النخبة المستهدفة..عنما تتحدث عن المرأة وصنع القرار

في العام الماضي اقيمت بمناسبة يوم المرأة العالمي تظاهرة في ساحة عرنوس القيت فيها الخطابات وكان مقرراً عدة عروض فنية تتخللها اختزلت الى عرض فني واحد فلكلور وشعبي ومرت المناسبة بسلام مروراً عابراً.
في هذا العام كان مرور المناسبة يستحق التوقف عنده قليلاً ليس لان عنوان الاحتفال عالمياً( المرأة وصنع القرار) ونحن وضعنا جيد في هذا الاطار بل لانه كان وقفة تأمل حقيقية مع المرأة مباشرة حول ماتم تنفيذه وما يجب فعله وفعلاً تميزت هيئة الاسرة العام الحالي« باحتفالية» واحياء يوم المرأة العالمي.( ومر ايضاً عابراً في التغطية الاعلامية) حيث اقامت تسع ورشات حواراً في تسع محافظات.. كان لافتاً في مجمل تلك اللقاءات مايلي: ‏
اضافة الى الوجود الرسمي للمعنيين وجود رجال الدين( المسلم والمسيحي) وجود اعضاء مجلس الشعب والعينة المستهدفة ذاتها ولا اقصد النساء بقدر ماقصدت الفئة التي يمكن العمل معها مستقبلاً وحتى الشكاوى كانت من باحث عن حل وعلى اعتبار انني لم استطع حضور كل ورشات العمل. وحضرت فقط ورشتي عمل في طرطوس واللاذقية سأبدأ بنقل التفاصيل من اللاذقية كونها كانت خاتمة الورش ومنها يبدأ العمل كمافهمنا ادهشني فعلاً الحضور في ذلك اللقاء بنوعيته وبطرحه لكل القضايا التي تخص المرأة في عيدها العالمي. في معظم مثل هذه اللقاءات في المحافظات يأتي غالباً نوعان من الناس جزء منهم للبروتوكول والبريستيج وجزء يحمل مشاكل لم يجد مكاناً لبحثها ويعتقد انه بمجرد وجود مسؤولين معنيين وطرح المشكلة امامهم ستأخذ طريقها للحل. ‏
هناك في اللاذقية كان الامر مختلفاً جداً فالحضور كانوا محامين ـ محاميات ـ ناشطات جداً ـ مرشدات ـ تربويات ـ معلمات ـ مهندسين ـ نخبة مميزة من المجتمع، والورشة التي كانت ربما مقررة لمدة ساعتين من الحوار والنقاش امتدت ساعات ويبدو كما سمعنا منهم وفهمنا انهم يحملون مبادرات وافكاراً لمشاريع ويبحثون عمن يتهفم رسمياً او ربما يساعدهم في وقت ما. واطلت علينا مجموعة من الناشطات معظمهن محاميات ومحامون طبعاً يفكرون بمبادرات متنوعة كتشكيل جمعية او لجان تبحث في مشاكل النساء ويساهمون في ايجاد حلول لها سواء كانت قانونية او اجتماعية او انسانية. وفي اجواء كهذه بدت هيئة الاسرة المشجع والحامل لهذه المبادرات وبعد جلسة الحوار الساخنة قالت ممثلة هيئة الاسرة السيدة سوسن زكزك في اللاذقية كان الاختتام ويبدو انه من هنا سيكون العمل، قرروا ماذا تريدون ان تفعلوا وماذا يمكننا ان نساعدكم... والدعوة للجميع. ‏
في كل ورشة عمل كان هناك عرض لقصة امرأة في مركز القرار والى جانبه عرض لجمعية اهلية دور المرأة فيها وعرض اخر للاتحاد النسائي، اضافة لعرض هيئة الاسرة.. وهذه العروض ان دلت على شيء فإنها تدل على حرص حقيقي منها على تفعيل الشراكة والعمل مع الجميع كي يثمر العمل. فقدمت د. سهير الريس عضو مجلس الشعب تجربة الجمعية التي ترأسها وهي جمعية الساحل السوري لحماية البيئة. وقدمت السيدة نجاة بركات رئيسة الاتحاد النسائي في اللاذقية عرضاً حول عمل المكتب الفرعي. وتحدثت السيدة جوزفين نصار عن تجربتها في الوصول الى مركز القرار كعضوة في مجلس الشعب. ‏
ربما من المرات القليلة التي يتم فيها احياء مناسبة في تسعة ايام. ولكن لماذا الاصرار هذه المرة على اللقاء اياماً عديدة. ولماذا التأكيد على حضور رجال الدين في مناسبات كهذه.. هل هو فقط استعراض للانجازات ام مراجعة للحكومات والهيئات الرسمية لتتحرك بعدما عرفنا مشاكلنا وحفظناها عن غيب يبدو فعلاً اننا بدأنا بتحضير انفسنا للانتقال من مرحلة الخطابات والاستعراض الى مرحلة العمل والعمل فقط. هناك فرق بين من يأتي لحضور وسماع ماستقوله الحكومة وبين من يأتي ليطرح مبادرات وافكاراً عسى ان تلقى الدعم من الحكومة .. فرق بين الشاكي لمجرد الشكوى وحتماً لديه قضية وبين من يتحدث عن حلول ومبادرات وافكار للعمل بها.. فرق في الرؤية وفي تحقيق الهدف ومن هنا نقول بأهمية البحث عن الفئة المستهدفة في اي لقاء او حوار ‏
ـ المحامية ابتسام حسن قالت: زيادة نسبة المرأة المشاركة بمؤشر العدد ليس كافياً.. نريدها في مركز القرار بكفاءات حقيقية وليست بقرارات. ‏
ـ د. صباح ونوس قالت: اهم شيء في وصول المرأة الى مركز القرار قرارها هي ونرى الكثيرات لايطمحن الا ان يكن ربات بيوت. ‏
ـ المحامي عيسى ابراهيم قال: مفهوم الذكورة المشوهة ينتقل الى الانثى وتعيد انتاجه. ‏
ـ المحامية مها العلي: لتصل المرأة الى موقع القرار يجب ان تتحرر من ذاتها. ‏
ـ اميمة سعيد قالت: علينا تفعيل ثقافة الحوار والثقافة المجتمعية تبدأ من الاسرة الى المدرسة الى المجتمع. ‏
ـ المهندسة احلام اختيار: نحتاج لجهات تدعم وتدرب النساء على المشاركة كالجمعيات الاهلية. من خلال عملي وجدت الاعلام لايأخذ دوره في توعية المرأة. وارى المشكلة ليست في القوانين بحد ذاتها بقدر ماهو في تطبيقها. ‏
ـ المحامية رنا زهيري قالت: من خلال تجربتي مع المجتمع الاهلي وجمعية تنظيم. الاسرة وجدت هناك غياب وعي قانوني كامل في الريف وخصوصاً لدى المرأة. ‏
ـ المحامية وجيهة عروس تساءلت ماهي فاعلية المرأة في مركز صنع القرار؟ ‏
ـ د. سوسن ضاهر قالت: تطرقتم للامر من جهةقانونية وتجاهلتهم البيئة الاجتماعية. ‏
ـ الشاعرة وفاء اسماعيل: قالت هل قاربنا الواقع.. قاربنا الحقيقة لو أجرينا احصاء لواقع النساء نراهم يعانين مادياً وهذا يشجعنا على طريق خاطئ علينا ان نبحث عنها ‏
المحامية شوق عثمان قالت: لابد من الابتداء بالتجارب الحضارية كصندوق النفقة واعلنت انها مع مجموعة اخرين يفكرون بمبادرة ما للتوعية القانونية او الترافع المجاني عن النساء... واضافت الحقوق لاتعطى الحقوق تؤخذ. ‏
ـ يوسف حسن عضو مجلس الشعب قال: اريد ان اسأل من الذي يمنع المرأة من اخذ دورها ؟ اذا كانت الانظمة والقوانين تسمح بذلك وتساوي بين المرأة والرجل والقوانين لاتحدد نسبة التمثيل في مراكز القرار ـ للمرأة.
ـ المحامية ابتسام حسون: العدد ليس كافياً للمرأة ونقترح تغيير القوانين التمييزية واصدار قانون حديث للجمعيات ديمقراطي واعتماد مبدأ الكوتا. ‏
مفتي اللاذقية قال: الدين الاسلامي جعل المرأة نصف المجتمع « النساء شقائق الرجال في القرآن« لهن مثل ماعليهن» ونؤكد على التكامل بينهما. ‏
اما الاب فقال:« لا رجل ولا امرأة، لاعبد ولاحر الجميع واحد في المسيح بولس الرسول. ‏
ـ منى السيد جمعية المدى الاجتماعية قالت: لابد من خطة اعلامية محددة لمحاربة بعض العادات والتقاليد المعوقة للمرأة. ‏

3/4/2006


جريدة تشرين 

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon