حياة..

 خاص: نساء سورية 

بعد أن سلبتك الحياة كل امتيازاتك (عيناك اللامعتان، بشرتك البيضاء المشدودة، وجنتاك الورديتان، بطنك الولود،..)، تمددت هناك بلا أدنى ابتسامة ترفعين رايات الاستسلام من جديد!
لطالما رفعتها كثيراً كونك امرأة أولاً! وأماً ثانياً! ومواطنةً من الدرجة الخامسة ثالثاً..!
رأيتك بأم عيني تغيبين بعيداً.. تدخلين هالتك الخاصة الأقل تألقاً والأكثر ألماً وصمتاً.
مقتنعة أنه لا مفر في النهاية.. من وحدة أزلية تنبض بالبرد والقسوة..
ومع كل توسلاتنا إليك بالعودة، كنت تمدين يديك وتهزين رأسك بالأسف والرفض. ثم، ثم فجأة، يتخلخل عالمك وتردداته باعثاً فينا قليلاً من الأمل. فنضحك لك.. ونهلل كالمهرجين.. وتعرفين أننا نفتعل الضحك! فتنظرين، من زاوية عينيك، لائمة..
لذلك رجوتكِ كثيراً أن تتشبثي.. أن تقاتلي.. أن تديري وجهك للحياة وترفعي عينيك الذابلتين نحو خيوط الشمس الناعمة حولك..
أن تتذكري أن البحر ما يزال هناك بانتظار إطلالتك في الصباح الباكر.. وأنت تقومين برياضة المشي..
أن توقظيني معك لنذهب سوياً. فالبحر ضالتنا معاً.. والرياضة أيضاً..
لكني، يا صديقتي، عرفت مؤخراً شيئاً مهماً أردت أن أقوله لك، وأردتك أن تصغي إليّ كما كنت تفعلين سابقاً:
إن الحياة تؤخذ بالقوة. ومَن يريدها فليقاتل بكل خلية من جسده..
وإنه ما تزال هناك معارك كثيرة يتوجب خوضها بإشراقة من عينيك..
نحن الذين في العالم الحقيقي.. ننتظرك..

فهلا فعلت..؟!
أرجوك.....

26/2/2005
  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon