إلى الصديقة فلورانس أم رشا.. ماذا أفعل سأبقى اكتب عن النساء.. . أكلما وجدت أنثى أنوثتها أضاءني البرق من خصري واحرقني.. محمود درويش..
من إيف سان لوران.. وحتى لوريال.. إلى الماركات الوطنية المحدودة المنتشرة في كل بلاد الأرض كي تستهلك المرأة سلع المكياج والميكأب.. !! إلى روائح العطور للرجال والنساء.وأبهة اللانجوري.. في حضرة اللحظات الحميمية.. مرورا بأصناف اللباس تستر الجسد حتى نقي العري والشفافية التي تجعل الرجل يخر صريعا.. أمام.. ماذا في الواقع لم أعد أعرف.. جسد أم جاهزية جسد في بحبوحة معرفية بعد انتشار العلم بالجمال و التقليد بدء من السينما الأمريكية مرورا بأفلام البورنو.. وإعلانات السلع التي تملأ الشاشات التلفزيونية وصولا.. إلى رعشة ربما لاتستمر لحيظات.. !! والرجل يكذب
أقصد ليس كل الرجال بل هم فئة المثقفين الذين يحملون الهم الإنساني على أكتافهم وخصوصا في حرية المرأة وحقوقها.. إن الرجل العادي المنهك بيومياته.. عمله خبزه أو خبز أطفاله لا يتسنى له ان يرى نقي العري إلا يوم الخميس ليلة الجمعة.. أو السبت ليلة الأحد.. ولكن من أين لإمرأته المسكينة أن تقلد ما تشاهد في التلفاز صباح مساء..؟
عن أي أنثى يتحدث محمود درويش.. أنثى اللااشباع.. انثى الخيال الذي لا يتحقق وجماليته في انه لا يتحقق.. هي الأنثى التي يكذب رجلنا في أنها غير موجودة في مخيلته.. أبدا منذ الأزل وحتى الأبد.. إنها الحلم المحض.. وإن تغيرت مواصفاتها الخارجية من جيل إلى جيل.من أمرؤ القيس وصولا إلى شاعرنا نزار قباني.. السيد الحسي في آتون المتخيل الجمالي.. الذي أفرج عن نهد مخبوء في ثنايا الشام وحاراتها العتيقة كي يقول لنا إننا.. نعشق الجمال.. والدليل الدرامي لم يعشق نزار إمرأة غير جميلة طيلة حياته أقصد طيلة المسلسل, مما ذكرني بحمام القيشاني المسلسل السلسلة الذي لم يترك فنانة جميلة بالخلق أم بالصنع إلا وأحضرها لتتغنج على القناديلي والقناديلية, والذي أجاد فيه طلحت حمدي, يعني: ولو أن في الأمر ريبة إخراجية ما ولكنها تقترب من حقيقة الرجل المثقف.. حقيقته الانطولوجية حتى.. وهذا ما جعل المرأة في هذا العصر تركض خلف سلعة المكياج ركضا ربما يأخذ نصف راتبها إذا كانت موظفة.. أو فقيرة حتى.. الأولوية.. للشكل.. والشكل هو ابتسار للمعنى الجواني الذي كان في العصور الغابرة مكبوتا إلا على الزوج والأخ.. الخ تكثيف دلالي للحضور الأنثوي.. حضور الشكل لأن المرأة قد خرجت إلى الشارع إلى العمل إلى الظهور والظهور هنا يفترض الشكل اللائق أو الحسن أو اللطيف أو المحبب .. الخ الرأسمالية أخرجت المرأة للشارع وأخذت على عاتقها مظهر هذه المرأة كيف تلبس وكيف تتمكيج وكيف تنظر للآخرين.وكيف تأكل أمام الناس.كيف تمشي.ما هي الألوان المناسبة لكل مناسبة, ما هو الميكأب المناسب.. الخ وهذه هي لب الجاهزية التي نتحدث عنها, والتي باتت الآن جوهر العلاقة بين المرأة والعالم: ومن هذا العالم الرجل الذي تحب أو تعشقه أو هي زوجة له.. الخ
الآن الرجل تأكيدا لما نقول يحضر هدايا لحبيبته أو زوجته.. ماذا يحضر هدايا؟! صحيح هذا السؤال للنساء..؟ عطر أم ورد أم لباس..؟!
ولماذا هذه الهدايا منتشرة الآن..؟ أن يذهب رجلا إلى باريس ولا يحضر لزوجته عطرا باريسيا أو.. قطعة لباس.. سيصبح عاقا ومتخلفا.. الخ وهو يحضر لها.. كلما كانت جميلة كلما كانت الهدايا تحضر أكثر..!! لهذا هو كاذب.. وهناك رجال النزعة التحررية والذين كما هم يقولون: يركزون على عامل: العقل والثقافة والأخلاق الخ عند المرأة أما الجمال فيأتي لاحقا.. أو لا يأتي عند الأصوليين من ذوي الياقات البيضاء في حركة تحرير المرأة.. ونسيت أن أتحدث عن محلات بيع الورود والأزهار وكم تبيع في الفالانتين أو في أعياد الميلاد والمواليد والمناسبات الحميمية الخاصة.. إنها سلع العشق.. وسلع الرونق والمظهر.. .. وجاهزيات الجمال.. يكفي هذا لأن هنالك من يدق في رأسي.. وأين موقع الفقراء من غالبية البشر في كل هذا؟؟ عذرا لم استطع الاستمرار في الكتابة عن هذا الموضوع لأنني لم استطع الأجابة عن سؤال هذا الرجل المسكين الذي يدق رأسي بمعول خبزه الهارب منه.. نحو اللايقين..
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon