أكد مراقبون دوليون أن مؤشرات ظاهرة تهريب الأطفال في اليمن خلال هذا العام وصلت إلى معدل 50 ألف طفل وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 7 سنوات إلى 18 سنة. وقال المسئولون الدوليون في تقرير أعدوه أخيراً حول هذه الظاهرة أن نسبة الظاهرة مخيفة وحقائقها مقلقة, وأنه ليس لدى السلطات اليمنية أية مؤشرات حقيقية على هذه الظاهرة المتنامية. ووضع التقرير الذي رصدت معلوماته منظمة اليونيسيف حول ظاهرة تهريب الأطفال اليمنيين إلى دول الجوار خلاله نقاط رئيسية يمكن أن ينتهي إليه وضع عمليات المتاجرة وتهريب الأطفال إلى النتائج التي توصل إليها باحثون اجتماعيون قاموا بتقييم شامل للأوضاع الراهنة في مناطق "اختطاف" الأطفال المحددة, وأسوأها تهريبهم من منافذ العبور الحدودية إلى دول الجوار. وأظهر تقرير اليونيسيف في اليمن – حسب مصادر برلمانية لـ"الصحوة نت" أن عدد الأطفال المرحلين خلال أشهر يناير، فبراير، مارس 2004م فقط عبر منفذ حرض الحدودي بلغت 9 آلاف 765 طفل وطفلة هم ما بين 13-14 عاماً وبنسبة 30.5% ومن سن 15-16 عاماً بنسبة 20.3% ومن 11-12 عاماً بواقع 18.6% بينما سن 9-10 سنوات بنسبة 15.3% ومن 7-8 سنوات قدرت النسبة بحوالي 11.9% ومن 17-18 عاماً ما نسبته 3.4% , وأشارت البيانات إلى أن نسبة الذكور بلغت 96.6% والإناث 3.4% .
وذكر التقرير الدولي فيما يخص حجم المشكلة إلى أنها تكمن في إجمالي عام الأشخاص المرحلين عبر حدود حرض, ففي يناير بلغ عدد المرحلين 55.865 من بينهم 3797 طفلاً، أما في فبراير فقد تراوحوا إلى 39.770 من الأطفال ما يزيد عن 2227 طفل، وعن شهر مارس لهذا العام، أوضح التقرير أن 58.198 شخصاً تم ترحيلهم ومنهم 3741 طفلا، ووصلت نسبة النمو السنوية للأطفال المتاجرين بهم نحو 4.1%.
وعلمت (الصحوة نت) أن لجنة الحريات بالبرلمان تجري حاليا مناقشات مع المسئولين في وزارتي الداخلية والشئون الإجتماعية ومسئولين في بعض الجهات المتعلقة بتقرير منظمة اليونيسيف، غير أن المسؤولين الحكوميين تعاملوا مع وصف ظاهرة تهريب الأطفال والمتاجرة بهم بأنه "غير دقيق" - حسب مصدر برلماني - مطالبين بان توصف الظاهرة بـ"تسلل غير شرعي" بحجة أنه "تم تحت موافقة الآسرة".
وطالب مسؤول أمني بحسب ذات المصادر " بضم حراسة الحدود التابعة حالياً لوزارة الدفاع إلى وزارة الداخلية حتى تمارس مهامها بسهولة أكثر", وأكدت أن تقرير منظمة اليونيسيف مكتب اليمن في صنعاء الأكثر دقة وحيادية من حيث الوصف والأسلوب المتبع في عمليات المتاجرة وطرقها المتنوعة التي يصبح في الأخير "الطفل" في مرمى مهامه الجديدة مثل: التسول والسرقة وخدمة المنازل والإستغلال الجنسي.
وتكشف المصادر في البرلمان اليمني لـ"الصحوة نت" أن ظاهرة الأطفال اليمنيين المهربين خلال عام 2004م الجاري يتركز معظمهم على منطقتي حرض المتاخمة للحدود مع السعودية بنسبة 60.2% ثم منطقة أفلح الشام وسارع بمحافظة المحويت بنسبة 28%، وسجلت عموماً محافظات: المحويت، الحديدة، ذمار، إب، تعز، لحج وصعدة محافظات تنامى ظاهرة تهريب الأطفال اليمنيين لدول الجوار.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon