بيان جندري تمييزي

 خاص: نساء سورية 

ها أنا أعود من موعد لم أذهب إليه.. موعد سأذهب حتماً إليه يوماً ما...
ولكني قد لا أعود..
ذلك الغريب الذي أواعده يأخذ النساء ولا يعود بهن، وحتى النساء الشرسات كالقطط تعدن أشلاء، مزق نساء، نساء من طين وريح... الريح تعوي... ليبكي الطين..
مطفئاً النار الوحيدة.. ذات النار التي أوقدتها أمي ذات صباح شتوي بارد... وأطفأها الثلج..
ألم أمي لا يزال يسري في داخلي كرعشة أزلية.. يركن في زاوية من قلبي ينتظر ذوبان الثلج..
قلبي الذي لن يعرف الدفء أبداً منتقلاً في النار من ماء إلى ماء.. من صقيع إلى صقيع..
النار تكويني وترسم أجنحة لهبها على جسدي وفي أعماقي جبال من الثلج.. ظلام لانهائي..
الظلام الذي كان شبحي الآخر ووجودي الأكثر حساسية.. تجاه الأشياء..
الظلام الرائع الذي يخلفه الآخرون إذ يهجرونا بصمت... ويدعونا نتحرى العالم (كعميان) من جديد بمجسات جديدة تبدأ بالعتمة وتنتهي بضياء مبهر.. مبهر
وذلك السؤال الذي لا يذهب حتى يعود..
ذلك السؤال:
لماذا وجد العالم على هذا الشكل المريب... المختل..؟!
هذا العالم الذي يبدو للناظر إليه من قانون الجاذبية متوازن...
ومن قانون النسبية نسبي، بل تراكمي
لا لشيء..
فقط لأن أنشتاين وبينما كان يبني نظرياته وعلومه التي ستثبت نجوميته فيما بعد كان يعمل على تدمير شيء أكبر..
ذلك الشيء، كان زوجته..!
المرأة التي تقبلت كل حالاته المزاجية والخاصة وخياناته المتواصلة نذراً للعلم، مع أنها في تلك اللحظة آمنت بالعلم أكثر من أنشتاين نفسه، واستطاعت أن تخفي مشاعر الخيبة والألم عميقاً (في الغور المظلم ذاته) وبإتقان... ليعلوا اسم زوجها في فضاء النسبية..
هي التي توفيت قبله بحوالي عشرة سنوات، دفنت ودفن كل ذلك الأسى معها، بينما بقي أنشتاين على مدى التاريخ...
كثيرات دفن بنفس الأداء ولنفس الغاية، ليتم بعد ذلك تكريس مقولة (وراء كل رجل عظيم امرأة..)
(الوراء) الذي ستبقى فيه المرأة -مهما فعلت- إلى الأبد..
تلك المقولة التي كرست أيضاً أنه ما من امرأة عظيمة...فالمرأة.. امرأة مهما صالت وجالت..!!
لكنني لا أفهم كيفت قبلت المرأة على مدى التاريخ هذا (التشويه المتعمد) أو هذه الصفقة..!! واثقة أن أنانية الرجل هي التي دفعت به –دائماً- إلى النجاح على أنقاض وحطام امرأة في الظل..!!
ومن هنا أود أن أبني هذه النظرية الجديدة:
الأنانية التي تصنع العالم هي نفسها التي تقتل المرأة وتسقطها -سهواً وجزافاً- من على صهوة المجد..
و لو قدر للبشرية أن تخجل على نفسها وتعبر عن أسفها لذلك المخلوق (النسبي )! وأن تعيد بعد ذلك ترتيب الأمور من جديد.. فأرجو أن لا تتم تلك العملية بصمت ككل الصفقات في التاريخ..‍‍‍‍‍‍‍‍!!
وأنا بصفتي امرأة حرة، أرفض تطوراً سحقني ويسحق ملايين النساء كل يوم..
فمالذي تفعله النظريات لنا وبعد ملايين السنين..!!
هل تغيّر فلسفة القتل وتطورها..!!
هل تحدّث في إيديولوجيا القهر..!!
24/11/2005
  

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon