر والقسوة والشوك.. وأن الذي ينجو بنفسه باتجاه الفضاء يموت سحراً..
أن الجوع والبرد من أهداف الحب النبيلة..
وأن الموسيقا وجع لا نهائي..
وأن الزمن يجردنا- في لحظة- كل أسلحتنا الحمراء..
ربما لأننا حالمون أكثر مما يوجب الحب والحياة!
وربما أن السماء أبعد بكثير-يا قامات السرو الناعمة-!
أو أن الحب -كما قال لي يوماً أحد أصدقائي المشاكسين- هو حالة لا بشرية، حالة ما فوق أرضية!
و أنا أقول أنه كالنجوم: ضوء خافت دافئ.. غريب.. لامع.. بعيد جداً.. قادم من زمن آخر..
والوصول إليه محال..
مع ذلك، فالمحاولة رائعة
ومغرية جداً.....

12/2/2005
  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon