(يقول افلاطون: إن العلم تذكّر. واستطاعة الطفل على محاكاة عالم الكبار واتقان اللغة عظيم الأهمية في منحى إعداده لإستيعاب تقاليد ومعارف وإرث المجتمع. ولقد كان العرب قديماً يدفعون أبناءهم إلى البادية لأجل تكوين مخزونٍ لغوي لتحقيق التواصل بينهم وبين إرث أمتهم الثقافي) . مهارات التواصل المرجعي عند الأطفال: بداية يجب الإشارة إلى أن معرفة اللغة تحتاج إلى معرفة كيفية استخدامها، وهذا الاستخدام يتطلب مهارات وقدرات مختلفة، وهذه العلاقة عادة ما تقوم بين الفرد ولغته الأم، حيث أن مهارة المتكلم تتوقف - أولاً - على مخزونه اللغوي وعدد الترابطات التي يمنحه ذلك المخزون القدرة على صنعها " وبقدر ما يزداد مخزون الفرد من اللغة، يكبر نصيبه في صنع روابط مع الارتباطات اللغوية للمستمع " علماً أن قضية الروابط هذه ليست قائمة على المخزون اللغوي وحسب وإن كان هو الأهم، وبدونه لا يمكن أن يتحقق التواصل الإرجاعي، حيث أن المخزون اللغوي للفرد يرتكز على " الأداء التذكُّري " وعلى المستمع من حيث أن مهمة التواصل المرجعي الأولى - والأهم - هي صنع الترابطات مع الآخر، من هنا كان علينا دفع الأطفال إلى تحقيق ذلك التواصل ليس من أجل الآخر - أياً كان هذا الآخر - بل من أجل تجذير مهارات الأداء التذكري في نفوسهم من جهة، وإدراك مفاهيم اللغة ومدلولاتها إدراكاً يمكنهم من فهم أبعاد التواصل مع الآخرين من جهة أخرى، وبذلك يكونون قد حققوا حضورهم الاجتماعي والمعرفي، الذي سيقوم عليه وجودهم منذ بداياتهم الأولى، مع التماحك مع الآخر عبر البيت والشارع والمدرسة.
والسؤال كيف ندفع بالأطفال إلى تعلم تلك المهارات؟ لا نستطيع الاجابة على هذا السؤال: إلاّ إذا تعرفنا على مستندات تلك المهارات ولتمييز خصائص المثير المرجعي. 1- يجب أن يتلقى الطفل المتكلم أكثر من إشارة من المستمع تدل على أن رسائله قد وصلت. 2- تعليم الطفل العمليات الاجرائية المشخصة التي تؤهله لمعرفة المقام الذي يتحدث فيه، وعلى رؤية العالم من وجهة نظر الآخر.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon