ما زال "موسى" يناجي خالقه، لكن لمناجاته طعم الوظيفة التي تصطدم في أكثر الأحيان بجدار اسمه عدم وجود (الملاك) أو بتسمية أخرى تُدعى (الاعتماد) وهذا أمر لو حسبه "موسى" لطلب من خالقه فتح الاعتمادات بدل محاربة "البعليم".
لكن حرّاس "بعليم" شعبك يا موسى يسعون جاهدين لافتتاح (أملاك واعتمادات من خزينة الدولة للفساد) هذا واقع الحال وبات لا جدال بوجوده بل الجدال يقوم أحياناً حول زيادة هذا الاعتماد تحت عناوين و "روشيتات" كبيرة أوّلها صالح البلد وآخرها صالح البلد وبين صالحي البلد تمرّ المصالح الشخصيّة.
مطارح هذه الأملاك كثيرة ومتعدّدة سنتكلّم عن مطرح في هذا المقال فإن وصل ببرد وسلام والتقى أبونا إبراهيم عشيرته سنكون فيما يأتي اكثر دقّة وبتفاصيل واضحة وسنعرّج في مقالاتٍ لاحقة على أمكنة أخرى علّه موسى ينتفع بمناجاته.
المسرح.. نعم المسرح يا سيّدي وهو العملة الثقافية السوريّة المبدأ والمنشأ ولو حاول "أوزيب" صاحب "بعليم" شعبك يا موسى أن يحرق حروف "سانخونياتن" و "فيلون الجبيلي" وغيرهما ممّن أكّدوا أن قيامة اليونان كانت على أيدي الأحفاد السوريين. لم تستطع يا "أوزيب" بمحرقة "ابراهيم" أن تحجب الشمس ولا فرق إن كان "كبش التضحية" ابن هاجر أو ساره فكلاهما ابنا "ابراهيم" والجميع عرب أو سوريون ولا فرق بين التسميتين. ولم تستطع أن تمحو حروف مفردات ومصطلحات المسرح التي تشرح بنفسها أنّها إحدى لهجات العربيّة أو السوريّة (سريانيّة أو أموريّة أو عرباء).
لكن ما يدعو للتساؤل انّ الكثيرين يقولون عهد عبادة "البعليم" قد ولّت،. وما زلنا نصنع من أهوائنا "عجلاً" يجرّ لنا عربة الفساد تحت يافطات عريضة تؤمّن مصالحنا الشخصيّة. ويا للأسف لم نفهم من أدونيس وبعثه من جديد بعد (صراعه) مع "موت" إلاّ "بعليم" الذي لقّننا إياه "أوزيب اليهودي".
وأمراء مسرحنا فهموا هذا "الصراع- الـ دراما" بأنّه قتال لتأمين سبائك ذهبهم، ويدعوننا للقول "لله درّهم" فقد بنو الـ "ثياترو" الخاص بهم مدرّجاً من الخشب يهبط بالجمهور لدى أوّل احتجاج، ولم يفهموا معنى احتماء "اسخيلوس" بالـ "شوميلي- اسم الربّ" مذبح أدونيس من احتجاج الجمهور. بل دأبوا لتجسيد "بعليمهم" في كلّ مرّة يطلب من الـ "ديثرامب" الإجابة على تساؤل عريض "أين هو المسرح السوري؟!.."
فقد بات أمراء المسرح يقبضون على الـ " فروسينيوم سكيني" أو كما تلّقنوها باللاتينية "proscenium- skene" ليمنعوا على كلّ عضو في جمعيّة "تيوس ديونيس" الشعور بأيّ نشوة روحيّة تمنحه معنى الـ "satyroi" وقلب مفاهيم "تيوس الجدي" في الابتداء بالندب والنواح على الإله القتيل في "تراجيديا" شرب النبيذ الإلهي من دمه وتناول جسده لتتجسّد بعدها "القيامة- قوموثا" او كما يفهمونها "komodia" فكانت بشارة الروح بالعقل، والخير بالخصب والعطاء.
فأين بشارتكم يا من تربّعتم عنوةً على عرش من لا يعترف بعرش لـه بل كان وما زال يجب أن يكون مداده دم عطاء وإرادة خصب. أمّنوا حصونكم وزخرفوا يافطاتكم تحت آلاف العناوين التي تحكي الجسد بلا أيّ روح كي لا تتركوا مجالاً لروح "إبراهيم" أن تُنبت حياة خارج محرقتكم.
ملاك "البعليم" بات في ملككم تحكّموا به كما تشاءون. الإرث الحقيقي كبير عمره عمر الزمن العاقل، لكن كلّ ذلك لا علاقة لـه بملاككم فقط ذلك الاعتماد الذي يجعلكم ترفعون السياج حول "عجلكم" وتحتاطون عليه حتّى بأظافركم.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon